يستمر الخلاف بين الولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني، منذ تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة، خلاف ظاهره الموقف الاميركي الرافض للتعديلات القضائية التي يحاول رئيس الحكومة بدعم من اليمين المتطرف تمريرها، بالاضافة لمشكلة المستوطنات، والتي كان وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن قد تحدث عنها، اضافة لخلاف في الرأي حول القضية الفلسطينية وكيفية معالجتها؛ اما الخلاف الاخير فهو حول الاستراتيجية المرجوة حيال ايران، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى حل دبلوماسي للحد من “برنامجها النووي”، بينما يواصل الكيان الصهيوني محاولة تعطيل هذه الجهود.
ورغم الخلاف الذي يظهر على السطح حاليا، فان الكيان الصهيوني لا يمكنه الخروج من عباءة الولايات المتحدة، وبحسب تامير هايمان (INSS) والمدير السابق للاستخبارات العسكرية خلال مقابلة مع القناة 12 العبرية، فان المشكلة الحقيقية أعمق وأكثر خطورة، ولكنها أقل إلحاحاً – وفي “الثقافة الاستراتيجية الإسرائيلية”، مثل هذه المشاكل، أي المشاكل الخطيرة غير الملحة، حلها يتم تأجيله حتى آخر لحظة ممكنة، حتى ولو جاء متأخراً.
وبحسب تامير فان الأسباب التي تجعل العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة مهمة جداً للكيان الصهيوني تتمحور في أسباب رئيسية ثلاثة، وهي التي تجعل من هذه العلاقات عنصراً أساسياً في مفهوم “الأمن القومي الصهيوني”:
أولاً: تزويد الكيان المؤقت بالأسلحة في إطار الحرب
إن ضمان الجسر الجوي في أوقات الحرب، ووضع الأسلحة مسبقاً في الكيان الصهيوني يسمح لـ للكيان -بالعمق اللوجستي- الذي يميز القوى العظمى، بمعنى القدرة القتالية دون خوف من استنفاد الموارد.
ثانياً: المساعدة الأمنية تضمن التفوق النوعي لـ للكيان المؤقت على جيرانه وأعدائه
الحديث هنا ليس فقط عن 3.7 مليار دولار في العام، وهنا الأمر يعلق بالجودة، حيث يتم إمداد الكيان بأفضل الأسلحة في العالم (بشكل رئيسي في المجال الجوي) وعلى وجه التحديد لأن هذه ليست مساعدات اقتصادية، ولكنها في الواقع دعم غير مباشر تقدمه الحكومة الأمريكية للصناعات الأمنية الأمريكية، فإن المساعدات الأمنية تخلق علاقة قوية من المصلحة المتبادلة، الاقتصادية والاجتماعية.
ثالثا: الدعم التلقائي لـلكيان في مجلس الأمن
تصوت الولايات المتحدة دائماً ضد أي قرار يعرض الكيان للخطر، وبذلك فإنها لا تسمح باتخاذ مثل هذه القرارات، وتحاول أن تقلل الدافع إلى تقديم مقترحات ضد الكيان من البداية.
اذا كانت الولايات المتحدة مهمة لهذه الدرجة للكيان الصهيوني فاذا ما هي المشكلة فعليا ؟
بعيدا عن الازمات الظاهرية الحالية بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني فان المشاكل الحقيقية تكمن في مكان آخر ، يذكر تامير خلال مقابلته بعضا منها:
– الكيان الصهيوني يقترب من الدين – الولايات المتحدة تنأى بنفسها عنه، في حين أن “المجتمع الصهيوني” أصبح أكثر تحفظاً وأكثر تقليدية، أصبح المجتمع الأمريكي أقل تديناً وأكثر ليبرالية وأكثر تعددية.
– تعزيز الحركة الديمقراطية في الولايات المتحدة حيث يشير العدد المتزايد من التقدميين في الحزب الديمقراطي والجامعات إلى القوة المتنامية للحركة، والعديد من النخبة القادمة في الولايات المتحدة تنتمي إلى هذا التيار وهو أحد المكونات المركزية للنقد للكيان الصهيوني مع استمرار اعتقال المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية في ظل ما يعتبرونه احتلالاً.
– يتهم الكثيرون في الولايات المتحدة الكيان الصهيوني بالتدخل المفرط في السياسات الاميركية وخاصة في الشرق الاوسط .
المصدر: موقع المنار