أكد السيد علي فضل الله على ضرورة “تحقيق التوازن الطائفي والشراكة بين الطوائف، لا على أساس سعي كل موقع طائفي أو موقع سياسي للاستئثار، سواء داخل طائفته أو في العلاقة مع بقية الطوائف، بل على أساس المشاركة والتعاون”، لافتاً الى أن”اللبنانيين لا يريدون تكرار الصورة التي تعبوا وعانوا منها، هم يريدون تغييراً في العقلية التي يدار بها البلد، حيث يكون الهم والهدف هو خدمة الإنسان، وإخراجه من أزماته، ومواجهة التحديات الكبيرة التي تنتظره”.
وفي خطبة الجمعة في مسجد الامامين الحسنين (ع) في حارة حريك، دعا فضل الله الوفود العربية القادمة الى لبنان لدعم العهد الجديد، “المساهمة في الاستقرار، لا أن يعود البلد موقعا للصراع والتجاذب الذي عاناه اللبنانيون، والذي تشهده المنطقة”.
من جهة ثانية، أشار فضل الله الى أنه بالنسبة لما “يجري في مخيم عين الحلوة من بناء جدار فاصل للمخيم عن محيطه، خشية تسلل إرهابيين من المخيم إلى خارجه”، فإنه يؤكد على “كل ما يساهم في تأمين الأمن للبنانيين والفلسطينيين، ولا سيما في هذه المرحلة الصعبة، لكننا نخشى خطورة الجدار كوسيلة لمعالجة هذا الأمر، فلا بد من التفكير في وسائل أخرى لا تحمل إيحاءات الجدار الذي يذكر بجدار الفصل العنصري الذي بناه العدو في فلسطين المحتلة، ويوحي بأن هناك مشكلة مع الشعب، لا مع بعض الأفراد، ما يساهم في تعقيد العلاقة بين اللبنانيين والفلسطينيين”.
وفي السياق، دعا السيد الى أن “معالجة ما يجري في المخيم لا يتم إلا من خلال حوار جاد وفعال بين القيادات الأمنية اللبنانية والفلسطينية على كيفية معالجة الثغرات الأمنية داخل المخيم، التي باتت تربك محيطه، والتي أكدتها توقيفات سابقة، شرط أن تواكبها معالجة اجتماعية وإنسانية للشعب الفلسطيني، وإلا فسيبقى وقودا للذين يدخلون على خط حاجاته، ليأخذوه إلى حيث لا يريد”.
وبالنسبة لفلسطين، قال فضل الله إن ” العدو يستمر في تنفيذ إجراءاته لمنع الآذان في مساجد القدس والأراضي الفلسطينية التي يملك السيطرة عليها، وهي خطوة خطيرة متقدمة، تهدف إلى إحباط الشعب الفلسطيني، وطمس هويته الإسلامية والمسيحية، وتمرير المشروع التهويدي لفلسطين”. كما أكد فضل الله على “تضحيات الشعب العراقي في مواجهة الإرهاب”، مشدداً على “ضرورة تضافر كل الجهود لاستئصال هذا الفكر التدميري الذي لا يرتبط بدين أو قيم”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام