وصلت طائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مطار أبو ظبي، حيث كان في استقباله وزير الخارجية عبد الله بن زايد آل نهيان. ومن المطار توجه الرئيس الروسي إلى قصر الوطن، حيث سيعقد مباحثات مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وسيكون هذا اللقاء الثاني بين الرئيسين الروسي والإماراتي هذا العام، وكان الاجتماع السابق بينهما في حزيران/يونيو الماضي على هامش “منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي”.
وتشهد العلاقات الروسية الإماراتية، في الفترة الأخيرة تطورا مطردا، وفقا لأحكام إعلان الشراكة الاستراتيجية (الموقع عام 2018).
من المتوقع خلال لقاء اليوم، أن يقوم الرئيسان الاماراتي والروسي باستعراض مفصل للجوانب الرئيسية للتعاون التجاري الثنائي، الذي يشهد نمواً حالياً، إلى جانب الوضع في الشرق الأوسط في ظل العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
كما سيتبادل الرئيسان خلال لقاء اليوم، وجهات النظر حول القضايا الدولية الراهنة، بما في ذلك في ضوء عضوية الإمارات في مجلس الأمن الدولي (قبل نهاية العام).
وتعتبر الإمارات الشريك الاقتصادي الأجنبي الرئيسي لروسيا في العالم العربي. في عام 2022، جدد حجم التجارة المتبادلة الحد الأقصى التاريخي ووصل إلى مستوى قياسي بلغ 9 مليارات دولار في الفترة من كانون الثاني/يناير إلى أيلول/سبتمبر من هذا العام. وقد وصلت بالفعل إلى مستوى 8.8 مليار دولار، بعد أن أضاف 63% مقارنة بأرقام العام الماضي لنفس الفترة.
ويعتبر التعاون الصناعي، أحد العناصر المهمة في العلاقات الروسية- الإماراتية. ويجري تطوير المشاريع المستقبلية في جميع المجالات الصناعية الرئيسية: من السيارات والطائرات المدنية والمعادن إلى الطاقة المتجددة والأدوية والتقنيات الرقمية. ومن الأمثلة الناجحة على هذا التعاون، الإنتاج المشترك للسيارات الفاخرة “أوروس”.
وتتطور العلاقات بين صندوق الاستثمار المباشر الروسي، وصندوق “مبادلة” السيادي الإماراتي.
وخلال مباحثات اليوم، سيتم تركيز الاهتمام على التعاون في مجال الطاقة، سواء في شكل ثنائي أو في إطار أوبك+. ويجري تنفيذ مشاريع مشتركة كبيرة، بين الشركات الروسية لوك أويل وغازبروم ونوفاتك، مع شركة أبوظبي الوطنية أدنوك. وفي أحد أكبر معارض النفط والغاز في العالم، “أديبك”، الذي أقيم في أبو ظبي في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تم عرض منتجات لأكثر من 50 مؤسسة اقتصادية من روسيا.
وهناك تعاون بين الدولتين في مجال الطاقة النووية السلمية – في إطار العقود طويلة الأجل، تقوم روساتوم بتوفيرالوقود لمحطة براكة للطاقة النووية في الإمارات (قيمة الطلبات حتى عام 2031 – 1.4 مليار دولار). وهناك مبادرات مشتركة في مجال “الطاقة الخضراء” – لإنتاج في الإمارات، الألواح الشمسية والسفن التي تعمل بالطاقة الكهربائية. والمفاوضات جارية بشأن اتفاقية منطقة تجارة حرة بين الاتحاد الاقتصادي الاوراسي والإمارات.
ويتم التعاون بين الجانبين، في مجال التعليم والعلوم. وقد تم إنشاء اتصالات مباشرة بين الجامعات ويجري تنفيذ برامج التنقل الأكاديمي.
يشار إلى أن الإمارات تلقت دعوة للانضمام إلى مجموعة بريكس كعضو كامل العضوية في الأول من كانون الثاني/يناير المقبل، وهو ما يفتح فرصا إضافية لتعميق التفاعل الروسي- الإماراتي على الساحة العالمية، خاصة مع الأخذ في الاعتبار رئاسة روسيا المقبلة لهذه الرابطة في عام 2024.
ولقاء مع بن سلمان…
هذا ويقوم بوتين ايضاً بزيارة عمل إلى المملكة العربية السعودية، حيث يلتقي ولي العهد محمد بن سلمان.
هذا هو اللقاء الأول هذا العام بين بوتين وبن سلمان، ولكن تم إجراء اتصالات منتظمة بينهما عبر الهاتف. أما اللقاء الأخير بينهما فكان في الرياض، خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس بوتين إلى المملكة في تشرين الأول/أكتوبر 2019.
ومن المقرر أن يتم خلال اللقاء، بحث ومناقشة المسائل المتعلقة بمواصلة تطوير التعاون الثنائي متعدد الأوجه، بما في ذلك في المجال التجاري والاقتصادي.
يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والعربية السعودية في الفترة من كانون الثاني/يناير إلى أيلول/سبتمبر من هذا العام، ازداد بنسبة 4.8% ليصل إلى 1.35 مليار دولار. وخلال المباحثات، ستجري مناقشة موضوعية مفصلة للتعاون بين الدولتين في مجال الطاقة، بما في ذلك في إطار أوبك+،
ومن المتوقع كذلك، مناقشة آفاق تنفيذ مشروع البنية التحتية الضخم في مجال النقل الدولي “شمال -جنوب”. وسيتم كذلك تبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية الراهنة.
رئيسي يزور موسكو
زيارة بوتين إلى الامارات والسعودية تأتي في وقت يتوجّه فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى إلى موسكو تلبية لدعوة رسميّة من الرئيس بوتين، وفق ما أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية.
وسيجري رئيسي الذي من المتوقع أن يصل إلى روسيا يوم غد الخميس في زيارة تستغرق يومًا واحدًا مشاورات حول القضايا الثنائية، بما في ذلك العلاقات الاقتصادية، وكذلك القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة القضية الفلسطينية والتطورات في غزة. يُذكر أن هذه الزيارة الثانية للرئيس الإيراني إلى روسيا.
المصدر: روسيا اليوم