تتواصل الاحتجاجات في فرنسا وتتمدد رقعتها ردا على مقتل شاب برصاص شرطي، والسلطات الفرنسية تتوسل المزيد من العنف لقمع المحتجين.
وطلبت الامم المتحدة الجمعة من فرنسا معالجة مشاكل العنصرية والتمييز العنصري في صفوف قوات الأمن بعد ثلاثة أيام على إقدام شرطي على قتل الشاب نائب برصاص الشرطة.
وقالت رافينا شمداساني الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان خلال مؤتمر صحافي في جنيف “نشعر بالقلق حيال مقتل شخص يبلغ من العمر 17 عاما ومتحدر من شمال إفريقيا على أيدي الشرطة في فرنسا الثلاثاء”.
وتابعت “نأخذ علما بأنه بوشر التحقيق في عملية قتل متعمدة مفترضة.. حان الوقت ليعالج هذا البلد بجدية مشاكل العنصرية والتمييز العنصري المتجذرة في صفوف قوات الأمن”.
استمرت المواجهات، ليل الخميس، في عدد من الضواحي حول باريس وعدد من المدن الكبرى مثل ليل وليون ومرسيليا ورانس وستراسبورغ ونانت، احتجاجا على مقتل الفتى نائل برصاص شرطي فرنسي.
وأعلنت الداخلية الفرنسية عن توقيف 667 شخصا خلال ساعات، وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إنه يتابع الوضع من مقر عمليات الشرطة في الوزارة.
ماكرون : سنقوم بإجراءات إضافية للتصدي للاعتداءات والعنف في باريس
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة ان”اجتماع خلية الأزمة سيتزاصل طالما تطلب الأمر”، مشدداً بالقول: “سنقوم بإجراءات إضافية للتصدي للاعتداءات والعنف في باريس”.
وأضاف ماكرون، خلال اجتماع خلية الأزمة في باريس، والذي التحق به فور عودته من بروكسل حيث حضر قمة للاتحاد الأوروبي: “منصات التواصل الاجتماعي انتشرت بها مقاطع للتحريض على العنف”، مؤكداً بالقول: “نتعاون مع منصات التواصل لحظر المحتوى الذي يحرض على العنف”.
وأسفرت المواجهات عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف الشرطة، إلى جانب وقوع عمليات حرق ونهب في عدد من أحياء وجادّات باريس الشهيرة، من بينها شارع ريفولي وساحة شاتليه.
وفي وقت سابق، وُجهت،أمس، تهمة القتل العمد إلى شرطي أردى بالرصاص، الثلاثاء، قرب باريس فتى في السابعة عشرة، ووُضع قيد التوقيف الاحتياطي، وفق ما أعلنته النيابة العامة.
وقالت النيابة في بيان إن “الشرطي المشار إليه اليوم في إطار تحقيق قضائي حول جريمة قتل متعمدة وجِّهت إليه هذه التهمة ووضع قيد التوقيف الاحتياطي”.
وقُتل الشاب نائل م. في نانتير، الثلاثاء، من مسافة قريبة خلال عملية تدقيق مروري. وبررت الشرطة ما حصل بالقول إن الشاب كان يقود بسرعة كبيرة “في ممر الحافلات”، ورفض التوقف عند الإشارة الحمراء.
هذا وأطلقت الشرطة الفرنسية،أمس الخميس ، الغاز المسيل للدموع على متظاهرين كانوا يشاركون في مسيرة بضواحي باريس، تكريماً لذكرى الفتى.
وبدأ عدد من المتظاهرين برشق الشرطة بمقذوفات أمام المبنى الرئيسي للإدارة المحلية في نانتير، قبل أن تبادر قوات الأمن لتفريقهم بالغاز المسيل للدموع. وشارك نحو 6200 شخص في التحرك، بحسب مصدر في الشرطة طلب عدم الكشف عن هويته.
وقبلها، أعلنت الحكومة الفرنسية نشر 40 ألف شرطي ودركي في أرجاء فرنسا، من بينهم خمسة آلاف في باريس وضواحيها القريبة، لمواجهة أعمال شغب مرتبطة بأحداث الثلاثاء الماضي.
من جهة أخرى، أفادت وزارة الداخلية الفرنسية، بإصابة 249 شرطيا ودركيا في أعمال الشغب في فرنسا ليل الخميس الجمعة.
المصدر: المنار + مواقع