آلام شديدة في معدتك وتحاول تهدئتها عن طريق تناول الأودية أو اللجوء إلى بعض العلاجات المنزلية الشائعة، لكن كل ذلك لا يجدي نفعاً. وقد تتساءل، ما السبب؟
السبب هو أن معدتك لم تتحمل التوتر والضغط الذي تمر به. يمكن أن يؤثر التوتر المستمر على عملية الهضم، وفق الطبيب النفسي وعالم الأعصاب السويسري، غريغور هاسلر، فإن المشاعر القوية والتوتر الشديد دائماً ما تؤثر بشكل سلبي على جسدك، وعلى وجه الخصوص “منطقة الجهاز الهضمي”.
أثناء لحظات التوتر، يمكن للدماغ أن يخنق تدفق الدم في الجهاز الهضمي عبر الأعصاب والهرمونات. وهذا يعني أن العضلات الأخرى تصبح لها طاقة أكبر، بحسب هاسلر. “يمكن أن يكون ذلك مفيداً، في بعض الأحيان (…)”. ولكن إذا كنت تعاني من الإجهاد المستمر، فإن المعدة والأمعاء لا تزودان بالدم الكافي باستمرار.
والنتيجة هي اضطراب في الهضم. ويوضح الطبيب النفسي وعالم الأعصاب السويسري، غريغور هاسلر نقلاً عن المجلة الألمانية للصيدليات “Apotheken Umschau”: “يمكن أن يتسبب هذا في ظهور أعراض مختلفة – انطلاقاً من ضغط البطن والغثيان مروراً إلى الإسهال والقيء”.
على العكس من ذلك، وفق الطبيب والباحث، فإن الجهاز الهضمي السليم يساهم أيضاً في استقرار الحالة النفسية. إذ يلعب العصب المبهم، الذي ينقل المعلومات من الدماغ إلى المعدة ومن المعدة إلى الدماغ، دوراً رئيسياً في هذا. وهذا العصب يستمع إلى الأعضاء الداخلية، كما يصف مؤلف كتاب “Die Gut-Brain-Connection”. ويوضح هاسلر: “إذا كان الهضم يعمل بشكل جيد، يتم تحفيز العصب بشكل إيجابي، على سبيل المثال. وهذا أيضاً يهدئ الخلايا العصبية في الدماغ”.
ووفق احدث نتائج الدراسات، فإن تركيبة البكتيريا المعوية لها أيضاً تأثير على النفس، وكذلك جهاز المناعة، الذي يقع “80 بالمائة” منه في الأمعاء.
وقدم الطبيب السويسري، مجموعة من النصائح للوقاية من التوتر وآلام الجهاز الهضمي. وأهمها تناول نظام غذائي متوازن، والطهي قدر المستطاع بالمنزل، وكذلك تجنب تناول الكثير من السكر. بالإضافة إلى تناول وجبات منتظمة وممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة على الأقل إلى ساعة يومياً. ويقول: “تجنب أيضاً الإجهاد المطول، وامنح نفسك ومعدتك راحة كافية”.
المصدر: dw.com