لمن يهمُه الامر، غاراتٌ صهيونيةٌ على حانين ووادي الحجير وعيتا الشعب، واعتداءاتٌ متشعبةٌ من قصفٍ وتجريفٍ ورماياتٍ رشاشةٍ على مزارعينَ لمنعِهم عن ارضِهم تحتَ اعينِ اللجنةِ الخماسيةِ والقواتِ الدوليةِ والدبلوماسيةِ اللبنانية.
وفيما بياناتُ وزارةِ الصحةِ اَحصت في تعَدادِها اليومي ثلاثةَ شهداءَ وعدداً من الجرحى حتى الآنَ جراءَ الاعتداءاتِ الصهيونية، بقِيَ المُتَعَدُّونَ على المفاهيمِ الوطنيةِ والانسانيةِ يرقصون على سيلِ الدمِ المسفوكِ غيلةً في الجنوب ، ويشنّون حملةً اعلاميةً وسياسيةً تبررُ للعدوِ كلَّ عدوانيتِه واحتلالِه. ولم يَحتلَّ التطورُ الخطيرُ ايَّ خانةٍ من سلّمِ اولوياتِ الدولة، ولم يُرصَد ايُ بيانِ استنكار، وكأنَ على اللبنانيينَ الاعتيادَ على الاعتداءاتِ الصهيونيةِ اليوميةِ وعليهم التحلي بالصمتِ ونعمةِ الدبلوماسية.
على مقلَبٍ آخرَ كادت ازمةٌ دبلوماسيةٌ اَن تَعصِفَ بالعلاقاتِ اللبنانيةِ العراقيةِ جراءَ عدمِ ارتياحِ بغدادَ لتصريحاتِ الرئيسِ اللبناني جوزاف عون خلالَ مقابلتِه الاخيرةِ بشأنِ الحشدِ الشعبي . فقامت الخارجيةُ العراقيةُ باستدعاءِ السفيرِ اللبناني لتذكيرِه بأنَ الحشدَ الشعبيَ جزءٌ مهمٌ من المنظومةِ الأمنيةِ والعسكريةِ في العراق، وأنَ العراقَ لم يتوانَ يومًا عن دعمِ لبنانَ في أصعبِ الظروف، ومن غيرِ المناسبِ إقحامُه في الخلافاتِ الداخليةِ اللبنانية.
في الداخلِ اللبناني حيثُ الاهتماماتُ باولوياتِ قانونِ السريةِ المصرفيةِ والانتخاباتِ البلديةِ برزَ موقفٌ للرئيس سعد الحريري اعلنَ فيه عدمَ تدخلِ تيارِ المستقبل في الانتخاباتِ البلديةِ لبيروتَ لا ترشيحاً ولا تأييداً، محذراً سلفاً من ايِّ محاولةٍ من ايِّ طرفٍ في العاصمةِ بأن يُنصِّبَ نفسَه متحدثاً باسمِ التيار او وصياً على جماهيرِه.
في فلسطينَ المحتلةِ تجمهرٌ للمستوطنينَ ضدَّ حكومةِ بنيامين نتنياهو التي تقامرُ بمصيرِ اسراها في غزة لانقاذِ نفسِها، وَسْطَ هروبِ وزرائِها الى اقصى تطرفِهم لحرفِ الانظارِ مدنّسينَ المسجدَ الاقصى والحرمَ الابراهيميَ تحتَ اعينِ الامةِ التي لم تَتعلم من “جُزُرِ المالديف” موقفَ شرفٍ نصرةً لفلسطين، حيثُ مَنعت الصهاينةَ من دخولِ اراضيها رداً على مجازرِ الابادةِ الجماعيةِ التي تُرتكبُ بحقِ اهلِ غزة، دونَ ان تُعِيرَ ايَّ اعتبارٍ اقتصاديٍّ او سياحيٍّ لهذا الموقفِ الانساني.
فهل يعتبر اقرباء غزة من جزر المالديف، او فليتكروها لمصيرها دون تآمر على اهلها او مساعدة العدو عليهم.
المصدر: المنار