ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 26-01-2022 في بيروت على تفاعلات وتداعيات قضية إنسحاب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من المشهدين السياسي والإنتخابي حيث لا تزال المواقف تتظهر تباعاً وتطرح معها الأسئلة، وابرز ما يتم تداوله من اسئلة بعد بروز توتر حاد في صفوف جمهور تيار المستقبل وقادته، رداً على ما قاله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
الأخبار
المستقبل “يبقّ” بحصة جعجع: متورّط في التآمر حتى النخاع
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: أخيراً، “بقّ” تيار “المستقبل” البحصة. هذا ما لم يفعله رئيسه قبل خمس سنوات، بعد احتجازه في المملكة العربية السعودية وإجباره على تقديم استقالته، بالتآمر مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي، وحده من بين كل القيادات في لبنان، دعا الى قبول استقالة الحريري. آنذاك، لمّح رئيس الحكومة السابق إلى تلقّيه طعنة غادرة من “الحلفاء”، ولوّح بـ”بقّ” البحصة التي علقت في حلقه منذذاك، فيما لم يتوقف الهمس يوماً في كواليس التيار الأزرق عن “المتآمر الأكبر” على الحريري والمحرّض الأول عليه لدى “ولاة الأمر” في الرياض.
بيان “استسلام” الحريري للضغوط السعودية، عصر الاثنين، أخرج جمهور “المستقبل” ومسؤوليه عن هدوئهم. كل الأطراف السياسية استشعرت حراجة الخطوة الحريرية وخطورة تداعياتها، فيما سمير جعجع، وحده أيضاً، واصل غرز سكينه في جرح “المستقبل” المفتوح، طامحاً بعد مشاركته في إطاحة الحريري، إلى تطويب نفسه “وريثاً” لتياره، وزعيماً لسنّة لبنان، علماً بأنه نقل عن أوساط قريبة من تيار “المستقبل”، في اليومين الماضيين، أن من بين شروط “بيان الاستسلام” تجيير الجمهور الأزرق، في الانتخابات المقبلة، للمدان باغتيال زعيم تاريخي للسنّة هو الرئيس الراحل رشيد كرامي، والخارج من سجنه بعفو نسجه الحريري الابن نفسه. وإذا كان زعيم “المستقبل” قد رفض تنفيذ هذا الشرط، ضمناً، عندما نفض يده من كل ما يتعلق بالانتخابات، يبدو أن زعيم القوات ماضٍ، من طرف واحد، في تنفيذ الأجندة السعودية في هذا السياق.
هكذا، وكأن ما أعلنه الحريري الاثنين كان بياناً انتخابياً لا بيان انسحاب، غرّد جعجع أمس بأنه “متعاطف مع الحريري”، لكنه “مصرّ على التنسيق مع الإخوة في تيار المستقبل وأبناء الطائفة السنية”. تغريدة كانت كافية لتفجير الاحتقان المستقبلي على مواقع التواصل الاجتماعي، فشنّ أنصار “المستقبل” هجوماً على “الغدّار الذي طعن سعد الحريري”. عضو كتلة المستقبل النائب وليد البعريني وصف موقف جعجع بأنه “خبيث يُحاول الظهور عبره بمظهر الحريص على تيار المستقبل ولعموم أهل السنّة في لبنان (…) وقد أثبتت كل الأحداث الماضية أنه متورّط حتى النّخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه في ظهورهم وفي رقابهم، وهذه حقائق ثابتة ولم تعد تخفى على أحد”. ورأى أن “ادّعاء الحرص والاهتمام للقفز الى المقدمة لوراثة تيار المستقبل لا يعدو كونه محاولات مكشوفة سترتدّ على صاحبها بالخيبة والخذلان، لأن السنّة كانوا وسيبقون أهل دولة وأهل وفاء، ولن يسمحوا لمن طعنهم بأن يتوثّب نحو حمل رايتهم وتقدم صفوفهم”. فيما سخر منسق الإعلام في التيار، عبد السلام موسى، من جعجع الذي “يُصرّ على التنسيق معنا ونحن لا نشارك في الانتخابات”، موجّهاً نصيحة إليه: “لعاب بملعبك وما تطلع ع كتافنا”.
وكان جعجع قد غرّد مطلع الشهر الجاري بأنّ “الأكثرية السنيّة هم حلفاؤنا بطبيعة الحال على المستوى الشعبي لا القيادي”، ما دفع الأمين العام لـ”المستقبل” أحمد الحريري إلى “نصيحته، بأن “يترك الأكثرية السنيّة بحالها ويتوقّف عن سياسة شقّ الصفوف بينها وبين قيادتها السياسية”.
إلى ذلك، كانت لافتة تغريدة رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، بأن “هناك من اختار أن يتعاقَب حتى يمنَع الحرب الأهلية، وآخر وافق على الانسحاب حتى لا يسمح بالحرب الأهلية، وهناك أحد مصمّم على الحرب، وغير مهتمّ إذا طعن حليفه بالظهر أو خان تفاهماً لمصالحة تاريخية، والمهمّ أن ينفّذ أجندة خارجية توقع الفتنة بلبنان”.
البناء
اليمنيّون يراقبون السلوك الإماراتيّ للاختيار بين “إعصار 3” أو وقف التصعيد
هل تدعو دار الفتوى للمقاطعة… ويعلن جنبلاط الانسحاب تضامناً مع الحريريّ؟
الجواب اللبنانيّ على الورقة الكويتيّة: الـ 1701 والطائف خريطة طريق للـ 1559
كتبت صحيفة “البناء” تقول: لا زالت جولات التصعيد التي شهدتها جبهات المواجهة بين اليمن والإمارات حدثاً إقليمياً أول، مع تسجيل أول يوم هادئ على هذه الجبهة، حيث أفادت مصادر يمنية أنها تراقب السلوك الإماراتي. فالرسائل العسكرية اليمنية ليست هدفاً بذاتها ولا إلحاق الأذى بالإمارات واقتصادها هو الهدف، بل وقف الانخراط الإماراتي بالحرب على اليمن هو الهدف، واليمن سيراقب السلوك الإماراتي فإذا عادت الإمارات الى موقفها البعيد عن المواجهات في اليمن، قبل انخراطها في معارك شبوة ومأرب، ستتوقف جولة التصعيد، وإذا واصل الإماراتيون التورط فسيكون “إعصار اليمن 3” هو الجواب. وبالتوازي قالت المصادر إن اليمنيين ابلغوا جهات خليجية راجعتهم بأسئلة حول استهداف قاعدة الظفرة الإماراتية، والموقف من الوجود العسكري الأميركي فيها، أن اليمن يعلم بهذا الوجود، لكن الاستهداف للقاعدة كان ردا على المصدر الذي خرجت منه الطائرات التي تقصف اليمن، ولا علاقة للوجود الأميركي بالاستهداف، رغم العداء مع السياسات الأميركية وتحميلها مسؤولية الحرب على اليمن واستمرارها، لكن هذا الوجود الأميركي لن يحيّد القاعدة عن بنك الأهداف اليمني، وإذا اراد الأميركيون تحييد أنفسهم فليفعلوا هم ذلك.
في الشأن الإقليمي اللبناني، يدور النقاش حول الجواب اللبناني على الورقة الخليجية التي حملها وزير خارجية الكويت، وقالت مصادر متابعة لهذا النقاش إن لا مشكلة لبنانيّة مع أغلب ما ورد في الورقة، وتبقى نقطتان للنقاش، واحدة يرغب لبنان بإخضاعها لحوار لبناني خليجي حول التعامل الإعلامي ورسم حدود العلاقة بين الالتزام اللبناني بما يرغب به الوزراء العرب، وبين حرية التعبير والتعدد السياسي، أسوة بما تتعامل بموجبه الحكومات العربية في هذا المجال مع حكومات دول أجنبية تربطها بالخليج علاقات مميّزة. والنقطة الثانية التي يظن البعض أنها عقدة لبنانية وهي المتصلة ببنود مكرّرة تحت عنوان بسط السيادة وحصر السلاح وتطبيق القرار 1559. وفي هذا المجال يدور الجواب اللبناني حول شرح إجماع اللبنانيين في إتفاق الطائف علي هذه الأهداف، ولكن مع وضع خريطة طريق تبدأ بتحرير الأراضي المحتلة بكل الوسائل المتاحة كما نصت وثيقة الطائف، وجاء القرار 1559 الذي انقسم حوله اللبنانيون وتلته حرب تموز 2006 التي دعمتها دول أجنبية وعربية لسحب سلاح حزب الله وانتهت بالقرار 1701 الذي أصبح بعرف المجتمع الدولي خريطة طريق للقرار 1559، لجهة ترتيب المراحل بالبدء بالانتقال من وقف الأعمال العدائية الى وقف اطلاق نار دائم بعد حل القضايا العالقة وفي مقدمتها قضية مزارع شبعا. وقد تعامل مجلس الأمن الدولي مع هذا التلازم بين القرارين بهذه الطريقة منذ أعوام ولا يزال.
في الشأن السياسي اللبناني وتفاعلات وتداعيات قضية إنسحاب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من المشهدين السياسي والإنتخابي لا تزال المواقف تتظهر تباعاً وتطرح معها الأسئلة، وابرز ما يتم تداوله من اسئلة بعد بروز توتر حاد بين جمهور تيار المستقبل وقادته، رداً على ما قاله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وما بدا في موقع الشماتة، يطال مواقف الأطراف الأخرى. وفي هذا السياق برز كلام لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي غلب عليه الطابع التضامنيّ، والإشارة للتمييز بين الحريري وجعجع بالقول، هناك مَن يعاقَب لرفضه الحرب الأهلية ومن يسعى لهذه الحرب تنفيذاً لأجندة خارجية. ويبقى هذا الموقف الوجداني مبدئياً بإنتظار توضيح صورة الموقف سياسياً، ولم تخف مصادر متابعة للموقف انه قد يكون شبيهاً بالموقف من احتجاز الحريري عام 2017 دون ان توضح الكيفيّة، بينما طرحت أسئلة حول احتمال دعوة دار الفتوى لإجتماع موسّع يخرج بدعوة لمقاطعة الانتخابات بصورة تستعيد مشهد المقاطعة المسيحية عام 1992، بينما تدور أسئلة مشابهة حول احتمال إعلان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط لموقف تضامني مع الحريري والمستقبل بعدم المشاركة في الانتخابات.
وبقي قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي والعزوف مع تيار المستقبل عن خوض الانتخابات النيابية، يلقي بثقله على المشهد الداخلي، وسط صدمة وذهول لا زالت تقضّ مضجع المستقبليين من النواب والمسؤولين في التيار وكذلك الشارع السني الذي يعيش حالة إحباط وقلق ونار غضب تحت الرماد قد تشتعل في أية لحظة إذا توافرت ظروف وفتائل تفجير الساحة الداخلية.
وواصلت الأوساط السياسية تحليل أبعاد خطوة الحريري وتقييم الموقف والتداعيات المرتقبة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية وما سيرافقها من تصعيد الخطاب السياسي والطائفي والفوضى في الشارع على وقع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية مع تصعيد الضغط السعودي – الخليجي – الأميركي على لبنان عبر المبادرة الكويتية التي تحمل في طياتها شروط استسلام تفرض على لبنان.
وقطعت مراجع سياسية وروحية الشك باليقين بوجود بالأسباب الخارجيّة لقرار الحريري وأنه يخفي قراراً سعودياً وأميركياً بإقصاء الحريري عن المشهد السياسي، بحسب ما علمت “البناء”، لذلك صمتت المراجع السنية السياسية والدينية وأبدت تفهماً لهذا الخيار. وعلمت “البناء” أن الرئيس فؤاد السنيورة والمفتي عبد اللطيف دريان حاولا إقناع الحريري بالعدول عن قراره وشرحا له تداعيات هذا القرار، لكنه أصرّ على موقفه.
وبموازاة العامل السياسي الخارجي، عزت أوساط سياسية سنية قرار الحريري لأسباب مادية وسياسية داخلية، لكن مصادر وزارية وسياسية لفتت لـ”البناء” أن “الحريري لم يصل الى هذا القرار بضغط داخلي، بل بضغط خارجي بدأ منذ العام 2017 ويعيدنا بالذاكرة الى تلاوة الحريري بيان استقالته خلال احتجازه في السعودية وهو اليوم يدفع ثمن عدم تقديم استقالته من بيروت”. ولفتت المصادر الى “أن الحريري تعهّد للسعودية أمام الفرنسيين بأن يقدّم استقالته من رئاسة الحكومة فور عودته الى لبنان مقابل الإفراج عنه، وعندما أُفرج عنه ووصل الى بيروت لم يقدّم استقالته، فأثار الغضب السعودي، ومنذلك الحين بدأ العقاب”، مشيرة الى أن “السعودية وأميركا تريدان ضرب عصفورين بحجر واحد، نزع التغطية السنية الحريرية غير العلنية عن حزب الله، وإضعاف حزب الله في مجلس النواب والسعي لإيصال عدد كبير من أخصام المنظومة السياسية الحالية”. وذكرت بقول الحريري “أنقذت لبنان من فتنة مذهبية”، ما أوحى بأن رفضه الشروط السعودية بمواجهة حزب الله استدرج الغضب السعودي الذي دفعه للانكفاء عن الساحة السياسية.
على صعيد التزام كتلة المستقبل بقرار الحريري من عدمه، أشارت أوساط نيابية في المستقبل لـ”البناء” الى أن “الكتلة ستجري لقاءات ومشاورات مع الحريري، بعد عودته الى بيروت خلال أسبوعين، لحسم هذا الموقف، ومن المبكر الحديث عنه، وهناك متسع من الوقت حتى إقفال باب الترشح للانتخابات”. وبحسب المعلومات فقد دعا الحريري نواب الكتلة خلال اللقاء الأخير لعدم الترشح تحت عباءة المستقبل، لكنه لم يدعوهم لعدم الترشح منفردين، ما دفع بعض النواب للاقتراح على الحريري الترشح منفردين وليس تحت لوائح تحمل اسم التيار. ولفتت المعلومات لـ”البناء” الى أن “الحريري سيعود الى لبنان خلال أسبوعين لإطلاق جولة مشاورات جديدة مع اعضاء الكتلة لحسم بعض النقاط لجهة الترشح على لوائح اخرى”. إلا أن اغلب النواب في الكتلة ملتزمون بقرار الحريري إلا أن يقول العكس.
واستمرت المواقف والتعليقات السياسية على قرار الحريري، واشار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في تصريح: “الخطوة التي أقدم عليها الرئيس سعد الحريري بتعليق عمله بالشأن السياسي هو أمر مؤسف يبعث على الألم بعد الجهود التي بذلها خلال مهامه الوطنية وعلى مدى سنوات عديدة بتعاونه الدائم مع دار الفتوى التي كانت وستبقى حاضنة لتطلعات أبنائها وآمال اللبنانيين جميعاً في نهوض وبناء الدولة ومؤسساتها”.
بدوره، أبدى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تعاطفه الشخصي مع الحريري، وقال: “إذ نحترم ونقدّر الأصدقاء والأخوة في تيار المستقبل، نصرّ على التنسيق معهم ومع كل ابناء الطائفة السنية في لبنان ومع كل المخلصين والمؤمنين في الطوائف الأخرى بالقضية اللبنانية حتى ينتصر لبنان الدولة والسيادة والحرية غير الخاضع لإرادة إيران، ولبنان الخالي من الفساد، وحتى لا يموت شهداء الحرية والسيادة في لبنان مرتين، من كمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري ومحمد شطح وكل قوافل الشهداء الأبرار”.
وفي هجوم على جعجع من دون أن يسمّيه، غرد رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل قائلاً: “في حدا اختار يتعاقب حتى يمنع الحرب الأهليّة، وفي حدا وافق ينسحب حتى ما يسمح بالحرب الأهليّة، بس في حدا مصمّم يعمل الحرب، ومش مهم إذا طعن حليفه بالظهر او خان تفاهم لمصالحة تاريخية؛ المهم ينفذ أجندة خارجية وتوقع الفتنة بلبنان. الخيار هو بين ميليشياويّ مهووس بالحرب وابن دولة يعمل لمنعها”.
دولياً، أعلنت السفارة الفرنسية في لبنان في بيان أن “إعلان رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري أمس، انسحابه من الحياة السياسية اللبنانية التي لعب فيها دوراً مركزياً، ونحن كنا دوماً على اتصال منتظم معه. هذا القرار يعود له، ونحترمه ولا يعود لنا التعليق عليه. ويجب ألا يؤثر ذلك على ضرورة إجراء الانتخابات التشريعية اللبنانية في موعدها المقرر في 15 أيار، بشفافية وحيادية. ان الأولوية يجب أن تعطى لتنفيذ القادة اللبنانيين للإصلاحات اللازمة لتحسين الأوضاع المعيشية للبنانيين والخروج من الأزمة، وتبقى فرنسا من جانبها مع جميع شركائها الدوليين والإقليميين مصممة على دعم الشعب اللبناني”. وعلمت “البناء” أن الحريري وضع الفرنسيين في جو قراره قبل إعلانه، وأكدوا له بأن دوره لم ينتهِ وسيأتي في المراحل السياسية المقبلة.
وفيما تخوفت مصادر سياسية من مخطط يجري تحضيره للساحة اللبنانية، بالتوازي مع قرار الحريري الذي تزامن مع المبادرة الكويتية التي اعتبرتها إنذاراً خليجياً للبنان، تساءلت أوساط دبلوماسية عبر “البناء” عن الحكمة من تقديم ورقة مطالب الى حكومة ضعيفة وبلد مشرذم، إن كان الكويتيّون المطّلعون بدقة على الاوضاع اللبنانية والإقليمية والمتميّزون عن بقية الخليجيين نوعاً ما في سياستهـم الخارجية؟”، وأضافت: “ما الهدف من الاسئلة وهـم يدركون حدود وقدرات البلد وبالتالي ماهية الأجوبة الممكنة والمحتملة قبل طرح الاسئلة على اللبنانيين”. مشيرة الى أنه “لا يمكن تحميل بلد، في مهـبّ رياح المنطقة؟”، وتخوّفت من التداعيات لانسحاب الحريري من الحياة السياسية ومن المبادرة الكويتية، وتساءلت كيف يتقرّب الخليجيون من سورية ويضغطون على لبنان؟”.
وفي سياق ذلك، أشارت مصادر بعبدا الى أن “مسودّة الرد على مقترحات المبادرة الكويتية، رُفعت إلى الرئاسة الأولى، وهي قيد الدرس من رئيس الجمهورية ميشال عون”، ولفتت إلى أن “الردّ الجوابي سيكون موضوع مقاربة بين الرئاسات الثلاث، ولن يتم ارسال اي شيء دون موافقة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري”، مشيرة إلى أن “الرد سيكون واضحًا وليس متعثرًا”.
في غضون ذلك، واصل مجلس الوزراء جلساته المكثفة لمناقشة مشروع الموازنة، وصرّح وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي قائلاً “بوشر بدراسة هذا المشروع مادة مادة، وتوقف المجلس أمام عدة مواد تتصل بالمحفزات الاقتصادية وبتطويرها، لتمكين الاقتصاد اللبناني من النهوض مجدداً، كما علق البحث في بعض المواد الأخرى لمزيد من النقاش”. أضاف “ستبقى جلسات مجلس الوزراء مفتوحة الى حين إقرار هذا المشروع، وقد وصلنا قبل الاستراحة الى المادة 40 من مشروع الموازنة، وسنستأنف البحث بعد نصف ساعة”.
وعن الدولار الجمركي قال “من السابق لأوانه ان نتكلم بالتفاصيل، فلننه دراسة هذا المشروع وعند إنجازه، نخرج ببيان خطي حوله. ونحن نناقش كل المواد، مادة مادة في جو من التعاون والنقاش العلمي والموضوعي الذي يثري هذه المواد بشكل يحفظ المالية العامة ويؤدي الى تحفيز الاقتصاد”. وعن الضرائب الجديدة أجاب: “هذا مشروع متكامل وطالما هو كذلك، يجب أن ننتظر عند الفراغ من مناقشته للحديث في النتائج”.
ورداً على سؤال عن الصلاحيات الاستثنائية المعطاة لوزير المالية، قال “لم يثر هذا الموضوع، ولا نزال في بداية المناقشة ووصلنا الى المادة 39 التي أنجزت، وعلق البحث بعدد من المواد لمزيد من النقاش”.
وفيما تفاقمت أزمة الكهرباء في مختلف المناطق اللبنانية، أوضحت مؤسسة كهرباء لبنان عطفاً على بياناتها السابقة أنه “نتيجةً للعاصفة الثلجية وموجات الصّقيع المستمرة بالإضافة إلى تكوّن طبقات من الجليد منذ يوم الخميس الفائت، يصعب على الفرق الفنيّة القيام بأعمال الصيانة والتصليحات على شبكات التوتر المتوسط والمنخفض، كما هو الحال تحديداً في غالبية المناطق الوسطى والجبلية المرتفعة، وعلى طول الساحل اللبناني. أضف إلى ذلك الأزمة المالية في البلاد، ولا سيّما عدم توفّر العملات الأجنبيّة، مما يؤثر سلباً على قدرة شراء قطع الغيار الضرورية، الأمر الذي يؤدي إلى التأخير في أعمال الصيانة”، مؤكدة أن “مؤسسة كهرباء لبنان تؤكّد بأنها تعمل جاهدة على إصلاح الأعطال على كافة الأراضي اللبنانية، لا سيّما الجبلية منها، من أجل إعادة الوضع إلى ما كان عليه وبحسب القدرات المتاحة في ظل الظروف الراهنة”.
في سياق ذلك، حطّ في بيروت وزيرا الطاقة السوري والأردني يرافقهما المدراء العامون لشركات ومؤسسات نقل الكهرباء، حيث سيتم التوقيع بين لبنان وكل من الأردن وسورية اليوم في وزارة الطاقة والمياه على اتفاقيتين مع الأردن لتزويد الطاقة الكهربائية من الأردن، وأخرى مع كل من الأردن وسورية لعبور الطاقة عبر سورية إلى لبنان.
بدوره، لفت وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة، بعد وصوله إلى مطار بيروت، الى أننا “فخورون للوقوف الى جانب أهلنا في لبنان هذه الفترة، ودائمًا كانت هناك توجيهات من الملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، للوقوف دائمًا مع أشقائنا، وتقديم ما يمكن تقديمه، وهذا جزء من مجالات التعاون الكبيرة، التي من الممكن أن نتعاون بها لمصلحة البلدين ونأمل من خلال الاتفاق الذي سيتم توقيعه غدًا (اليوم)، أن يكون بداية تعاون بين الأردن وسورية ولبنان وباقي الدول العربية”، آملاً أن “يكون هذا الاتفاق فاتحة خير في كافة المجالات”.
وكان وزير الطاقة وليد فياض أعلن في رده على سؤال عن تزويد مصر لبنان بالغاز بسعر مخفض أقل من السعر الذي تدفعه أوروبا: “يأخذ الأوروبيون الغاز المسيل، بينما نحن نحصل على الغاز بواسطة الأنابيب وعن طريق اتفاقية طويلة الأمد، وحصلنا على سعر جيد جداً”.
اللواء
لبنان على شبكة التعاون الكهربائي والتطبيع مع سوريا
ماراتون الموازنة انطلق بتأنيب البنك الدولي.. والمستقبل يفترق نهائياً عن جعجع
وكتبت صحيفة “اللواء” تقول: من بوابة توقيع اتفاقية عبور الطاقة من الأردن إلى لبنان عبر سوريا، سجلت أمس أوّل زيارة لوزير سوري إلى لبنان، اطل من خلالها على بداية إعادة تطبيع العلاقات، من قصر بعبدا، بعد ان استقبله الرئيس ميشال عون برفقة وزير الطاقة والمياه وليد فياض، ناقلاً رسالة تسهيلات ممهورة بموقف الرئيس بشار الأسد “تقضي بتقديم كل العون لامداد لبنان بالكهرباء عبر سوريا”، حيث بات خط الربط جاهزاً منذ 29 الشهر الماضي.
قبل ذلك، بوقت ليس طويلاً، كانت السفيرة الأميركية دورثي شيا في بعبدا، تجري جولة من المحادثات حول التعاون القائم بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية، وحسب البيان الصادر عن المكتب الإعلامي في بعبدا اضافة إلى التطورات السياسية الأخيرة، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة” مما يعني ضمناً قرار الرئيس سعد الحريري بالعزوف عن الترشح للانتخابات النيابية، وبدء مناقشات الموازنة والبيان الأخير للبنك الدولي، الذي حمل “النخبة الحاكمة” مسؤولية الانهيار المالي في البلد.
و ما زالت البلاد منشغلة بالحدثين المهمين: تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي والنيابي وعدم خوض الانتخابات النيابية، حيث اندلع سجال حاد بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل على خلفية كلام لسمير جعجع حول التعاون والتحالف مع “المستقبل” والطائفة السنية في الانتخابات، فيما إستؤنفت مناقشة مجلس الوزراء لمشروع موازنة 2022 في جلستين. ويستمر اليوم في مناقشة بنودها.
واعتبرت مصادر سياسية انه لا يزال من المبكر، توقع ما سينتج عن قرار الحريري بتعليق عمله السياسي، والعزوف مع تياره عن خوضه الانتخابات النيابية المقبلة، ولكنها لاحظت ان ردود الفعل الاولية عليه، اظهرت ارتباكا واضحا، لدى معظم الاطراف والقوى، وخشية من تداعيات سلبية، قد تنعكس ضررا على إجراء الانتخابات والاوضاع العامة في البلاد.
وقالت المصادر انه لابد من انتظار بعض الوقت، لترقب المدة الزمنية التي يستغرقها تعليق العمل السياسي للحريري وتياره، وهل ستطول ام تقصر، ام انها مرتبطة بمرحلة معينة او استحقاق محدد.
الا ان المصادر اشارت إلى ان اولى النتائج التي ظهرت ردا على موقف الحريري، هي اعادة تحريك الواقع السياسي من جموده القاتل، واحياء مشاعر الاعتراض ورفض الانصياع الشعبي لسيطرة سلاح حزب الله على قرارات الدولة ومقدراتها.
وتوقعت المصادر ان تحاول بعض القوى والاطراف جس نبض الشارع، لمعرفة، مايمكنها من استقطاب لمؤيدين للحريري، ولو كان محدودا في المرحلة الاولى، في حين استبعدت ظهور زعامة سياسية بديلة على المدى القريب على الاقل.
جلسات الموازنة
استأنف مجلس الوزراء درس مشروع موزانة العام2022 وعقد امس جلستين في السرايا?برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفي حضور الوزراء الذين غاب منهم وزير العدل هنري خوري بداعي السفر.
وعُلم ان تباينات حصلت حول منهجية مشروع الموازنة، وتم البحث في أرقام الموازنة المتعلقة بالإعتمادات والواردات، واجازة حسابات القروض وتلقي الهبات والقروض الخارجية، وفتح الاعتمادات الاستثنائية وفوائد القروض الاستثمارية، وتم تعليق البحث ببند اعتمادات المعالجات الصحية والبند المتعلق بضريبة الدخل على الارباح التي تحتاج الى مواكبة في التفاوض مع صندوق النقد الدولي. كما تم تعليق البحث باعتمادات مؤسسة كهرباء لبنان ومنحها سلفة خزينة بانتظار نتائج توقيع اتفاق استجرار الكهرباء من الاردن ومصر عبر سوريا. وتعليق البحث ببند اقتطاع حصة من ايرادات البلديات.
وبعد الجلسة الاولى وقبيل فترة الاستراحة التي استمرت من الثانية الى الثانية والنصف، صرح وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي قائلاً: بوشر بدراسة هذا المشروع مادة مادة، وتوقف المجلس أمام عدة مواد تتصل بالمحفزات الاقتصادية وبتطويرها، لتمكين الإقتصاد اللبناني من النهوض مجدداً، كما علق البحث في بعض المواد الاخرى لمزيد من النقاش. وستستمر جلسات المجلس لغاية السادسة، كما ستستأنف صباح الاربعاء وصباح اليوم الذي يليه، أي الخميس.
أضاف: ستبقى جلسات مجلس الوزراء مفتوحة الى حين إقرار هذا المشروع، وقد وصلنا قبل الإستراحة الى المادة 40 من مشروع الموازنة.
وعن الدولار الجمركي قال: من السابق لأوانه ان نتكلم بالتفاصيل، فلننهِ دراسة هذا المشروع وعند انجازه، نخرج ببيان خطي حوله، ونحن نناقش كل المواد، مادة مادة في جو من التعاون والنقاش العلمي والموضوعي الذي يثري هذه المواد بشكل يحفظ المالية العامة ويؤدي الى تحفيز الاقتصاد.
وحول ما حُكي عن الضرائب الجديدة أجاب: هذا مشروع متكامل وطالما هو كذلك، يجب أن ننتظر عند الفراغ من مناقشته للحديث في النتائج.
ورداً على سؤال عن الصلاحيات الاستثنائية المعطاة لوزير المالية، قال: لم يُثَر هذا الموضوع، ولا نزال في بداية المناقشة.
وانتهت الجلسة الثانية قرابة الخامسة عصراً وقد اكمل المجلس مناقشة المواد المدرجة لغاية المادة 80. وتمت خلالها الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى اعطاء تعويض نقل شهري مقطوع للعسكريين من مختلف الرتب بقيمة مليون و200 الف ليرة.
البنك الدولي يتهم النخبة الحاكمة بالإنهيار
وفي سياق متصل بالوضع الإقتصادي قال البنك الدولي أمس، إن الكساد الكبير الذي يشهده لبنان منذ أزيد من عامين، هو نتيجة تدبير تقوده قيادات النخبة المحلية في البلاد.
وذكر البنك الدولي في تقرير بعنوان “المرصد الاقتصادي للبنان: الإنكار الكبير”، أن هذه النخبة في البلاد “تسيطر منذ وقت طويل على مقاليد الدولة وتستأثر بمنافعها الاقتصادية”.
واعتبر أن الأزمة في لبنان واحدة من أشد 10 أزمات، وربما من أشد ثلاث أزمات في العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر، وباتت تُعرّض للخطر الاستقرار والسلم الاجتماعي في البلاد على المدى الطويل.
وتشهد البلاد، حالة من الانهيار في بيئة جيوسياسية تتسم بدرجة عالية من عدم الاستقرار، الأمر الذي يزيد من إلحاح الحاجة إلى معالجة هذه الأزمة الحادة.
وزاد التقرير: “حجم ونطاق الكساد المتعمّد الذي يشهده لبنان حالياً، يؤديان إلى انهيار الخدمات العامة الأساسية، ونزيف رأس المال البشري وهجرة الكفاءات على نطاق واسع، بينما تتحمل الفئات الفقيرة والمتوسطة العبء الأكبر للأزمة”.
وقدّر تقرير المرصد الاقتصادي للبنان، أن إجمالي الناتج المحلي الحقيقي هبط 10.5 بالمئة في 2021 في أعقاب انكماش نسبته 21.4 بالمئة في 2020.
وفي الواقع، انخفض إجمالي الناتج المحلي للبنان من قرابة 52 مليار دولار في 2019 إلى مستوى متوقع قدره 21.8 مليار دولار في 2021، مسجِّلا انكماشاً نسبته 58.1 بالمئة، وهو أشد انكماش في قائمة تضم 193 بلدا.
وما زالت الفوضى النقدية والمالية تغذي ظروف الأزمة، في ظل نظام تعدد أسعار الصرف الذي أفرز تحديات جسيمة على الاقتصاد؛ واستمر التدهور الحاد لقيمة الليرة اللبنانية في 2021.
ما بعد موقف الحريري
اكتفى الرئيس سعد الحريري بعد قراره عدم خوض الانتخابات وتعليق العمل في الحياة السياسية، بالقول في تغريدة له امس لمناسبة ذكرى استشهاد الرائد وسام عيد: لن ننسى الشهيد وسام عيد.
ونشرت عقيلة الرئيس سعد الحريري، لارا العظم الحريري، عبر حسابها على تطبيق “فيرو”، صورة للرئيس الحريري وعلقت كاتبةً: “الله يعزك ولا يعز عليك، كفيت ووفيت أبو حسام، الحمدلله”.
ورد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على الشكر الذي وجهه الرئيس سعد الحريري “لدار الفتوى وله وللعمائم البيضاء بتحية وفاء ومحبة”، فقال في تصريح: الخطوة التي أقدم عليها الرئيس سعد الحريري بتعليق عمله بالشأن السياسي هو أمر مؤسف يبعث على الألم بعد الجهود التي بذلها خلال مهامه الوطنية وعلى مدى سنوات عديدة بتعاونه الدائم مع دار الفتوى التي كانت وستبقى حاضنة لتطلعات أبنائها وآمال اللبنانيين جميعا في نهوض وبناء الدولة ومؤسساتها.
وابدى المفتي دريان “قلقه مما يجري على الساحة اللبنانية، داعيا الى مزيد من وحدة الصف الإسلامي والوطني. وشدد على تعزيز التكاتف والتعاضد في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان، والعمل معا في مواجهة التحديات التي تعصف بالوطن”.
وقال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال استقباله وفد نقابة المحررين حول عزوف الرئيس الحريري: تفاجأت بالقرار ولم أكن انتظره، لأن الحريري له شخصيته واعتداله، ونأمل الا يؤدي ذلك الى اي خلل في الصيغة اللبنانية.
واشار إلى أننا نمر بصعوبات لكن لا يجب ان نبقى تحتها فهذا الوطن وطننا وعلينا بناؤه بتجرد وخلق الثقة من خلال تضافر الجهود”.
وعن المبادرة الكويتية قال: أكثر ما يعنينا هو ما ردده وزير الخارجية الكويتي احمد ناصر المحمد الصباح، وهو تطبيق الطائف والقرارات الشرعية، ونزع السلاح غير الشرعي، مجدداً دعوته ومطالبته بمؤتمر دولي واعلان حياد لبنان وحل قضية اللاجئين السوريين والفلسطينيين”.
وغرّد رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب?جبران باسيل عبر حسابه على “تويتر” مستهدفا سميرجعجع من دون ان يُسميه قائلاً بالعامية: “في حدا اختار يتعاقب حتى يمنع الحرب الاهلية، وفي حدا وافق ينسحب حتى ما يسمح بالحرب الأهلية، بس في حدا مصمّم يعمل الحرب، ومش مهم إذا طعن حليفه بالضهر او خان تفاهم لمصالحة تاريخية؛ المهم ينفذ أجندة خارجية وتوقع الفتنة بلبنان. الخيار هو بين ميليشياوي مهووس بالحرب وابن دولة يعمل لمنعها”.
بدوره قال رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أنه “على الرغم من تباينات عدة اعترت العلاقة بيننا وبين الرئيس سعد الحريري، وتحديداً في المقاربات السياسية المتعلقة بالحكم، إلّا أنني لا أستطيع في هذه اللحظات بالذات إلا ان أبدي تعاطفي الشخصي مع الشيخ سعد”.
واضاف في تصريح له: وإذ نحترم ونقدّر الاصدقاء والاخوة في تيار المستقبل، نصرّ على التنسيق معهم ومع كل ابناء الطائفة السنية في لبنان، ومع كل المخلصين والمؤمنين في الطوائف الأخرى بالقضية اللبنانية حتى ينتصر لبنان الدولة والسيادة والحرية غير الخاضع لإرادة ايران، ولبنان الخالي من الفساد، وحتى لا يموت شهداء الحرية والسيادة في لبنان مرتين، من كمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري ومحمد شطح وكل قوافل الشهداء الأبرار.
ورداً على كلام جعجع قال منسق الاعلام في “تيار المستقبل” عبد السلام موسى: “تيار المستقبل يعلن تعليق المشاركة في الانتخابات وجعجع مصر على مشاركتهم… عجبي!”.
كما رد موسى على موقف باسيل بالقول: “لجبران الصهر.. استاذ.. “المستقبل” مقفل والسباق الانتخابي مع معراب غير قابل للصرف عندنا”.
كما رد عضو كتلة المستقبل النيابيّة النائب وليد البعريني على جعجع بالقول: طالعنا سمير جعجع بموقف خبيث يُحاول الظّهور عبره بمظهر الحريص والمُحِب لتيار المستقبل ولجمهور الرّئيس الشهيد رفيق الحريري ولعموم أهل السنة في لبنان، لكن الحقيقة بخلاف ذلك، وقد أثبتت كل الأحداث الماضية أنه متورط حتى النّخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه في ظهورهم وفي رقابهم، وهذه حقائق ثابتة ولم تعد تخفى على أحد.
وأضاف البعريني: أما إدّعاء الحرص والاهتمام للقفز الى المقدمة، ولوراثة تيار المستقبل، فهو لا يعدو كونه محاولات مكشوفة سترتد على صاحبها بالخيبة والخذلان، لأن السّنة كانوا وسيبقون ما بقيَ هذا البلد، أهل دولة وأهل وفاء، ولن يسمحوا لمن طعنهم أن يتوثّب نحو حمل رايتهم وتقدم صفوفهم. ومن يعش يرَ.
دولياً، وفي أوّل موقف فرنسي من قرار الحريري، وزعت السفارة الفرنسية في بيروت تعليقا للناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية ردت فيه على سؤال عن اعلان رئيس تيار “المستقبل” اعتزاله الحياة العامة، فسئلت: “اعلن احد رموز السياسة اللبنانية – وصديق لفرنسا – رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري اعتزاله الحياة العامة، ما هو تعليقكم على ذلك؟”.
أجابت: “أعلن الرئيس سعد الحريري أمس انسحابه من الحياة السياسية اللبنانية التي لعب فيها دورا مركزيا، ونحن كنا دوما على اتصال منتظم معه. هذا القرار يعود له، ونحترمه ولا يعود لنا التعليق عليه. ويجب ألا يؤثر ذلك على ضرورة إجراء الانتخابات التشريعية اللبنانية في موعدها المقرر في 15 أيار، بشفافية وحيادية. ان الأولوية يجب أن تعطى لتنفيذ القادة اللبنانيين للاصلاحات اللازمة لتحسين الأوضاع المعيشية للبنانيين والخروج من الأزمة. وتبقى فرنسا من جانبها مع جميع شركائها الدوليين والإقليميين مصممة على دعم الشعب اللبناني”.
توقيع اتفاق الكهرباء
من جهة ثانية، وصل امس إلى بيروت وزيرا الطاقة السوري والأردني يرافقهما المدراء العامون لشركات ومؤسسات نقل الكهرباء، حيث سيتم التوقيع بين لبنان وكل من الأردن وسوريا في العاشرة قبل ظهر اليوم في وزارة الطاقة والمياه، على اتفاقيتين مع الأردن لتزويد لبنان بالطاقة الكهربائية من الأردن، وأخرى مع كل من الأردن وسوريا لعبور الطاقة عبر سوريا إلى لبنان.
وأوضح أنه غادر جلسة مجلس الوزراء لاستقبال وزير الطاقة السوري على نقطة الحدود في المصنع.
وعن تزويد مصر لبنان بالغاز بسعر مخفض أقل من السعر الذي تدفعه أوروبا، قال: يأخد الاوروبيون الغاز المسيل، بينما نحن نحصل على الغاز بواسطة الأنابيب وعن طريق اتفاقية طويلة الأمد، وحصلنا على سعر جيد جداً.
وعصراً زار الوزير السوري غسان الزامل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برفقة الوزير فياض والسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي.
وصرح الزامل قائلاً: أبلغنا الرئيس عون بتوجهات الرئيس بشار الأسد بتقديم التسهيلات لإيصال الكهرباء إلى لبنان.
بدوره قال فياض: من المفترض ان تبدأ الاتفاقية مع الأردن وسوريا بتغذية شركة كهرباء لبنان بساعات إضافية، بعد الشهرين المقبلين.
ومساءً، وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة يرافقه مدير عام شركة الكهرباء الوطنية أمجد الرواشدة لتوقيع اتفاقيتين مع لبنان.
وكشف عن مجالات التعاون الكبيرة بين الأردن ولبنان وسوريا عبر توقيع اتفاق استجرار الكهرباء، على ان يكون هذا الاتفاق فاتحة خير.
ورأى الرواشدة انه على أرض الواقع فإن الشبكة السورية باتت جاهزة واستكملت الدراسات في الأردن لغايات الربط الزمني بما يؤمن تصدير الكهرباء إلى لبنان، كاشفاً عن مرحلة تجريبية لمدة قصيرة، وبالتالي نستمر بتزويد الجانب اللبناني بالكهرباء.
ازمة كهرباء وطحين
على الصعيد المعيشي، اعلن اتحاد نقابات المخابز والافران في بيان، انه تلقى”خلال الايام الاخيرة شكاوى عدة من اصحاب الافران في كل المناطق اللبنانية حول نقص حاد في مادة الطحين المخصص لصناعة الرغيف ، الامر الذي انعكس سلبا على عمل هذه الافران التي توقفت قسرا عن انتاج الخبز العربي. وقال: “بعد مراجعة تجمع المطاحن عن اسباب هذا النقص في تسليم مادة الطحين، جاءنا الرد بان ثمة مطاحن متوقفة عن العمل بسبب عدم توفر القمح المدعوم لديها، مع العلم انها تقدمت بالمستندات اللازمة لاستيراد القمح وفواتير شرائه وحصلت على موافقة وزارة الاقتصاد والتجارة وهي عالقة في مصرف لبنان حتى تاريخه.
وناشد الاتحاد “رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إيلاء هذا الموضوع الاهمية التي يستحق، خصوصا وان الامر يتعلق بقوت الشعب ولقمة عيشه”. واشار الاتحاد إلى ان?”هناك اكثر من سبع بواخر محملة بالقمح راسية في عرض البحر تنتظر انهاء ملفاتها وتسديد ثمنها لتفريغ حمولتها لدى المطاحن، لأن المستوردين لن يتجرأوا على ادخالها قبل تسديد ثمنها وفقا للآلية المعتمدة”. وحذر الاتحاد من?”استمرار مصرف لبنان في تأخير البت بفواتير القمح المستورد مما يؤثر سلبا على لقمة ذوي الدخل المحدود والفقراء وبالتالي يعرض هذا القطاع الى مشاكل نحن بغنى عنها في المرحلة الراهنة”.
وعلى صعيد الكهرباء، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان انه “نتيجةً للعاصفة الثلجية وموجات الصّقيع المستمرة بالإضافة إلى تكوّن طبقات من الجليد منذ يوم الخميس الفائت، يصعب على الفرق الفنيّة القيام بأعمال الصيانة والتصليحات على شبكات التوتر المتوسط والمنخفض، كما هو الحال تحديداً في غالبية المناطق الوسطى والجبلية المرتفعة، وعلى طول الساحل اللبناني. أضف إلى ذلك الأزمة المالية في البلاد، ولا سيّما عدم توفّر العملات الأجنبيّة، مما يؤثر سلباً على قدرة شراء قطع الغيار الضرورية، الأمر الذي يؤدي إلى التأخير في أعمال الصيانة”.
وقالت: بالإضافة إلى ما تقدّم، تجدر الإشارة إلى حصول انقطاعات شاملة للتيار الكهربائي ناجمة عن عدم استقرار الشبكة بسبب محدودية القدرة الإنتاجية نتيجة الأوضاع المالية والنقدية في البلاد من جهة، والاعتداءات التي تحصل من قبل بعض الأشخاص على بعض محطات التحويل الرئيسية كما جرى مؤخراً في محطة عرمون الرئيسية من جهة أخرى. وعليه، فإن مؤسسة كهرباء لبنان تؤكّد بأنها تعمل جاهدة على إصلاح الأعطال على كافة الأراضي اللبنانية، لا سيّما الجبلية منها، من أجل إعادة الوضع إلى ما كان عليه وبحسب القدرات المتاحة في ظل الظروف الراهنة.
إضافة الى ذلك، أعلنت نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان الاضراب التحذيري الاسبوع المقبل الموافق 2 شباط ولغاية 4 منه ضمناً، مع عدم الحضور بإستثناء ما يشكل خطراً على السلامة العامة، بحيث تبقى اجتماعاتها مفتوحة لمواكبة التطورات.
وقالت النقابة: أن كل ما طرح للقطاعين العام والخاص والمصالح المستقلة والمؤسسات العامة ما هو الا طعم للعمال والمستخدمين كمن يدس السم في العسل، محذرة جميع العمال والمستخدمين على كافة الاراضي اللبنانية عدم القبول بما أقره مجلس الوزراء لانه لا يسمن ولا يغني عن جوع.
ورأت “أن رفع الدولار الجمركي من ألف وخمسماية ليرة الى سعر منصة صيرفة سيزيد أسعار المواد الغذائية والدوائية والاستشفائية وغيرها وغيرها عشرات الأضعاف ما ينبىء بمجاعة لكافة اللبنانيين وعلى مساحة الوطن باستثناء الطبقة المخملية والطبقة السياسية الحاكمة”.
874144 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 7250 إصابة جديدة بفايروس كورونا و14 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 874144 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
المصدر: صحف