رأى الوزير السابق فايز شكر في تصريح انه “بدأ العد العكسي لإنتخابات رئاسة الجمهورية في 31 الحالي، وبدأت الاستعدادات لتعبيد طريق بعبدا ، الذي كان يراه البعض أن مجرد السكن فيه هو شر لا بد منه والبعض الآخر كان يصفه بأهون الشرور، وهذا ما يكشف السقوط المدوي للحياة السياسية في لبنان”، متسائلاً ” لماذا وضع الاستحقاق الرئاسي على النار الآن وليس قبل ذلك؟ وهل بدأت نهاية الأزمة أم أنها جولة من جولات المحاولات العقيمة، لأن تجاوز المعركة أو المواجهة في هذا الملف هدفه تحييد أية إنعكاسات سياسية على الإنتخابات الأهم أي المجلس النيابي، حيث يسعى كل فريق إلى تسجيل النقاط بهدف كسب معركة الإنتخابات المقبلة وقبل أن تبدأ على طريقة نصر بلا حرب”، مشيراً الى ان “المعارك المقبلة لا تدار بهذه العقلية وهذا النوع من المقايضات المحلية الضيقة، فحسابات الوحي تختلف عن الحسابات الداخلية، وقد يكون لإنتخابات المجلس النيابي الدور الرئيسي في إعادة تحديد حجم القوى السياسية على الأرض، بعدما تركت هذه الاستحقاقات بشكل كامل إلى قدر المنطقة والصراعات الدائرة فيها”.
واضاف”من الصحيح أن أي مرشح للرئاسة في لبنان لن يختلف عن سلفه في السياسة العامة هذا في الشكل، أما في المضمون فإن الجميع بلا ضمان حقيقي، وسنتان ونصف من الفراغ الرئاسي علمتنا الكثير ولا بد هنا من وضع ما تعلمناه نصب أعيننا في تقرير المستقبل، ولا بد أيضا من معالجة جذرية لتوقف وطن بكامله بسبب خصام من قبل أصحاب القرار الرئاسي في لبنان”.
وتابع شكر ان”الإستحقاق النيابي المقبل وكما وصفه الرئيس نبيه بري بالجهاد الأكبر يجب أن يتم من خلال قانون عصري يعتمد النسبية وخارج القيد الطائفي، لأن المجلس النيابي الحالي والاتفاق على التمديد له مرتين شكل خيبة أمل كبيرة لأن العديد من القوى السياسية كانت تعزف منفردة، ولا همّ لها سوى تحقيق مصلحتها السياسية التي تؤسس لها مستقبلا في الإنتخابات النيابية المقبلة، فإذا كان قانون الستين سوف يتم إعتماده حسب ما يقال ويشاع في الإتفاقات المبرمة من تحت الطاولة، فهذا سوف يجعلنا في دوامة العيش مع نواب “أكل الدهر عليهم وشرب”.
وقال شكر ان “الحدث السياسي البارز الذي يتمثل في الإنتخابات النيابية يستأثر بإهتمام المسؤولين اللبنانيين على مختلف إنتماءاتهم، وعلى الرغم من الخلافات التي بدأت تظهر من أكثر من جهة حول كيفية إجراء الإنتخابات وموعدها، فإن بورصة المشاورات والاتصالات الجارية لتأمين مرور هذا الاستحقاق بسلام، إلى جانب تلقي بعض الشخصيات إشارات واضحة من أكثر من جهة خارجية فاعلة وعلى اضطلاع بالوضع اللبناني، تؤكد بأن خطوة الإنتخابات النيابية في غيابها القسري هي في غاية الأهمية، وإن على الجميع العمل ما بوسعهم لإنجاز هذا الاستحقاق التاريخي في الحياة السياسية والديمقراطية في لبنان، خصوصا وأن تنفيذ هذه الخطوة سيساعد إلى حد كبير البلد لإعادة ثقة العالم به بعد إنجاز إنتخابات رئاسة الجمهورية”.