حراك سياسي صهيوني- أميركي، سُجِّل في إطار زيارة لوزير الحرب الصهيوني، يؤآف غالانت، إلى نيويورك، ولقائه مع أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حيث اكتست هذه الزيارة أهمية كونها أتت عشيّة الكلام عن تجديد تفويض قوّات اليونيفيل في لبنان، علاوة على النبرة التهديدية التي تحدّث بها غالانت ضدّ لبنان من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، كما ذكرت تقارير عبرية أنّ زيارة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت تهدف إلى تخفيض التوتُّر الأمني في المنطقة.
كما ترافقت المساعي في الكيان الصهيوني للتأثير على قرار التجديد لقوّات اليونيفيل، بما يخدم مصالح الكيان، مع تسريب تقديرات صادرة عن جلسات أمنية – عسكرية عُقدت أخيراً لبحث “الوضع الأمني المتوتِّر” على الجبهة الشمالية لكيان الاحتلال، والحديث عن تشديد أوامر فتح النار، وقد عزّزت هذه التقديرات الاعتقاد السائد لدى القيادة الأمنية والعسكرية بأنّ الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصرالله مستعدّ للتصعيد معها.
لقاء غالانت غوتيريش
على وقع تصريحات سياسية وتقديرات أمنية – عسكرية عبرية بشأن ارتفاع مستوى التوتّر الأمني على الحدود بين “الكيان الصهيوني” ولبنان، وعشيّة تجديد التفويض لقوّات اليونيفيل، سافر وزير الحرب الصهيوني، يوآف غالانت، إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتقى ليلة الإثنين – الثلاثاء سكرتير الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك، حيث تركّز البحث بين الطرفين – بحسب تقارير عبرية (القناة 12 والقناة 13 العبرية ) – على الوضع الأمني على الحدود الشمالية، واحتمال الانجرار إلى حرب مع حزب الله، حيث قال غالانت إنّ احتمال حرب في الشمال يتزايد بسبب “انتهاك لبنان لسيادة إسرائيل”. وفي السياق شدّد غالانت أمام غوتيريش على “الحاجة الملحّة لتدخّل الأمم المتحدة لخفض التوتّر في المنطقة الحدودية”.
وتعليقاً على لقاء غوتيريش- غالانت، أشار مُعلّقون إلى أنّ الأخير أثار- بشكل خاص – أمرَين أمام غوتيريش: الأوّل، هو “التدخُّل الإيراني الذي يدفع حزب الله إلى شدّ الحبل على الحدود اللبنانية الفلسطينية”؛ والأمر الثاني، “تمثّل في انتشار قوّة الرضوان، حيث عرض أمامه المواقع والأعداد”.
وكانت تقارير إعلامية عبرية قد ذكرت سابقاً أنّ وزير الحرب الصهيوني، سيلتقي في إطار زيارته إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك مع مسؤولين كبار في إدارة بايدن، الذين سيصلون إلى نيويورك. وأضاف مُعلّقون أنّ اللّقاءات ستُجرى في ظلّ الحظر الذي فرضه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والذي يمنع الوزراء من لقاء كبار المسؤولين في واشنطن قبل لقائه مع الرئيس الأميركي جو بايدن.
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أنّه بعد الحوادث على الحدود أوعز قائد المنطقة الشمالية اللّواء أوري غوردين بتشديد أوامر فتح النار، وبناءً على هذه الأوامر فإنّ الجنود سينفّذون إجراء اعتقال مشتَبه، من أجل محاولة ردع عناصر المقاومة.
وفي إطار الجهود الأميركية لخفض التوتّر بين لبنان والكيان الصهيوني ذكرت مصادر أميركية وصهيونية أنّ المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين وخلال زيارته الى بيروت سيحاول العمل على خفض التوتّر على الحدود، الذي “ازداد كثيراً منذ إقامة نقطة حزب الله في مزارع شبعا قبل عدّة أشهر ولكن خلال زيارة هوكشتين الى بيروت تبين ان مسعاه فقط هو تحقيق الطلبات الصهيونية ان كان من ناحية حركة اليونيفيل على الحدود او لناحية محاولة ازالة نقطة حزب الله في مزارع شبعا”.
تقديرات امنية صهيونية
الحراك الدبلوماسي – السياسي الصهيوني، على خطي الإدارة الأميركية والأمم المتحدة، والذي جاء في أعقاب رسائل تهديد متبادلة بين الكيان الصهيوني وحزب الله، جرت مواكبته بتسريبات لتقديرات عن “جهات في المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية”، رأت أنّ تصريحات مسؤولين من لبنان والكيان على حدٍّ سواء، تُسهم في رفع مستوى التوتّر على الحدود الشمالية مع لبنان. وجاء في تقديرات الوضع “التي عُرضت في جلسات وهيئات أمنية وسياسية أخيراً”، أنّ الخطاب العلني لقادة في لبنان وفي قطاع غزة وفي إيران، “يخدم مصالح داخلية ولا يتناسب بدقّة مع الوضع على الأرض”.
وبما يتوافق مع سياق التقديرات الأمنية السابقة للمؤسّسة الأمنية والعسكرية، تشير آخر التقديرات التي “عُرضت في جلسات أمنية”، أنّ “أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله مستعد للذهاب بعيداً في المواجهة مع الكيان الصهيوني ولكن تحت سقف الحرب. وتنطلق مقاربة السيّد نصرالله – بحسب التقديرات الأمنية – من تشخيصه لواقع الكيان الصهيوني الداخلي المأزوم، الأمر الذي قد يدفعه إلى زيادة استفزاز الكيان ورفع مستوى تحدّيه”.
يُذكر أنّ التطوّرات الأخيرة التي أعادت تحدّيات الجبهة الشمالية إلى واجهة الاهتمام والمتابعة في الكيان المحتل، جاءت أخيراً على وقع استمرار الاهتمام بالمواقف والتهديدات التي أطلقها السيّد نصرالله في خطابه الأخير، وهي مواقف وضعها مُعلّقون وخبراء في سياق حرب الرسائل والتهديدات بين سماحته من جهة، ونتنياهو- غالانت من جهة ثانية، فيما وضعها آخرون في سياق المصالح الداخلية لمحور المقاومة.
المصدر: موقع المنار + اعلام العدو