أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان “أكثر ما نحتاج اليه في هذه الايام روح الأمل”، ولفت الى ان “الله أعدّ للبشرية منقذان ومخلصان عظيمان هما السيد المسيح والامام المهدي عليهما السلام”، واضاف ان “المقاومة هي الأمل التي صنعت انتصارات سريعة ضد العدو الاسرائيلي”، واشار الى ان “المقاومة واجهت وقاومت وفرضت معادلة اننا نستيطع ان نهزم هذا العدو فكانت المقاومة التي صنعت انتصارات سريعة”.
وذكر السيد نصر الله في كلمة له الخميس بالذكرى الـ30 لتأسيس المؤسسة الاسلامية للتربية والتعليم – مدارس المهدي(عج) ان “الاسرائيلي عندما احتل لبنان اشتغل على بث روح اليأس الذي له نتائج سياسية واجتماعية وأخطر نتائجه هو القبول بالاحتلال بعيدا عن كرامتك وسيادتك وشرفك”، واكد انه “عام 2000 استمرت المقاومة بهذا الأمل وعام 2006 صمدت المقاومة بالأمل”، وتابع “مضت سنوات قليلة وتبين سقوط مشروع الشرق الأوسط الجديد ومشروع أميركا في العراق بفعل الأمل والمقاومة”.
وأوضح السيد نصر الله انه “فيما مضى وبهدف تعزيز روح اليأس لدينا من أهم الوسائل كانت القتل والمجازر والتهجير وهدم المنازل”، ولفت الى انه “في مجزرة بئر العبد استشهد ما يزيد عن 75 شهيدا وكانت اميركا هي التي أرسلت سيارة مفخخة بهدف بث روح اليأس”، واكد ان “بعض الذين يدعون السيادة في بلدنا أيديهم متورطة بالدم في تفجير مجزرة بئر العبد”، ولفت الى ان “أكثرية الشهداء كانوا نساء وأطفال والمجزرة جاءت في اليوم العالمي للمرأة”، واضاف “هدف مجزرة بئر العبد كان بث الرعب واليأس في قلوبنا وكانت محاولة اغتيال السيد فضل الله ضربة قاسية لنا”، وتابع “كل من يهددنا بالقتل وبالحرب العسكرية والتجويع فهذا لا يهددنا ولو قتلتم نساءنا واطفالنا ورجالنا لا يمكن ان نشعر بالضعف او الوهن لاننا نعتمد على الله ونثق بشعبنا”.
وأوضح السيد نصر الله انه “في الازمة السياسية والمعيشية في لبنان اقول ان الرسالة الاساسية يجب ان تكون عدم اليأس لان نتيجة اليأس ستكون الاستسلام”، وأكد ان “اميركا شريكة الفساد في لبنان”، ولفت الى ان “اميركا تمنع وضع الودائع في لبنان وتمنع الاستثمار والمساعدات والمطلوب الاستسلام ولكن نقول لا تتوقعوا منا استسلاما وانصياعا وخضوعا”، وأضاف “يجب ان نطرق ابواب الحل في لبنان لانها موجودة، وأسال هل من استسلم لاميركا من الدول نجا؟”، وتابع “علينا التحلي بروح التعاون والشجاعة والارادة فالجبناء لا يحررون ارضا ولا يغيرون واقعا ونحن من واقع الامل نراهن على هذه الاجيال التي تخرجها المدارس ومن جملتها مدارس الامام المهدي (عج)”.
وعن مدارس المهدي، قال السيد نصر الله “نؤكد إيماننا بهذه المؤسسة الكريمة إدارة ومعلمين وعاملين”، وتابع “كنتم وستبقون لائقين بمستوى المسؤولية، وبناء على هذا الايمان نؤكد على بذل كل الجهود للحفاظ على المؤسسة وفاعليتها وكادرها ورغم كل الظروف الصعبة التي سنتغلب عليها”، واضاف “ان شاءالله سندعمها لتطويرها وتوسعة ميدان عملها على كل صعيد لان أهمية ما تقومون به من عمل جاد ومخلص للحفاظ على المستوى العلمي والتعليمي”، واوضح “ايضا على مستوى التربية منذ اختيار الاسم (المؤسسة الاسلامية التربية والتعليم) لم يكن صدفة وانما تم اختيار الاسم بدقة فجوهرها تربوي وتعليمي، اهمية التريية ومن ثم التعليم”.
وأشار السيد نصر الله الى انه “مما لا شك فيه ان المؤسسة تطورت بشكل طبيعي وتدريجي رغم كل الظروف الصعبة في الـ30 سنة الماضية”، وتابع “لم يكن هناك اي توقف، على المستوى الكمي وعلى المستوى الكيفي وعلى المناهج والحضور العام والانفتاح على المؤسسات التربوية بما يخدم الاجيال والتطور على مستوى نقل التجربة”، واضاف “هذا بعض جهادكم وتجلي رساليتكم، خصوصا في هذه السنوات الاخيرة حيث كان الجهد مضاعفا سواء في ظل كورونا او الاوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها لبنان”، وأكد “صمودكم في المؤسسة بالرغم من كل الصعوبات هو امر مقدر جدا خصوصا ان المؤسسة حرصت خلال السنوات الاخيرة ان تراعي بالاقساط الاوضاع وهذا ما اثر على مواردها المالية”، ولفت الى ان “انتماء هذه المؤسسة معروف لحزب الله”، وشدد على ان “مسؤولية المؤسسة بالدرجة الأولى بناء أجيال ترفض الظلم والطغيان وتؤسس للعدالة”.
وقال السيد نصر الله “أتوجه بالشكر والتقدير لكل العاملين في مدارس المهدي، وهذه الانجازات هي بفضل جهد الجميع”، وتابع “أشكر كل الاجزاء البشرية في هذه المؤسسة، ما نحن فيه من انجاز هو نتيجة هذه الجهود وهذا الاخلاص وهذه النوايا الطيبة فالدافع الاساسي هو خدمة الناس وعبادة الله والمساهمة في بناء المجتمع الصالح لتمهيد الارض لذلك اليوم الموعود الآتي”، واضاف “هنا يجب ان نستذكر كل اخواننا الذين فقدناهم خلال السنوات الماضية وبالاخص الاخ العزيز سماحة الشيخ مصطفى قصير”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “وظيفة المعلم والمعلمة والمؤسسة التربوية بأن لا تبقى فقط مهنة بل يجب أن يُضاف اليها روح رسالية وانسانية”، وتابع “هناك من لديه علم ويستغل الناس والاستفادة من أسوأ الظروف لاستغلالهم ولذلك نؤكد على التربية”، وأكد ان “التحصين هو الاساس والتربية هي المؤدية الى ذلك وهناك صرخة في مدارس الغرب نتيجة التفلت وعدم التحصين”، واشار الى انه “من جملة المخاطر المواد المخدرة وانتشار المخدرات ومن يروج للمخدرات ويتاجر بها هو من أسوأ أنواع المفسدين في الأرض”، واوضح ان “الادارة الأمريكية هادفة في نقل الثقافة الغربية الشيطانية إلى مناهجنا”، وذكر انه “اليوم الكثير مما هو عيب في عاداتنا وحرام في ديننا يُعمل على مسحه ليكون البديل هو التفلت”، واضاف ان “الأجيال الحالية كل شيء مفتوح أمامها نتيجة وجود الهاتف والانترنت في يد كل طفل وبدون ضوابط”.
وعن واقع المدارس في لبنان، قال السيد نصر الله إنه “نتيجة الظروف تأثرت المؤسسات التربوية ولذلك هناك مخاطر على وجود القطاع فالمدارس الرسمية أغلقت فترة طويلة”، ولفت الى انه “نتيجة الظروف تأثرت رواتب المعلمين وأصبحت الرواتب لا تقدم ولا تؤخر، ونتيجة الظروف التي استجدت مؤخرًا أثرت على كل أطراف العملية التربوية”، واشار الى ان “الأستاذ قدوة لذلك عليه ان ينتبه لسلوكه وتعاطيه مع الطلاب لأنه يمارس الدور التربوي وبالتالي هو يطبع شخصيته على هؤلاء الطلاب”، واعتبر ان “في المدارس المطلوب من المعلم ان يكون رساليا أي ان يكون همه استفادة الطلاب ونجاحهم وتفوقهم”.
وقال السيد نصر الله “في المدارس الخاصة أنا أقدر أنهم يريدون زيادة الأقساط لتحسين رواتب المعلمين لكن هل يمكن ان لا نربح هاتين السنتين او نربح بشكل معقول ومتواضع فاعتبروها مساهمة انسانية او مساعدة او عملية انقاذية”، وتابع “هناك مدارس خاصة مصرّة على الربح الوفير ولدي أرقام على ذلك”، واضاف “هناك جشع بشع عند بعض التجار ونحن نطلع على الأسعار فوجدنا ان هناك شيئا لاانسانيا ومتوحشا”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “المعلمين في المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية معهم حق وأقدموا على اضراب فبات العام الدراسي في خطر”، وتابع “أدعو المعلمين الى مواصلة العام الدراسي وعدم العودة الى الاضراب”، وأكد انه “على الحكومة تنفيذ ما قدّمته للمعلمين وأدعو المعلمين ان تعتبروا ما تبقى من العام الدراسي مساهمة انسانية واخلاقية وهذا من العمل الصالح الذي تجدونه حاضرا يوم القيامة”.
من جهة ثانية، قال السيد نصر الله “أبارك للجميع بالذكرى العطرة لولادة الامام المهدي(عج)، وأبارك لكل المعلمين والملعمات بمناسبة عيد المعلم ، وابارك بذكرى تأسيس مدارس المهدي ويوم مدارس المهدي، هذه المناسبات كلها مناسبات عزيزة”.
المصدر: موقع المنار