غادر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين الى الولايات المتحدة في زيارة هي الأولى له بعد انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد أن انتظر طويلا لقاء في البيت الأبيض لن يتحقق هناك، فيما من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على أن يلقي كلمته في الجمعية العامة بعد يومين من وصوله.
سببان أساسيان في خلفية قرار الإدارة الأميركية بعدم عقد اللقاء في البيت الأبيض، السبب الأول يتعلق بخلاف بين مستشاري بايدن حول ما إذا كان من الصواب أن يجتمع الرئيس الأميركي مع نتنياهو، ذلك على إثر دفع حكومة نتنياهو “خطة القضاء”، وبسبب تصريحات وزراء متطرفين وعنصريين صهاينة، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ضد الإدارة وضد الفلسطينيين وكان بايدن قد انتقد خطة “الإصلاح القضائي”، التي تدفعها حكومة نتنياهو، وطالب بأن يتم التوافق حولها بشكل واسع.
وعبر مسؤولون عسكريون في الجيش الأميركي، بينهم قائد المنطقة المركزية (سنتكوم) عن تخوف من أن تضعف الاحتجاجات ضد الخطة في صفوف عناصر الاحتياط كفاءات الجيش الصهيوني، الذي تستثمر الولايات المتحدة 3.8 مليار دولار سنويا إضافة إلى تطوير مشترك لأسلحة.
وعبر بايدن عن استيائه من تركيبة حكومة نتنياهو الحالية، التي تضم أحزابا يمينية متطرفة وعنصرية وفاشية، مثل حزب الصهيونية الدينية، برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وحزب “عوتسما يهوديت” برئاسة وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، اللذين ترفض الإدارة الأميركية العمل معهما وتقاطعهما.
أما السبب الثاني يتعلق بتخوفات في الإدارة الأميركية من مظاهرات حاشدة في واشنطن في حال عقد اللقاء فيها وهو ما هدد به المعارضون لحكومة نتنياهو.
نتنياهو يهاجم معارضية
نتنياهو يغادر الكيان الصهيوني في أوج أزمة شعبية وعسكرية يتقدمها ضباط الاحتياط والطيارون ورؤساء الموساد السابقون فضلا عن رموز الأكاديميا في الكيان وكثير من رجال القضاة لا سيما أن نتنياهو وحكومته اليمينية يعملون على سن قانون يقوض القضاء، بينما يصر المحتجون على الحفاظ على هذه القوة التي تلجم بمفهومهم تغول السياسيين على صعيد التشريع والعمل الوزاري.
وفي تصريحات للصحفيين قبل مغادرته، انتقد نتنياهو المتظاهرين المناهضين للإصلاحات الذين ينمون مظاهرات حاشدة منذ ما يقرب من تسعة أشهر، واتهمهم بـ”التعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية وإيران” في أنشطتهم، والتي وصفها بأنها مناهضة للكيان الصهيوني.
كما قال رئيس الوزراء عن الاحتجاجات الحاشدة ضد حكومته “من ينظم الاحتجاجات يفعل ذلك مع أموال كثيرة ومظاهرات مدعومة مالياً. لقد جعلوا من إغلاق الطرق أمرا طبيعيا، ورفض [الخدمة في الجيش وفي الاحتياط] أمر طبيعي، وهم يشوهون سمعة إسرائيل أمام العالم. يبدو الأمر طبيعيا بالنسبة لهم. كنت رئيس المعارضة ولم أشوه سمعة إسرائيل في العالم”.
مواقف المعارضة
وانتقد سياسيون معارضون تصريحات رئيس الوزراء، وقالوا إن تصرفات حكومة نتنياهو المتشددة هي التي تساعد أعداء الكيان وقال زعيم المعارضة يائير لبيد من حزب “يش عتيد” إنه “لا يوجد شخص دمر صورتنا في العالم أكثر من نتنياهو في الأشهر الأخيرة. لا شيء يساعد الإيرانيين أكثر من انقلاب حكومته. اتهاماته ضد الوطنيين في الاحتجاج هي دليل آخر على الخلل الخطير في حكمه وفهمه للواقع”.
وقال زعيم حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس إن سلوك نتنياهو يسبب “ضررا هائلا” للمجتمع في الكيان المؤقت. وقال غانتس في بيان إن “هجوم نتنياهو، الذي اتهم فيه المتظاهرين في الولايات المتحدة بالتواطؤ مع أعدائنا، خطير ويستحق كل الإدانة”.
وأضاف: “حتى لو اختلفنا على مسار العمل، فإننا نتحدث عن وطنيين، محبين للوطن. وحتى ألف خطاب ناري في الأمم المتحدة لن يصلح الضرر الهائل الذي يلحقه نتنياهو بالمجتمع الإسرائيلي من خلال سلوكه. لقد حان الوقت لوقف الانقلاب وإعادة النظام إلى الحكومة، بدلاً من إلقاء اللوم على المتظاهرين”.
فيديو لنتنياهو على جدران سجن الكاتراز
احتجاجات مناهضة
انتظر عدد من المحتجين الصهاينة نتنياهو عند مدخل مطار بن غوريون صباح اليوم وأكدت قيادة الحركة الاحتجاجية أن المتظاهرين سيكونوا بانتظاره أيضا في نيويورك وكاليفورنيا وقال أحد قادة الاحتجاجات: “بينما يحترق المنزل، يشق نتنياهو طريقه لزيارة الولايات المتحدة، قبل الهبوط المزمع للمتهم نتنياهو وحاشيته في سان خوسيه، قرر نشطاء الاحتجاج العالميين UnXeptable تنظيم حفل استقبال لا ينسى لنتنياهو وتذكير العالم برئيس الوزراء المتهم بارتكاب جرائم جنائية يعمل على تحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية”.
كما سينظم المتظاهرون في نيويورك مظاهرات مكثفة طوال زيارة “نتنياهو” وسيتظاهرون خارج فندقه، قبل اجتماعه مع “بايدن”، حيث ستكون قضية الانقلاب القضائي مطروحة على الطاولة، وفقا للأمريكيين، وفي حدث غير مسبوق سيتظاهرون خلال “خطاب نتنياهو” في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
المصدر: وكالات + اعلام العدو