مرحباً بكم في قرية “هواشي” التي تقع في مقاطعة جيانغسو بشرق الصين ويطلق عليها لقب “أغنى قرية في الدولة”.
يبلغ عدد سكانها 2000 نسمة، ويُقال أن كل فرد منهم يمتلك أكثر من مليون يوان ( 143000 دولار/ 116000 جنيه إسترليني) رصيداً في البنك، وتُمنح كل عائلة سيارة وفيلا من قبل السلطة بمجرد الانتقال إلى هذه القرية لكن تكمن المشكلة في أنك بمجرد أن تترك القرية ستفقد كل هذه الممتلكات، وقد احتفلت قرية هواشي، التي تخضع للنظام الاشتراكي الصارم، بالذكرى السنوية الخامسة والخمسين لتأسيسها في الشهر الماضي.
لسنوات، استخدمت القرية من قبل السلطة الصينية كنموذجٍ لإثبات كيف حول النظام الشيوعي قرية فقيرة إلى منطقة فائقة الثروة في نصف قرن، عند مدخلها وضعت لافتة ضخمة على البوابة كُتب عليها “القرية رقم واحد تحت السماء”، وهذا لقب آخر منحته الدولة لهذه القرية.
ويتضح أن قرية هواشي تمتلك ثروة هائلة، فقد احتلت القرية عناوين الصحف في جميع أنحاء الصين في عام 2003، عندما أعلنت أن حجم اقتصادها السنوي قد وصل إلى 100 مليار يوان، وفقاً لكتاب Economic Strategies and Practice of Modern China.
قبل عام، أعلنت هواشي أن متوسط الراتب السنوي لسكانها هو 122600 يوان أي ما يعادل 40 ضعف متوسط دخل المزارع في الصين، ولإظهار قوتها الاقتصادية، أنفقت القرية ثلاثة مليارات يوان لبناء ناطحة سحاب خاصة بها في عام 2011 ويطلق عليها اسم “قرية هواشي المعلقة” وتتكون من 72 طابقاً.
لكن كيف قفزت هواشي من قرية ريفية إلى قرية شديدة الثراء لا يزال الأمر غامضاً.
يتعامل سكان القرية مع مصادر ثروتهم بكتمان وسرية ويتضح ذلك في التضييق على وصول وسائل الإعلام، فلا يسمح للصحفيين بزيارة القرية دون تدقيق شديد من قبل المسؤولين المحليين، وأشارت تقارير إعلامية سابقة أن كل فرد في القرية يمتلك على الأقل مليون يوان، وتمنح السلطة سيارة وفيلا لكل ساكن رسمي في القرية، وقد أوضح الكتاب أيضاً المبدأ الكامن وراء هذه الرفاهية.
يبدو أن السكان، ومعظمهم يعمل لدى شركات مملوكة للقرية، وهي قادرة فقط على صرف 30 % من أجورهم نقداً، بينما تدار بقية الأصول من قبل شركات القرية كرأس مال متداول، وعلاوة على ذلك، المكافآت السنوية للسكان، عادة ما تعادل ثلاث مرات ضعف الأجور، ولكن لا يمكن سحبها. وبدلاً من ذلك، تعطى في شكل أسهم في الشركة.
باختصار قادة القرية يديرون ويسيطرون على أصول القرية، ولذلك لا يمكن أخذ هذه الممتلكات إذا ترك السكان القرية. هواشي لديها نظام اقتصادي واجتماعي مركزي للغاية وهو أيضاً مثير للجدل. تعتقد بعض وسائل الإعلام أن الحزب الشيوعي يستخدم القرية أداة للدعاية مثل تلفزيون الواقع في فيلم عرض ترومان.
مجلة Southern Weekly المعروف عنها التعليق الصريح على الأحداث كشفت حقيقة قرية هواشي في تقرير عام 2011، وزعم المقال أن نجاح هواشي يرجع إلى الاتحاد السريع مع القرى المجاورة، عن طريق إخضاع القرى الجديدة تحت قيادة هواشي المركزية، فصارت قادرة على جلب أصول من حوالي 33000 نسمة واستثمارها في تطوير قرية هواشي الأصلية، التي يبلغ عدد سكانها 2000 نسمة، كما زعم التقرير أن القرويين في هواشي الجديدة عاشوا في حالة غير عادلة وأليمة.
ونشر مستخدم على شبكة الإنترنت على منتدى صحيفة الشعب اليومية قائلاً إن القرويين في هواشي لم يسمح لهم باستخدام أموالهم بحرية، نتيجة للاقتصاد المركزي، ولم يتمكنوا من سحب أموالهم من دون إذن وحتى إذا نجحوا في ذلك، وقتها فقط يمكن استخدام أموالهم لشراء الأصول التي تملكها هواشي، مثل الأراضي والأسهم.
بعد أكثر من خمسة عقود من تأسيس وو رينباو للقرية، لا تزال هواشي واحدة من أكثر المجتمعات الغنية، والغامضة المثيرة للجدل في الصين.
المصدر: هافينغتون بوست