أقام “تجمع العلماء المسلمين” احتفالا تكريميا لسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور محمد جلال فيروزنيا لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان وتقديرا منه لدوره في دعم الوحدة الإسلامية وللخدمات التي قدمها للبنان وللشعب اللبناني، في مركزه في حارة حريك وقدم له درعا تكريمية لعطاءاته وما قدمه للبنان وشعبه.
حضر الاحتفال أعضاء “التجمع” وتحدث فيه رئيس مجلس الأمناء الشيخ غازي حنينه ورئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله، فالمحتفى به
حنينه
وقال الشيخ حنينة: “هذا التجمع سعادة السفير عرف البوصلة، فما تاهت أقدامه في وقت تاهت أقدام الآخرين، وكثير من الآخرين الذين تاهت أقدامهم لأنهم ابتعدوا عن فلسطين وتركوا فلسطين وحازوا عن طريق فلسطين ولكن تجمع العلماء المسلمين بقي في خط الولي الفقيه الذي ينظر من طهران إلى فلسطين كل فلسطين، وإلى كل فلسطيني مشرد ومشتت ولاجئ وبعيدا عن فلسطين الولي الفقيه.
سعادة السفير نحن في خط تجمع العلماء المسلمين إلتزاما بهذه الرؤية الواضحة التي لا تعرف التذبذب ولا تعرف التململ ولا التراجع ولا الانحياز إلى أي بوصلة أخرى، كان هذا التجمع وبقي التجمع على خط أربعة عقود، ونحن اليوم ونحن في حفل وداعك نقول لك سعادة السفير أحمل أمانة هذا “التجمع” إلى قيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الإمام القائد السيد علي الخامنئي حفظه الله وانقل له تحياتنا، وإلى فخامة رئيس الجمهورية السيد رئيسي حفظه الله وإلى قيادة الجمهورية الإسلامية قاطبة، وقل لهم إن تجمع العلماء المسلمين هو جندي في خط الإسلام المحمدي الأصيل خط الولي الفقيه، نحضر للمعركة الكبرى التي نعيش أجواءها في هذه الأيام والتي تستعد المنطقة كل المنطقة، ونحن في طليعة هذه المعركة سنكون من خلال منابر الجمعة ومحاريب الصلاة ومن خلال كل موقع نتبوأه ونقف فيه، نحمل أمانة الإسلام، الإسلام الذي ضيعه كثيرون في زماننا”.
عبد الله
وقال الشيخ حسان عبد الله :”يتساءل البعض لماذا تكرمون سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية من دون غيره. أليس هذا دليلا على ما يقوله البعض عن احتلال إيراني للبنان، وأنا أقول هنا باسم تجمع العلماء المسلمين، باسم أكثر من ثلاثمائة عالم من السنة والشيعة اللبنانيين والفلسطينيين يحضر معظمهم هذا المجلس أننا نكرم سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونكرم من خلاله إيران لما قدمته لنا في لبنان، وكان سببا في العزة والكرامة التي ننعم بها الآن. وأسمحوا لي هنا أن أطرح الأسئلة والإجابات لديكم واضحة، ألم يحتل العدو الصهيوني أكثر الأراضي اللبنانية، ولجأنا إلى الدول العربية وللعالم الذي ظل لسنوات طويلة يقول لنا سنعمل على تنفيذ الانسحاب الصهيوني من لبنان من خلال قرار الأمم المتحدة رقم 425، فماذا كانت النتيجة؟ وسَّع العدو الصهيوني دائرة احتلاله للبنان في العام 1982 ودخل إلى ثاني عاصمة عربية بعد القدس بيروت، فجاءت إيران ودربت شبابنا على المقاومة وقدمت لنا الدعم المادي والعسكري حتى حققنا التحرير في العام 2000م”.
أضاف:” فما الفرق بين ما قدمه العرب لنا وما قدمته إيران؟
ومن جهة أخرى فرضت الولايات المتحدة الأمريكية قانون قيصر على سوريا لتقطع شريان الاتصال مع لبنان فلم يستطع تأمين الغاز من مصر ولا الكهرباء من الأردن، في حين أن إيران في عز الأزمة أرسلت لنا بواخر المازوت لتعود الولايات المتحدة الأميركية وتعلن أنها ستسمح لنا باستجرار الكهرباء والغاز من دول عربية غير مستعدة لتعريض نفسها للعقوبات الأميركية من أجل لبنان، وتحدت إيران العالم ومدت يد العون إلينا،كل هذا الدعم الذي تقدمه إيران يحمِّلها ضغوطت اقتصادية كبرى، وكان يمكن لها أن تراعي مصالحها وتتفق مع الولايات المتحدة الأميركية وتبيع القضية الفلسطينية وقضايا المستضعفين وتعيش وشعبها بحبوحة كبرى، ولكنها رفضت ذلك إلتزاما منها بعقيدتها وإلتزامها مهما كانت الضغوط والتحديات والصعوبات”.
وتابع عبد الله:”وبعد ذلك يقولون “احتلال إيراني!!” هل رأيتم أن سعادة السفير الدكتور محمد جلال فيروزنيا استدعى نوابا ليتحدث معهم حول تشكيلة الحكومة؟ هل سمعتم أنه جعل من مقر السفارة مقرا لإدارة الانتخابات النيابية؟ في حين أنكم سمعتم ذلك من دول أخرى يقال عنها صديقة وشقيقة!.
فيروزنيا
وقال السفير فيروزنيا:” يغمرني شعور بالفخر والاعتزاز وأنا أقف بينكم، نخبة من العلماء المسلمين الأجلاء، شكلت منارة على طريق الهدى والإيمان وعلامة مضيئة في سماء الأمة الإسلامية. هذه النخبة التي حملت مع كافة المخلصين من أبناء هذه الأمة واجب الدعوة قولا وفعلا في سبيل وحدة المسلمين، مدركة أن هذه الوحدة هي السبيل الوحيد لخلاص هذه الأمة وعزتها وكرامتها وانتصارها”.
أضاف :” إن بعض الإنصاف لما قدمه تجمعكم الكريم، يقتضي منا أن نشيد بتجربتكم الفريدة والرائدة في عالمنا الإسلامي… وهي تجربة بدأت ونمت بعين الإمام الخميني . فهذا التجمع المبارك هو ثمرة من الثمار الطيبة التي حققتها الثورة الإسلامية الإيرانية الميمونة، وهو يتقاطع في ميثاقه وتطلعاته مع المبادئ الأساسية والراسخة التي أرستها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأخذتها على عاتقها منذ لحظة تأسيسها ووجودها، والمتمثلة بتبني خيار الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية الكريمة ومساندة كل حركات المقاومة ضد الاحتلال في العالم وبالأخص الاحتلال الصهيوني لفلسطين وأجزاء من لبنان وسوريا.
وتابع :”إن الدور الصهيوني الخبيث ما زال يخيم بأخطاره وشره على الأمة الإسلامية جمعاء، ونحن نرى أن الصراع اليوم في العالم ليس صراعا قوميا أو طائفيا كما يحاول البعض تصويره، بل هو صراع بين نهجين، نهج المقاومة ونهج الاستسلام.
من هنا، تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكل عزم وصلابة، إلى جانب كل الشعوب المناضلة التي تواجه الإستكبار العالمي وتمنعه من نهب ثرواتها ومصادرة حقوقها وتدمير مستقبلها، تقف إلى جانب الشعوب الحرة، إلى جانب الشعب الفلسطيني الصامد وحقه في تحرير أرضه وعودة لاجئيه وتشكيل دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتقف إلى جانب لبنان بدولته ومقاومته وجيشه وشعبه، بكل طوائفه ومكوناته الوطنية، داعمة وحدته وسيادته واستقلاله، وحقه المشروع في استثمار ثرواته الطبيعية في مياهه الإقليمية.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام