بعد أقلّ من أربع وعشرين ساعة على انهائه الاستشارات النيابية غير الملزمة، سارع الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي الى بعبدا وفي يده مغلّف أبيض سلّمه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفيه التشكيلة الحكومية التي يراها مناسبة في هذه الظروف على حدّ تعبير ميقاتي.

وقال ميقاتي “على ضوء الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجريتها امس، وجدت ان الخيارات ضيقة جداً وأن الوقت مهم جداً. جوجلت الافكار التي طُرحت خلال الاستشارات، وزرت فخامة الرئيس وتشرفت بلقائه هذا الصباح وسلمته تشكيلة الحكومة التي أراها مناسبة في هذه الظروف. وتعلمون وأعلم كم ان الوقت مهم، فطلب فخامة الرئيس ان يدرسها ويعود اليّ بها”.

كما كان متوقّعًا ، تشكيلة ميقاتي المقدّمة هي الحكومة السابقة مع إحداث تغيير في بعض الوجوه الوزارية ، أبرزها وزير الطاقة المسيحي وليد فياض استبدل باسم سني هو وليد سنّو،  ووزير الاقتصاد السني أمين سلام  استبدل بوزير أرمني هو جورج بوشكيان الذي يشغل منصب وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال حيث ذهبت هذه الحقيبة في التشكيلة المقدّمة الى وليد عسّاف، أمّا وزارة المالية  فطرأ تعديل في الاسم فقط إذ انتقلت من يوسف خليل الى النائب السابق ياسين جابر .. كما طرأ تعديل على اسم وزير المهجرين .

المصادر المتابعة  أشارت لـ “المنار” الى صعوبة  في أن يقبل رئيس الجمهورية التشكيلة كما هي ، ولفتت الى أنّ فكرة الابقاء على حكومة  تصريف الأعمال مع ادخال تغيير على بعض الوجوه الوزارية ، وإن كان طرح ميقاتي لها هو من باب أنّه الخيار الأيسر والأسرع ، الا أنّ بعض الكتل النيابية ترفضها وفي مقدّمها التيار الوطني الحرّ الذي يفضل وفق المصادر توسيع الحكومة من 24 وزيرا الى 30 وزيرا أي بزيادة ستّة وزراء دولة سياسيين … خيار استبعدت المصادر أن يوافق عليه الرئيس ميقاتي . لذلك، رأت المصادر أنّ التشكيلة المقدّمة ليست الا بروفا أولى ، والقادم من الأيام سيحمل المزيد من البروفات الى أن يُكتب النجاح لواحدة منها.