في ظل توسع رقعة العمليات الفدائية في مناطق الضفة المحتلة، واستمرار تهديدها لمنظومة أمن الاحتلال، بعد فشل السيطرة عليها، يحاول قادة الاحتلال، وفق الاعلام العبري، حرف المسار، ومحاولة نقل المعركة إلى قطاع غزة لتخفيف الضغط الحاصل بالضفة والقدس نتيجة العمليات الفردية، والخروج من الحرج الشديد الذي سببه الفدائيون لقادة كيان الاحتلال، داخل “المجتمع الإسرائيلي” وخارجه.
تباينت آراء كتاب ومحللون، حول إمكانية إقدام قادة جيش الاحتلال على إشعال جبهة غزة لكي تتوصل لإخماد ثوران بركان الضفة، فمنهم من رجّح أن يكون ملف غزة على طاولة مباحثات قادة الاحتلال، والتوجه لإشعال جبهتها لكي تُخمد ثورة الضفة، بينما رأى آخر، أنها محض دعاية وحرب نفسية توجهها المنظومة الأمنية لقطاع غزة، كون بنيامين نتنياهو المُكلف بتشكيل الائتلاف المقبل، سيتذكر دائماً كيف وضعت معركة “سيف القدس” نهاية لحكومته السابقة.
ووفق البيانات التي توثق عدد قتلى الاحتلال منذ عام 2014 وحتى هذا العام الذي لم ينتهي بعد، شهد عام 2015 مقتل 28 مستوطناً وشهد عام 2022 الذي لم ينته مقتل 29″، في أعلى حصيلة لعدد قتلى “إسرائيليين” في عام واحد منذ سنوات.
وأمس الثلاثاء، قُتل 3 مستوطنين، وأصيب 2 أخران في عملية طعن ودهس، وقعت في 3 مناطق داخل مستوطنة “أرئيل” الصناعية المقامة على أراضي سلفيت شمال الضفة المحتلة.
الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، رجّح أن يضع الاحتلال قطاع غزة على خط المواجهة، اعتقاداً أنه بتلك الخطوة يستطيع أن يخمد انتفاضة الضفة، ويقلل من خطورة العمليات الفدائية التي تُطال جنوده سواء على الحواجز العسكرية، أو في المستوطنات، مستدركا: “لكن هذا الأمر يبقى في دائرة الاحتمالات”.
وأشار عبدو، إلى أن الاحتلال يعتقد أن غزة هي من توجه الفدائيين لتنفيذ عمليات ضد جنوده، لذلك يخرج بتصريحات تفيد بأنه يبحث تغيير سياسته تجاه قطاع غزة، لأنه يحملها مسؤولية تنامي العمليات الفدائية في الضفة والقدس المحتلتين، لافتاً إلى أن غزة تستطيع الدفاع عن نفسها من أي عدوان قد يُطالها، كما حدث في المرات السابقة.
وكشفت القناة “12”أمس الثلاثاء، أن منظومة “أمن” الاحتلال تبحث تغيير سياستها تجاه قطاع غزة، وأنها تدرس تغيير سياستها تجاه غزة وعدم الفصل بين تحريض الجهاد وحماس في غزة عما يحدث في الضفة”. على حد قولها.
وأضافت القناة العبرية: “بالمؤسسة الأمنية يصفون المنظمات في غزة بأنها مسؤولة عن التحريض على العمليات في الضفة وتمويلها، لذا سيتم مراجعة سياساتنا وكذلك أساليب عملنا ضدهم”.
الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض، اختلف من الكاتب عبدو، حول إمكانية اقحام غزة في المواجهة، إذ يرى أن ما يتحدث به قادة الاحتلال، محض دعاية وحرب نفسية يسعون من خلالها لإيصال رسائل إلى قطاع غزة، بأنهم مستهدفون في حال استمرار العمل الفدائي وتوسعه في الضفة المحتلة.
ويستبعد الكاتب د. عوض، اقحام غزة في المواجهة، قائلا: “ما يحدث هو تهويش اعلامي يأتي في إطار الحرب النفسية؛ لأن الاحتلال لا يرغب بفتح جبهة غزة، لأنها مكلفة ومحرجة، وتدفع (إسرائيل) إلى خسارات حقيقية”.
وأضاف: “إسرائيل تحاول تجنب واستبعاد غزة من المواجهات المقبلة، لأنّ فتح جبهة أخرى في غزة، لا يعني إلغاء المواجهة في الضفة، بل سيزيدها اشتعالاً”.
المصدر: فلسطين اليوم