هي المرة  الاولى التي يصل فيها رئيس اميركي الى المنطقة من دون دفع عملية سياسية مع الفلسطينيين، وهذا يعني ان الولايات المتحدة رفعت يدها بشكل أو بآخر عن الضغط او البحث عن حل القضية. وقد ذكرت غيلي كوهين مراسلة قناة 11 الصهيونية أن “هرتسوغ ولبيد ركزا على ايران ومحاولة دفع التطبيع فيما ركز بايدن من جهة اخرى على الفلسطينيين وامور اخرى والحديث عن اندماج اسرائيل في المنطقة وليس عن امر محدد “. اضافت “لقد لاحظنا جدا ماذا تريد اسرائيل ان يحدث وماذا يريد بايدن ان يتحدث فاسرائيل تريد الحديث عن ايران والاندماج الاقليمي بينما بايدن يفضل الحديث عن امور اخرى منها العلاقات مع الفلسطينيين واندماج اسرائيل في المنطقة، هذا يعني ان اسرائيل ستندمج بما هو قائم ولا يتم بناء شيء جديد وهذا يدل على الكثير من الامور وبينها الفجوات بين الادارة الاميركية وما يفكرون في اسرائيل”.

ما كان يريده الكيان الصهيوني هو حزم اميركي في استخدام تهديد عسكري موثوق ضد ايران وهذا الامر لا يبدو انه سيحصل على الرغم من الضغط الصهيوني، فهدف الكيان ودول الخليج هو رؤية نوع من التحالف وحلف دفاعي ونوع من التعاون في وجه ايران على المستوى العسكري والاستخباري مع مظلة اميركية هذا ما سيسمعه بايدن في القدس وسيسمعه في جدة ، ولمحاولة دفع بايدن نحو زيادة الضغط على ايران ذكر المراسل العسكري للقناة 12 الصهيونية  انه “تم تقديم معلومات حساسة وجديدة وكله في الموضوع الايراني و ان ايران انفقت المليارات في التزويد وتطوير وسائل قتالية جديدة و قامت بنشرها لدى منظمات في الشرق الاوسط ،كما قدم وزير الدفاع غانتس لبايدن سلسلة من الاتفاقيات الامنية بعضها جديد والتي وقعت بين اسرائيل والدول العربية خارج اتفاق ابراهام “.

صحيح ان كل زيارة لرئيس اميركي هي امر مهم للكيان الصهيوني في ظل الوضع الذي يعيشه وهو بحاجة الى الولايات المتحدة من اجل بقائه و رغم كل التصريحات والنوايا التي يطلقها بايدن فعلى ما يبدو لن يحصل تغيير في السياسة الاميركية حول ايران. وبحسب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية السابق  تامير هايمن، فان هناك اختلافاً في سلم الاولويات ” ففي حين تشكل ايران امرا مركزيا في سلم الاولويات الاسرائيلية فإن لدى الرئيس بايدن موضوع مختلف وهو الكفاح العالمي بسوق الطاقة ورغبته في تحسين هذا الوضع خلال زيارته القريبة الى السعودية”.

وحول زيارة بايدن الى السعودية كان لافتا ما ذكرته رئيسة قسم الدراسات الاميركية في جامعة تل أبيب ياعل شترنهل حيث اعتبرت هذه الزيارة هي اذلال لبايدن حيث قالت “زيارة بايدن لا تهم الاميركيين والامر المؤذي والمضر لبايدن هو زيارة السعودية وهي نوع من الاذلال والاهانة امام حاكم مستبد ومن اسوأهم في العالم والذي اعلن جو بايدن انه والدولة التي يحكمها دولة شريرة، وها هو بايدن يذهب للقائه وعقد اتفاقيات معه وهكذا ذهبت الوعود والشعارات بعد ان كانت حقوق الانسان تقف في صلب السياسة الاميركية ” .

 وحول اسباب زيارة بايدن للسعودية بالامكان التوقف عند ما قاله  نداف ايال – محلل صهيوني للشؤون الاجنبية ” توجد للرئيس الاميركي مشكلة كبيرة وهو موضوع ارتفاع الاسعار ولا يوجد اي امر يهم الاميركيين لا اوكرانيا ولا روسيا ولا السلام في الشرق الاوسط ولا الارهاب ولا ايران وهناك اربعة وتسعين بالمئة من الاميركيين يهمهم موضوع ارتفاع الاسعار ، بايدن لا يستطيع القول انني سأذهب الى السعودية واصافح محمد بن سلمان هذا القاتل من اجل تخفيض الاسعار والسعودية لها تأثير في تكتل الدول النفطية وبامكانها تخفيض سعر الوقود بصورة ملحوظة ” .

في الخلاصة ورغم الاحتفالية الكبيرة التي قام بها الكيان الصهيوني والتي ستقوم بها السعودية احتفاء ببايدن فان نتائج هذه الزيارة محكومة باولويات الولايات المتحدة والتي تبدو بعيدة كل البعد عن الاهداف والحاجات الصهيونية، وربما الملف الوحيد الذي يتفق عليه الثلاثة هو المضي قدما في ملف التطبيع بين الكيان الصهيوني والسعودية بشكل علني ، هو ثمن سيدفعه بن سلمان للعودة الى الساحة الدولية ، بينما سيرضى الصهيوني باتفاق اعلان القدس الذي يبدو انه لن يكون سوى حبر على ورق.