حتى لا يتمادى المجرمون في اجرامِهم، وكي تُكـفَّ بنادقُهم عن اغتيالِ الانسانِ في ساحاتِ المناداةِ بالحريةِ والكرامةِ والعدالة، وكي تُمنعَ خناجرُ مريدي الموتِ عن طعنِ الوطنِ وشرفائِه، لا بدَّ من الحساب..
حسابٌ من المفترضِ ان يَصدُرَ عن الدولة، عن اجهزتِها، عن قضائِها ومؤسساتِها..
حسابٌ يُصرُّ عليهِ اهالي الشهداءِ والجرحى وكلُّ مألومٍ مما اقترفتهُ قواتُ الغدر، قواتُ الظلام، قواتُ الايامِ السوداء، قواتُ الفتنة، وقواتُ الاجرام : القابٌ لصيقةٌ بحزبٍ لم تَغسِلِ السنواتُ وجهَه الاجرامي، فلم يَخلَع بِزَّتَهُ الحربية، بل جاءَ هذه المرةَ مدججاً بعياراتٍ اثقلَ من الحقدِ والاصرارِ على اراقةِ الدم، ومِن ثَمَّ التباهي بما ارتكبَ لانَ الثمنَ كبيرٌ والدورَ المرصودَ له عظيمٌ وعروضَ الكفيلِ الاميركي لا تُرَدُّ ودونَها اشعالُ لبنانَ وتفتيتُه.. إنهم مُرتزِقةُ الخارجِ كما وصفَهم رئيس ُكتلة ِالوفاء ِللمقاومة النائبُ محمد رعد ، وهم اصحابُ الضغينةِ وخيارِ التآمرِ على لبنانَ يبيعونَ دمَ اللبنانيين برصاصِ قنّاصيهم ليقولوا لمستخدِميهم نحنُ حِصانُكم الذي يُمكنُكم ان تراهنوا عليه.. اما المقاومة ُفكان سبيلَها الوعي ُوالتصميمُ والحرصُ على التفاهم ِمع َأكبر ِمكوّن ٍمسيحي ٍفي لبنان لحفظ ِالسلم ِالأهلي، وقطع ِالطريق على أيّ تفكير بالفتنة الداخلية، اكد النائب رعد..
في المشهد، ليسَ صُدفةً ان تصلَ تردداتُ تباهي المجرمينَ بمجزرةِ الطيونة الى تل ابيب وعواصمِ التطبيع، وليسَ صدفةً ان يُسمعَ نفتالي بينيت يرددُ العباراتِ نفسَها التي يَسمَعُها اللبنانيونَ في ساحاتِ التخوينِ المستثمِرةِ لاوجاعِهم وهمومِهم من ألسنةٍ عدوانيةٍ تخريبية ، وفي العروضِ الاعلاميةِ المكشوفةِ اثماناً واهدافاً وتضليلا.. اِنها الحقيقةُ التي حَفِظَها العاقلون عن ظهرِ قَلب : مرتكبو المجازرِ هم جنودُ الفتنةِ وضباطُها الذي يَحِنّونَ الى ايامِ الدمِ والترهيبِ والحواجزِ والبنادقِ والغدر ، والخائضونَ في مستنقعِ الحربِ يشتاقونَ دوماً الى رائحتِها وسمومِها، فلا يَعلو لديهم في الوطنِ مصلحةٌ فوقَ مصلحتِهم، ولا يَدَعُونَ لاحدٍ نجاحاً في محاولةِ الالتقاءِ والحوار..
وحدَها التفاهماتُ العابرةُ للبنانَ تدومُ وتحمي، وغيرَ ذلك لم يَثبُت في التاريخِ ابداً انه كانَ مُنجياً من الخراب، وامّا حينَ يقولُ المجرمُ للمسيحيينَ في لبنانَ اِنه مُنقذُهم، فعليهم الحذرُ من بحرِ الدماءِ الذي يحضرُه لهم..
المصدر: قناة المنار