دعت الأمم المتحدة القادة السياسيين في تونس إلى حل الخلافات بسرعة من خلال الحوار والتوصل إلى حلول وسط. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، اليوم الثلاثاء: “نواصل الاتصال بالحكومة التونسية هنا في نيويورك ومن خلال طاقمنا في البلاد، وندعو القادة السياسيين التونسيين واللاعبين إلى حل الخلافات بسرعة من خلال الحوار والتسوية والتصرف بمسؤولية للحفاظ على الهدوء”.
وأصاف من المهم للغاية في هذه اللحظة أن تستمر جميع الأطراف في احترام سيادة القانون والحقوق والحريات. قائلا: ” الحديث يدور هنا، حول حرية الصحافة والعمل المنتظم للمؤسسات الديمقراطية”.
ومساء الأحد الماضي، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، إقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وتجميد عمل البرلمان وتجريد النواب من الحصانة، وذلك على خلفية المظاهرات التي اندلعت في عدد من المدن التونسية ضد حكومة المشيشي وحركة “النهضة” التي تدعمها. وقال الرئيس التونسي إنه استجاب لدعوات طالبت بتفعيل الفصل 80 من دستور البلاد الذي يخول للرئيس اتخاذ تدابير استثنائية حال وجود “خطر داهم”، قائلا “أليس الموت خطر داهم، أليس تحلل الدولة خطر داهم، وصلت الأوضاع إلى حد غير مقبول في كل مؤسسات الدولة وهناك من يسعى لتفجير الدولة من الداخل، وقد استشرى الفساد”.
في المقابل، نظم زعيم حركة النهضة رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، وأنصاره، اعتصاما خارج مقر البرلمان احتجاجا على قرارات الرئيس التي اعتبروها “انقلابا على الدستور والثورة”، فيما سادت حالة من الاحتقان في محيط البرلمان بعد حدوث تراشق بين أنصار حركة النهضة ومؤيدي القرارات الرئاسية. وقبل اتخاذ هذه القرارات، كان مئات المحتجين قد تجمعوا في محيط مقر البرلمان في تونس للدعوة إلى تنحي الحكومة وحل البرلمان، كما خرجت مظاهرات في مدن أخرى ضمن تحركات دعا إليها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام.
وفي العاصمة تونس وقرب مقر البرلمان بباردو، استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين الذين ألقوا الحجارة ورددوا هتافات تطالب باستقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي وحل البرلمان. وفي مدن أخرى، حاول المتظاهرون اقتحام مقرات حزب النهضة أكبر أحزاب البرلمان. وأظهر مقطع فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي، محتجين يضرمون النار في مقر حركة النهضة في توزر بجنوب تونس.
وتأتي هذه التظاهرات تلبية لدعوة سابقة أطلقها نشطاء، وسط حالة من الغضب بسبب الأوضاع الاقتصادية وأزمة تفشي وباء كورونا. وبالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية والصحية التي تعيشها تونس، تمر البلاد بأزمة سياسية طرفاها رئيس الجمهورية الذي يرى أن خيارات الحكومة فاشلة وأنها خاضعة لضغط اللوبيات، ويمثل رئيس الحكومة هشام المشيشي وحركة “النهضة” الداعمة له طرفا ثانيا.
المصدر: سبوتنيك