ذهول ورعب في تل أبيب نتيجة تخلي واشنطن عن حلفائها في أفغانستان.
فمشهد العاصمة الفيتنامية سايغون في العالم 1975 تكرر في كابول العاصمة الأفغانية .
وذلك الكيان الغارق في ضمانته الأمنية والسياسية والإقتصادية بدا مذعوراً من سرعة التخلي وترك الحلفاء لمصيرهم الأسود المأساوي حيث بات الإعتقاد الراسخ أن لا مظلة أميركية إلا بوجود مصالح وليس هناك حلفاء بل أجراء مؤقتون .
محرر الشؤون الإسرائيلية في جريدة الأخبار علي حيدر قال في قراءة قدمها لموقعنا إنه “للوهلة الأولى قد يتبادر الى الاذهان ان المسافة الطويلة التي تفصل أفغانستان عن كيان العدو قد تكون سبباً ودافعاً لعدم اكتراث مسوؤلي الكيان بالحدث الأفغاني ولكن حقيقة المسألة أنها تمس مباشرة الكيان من جهة أن الإنسحاب الاميركي جاء ترجمة لهزيمة نتيجة المقاومة وفقدانه الخيارات وغياب الأفق الإنتصار”.
وأضاف “هيبة الولايات المتحدة وصورتها وقوتها هي جزء من قوة الردع لديها وهي مصدر أمان لاسرائيل في المنطقة وهي المظلة التي تحميها”.
وتابع “الهزيمة الاميركية في افغانستان اصبحت مصدر قلق للاسرائيلي انطلاقا من ان هذه الهزيمة ستنعكس على صورتها ونفوذها على مستوى المنطقة ،والخطر الاكبر قد يكون أن هذا الإنسحاب جاء نتيجة توجه عام يتجاوز الساحة الافغانية ويتصل بمجمل السياسات الاميركية في العالم لحسابات في مواجهة الصين وما إلى ذلك وايضا يشمل الشرق الأوسط”.
وأردف حيدر بالقول “ما حصل حتى الآن يشكل مصدر خوف وقلق ويدفع صانع القرار في الكيان الى المزيد من الدراسة والبحث في التداعيات والنتائج التي تترتب على الحدث الأفغاني”.
ولفت حيدر إلى أن “الاسرائيلي يخشى ان يكون الحدث في افغانستان بداية لمسلسل من الإنسحابات وبداية الخروج من المنطقة الذي سيعني تغييرًا جذريًّا في موازين القوى في المنطقة لصالح قوى المقاومة ومحورها وعلى حساب الامن القومي الاسرائيلي،وعندها سنكون امام تحول استراتيجي ذي ابعاد تاريخية وتأسيسية على مستوى المستقبل لمجمل الوجود الصهيوني في فلسطين ولا نبالغ في هذا الأمر،لان الوجود الاميركي في العراق وسورية هو خط الدفاع الاخير امام الكيان الاسرائيلي في المنطقة”.
محلل الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي اعتبر أن “العامل النفسي والمعنوي لهما أثر كبير على كيان العدو ،فالمظلة الاميركية ان غابت فإن وجودهم في خطر”.
ولفت حجازي إلى ان “البعد الاستراتيجي مهم جدا فعندما تكون إيران مرتاحة نوعا ما في جبهتها الشرقية مع افغانستان فإن ذلك سيعزز حضورها وقوتها في منطقة الشرق الأوسط وكذلك الفراغ الذي يمكن ان يحدث عند خروج الاميركي من سوريا او العراق والذي سيملؤه محور المقاومة وسيصبح الكيان يعيش أسوأ كوابيسه”.
وأضاف “ان الامتداد الجغرافي من لبنان الى سوريا الى العراق وايران لمحور المقاومة سيشكل ضربة موجوعة لكيان العدو”.
ولفت حجازي الى ان ” دول التطبيع قامت بهذه الخطوة لاسترضاء الاميركي ولكن عندما ينضج القرار بالمغادرة فإن هذه الدول ستراجع نفسها وتسعى لمصلحتها وممكن ان تتحالف مع ايران” .
من جهتهم الخبراء الأمنيون الصهاينة اتهموا الولايات المتحدة بالسذاجة والخفة في تقدير الأمور في انسحابها من افغانستان ، وأعربوا عن رعبهم من انعكاس ذلك على تفكيرها بالانسحاب من العراق وسوريا ومن تخليها عن المنطقة وما سيفرضه من تداعيات خطيرة جدا على تل ابيب.
المسؤول العسكري الصهيوني السابق عاموس جلعاد وصف الأمر بالفشل الذريع للاستخبارات الأميركية ، فعملية سقوط أفغانستان بيد الطالبان تنبأ بها حتى كل محلل مبتدئ ، لكن انهيار الامر بهذه السرعة الكبيرة يبدو ان الإدارة الأميركية لم تكن تفهمها لذلك هناك تداعيات كثيرة ، فهذا الفرار والانهيار خلال ساعات سيؤثر علينا ويجب ان نكون متيقظين جدا وان لا يحصل ذلك في منطقتنا”.
أما المحلل الصهيوني للشؤون العربية تسفيكا يحزكالي فرأى أنه”علينا ان نرى ان ما حصل في أفغانستان سوف يتكرر في العراق ، كما ان الاميركيين لم يدعموا السلطة عندما زحف طالبان نحو المدن ، وفي نهاية المطاف هذه خيانة أميركية ، وهذا يعقد الأمور في الشرق الأوسط والأكثر أهمية من ناحيتنا هو ان كل سلطة دعمها الاميركيون في الشرق الأوسط سيكون مصيرها كأفغانستان”.
عبَّر الخبراء الصهاينة عن نظرة محبطة ويائسة ، وقالوا ان حلفاء الولايات المتحدة ومن ضمنهم اسرائيل يشعرون الان بالقلق الكبير وفقدان الثقة ، والمنطقة في حالة حرجة والشرق الاوسط في وضع اهتزاز ولا احد يستطيع التنبؤ بما سيحصل في المستقبل .
المصدر: موقع المنار