يصاب الكثيرون بالصداع من حين لآخر، وعادة ما يلجأون إلى مسكنات الألم لتخفيفه، ولكن ماذا لو كان الصداع أكثر من مجرد وجع خفيف واستمر الألم؟.
ويقول الخبراء الطبيون إنه في حين أن الإصابة بالصداع أمر لا يدعو للقلق في الغالب، إلا أنه عند استمرار الألم قد يكون الصداع علامة على حالة خطيرة، ما يتطلب معرفة الأعراض التي يجب البحث عنها وتحديد ما إذا كان رأسك يحتاج حقا إلى الفحص.
ويقول استشاري طب الأعصاب الدكتور فياض أحمد، أحد أمناء جمعية الصداع الدولية: “الصداع هو أكثر الأعراض انتشارا بين عامة الناس، حيث يعاني 97% من الأشخاص من الصداع في مرحلة ما. والخبر السار هو أن الغالبية العظمى، ما يقارب 99%، حالات حميدة، ما يعني أنه ليس لديهم سبب أساسي خطير. وفقط 1% أو حتى أقل، تكون حالاتهم خطيرة”.
ويقول الدكتور بن تورنر، استشاري طب الأعصاب في مستشفى “لندن بريدج”: “إن أكثر أنواع الصداع خطورة هي الظهور المفاجئ والشديد الذي لا يلين ولا يمكن تخفيفه بالراحة أو الاستلقاء. وإذا ارتبط بسمات إضافية مثل الحمى والمشكلات الإدراكية، فهذه أكثر أهمية”.
ما هي أنواع الصداع المختلفة؟
فئتا الصداع الرئيسيتان هما الصداع الثانوي والأولي. ويقول تورنر إن الصداع الثانوي يمكن أن يكون ناتجا عن نزيف أو أورام في الدماغ، وأيضا بسبب شيء أقل خطرا مثل التهاب الجيوب الأنفية من الزكام.
وأوضح أن الصداع الأولي يحدث عندما لا يكون هناك سبب بنيوي للصداع، ويكون الألم مرتبطا بإشارات غير طبيعية في الدماغ. وهناك نوعان رئيسيان من الصداع الأولي، صداع التوتر، وهو النوع الأكثر شيوعا، والصداع النصفي.
صداع التوتر
يوضح الدكتور أحمد، وهو أيضا أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب هال يورك: “أحيانا يعاني الناس من صداع كما لو كانت رؤوسهم مضغوطة أو لديهم ضغط داخل الرأس. وغالبا ما يُطلق على هذه الحالة صداع التوتر وليس له أي غثيان أو قيء أو حساسية للضوء أو الصوت أو الرائحة”.
ويمكن علاج معظم حالات الصداع الأولية، خاصة تلك الناجمة عن التوتر، باستخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، بما في ذلك الإيبوبروفين والباراسيتامول، كما يقول تورنر، الذي يشير إلى أن العلاجات البديلة، بما في ذلك الوخز بالإبر والعلاج بالتدليك، قد تساعد أيضا في علاج صداع التوتر.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية ينبغي شرب الكثير من الماء، حيث أن الصداع يمكن أن يكون أحد أعراض الجفاف، والحصول على الكثير من الراحة، والاسترخاء، يمكن أن تساعد جميعها في تخفيف بعض الصداع.
صداع نصفي
النوع الثاني من الصداع الأولي هو الصداع النصفي، والذي يمكن أن يستمر من أربع إلى 72 ساعة وله مجموعة متنوعة من الأعراض، بما في ذلك صداع شديد الخفقان، والذي عادة، ولكن ليس دائما، ما يحدث على جانب واحد من الرأس.
ويقول أحمد: “إذا لم يكن لديك صداع خطير، فإن الصداع الأكثر احتمالا هو الصداع النصفي. وهذا أكثر شيوعا عند النساء (22%) من الرجال (8%). في الصداع النصفي، لديك صداع متوسط إلى شديد من جانب واحد أو من كلا الجانبين يكون نابضا (تشعر بأن قلبك ينبض داخل رأسك)، مع غثيان و / أو قيء وحساسية للضوء والصوت والرائحة. ويفضل معظم مرضى الصداع النصفي الذهاب والاستلقاء في غرفة مظلمة وهادئة وتجنب النشاط البدني”.
ويوضح الدكتور أحمد أن ثلث مرضى الصداع النصفي يعانون من أعراض توحي بحدوث سكتة دماغية مثل الأضواء الساطعة، والخطوط المتعرجة، وعدم وضوح الرؤية، وضعف في الذراعين أو الساقين يستمر أقل من ساعة ويظهر تدريجيا. وهذا يسمى الهالة ويختفي في غضون ساعة تقريبا متبوعا بالصداع.
وأضاف: “غالبا ما يثير القلق من السكتة الدماغية ولكن على عكس السكتة الدماغية، فإن الأعراض تتطور تدريجيا على مدار بضع دقائق وتختفي خلال بضع دقائق”.
ويشير تورنر إلى أن هناك العديد من العلاجات للصداع النصفي، و”عادة ما يتم تشخيص الصداع النصفي بشكل ناقص ويعاني منه الكثير من الناس دون داع. ويوجد الآن العديد من العلاجات المخصصة التي يمكن أن تغير حياة الناس”.
7 أعراض للصداع الخطير التي يجب فحصها:
يقول الدكتور أحمد: “هناك أعراض منذرة بالخطر ما يعني أن احتمال وجود سبب أساسي خطير ويجب عليك استشارة الطبيب وإحالتك”.
وتشمل هذه الأعراض:
- بداية مفاجئة
يقول تورنر إن البداية المفاجئة للصداع الشديد قد تكون مدعاة للقلق، على سبيل المثال يمكن أن يكون الصداع في ذروته في أقل من دقيقة أو دقيقتين. ويصف أحمد هذا بأنه صداع قصف الرعد، ويشرح: “هذا يعني بداية مفاجئة للصداع كما لو أن شخصا ما ضرب رأسك بمضرب كريكيت”.
- تصلب الرقبة والحمى
إذا كان الصداع مصحوبا بصلابة في الرقبة أو حمى، يحذر تورنر من أن هذه سمات محتملة لالتهاب السحايا وتتطلب عناية طبية عاجلة.
- أعراض السكتة الدماغية المحتملة
إذا كنت تعاني من صداع بجانب أعراض مثل الرؤية المزدوجة أو فقدان الرؤية أو تغير في الوعي أو ضعف في أحد الأطراف أو نوبة صرع، فقد تكون هذه علامات على الإصابة بسكتة دماغية، ويجب فحصها حتى لو كانت قصيرة العمر.
- الصداع الذي يوقظك في الليل
يقول تورنر إنه إذا كان الصداع يوقظ المريض في الليل، أو يزداد سوءا عند الاستلقاء أو في الصباح، فيمكن أن يكون مرتبطا بارتفاع الضغط في الرأس. ويمكن أن يحدث هذا الضغط داخل الجمجمة، أو ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة (IH)، فجأة بعد إصابة شديدة في الرأس أو سكتة دماغية، وفقا لهيئة الخدمات الصحية البريطانية، أو نادرا، يمكن أن يكون مشكلة مستمرة وطويلة الأمد، دون سبب واضح.
- الصداع الناجم عن الإجهاد
يقول أحمد إن الصداع الناتج عن الإجهاد مثل السعال أو العطس أو الانحناء للأمام يمكن أن يشير إلى مشكلة خطيرة ويجب فحصها.
- التغيير من الوضع الطبيعي
يقول أحمد، إذا غيّر صداع حميد موجود سابقا خصائصه، فإن الأمر يستحق أن يتم فحصه من قبل الطبيب.
- الصداع عند كبار السن وذوي الحالات الطبية الموجودة مسبقا
يحذر أحمد من أن ظهور الصداع الجديد لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما أو الذين يتناولون المنشطات أو الذين أصيبوا بالسرطان أو فيروس نقص المناعة البشرية يمكن أن يكون علامة حمراء.
ويضيف تورنر: “كلما تقدم المريض في السن، زادت فرصة ارتباط الصداع بحالة طبية أكثر خطورة”.
المصدر: اندبندنت