قال علماء بريطانيون إن فيروسا شائعا يسبب السعال ونزلات البرد في مرحلة الطفولة يمكن أن يساعد على تطوير علاجات مستقبلية لسرطان الكبد الأولي والالتهاب الكبدي “سي”.
ووجد العلماء في جامعة ليدز أن الفيروسات التنفسية المعوية اليتيمة “Reovirus” يمكنها تحفيز نظام المناعة في الجسم على قتل الخلايا السرطانية فضلا عن أنها تُضعف فيروس التهاب الكبد الوبائي الذي يعد السبب الشائع لسرطان الكبد الأولي.
ويعتبر سرطان الكبد السبب الثاني الأكثر شيوعا لوفيات السرطان في جميع أنحاء العالم، وتشير التقديرات إلى أنه مسؤول عن ما يقارب 746 ألف حالة وفاة وفقا لإحصائيات عام 2012.
واستخدمت الدراسة التي نشرت في صحيفة “Gut”، الفيروسات التنفسية المعوية اليتيمة والتي تعرف أيضا باسم فيروسات الريو “Reovirus”، باعتبارها علاجا مناعيا لاستهداف كل من الورم والعدوى الكامنة وراء التهاب الكبد الوبائي.
وأثبتت هذه الطريقة نجاعتها في علاج كل من خلايا سرطان الكبد المزروعة في المختبر وتلك التي تم اتخاذها مباشرة من المرضى الذين يخضعون للجراحة.
وقال ستيفن جريفين الأستاذ المشارك في الدراسة من جامعة ليدز إن “الفئران المصابة بسرطان الكبد الناجم عن التهاب الكبد “سي” استجابت بشكل جيد للعلاج، ويمكن للعلاج أيضا أن يمتد إلى الأورام الخبيثة الفيروسية الأخرى ومن بينها فيروس سرطان الدم ابشتاين بار”.
وتعمل فيروسات الريو عن طريق تحفيز عنصر في الجهاز المناعي يُعرف بالإنترفيرون يُنشط خلايا محددة من كريات الدم البيضاء والتي تسمى القاتل الطبيعي، وهذه الخلايا القاتلة طبيعياً تقتل كلا من الورم والخلايا المصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي.
وفي حين تعرف الفيروسات التنفسية المعوية اليتيمة بأنها مسببة لأمراض الجهاز التنفسي وأمراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال إلا أن من غير المعروف حتى الآن مدى تأثيرها على البالغين.
يقول الدكتور عادل سمسون المشارك في الدراسة من جامعة ليدز إن نظامنا المناعي يمكن أن يكون “واحدا من أكثر الأسلحة قوة” للتغلب على السرطان “وفي كثير من الأحيان يكافح جهازنا المناعي من أجل التعرف على الفروق الدقيقة التي تميز الخلايا السرطانية عن الخلايا الطبيعية من دون مساعدة .. ومن هنا يأتي دور العلاج الذي يكمن في منح الفيروسات الجهاز المناعي التحفيز المطلوب لتحديد السرطان ومكافحته”.
ويعمل الباحثون الآن على إحراز تقدم في أولى التجارب السريرية على البشر لتقييم كيفية عمل هذا العلاج وإمكانياته جنبا إلى جنب مع الأدوية المتوفرة حاليا لعلاج سرطان الكبد.