لا تزال قوى العدوان على اليمن مصرة على التفنن في سبك التضليل وسَوق الادعاءات المختلفة سواء حول دورها او الوقائع الميدانية.. أخبار موجهة وتقارير اعلامية ملؤها التدليس وتصريحات تتراوح ما بين اخفاء الحقائق وادعاء “المآثر” أملا في استمرار استقطاب رأي عام داخل هذه الدول يستمر بدعم العدوان او اخفاء فشل او استقطاب رأي عام يمني..
لكن من يخاطب هؤلاء في تضليلهم، هل الشعب اليمني الذي يعتدون عليه ويهشّمون بلده وينهبون موارده ويتدخلون في ارادته ومصيره دون ان يستدعيهم احد من الشعب او يشكو اليهم مظلمة؟ ام يخاطبون شعوبهم التي يبدو اغلبها مقموع الرأي مساق الارادة وفق انظمة لا مجال فيها للرأي الاخر، ام الشعوب العربية التي وإن ثارت هنا وهناك ضد حاكم ظالم لم تصل الى حد التعبير الوافي عن رفض الظلم في القضايا المجحفة للانسان العربي.
لكن الشعب اليمني تبدو قناعاته ثابتة كرسوخ الجبال رغم كل التضليل ورغم حشد مواقع وقنوات في اليمن وخارجه تمولها جهات خارجية لتكون ابواق فتنة تارة او قلب حقائق تارة او اشادة بالقوى المشاركة في العدوان و”مآثرها” في تقديم المساعدات والاغاثة للشعب اليمني. والسؤال -المفارقة هنا : الاغاثة من ماذا؟ فهل كان الشعب اليمني بحاجة لإغاثة قبل هذا العدوان. الحقائق امام الشعب اليمني ماثلة وساطعة بل مُعاشة، ومحاولة تضليله هي افشل الفشل وكل الادعاءات المستمرة لا تثبت الا امرا واحدا هو عجز العدوان عن تحقيق اهدافه.
اخر الادعاءات كان ما يتعلق بالسفينة الحربية المشاركة في العدوان والقول انها كانت سفينة مساعدات، وان الجيش واللجان منعوا المساعدات عن الشعب عبر استهدافها!. نعم فالعدوان هو ذلك الاتي بالامل والمساعدات ، لكن لن ينفع لا الادعاء انها اغاثية وسفينة مساعدات ولا الادعاء الواهي بالخطر على الملاحة الدولية في باب المندب في التضليل وتغطية الخسائر واخفاء حالة العدوان وتامين تاييد لاهدافه الحقيقية والمدّعاة.
ولاحظ المتابع كيف تناقضت الاخبار حول السفينة بين السلطات الاماراتية وبين تحالف العدوان حول طبيعة ما حصل وطبيعة الخسائر بل طبيعة السفينة ودورها. وفي البداية كان الاعلان الاماراتي عن تعرض احد قطعها البحرية لحادث ثم انتقل الى الحديث من قبل الامارات و”التحالف” عن سفينة مدنية ثم سفينة اغاثة ثم سفينة مساعدات! هذا الارتباك واخفاء الحقائق وتناقضها كان على وقع المفاجأة التي لم يتوقعها قوى العدوان حيث تستخدم الجيش واللجان مفاجآتها بشكل مدروس وبحنكة وصبر استراتيجي وهي بهذه الضربة وجهت صفعة لقوى العدوان البحرية تستطيع تحييدها بشكل كبير من الميدان.
وقد نشر موقع لحج نيوز تقريرا يشير الى ان تتبع الملاحة البحرية عبر الأقمار الاصطناعية يفضح كذب التحالف السعودي حول السفينة “سويفت”.
اذا اعتبر البعض الحقائق الدامغة التي يوردها ابناء اليمن والجيش واللجان حول الإنجازات الاستراتيجية غير معتدٍّ بها لكن ماذا عن الاعلام الغربي وما اصبح يكرره من تقارير ، هل سيكذبونه ايضا؟ وماذا عن تقرير مثل ما اوردته صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية، أن الجيش اليمني واللجان يحققون إنجازات وإنتصارات غير متوقعة وراء الحدود وحكومة السعودية تتعمد إخفاء كل تلك الحقائق، ومن ما اوردته الصحيفة حينها ان الجيش اليمني واللجان الشعبية تمكنوا من تدمير 98 موقعا عسكريًا سعوديًا في نجران وجيزان وعسير وظهران الجنوب وخميس مشيط تدمير كليا، إلى جانب 76 موقعا عسكريا تم اقتحامها والسيطرة عليها.
واذا اعتبر البعض اقوال اليمنيين حول داعمي العدوان وحول الجرائم رغم الصور والمشاهد الموثقة غير معتد بها، فماذا عن ما تقوله “نيويورك تايمز” ان “الولايات المتحدة متواطئة في مجازر اليمن” من جوانب عدة أهمها استمرار تزويد السعودية بالأسلحة. وتورد تقارير اخفاها العدوان مثل استهداف مستشفى تابعا لمنظمة اطباء بلا حدود في محافظة حجة واستهداف احد المصانع في العاصمة صنعاء وقتل عشرات المدنيين وغير ذلك، وماذا عن قول صحيفة “واشنطن بوست” إن الولايات المتحدة مستمرة في بيع قنابل عنقودية للسعودية.
وما بين الابتزاز وبين الصفقات تتعامل السعودية مع المنظمات الدولية والحقوقية لمنع اصدار ادانات لانتهاكات العدوان في اليمن لأن الادانات من منظمات عالمية تشكل حرجا اكبر وفضحا اوسع للانتهاكات التي تحصل يومياً، لكن هذا الابتزاز او عقد الصفقات لمنع التقارير الحقوقية بات امرا واضحا ولم يعد ينفع منعه اخفاء وتغطية. ولم يعد ينفع معه تصريحات تلفزيونية مضللة حول تفادي مناطق مدنية. فأين هذه التصريحات من كل مشاهد الدمار والقتل ومن الحقائق التي يوردها الاعلام الغربي ومن ادانات بعض المنظمات الانسانية للجرائم ضد المدنيين.
توثيق المشاهد للرد على المزاعم وتثبيت الوقائع سواء في الميدان اليمني او وراء الحدود هو من اهم الردود من قبل القنوات والمواقع الوطنية اليمنية على طمس الوقائع، حيث تاتي بالتقارير الدامغة والمشاهد الواضحة في دور اعلامي كبير كما اصبح يحصل عند كل انجاز وكل انتهاك ليكون الصدق والحقيقة هي الناطق باسم الحق في اليمن وهي صاحبة اليد الطولى في رد كل محاولة تضليل، وهنا يمكن ان نسوق مثالاً كما حصل من بث حقائق بالصوت والصورة حول سيطرة الجيش واللجان على مديرية ميدي بعد ادعاء قوى العدوان سيطرة مرتزقته عليها، او مثل ما حصل من ادعاء السيطرة على منفذ الطوال الحدودي بجيزان حيث تم بث تقرير ميداني من منفذ الطوال، واظهر التقرير انتشار قوات الجيش واللجان الشعبية في المنفذ وغياب اي تواجد للقوات السعودية ومرتزقتها وغير ذلك من الامثلة الكثير. كل هذه الادعاءات لتغطية الهزائم ومنها ادعاء متكرر لزحف قبائل على العاصمة صنعاء، وهذا نظرا الى رمزية العاصمة، لكن هذا ايضا تكذبه الوقائع.
المصدر: موقع المنار