دعا الرئيس التونسي قيس سعيد اليوم السبت البنوك لخفض أسعار الفائدة قائلا إن هذه الإجراءات مطلوبة للمساعدة في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية في البلاد. وأعلن سعيد يوم الأحد إجراءات للطوارئ للسيطرة على الحكومة وإقالة رئيس الوزراء وتجميد عمل البرلمان، ووصف خصومه هذه الإجراءات بأنها انقلاب وهو اتهام ينفيه.
وقال سعيد اليوم السبت إن أناسا فاسدين تركوا البلاد على شفا الإفلاس، وأضاف في اجتماع مع رئيس الجمعية المهنية التونسية للبنوك والمؤسسات المالية وعضوين بالجمعية “أدعوكم للوقوف في نفس الجبهة مع الشعب التونسي وذلك عبر الحط قدر الإمكان من نسب الفائدة المعمول بها”. ومضى يقول “قادرون على مواجهة كل التحديات بامكانياتنا، بإعانة أصدقائنا، بإعانة أشقائنا، لكن لنعول قبل كل شئ على أنفسنا، ويمكن أن نحقق نتائج لا يتصورها الكثيرون”.
وقال سعيد إنه لا سبيل لمصادرة الاموال أو الابتزاز في إشارة لطمأنة رجال الأعمال والمستثمرين بعد أن قال إنه سيطرح مبادرة صلح لاسترجاع أموال “نهبها” بعض رجال الاعمال.
وكانت تونس، التي زاد عبء ديونها وتقلص اقتصادها 8.8 بالمئة العام الماضي، قد بدأت محادثات مع صندوق النقد الدولي للحصول على حزمة مساعدات مالية.
النهضة يؤجل اجتماع مجلس الشورى
وقالت مصادر من حزب النهضة اليوم السبت إن راشد الغنوشي رئيس الحزب ورئيس البرلمان التونسي أجل انعقاد اجتماع مجلس الشورى الذي يمثل أعلى سلطة في الحزب لأجل غير مسمى وسط انقسامات حادة ومطالبة باستقالة الغنوشي.
وعقب إعلان الرئيس قيس سعيد تجميد البرلمان وإقالة رئيس الحكومة يوم الاحد سارع الغنوشي بوصف الخطوة بأنها انقلاب، ودعا أنصاره للنزول للشوارع قائلا إن سعيد بصدد انتاج ديكتاتورية جديدة.
وحاول الغنوشي الوصول إلى البرلمان بعد ساعات من كلمة سعيد، لكن الجيش منعه من ذلك في صورة قال أنصار النهضة انها أكبر إهانة له وللحزب منذ الترخيص للحزب بعد الثورة.
وتسببت هذه التحركات في أكبر أزمة في السياسة التونسية منذ ثورة 2011 التي حققت الديمقراطية، ولم يعلن سعيد عن رئيس وزراء جديد أو خارطة طريق لإنهاء فترة الاجراءات الاستثنائية حتى الان. وألقت الازمة السياسية بظلالها على النهضة وتبادل أعضاء الاتهامات داخل الحزب بشأن استراتيجيته وأداء قيادته.
وكان الحزب هو الأقوى والاكثر تنظيما في تونس منذ الثورة، حيث لعب دورا في دعم الحكومات الائتلافية المتعاقبة وفقد مزيد من الانصار والتأييد خلال الانتخابات الاخيرة مع ركود الاقتصاد وتراجع الخدمات العامة.
وقالت ثلاثة مصادر حزبية إن الغنوشي أرجأ السبت اجتماعا لمجلس الشورى، أعلى سلطة داخلية في الحزب، قبل ساعة فقط من الموعدالمقرر لانعقاده. وأضافت المصادر إن عشرات من أعضاء الحزب الشبان وبعض زعمائه ومن بينهم برلمانيون طالبوا الغنوشي بالاستقالة.
وقاد الغنوشي حركة النهضة على مدى عقود، بما في ذلك من منفاه في بريطانيا قبل الثورة، وبعد ذلك عاد لاستقبال صاخب في مطار تونس العاصمة وترشح للانتخابات لأول مرة في 2019 وفاز بمقعد في البرلمان وأصبح رئيسا للبرلمان.
المصدر: رويترز