رأت أمينة عام التجمّع الأكاديمي في لبنان لدعم فلسطين لور ابي خليل أنّ “العدو الصهيوني استغلّ الفراغ الذي استتبع “الثورات العربية”، وتمكّن من تحويل البوصلة إلى الحل الداخلي العربي بدل الحل الفلسطيني، ما أدّى إلى ارتفاع وتيرة التهديدات الصهيونية للأمن القومي العربي الذي يُقاس بقدرة الدولة على حماية مواردها ومصالحها وقيمها”، “من المعروف أنّ للتطبيع أبعادا عدّة، إلاّ أنّ البعد الأساس الذي يستوجب مواجهته حاليّاً هو “طمس الذاكرة العربية” ببعديها الاجتماعي والثقافي، وهو ما يُحاول العدو الصهيوني ترسيخه من خلال محاولاته لبناء علاقات مع المجتمعات العربية بأشكال وتوجّهات متعدّدة، الأمر الذي يساهم في تبديد فكرة “العدو ” بسبب التواصل الحاصل والمستمر بين العدو الصهيوني والبيئة العربية، وهو ما يُصعّب مسارات المواجهة”.
وخلال ندوة افتراضية نظّمها المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة بالتعاون مع حملة المقاطعة فلسطين (Bcp ) تحت عنوان (موجة التطبيع الجديدة)، أكدت أبي خليل “ضرورة الخروج من المواجهة التقليدية إلى أفق الآليات الحديثة التي أثبتت نجاحها في العديد من المواقف، وأبرزها التصويت الذي حصل في مؤتمر حزب العمّال البريطاني باعتبار العدو الإسرائيلي دولة ابرتدهايد وفرض عليه عقوبات عسكرية واقتصادية”.
أمام هذا الواقع، أكّدت أبي خليل “أحقية شعوبنا المشروعة في المواجهة المفتوحة لهذا العدو الصهيوني لضمان حماية أمننا”، مشيرة إلى “وجوب بناء عقيدة للدفاع الوقائي الاستباقي، المتمثّل في استنهاض الوعي المجتمعي لشعوب منطقتنا، بوصفه أحد أهداف هذه العقيدة الأساسية”. ولفتت لور إلى” إمكانية تحقيق هذا الهدف من خلال حذو المسار الذي اعتمده الرئيس بوتين بالهجوم الهجين، حيث اعتبر أنّ التعدّي على أي حليف من حلفاء روسيا من قِبل أيٍ كان، فهو بمثابة اعتداء على روسيا. وبالتالي، إذا ما اعتمدنا هذه الاستراتيجية، يُصبح الاعتداء على أي دولة مشرقية بمثابة الاعتداء على الدول المشرقية مجتمعة. وبوجود هذا الأمر، تكتسب المقاومة مشروعيتها في الدفاع عن أي منطقة من مناطقنا انطلاقا من حماية الأمن القومي تحت مفهوم “الهجوم الهجين”.
هذا وبيّنت أن “مفهوم استراتيجية المنع او المكافحة مرتبط بمفاهيم عدّة”، موضّحة أنّ “المفاهيم المتعلّقة بالتطبيع تتمُّثل في المعرفة والاستباق والردع والحماية والوقاية. وأضافت “من خلال هذه المفاهيم يُمكن وضع استراتيجية دفاعية مبنية على مبدأي المنع والمكافحة. أمر يُمكّننا من جمع القدرات الثقافية الاجتماعية من جهة، والسياسات الدفاعية من جهة أخرى”. كما أكّدت أمينة عام التجمّع الأكاديمي في لبنان لدعم فلسطين على “أهمية وضرورة إقرار مسار استراتيجيات المواجهات الحكومية حيال موجة التطبيع الجديدة بغية تحقيق الأمن المجتمعي واستنهاض الوعي المجتمعي في المنطقة العربية”.
وتضمّنت الندوة قراءة للتداعيات التي شكلّتها اتفاقيات التطبيع خلال مسارها التاريخي، والتأثير على الأمن القومي العربي وكيفية المواجهة. وتطرّق المجتمعون إلى الخرق الذي أحدثه مؤتمر أربيل التطبيع. وختم اللقاء بمقارنة بين إنجازات محور المقاومة وتبعية محور التطبيع.
المصدر: موقع المنار