بعد حصول الزلزال الاخير في تركيا وسوريا ، أصدر رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، توجيهات لرئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، لإجراء تقدير وضع حول جهوزية الكيان لهزّات أرضية .
وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، عقد، من جانبه، إجتماعاً لمناقشة جهوزية وزارته لمواجهة هزّة أرضيّة، حيث تمّ عرض إستعدادات الوزارات، السلطات المحلّية، وأجهزة الطوارئ والإنقاذ لتقديم “ردّ أوّلي” في حال حصول هزّة أرضيّة، كما عُرِضت سيناريوهات ذات صلة. وبعد الإجتماع، قال بن غفير إنّه بعد البحث، تبيّن أنّ أجهزة الطوارئ والأمن في الكيان الصهيوني ، “هي غير جاهزة بشكلٍ كافٍ للتعامل مع سيناريو هزّة أرضيّة”.
600 الف مبنى سينهار
تطرّق مراقب الدولة الصهيوني ، متنياهو أنغلمن، إلى الهزّات الأرضيّة التي أصابت تركيا وسوريا، وإلى استعدادات الكيان لاحتمال حصول هزّات مماثلة، قائلاً: “يجب أن نهتم بالاستعداد في حال وقوع مثل هذه الهزّة في إسرائيل… فهذه ربّما الدقيقة الـ90 (الفرصة الأخيرة) لتنفيذ إستعدادات مناسبة لمنع كارثة بحجم كبير”. ودعا أنغلمن الحكومة للعمل على تأمين الجهوزية قبل وقوع الكارثة، عوضاً عن “انتظار لجنة تحقيق بعدها”.
وكشف أنغلمن أنّه خلال السنة الماضية، حصل تدقيق في استعدادات 5 سلطات محلية تقع على طول الصدع السوري- الأفريقي، هي “بيت شان، طبريا، صفد، كريات شمونا، وحتسور هغليليت”. وأضاف أنغلمن أنّه في هذه الأماكن، المخطّط الوطني لتدعيم المباني ضدّ الهزات لم ينفّذ. ولفت أنغلمن إلى أنّه في السنة الماضية، تمّ نشر تقرير عن المباني الخطيرة، أظهر أنّه يوجد في الكيان المؤقت أكثر من 600 ألف مبنى لا تفي بمعايير مقاومة الهزّات، وهي معرّضة لخطر الإنهيار في حالة حدوث هزّة (قويّة)
وأشارت التقارير إلى أنّه يوجد 26,800 مبنى معرّض للهدم، وهي نصف المباني المعرّضة للخطر، مضيفاً أنّ 170 ألف صهيوني سيبقون- في حال وقوع هزّة قويّة- من دون مأوى، إمّا بسبب انهيار منازلهم، أو لكون المساكن التي يعيشون فيها غير آمنة.
مسألة وقت
الجيولوجي الصهيوني ، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي، الباحث السابق في هيئة المسح الجيولوجي للكيان الصهيوني، أريئيل هايمن، قال إنّ الكيان بعيد كلّ البعد عن الإستعداد للتعامل مع مثل هذا الحدث (الهزّات والزلازل)، وحذّر من أنّ الصهاينة ببساطة “ليسوا مستعدّين بما فيه الكفاية” (لمثل هذه الكوارث)، لافتاً إلى أنّ الإستعداد في إسرائيل، يبلغ نسبة 25 إلى 30% فقط. ونبّه هايمن إلى أنّ إسرائيل لا تمتلك ما يكفي من فرق البحث والإنقاذ.
وفيما رجّح هايمن عدم صمود كثير من الأبنية التي شُيّدت في الكيان قبل منتصف الثمانينات، بما في ذلك مدارس ومستشفيات، أمام زلزال، لفت إلى أنّ “إسرائيل تأخّرت عن التعرّض لزلزال كبير وكارثي”، مضيفاً أنّ “وقوع زلزال هائل وكارثي في إسرائيل ليس مسألة إمكانية حدوث أو لا، بل هو مسألة توقيت”.
اخيرا و في مقال كتبه في صحيفة هآرتس، سَجَّل الناقد التلفزيوني، روغل آلفر، ملاحظات على طريقة التعامل الصهيونية مع الهزّة الأرضيّة التي ضربت تركيا وسوريا، ومع أحداث مشابهة في السابق، فرأى ” أنّ كلّ زلزالٍ يقع في منطقة تعتبرها إسرائيل ذات صلة بالنسبة إليها، تغطّيه تلفزتها وفق المعايير الآتية:
• يُقدَّم الإسرائيليون العالقون بين الركام على أنّهم رمز التكافل اليهودي المتبادل ما بعد الهولوكوست، الذي يتزيّن به المجتمع الإسرائيلي، بينما المجتمع الإسرائيلي الحقيقي مشبع بالكراهية والعنف، ويعيش في هاوية لا يمكن جسرها.
• الترويج لفرق الإنقاذ الإسرائيلية على أنّها بطولية، وتساهم في إنقاذ أرواح “أعداء”، يتمنى لهم اليهود في إسرائيل في الأيام العادية الموت.”
المصدر: اعلام العدو