أحكمَ الانهيارُ السيطرة، واذاعَ – ككلِّ انقلابٍ – بيانَه عبرَ شاشةِ التلفزيونِ الرسمي، معلناً توقفَ تلفزيونِ لبنانَ عن البثِّ اليومَ لساعات بعدَ ما يقاربُ الاربعةَ والستينَ عاماً من العملِ كأولِ شاشةٍ تلفزيونيةٍ في الشرقِ الاوسط..
اتشحت الشاشةُ الرسميةُ بما يعرفُ بـ”الكالير بار-COLOR BAR” بعدَ ان اتشحَ الوطنُ بسوادٍ أحكمَ بعضَ القلوبِ والعقول، ولا من يريدُ التصديقَ أنَّنا في أواخرِ الطريقِ الى الجُرُفِ الهاري ما لم يَتدارك الجميعُ وينقلبوا الى فكرةِ الحوارِ لتهدئةِ النفوسِ وانقاذِ ما تبقَّى من البلاد ..
فأزمةُ تلفزيون لبنان أصعبُ من إجراءِ الوزيرِ المعني والموظفين المُصابين، وحتى من حكومةٍ تائهةٍ بينَ أولوياتِ أزماتِها، وما جرى خطيرٌ برَمزيتِه ..
ولَيتَهُم كانوا قد خَصَّصوا لهذا التلفزيون الرَسمي بعضاً من الهندساتِ المالية، أو وافرِ الهِباتِ والمساعداتِ التي تمَ توزيعُها على الشاشاتِ واستُخدمَ بعضُها للتحريضِ والتجييشِ ووضعِ البلادِ على حدِّ سفكِ الدماء ..
ومن تكارَمَ من جيبِ غيرِه ووزَّعَ بالتراضي على السياسيين والاعلاميين وغيرِهم من قضاةٍ وعسكريينَ ورجالِ دين، تراهُ اليومَ يَكفرُ بكلِّ الولاءاتِ بعدَ أن أحكَمَ عليه ولاتُه العقوباتِ متناسينَ عقوداً من تفخيمِه وتبجيلِه وتكريمِه حتى في البيتِ الابيضِ الاميركي.. إنَّه أداتُهم الماليةُ التي ضَربوا بها لعقودٍ – رياض سلامة – الواقعَ من على حاكميةِ مصرفِ لبنانَ إلى مسلخِ التضحيةِ به ..
وعليه كانت تبعاتُ بعضِ الموبقاتِ التي ارتُكبت بحقِ الماليةِ العامة، وكشفَها التقريرُ الاولُ لشركةِ التدقيقِ الجنائي “الفاريز اند مارسال” الذي حمّلَ رياض سلامة المسؤوليةَ عن تضييعِ ملياراتِ الدولاراتِ في هندساتٍ ماليةٍ قامَ بها لسنوات، فضلاً عن توزيعِ الاموالِ على غيرِ مستحقيها وتهريبِ اموالٍ الى الخارجِ كما كشفَ التدقيقُ الجنائيُ ..
في التحقيقِ بحادثةِ الكحالة تسارعٌ بالاجراءاتِ من قبلِ الاجهزةِ المعنيةِ العسكريةِ والقضائية، وتفعيلٌ للاتصالاتِ السياسيةِ لمنعِ اصطيادِ البعضِ في الماءِ العكرِ ودفعِهم الامورَ الى ما لا تحمدُ عقباه ..
وعن تطوراتِ الامورِ في لبنانَ والمنطقةِ يتحدثُ الامينُ العامّ لحزب الله سماحةُ السيد حسن نصر الله في ذكرى انتصارِ تموزَ عندَ الثامنةِ والنصفِ من مساءِ الاثنينِ المقبل ..
المصدر: قناة المنار