أقرَّ جيش العدو بمقتلِ جنديَينِ، واِصابةِ 3 آخرين، بينَهم اثنانِ بحالةٍ خطِرة، في مِحورِ نتساريم، وِإصابةِ 44 جنديّاً يومَي الاَحد والاثنين الماضيين، 14 منهم في قطاعِ غزّة. وأوضح جيش الاحتلال بمقتل جنديين من قوات الاحتياط في المعارك وسط قطاع غزة، وهما الرقيب أول (احتياط) نداف إلشانان نولر والرائد (احتياط) إيال أفنيون.
وفي الحادث نفسه الذي وقع وسط قطاع غزة، أصيب جندي احتياط آخر من وحدتهم بجروح خطيرة. وأسفر حادث منفصل وقع في جنوب غزة عن إصابة جندي احتياطي آخر بجروح خطيرة. وبهذا يرتفع عدد القتلى من الجيش الإسرائيلي جراء العمليات البرية في قطاع غزة إلى 316.
المقاومة الفلسطينية تتصدى لقوات العدو المتوغلة في مناطق متفرقة من القطاع
وتواصل المقاومة الفلسطينية تصديها للعدوان الإسرائيلي، واستهدفت تجمعات العدو في مناطق مختلفة، خصوصاً في رفح ونتساريم والشجاعية.
واستهدفت كتائب القسام دبابتي “ميركفاه 4” بقذائف “الياسين 105” في منطقة المخيم الغربي بمدينة رفح، وأشارت إلى ان مجاهديها رصدوا هبوط الطيران المروحي للإخلاء.
كما تمكن مجاهدو القسام من الاشتباك مع قوة صهيونية راجلة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح. ونشر الاعلام العسكري للقسام مشاهد من قنص جندي صهيوني في الشجاعية.
ووزعت القسام، مشاهد من قصف قوات العدو المتموضعة في محور “نتساريم” بقذائف الهاون وصواريخ “رجوم” قصيرة المدى.
وفي رفح استهدف مجاهدو كتائب القسام لجنود العدو وآلياته في محاور القتال بمدينة رفح جنوب القطاع. كما وزع الاعلام العسكري مشاهد من تصدي كتائب القسام لقوات العدو المتوغلة في محاور التقدم بمدينة رفح جنوب القطاع.
وفي حي الشجاعية، استهدفت القسام دبابة صهيونية من نوع “ميركفاه 4” بقذيفة “الياسين 105” في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وتمكن مجاهدو القسام من استهداف قوة صهيونية قوامها 14 جندياً تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة “TBG” وإيقاعهم بين قتيل وجريح في حي الشجاعية.
كما تمكن مجاهدو كتائب القسام وسرايا القدس من الإجهاز على جنديين صهيونيين من مسافة صفر في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأفاد الاعلام العسكري لسرايا القدس، أن مجاهدي السرايا قصفوا بوابل من قذائف الهاون جنود وآليات العدو في محور التقدم حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
كما استهدفت السرايا بالهاون الثقيل، مقراً للقيادة والسيطرة تابعا للعدو الصهيوني في “موقع أبو عريبان” بمحور “نتساريم”.
ووزع الاعلام العسكري لسرايا القدس مشاهد من استهداف آلية عسكرية صهيونية من نوع “نمير” متوغلة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأشارت السرايا، إلى ان المجاهدين استهدفوا قوة صهيونية خاصة متحصنة داخل أحد المباني في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بقذيفة “TBG” وأوقعنا أفرادها بين قتيل وجريح. كما تمكن المجاهدين من تفجير عبوة “ثاقب” بآلية عسكرية صهيونية محيط مسجد السالم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
هذا، ودكت سرايا القدس بوابل من قذائف الهاون جنود وآليات العدو في محور التقدم غرب رفح.
المرحلة الثالثة.. الاحتلال يتجه إلى مزيد من الانهاك والاستنزاف
وفي غضون ذلك، يتحدثُ الاحتلالُ عن الانتقالِ الى المرحلةِ الثالثة من العمليات في قطاع غزة في ظل تزايد وتيرة ونوعية عملياتِ المقاومةِ هناك والعودة لاستهدافِ المستوطنات في غلاف غزة.
وخلصت الاوساط الصهيونية إلى نتائج حول الميدان في غزة، بأن جيش الاحتلال يتجه الى مزيد من الانهاك والاستنزاف والتشتت على الارض والعجز عن تحقيق الاهداف الاستراتيجية للحرب.
وتأتي هذه الخلاصات كنتيجة طبيعة لاخفاق الحرب الاجرامية تسبق انتقال الاحتلال الى المرحلة الثالثة ايضا من دون رؤية واضحة تقدمها حكومة العدو، حول كيف سيبدو عليه المشهد لا سيما في ظل الضربات المؤلمة التي توجهها المقاومة الى القوات المتركزة في النقاط التي لن تنحسب منها في تلك المرحلة، والتي تعد مؤشرا وضاحا حول الاثمان التي ينتظرها العدو طالما لم ينسحب بشكل كاملا من القطاع في اطار الوقف الكلي لاطلاق النار.
وفي تأكيد واضح على اخفاق العدو وهزيمته برزت الاجواء التشاؤمية بين المستوطنين في غلاف غزة الذين تعرضوا لرشقة صاروخية مكثفة اكدت لهم ان الحرب لم توفر لهم واقعا افضل امنا.
وعلى صعيد متصل بالقتال في قطاع غزة حذر وزير حرب العدو انه من دون فرض الخدمة العسكرية على اليهود المتدينين فإن جيش الاحتلال سيجد صعوبات متزايدة في القتال في ظل النقض المتزايد في صفوفه نتيجة الخسائر البشرية التي تعرض لها والتي افقدته قرابة عشرة الاف جندي بين قتيل وجريح.
الاحتلال يفشل في قطاع غزة في القضاء على المقاومة
فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه في المرحلة الأولى مع بداية عدوانه على قطاع غزة، وفشل أيضاً في القضاء على المقاومة من خلال إحتلاله وتدميره أجزاء واسعة من القطاع في المرحلة الثانية، وفي ظل استمرار عمليات المقاومة على مختلف المحاور يتجه العدو الى المرحلة الثالثة، فما هي هذه المرحلة؟
المرحلة الثالثة تنص على إبقاء قوات من جيش الإحتلال في محور نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، بالإضافة إلى محور فلادليفيا عند الحدود مع مصر والبالغ طولها 14 كيلومترا مع إبقاء السيطرة على معبر رفح.
يخطط العدو لأن تتخذ المرحلة الثالثة من الحرب شكل العمليات الخاطفة والمركزة في مناطق محددة من القطاع، في محاولة لاستنساخ نموذج الضفة الغربية القائم على عمليات الدهم والاعتقال والاغتيال.
اما البقاء في محور نتساريم هو لمنع عودة الفلسطينين الى شمال القطاع والانطلاق منه لتنفيذ عمليات أمنية ضمن مناطق قريبة من هذا المحور. هنا نتتحدث عن مدينة غزة ومخيم الشاطئ ومخيم جباليا وحي الزيتون وغيرها.
أما بالنسبة لمحور فلادليفيا ومعبر رفح فيريد العدو أن يستخدمهما ورقة للتفاوض والضغط على المقاومة ظنا انه سيحقق مزيدا من التنازلات في صفقة تبادل الأسرى، ولكن المقاومة اجابت مبكرا على ذلك بأن لكل مرحلة يعلن عنها العدو مفاجأتها، وانها لن تقبل بوجود أي جندي معادي داخل قطاع غزة.
وتتضمن المرحلة الثالثة أيضا وفق مخطط العدو تدميرا ممنهجا للمربعات السكنية القريبة من حدود القطاع مع الكيان المؤقت لتوسيع ما أسماها المنطقة العازلة الممتدة من بيت حانون شمالا حتى غرب مدينة رفح جنوبا بشريط يبلغ نحو 65 كيلومترا وبعمق 1200 متر.
كذلك يخطط الإحتلال لدمج معبر رفح بمعبر كرم بو سالم عند مثلث الحدود بين مصر وغزة والاراضي المحتلة ليكون عمله خاضعا للسيطرة المعادية.
ومن المؤكد، أن المرحلة الثالثة تؤكد في المضمون والشكل انتصار المقاومة التي افشلت مخطط القضاء عليها وحلم نتنياهو بتحقيق نصره المطلق على غزة ومقاومتها وشعبها المناضل.
المصدر: المنار + الاعلام العسكري