تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الخميس في 6-10-2016 الملفات المطروحة على الساحة اللبنانية، خصوصاً نداء المطارنة الموارنة حول الرئاسة في لبنان، بالإضافة إلى الملفات السياسية الأخرى.
السفير
بكركي تهادن.. وعين التينة توزع «كعك العباس»!
الحريري إلى خيار عون بلا تردد.. «ماذا بعد»؟
هل تتبلغ «كتلة المستقبل» النيابية، اليوم قرار الرئيس سعد الحريري النهائي بتبني ترشيح العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، أم أن الترشيح يحتاج الى المزيد من الإنضاج محليا وخارجيا، قبل أن يصبح رسميا قبل أسبوع على الأقل من موعد جلسة الحادي والثلاثين من تشرين الأول الجاري؟
في المعلومات، أن الحريري الذي عاد الى بيروت آتيا من موسكو، ليل أمس الأول، سيترأس اليوم اجتماع «كتلة المستقبل»، الذي لم ينعقد يوم الثلاثاء الماضي، بسبب معلن هو سفر الرئيس فؤاد السنيورة الى الخارج، فيما بدا واضحا أن الحريري لا يريد في هذه المرحلة أن يصدر عن «الكتلة» أي موقف من شأنه أن يفسر سلبا أو إيجابا من هذا الطرف أو ذاك، لذلك، قرر ضبط إيقاع تياره السياسي، آخذا على عاتقه أن يتحمل تبعات الخيارات التي سيقدم عليها، بما فيها ترشيح العماد عون.
وقد استبعد أحد الأعضاء البارزين في «كتلة المستقبل» أن تصدر عن اجتماع اليوم قرارات أساسية، وقال لـ«السفير» ان الحريري سيطلع أعضاء الكتلة على نتائج الجولة الأولى من مشاورات في الداخل والخارج (موسكو)، والوجهة التي يسلكها بعد دراسة كل الخيارات التي وضعت على طاولة النواب في جلسة سابقة، وأكد أن الحريري ليس مستعجلا وهو سيأخذ وقته، وسيواصل جولته التي ستقوده الى الرياض وباريس وأنقرة، ومن بعدها يبدأ العد العكسي للاحتمالات الداخلية.
واستبعد عضو «كتلة المستقبل» أن يعود الحريري من السعودية بجواب رسمي واضح سواء بتبني عون أو غيره من المرشحين، وقال ان المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين، ولذلك، لن يلزم السعوديون أنفسهم باسم محدد، كما حصل في حالة ترشيح سليمان فرنجية، وهم أعطوا اشارة الى الحريري، فهمت بأنها عبارة عن ضوء أخضر مشروط (لا ممانعة)، فاذا بلغت مبادرته خواتيمها النهائية، سيجد موقفا سعوديا داعما، واذا اصطدمت بحائط مسدود.. سيتحمل وحده تبعات ذلك.
وقالت مصادر أخرى في «كتلة المستقبل» لـ«السفير» إن الحريري سيعيد التأكيد أمام أعضاء كتلته بأن أي قرار سيتخذه، بما في ذلك خيار انتخاب عون، سيكون مستندا إلى مجموعة من الأسباب الموجبة التي كان تولى شرحها بالتفصيل سابقا.
وعلم أن الحريري استبق الاجتماع بجولة مشاورات شملت معظم أطياف كتلته النيابية، وخصوصا بعض الأسماء المعترضة على خيار عون، وخلص إلى أن جميع النواب سيتبنّون خياره باستثناء عدد من النواب لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وبينهم بطبيعة الحال الرئيس فؤاد السنيورة الذي كان قد ردد أمام زواره بأنه لن يكسر قرار الحريري، ولو يخرج من تحت عباءته، برغم قناعته الراسخة بأن الأمور لم تصل الى ما وصلت اليه الا بسبب ما يسميها «بعض السياسات الخاطئة».
ووفق أوساط «المستقبل»، فإن الحريري سيبادر قبل إعلان تبني «الجنرال» رسميا في غضون الأسبوعين المقبلين، إلى عقد لقاء مع رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية من أجل إبلاغه رسميا قرار العودة عن ترشيحه في ضوء الخيارات التي كان قد طرحها أمامه في لقاء بنشعي الأخير.
وتوقعت مصادر مراقبة ارتسام مشهد سياسي جديد محليا فور إعلان الحريري تبنيه رسميا لميشال عون، ولم تستبعد أن تلي ذلك إطلالة سياسية للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في السياق الإيجابي ذاته، على أن يكون يوم 31 تشرين الأول، علامة فارقة في الاستحقاق الرئاسي.
وفي السياق نفسه، علم أن العماد عون يتصرف منذ لقاء الرابية بينه وبين الحريري، على قاعدة أن تبني ترشيحه من زعيم «المستقبل» قد أصبح وراء ظهره، وهو الأمر الذي أظهرته معطيات الساعات الأخيرة، وبينها اجتماع المكتب السياسي ل»التيار الوطني الحر» في الرابية يوم الاثنين الماضي.
ومن المنتظر أن يحدد «الجنرال» في الساعات المقبلة روزنامة جولة «رئاسية»، يفترض أن يبدأها من عين التينة وتشمل بشكل رئيسي «بيت الوسط» وكليمنصو ومعراب وبكفيا وبنشعي، ويفترض أن يبدد خلالها هواجس بعض القوى وخصوصا المعترضة على ترشيحه!
ووفق المعلومات نفسها، كان الحريري خلال زيارته إلى الرابية حاسما وغير متردد، وهو أبلغ «الجنرال» خياره النهائي بدعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وطلب منه إمهاله إلى حين عودته من رحلته الروسية، وتمنى عليه أن يحاول طمأنة جمهور الشارع السنّي بخطاب هادئ، الأمر الذي جعل رئيس «تكتل التغيير» يكسر قرار الصمت ويطلب من إدارة «أو. تي. في.» أن يطل من أجل توجيه سلسلة رسائل إلى بعض الجهات المحلية والخارجية، وهو تلقى إشارات من المقلب الحريري مفادها أن المقابلة التلفزيونية أدت غرضها السياسي.
رحلة موسكو.. مضبطة سياسية
وغداة عودة الحريري من موسكو، أبلغت مصادر ديبلوماسية روسية «السفير» أن وزير الخارجية سيرغي لافروف تناول الملف الرئاسي اللبناني باقتضاب خلال اجتماعه مع الحريري، موضحة أن الأهم في ما طرحه يتمثل في إبلاغه ضيفه أن موسكو مستعدة على أعلى المستويات لتأدية دور فاعل من أجل المساهمة في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، «متى يقدّر الحريري أن هناك فائدة أو ضرورة لمثل هذا التدخل».
ولفتت المصادر الانتباه إلى أن الموقف الروسي الإجمالي محكوم بشبكة من الحسابات والاعتبارات الإستراتيجية، الممتدة من سوريا إلى أوكرانيا، وبالتالي فإن لبنان ورئاسته يصبحان تفصيلا في هذا المشهد الكبير والمعقد.
وأشارت المصادر إلى أنه من المستبعد أن يكون الحريري قد نجح في إقناع الروس بأن طهران و «حزب الله» هما حصرا اللذان يعرقلان الانتخابات الرئاسية، مشددة على أن إيران تبقى حليفا لموسكو، وإن سُجلت من حين إلى آخر تباينات موضعية بينهما حيال كيفية مقاربة بعض تطورات الميدان السوري.
وقد سئل الحريري في مجلس خاص، عما إذا كان يعتقد أن هناك فرصة لتحقيق اختراق رئاسي وبالتالي فصل المسار اللبناني عن المسار الإقليمي – الدولي، بالتزامن مع ازدياد التوتر السعودي – الإيراني من جهة والأميركي – الروسي من جهة أخرى، فقال إن البلد مشلول منذ سنتين ونصف سنة وانه حاول خرق الجمود من خلال ترشيح سليمان فرنجية، «لكن «حزب الله» لم يتجاوب معي وتبين لي أنه ليس بصدد الموافقة على فرنجية، وها أنا الآن أسعى إلى فتح آفاق جديدة عبر مشاوراتي التي وإن بيّنت لي أن أكثرية الأطراف لا تريد ميشال عون إلا أن اسم «الجنرال» أصبح من ضمن الخيارات الواردة بالنسبة إليّ».
وأضاف الحريري: في السابق، لم يكن خيار «الجنرال» مطروحا، خصوصا بعد فشل المحادثات التي أجريتها معه في المرحلة الأولى (مطلع العام 2014)، لكن الجديد الآن هو أن دعمي ترشيح عون بات من الاحتمالات الممكنة.
وتابع الحريري: «هناك من كان يتهمنا، أنا والسعودية، لا سيما في الوسط المسيحي، بأننا نعطل انتخاب الرئيس، لكن خطوتي المتقدمة ستثبت للجميع، خصوصا للمسيحيين، أنه لا سعد الحريري ولا الرياض هما من يعرقلان الانتخاب وبالتالي وصول الجنرال إلى قصر بعبدا، بل إيران والحزب، والدليل أنني ذهبت إلى خيار الحد الأقصى في مرونتي وإيجابيتي وأبديت انفتاحا على ترشيح عون.. ماذا بعد»؟.
نداء بكركي.. و»كعك العباس»
في هذا الوقت، استبدل مجلس المطارنة الموارنة بيانه الشهري بـ «نداء»، لا يصدر عادة إلا عند المنعطفات وفي المحطات المفصلية، ما يعكس مدى تحسس بكركي بخطورة المرحلة الحالية، بعد استفحال الشغور الرئاسي وعوارضه. ولئن كانت عظة البطريرك الماروني بشارة الراعي الأحد الماضي قد فجّرت أزمة بينه وبين الرئيس نبيه بري، إلا أن نداء أمس ورد فعل بري عليه ساهما على ما يبدو في احتواء الموقف ومنع تمدد الزوبعة خارج.. الفنجان. صحيح أن المطارنة أكدوا التزامهم بما صدر عن الراعي، لكنهم في الوقت ذاته فتحوا نافذة على عين التينة بإشارتهم إلى «التفاهمات» تحت سقف التقيد بالدستور نصا وروحا، علما أن سلة رئيس المجلس هي «الاسم الحركي» للتفاهمات المقترحة أو لجدول أعمال الحوار.
كما تمسك المطارنة بوضع قانون جديد للانتخاب يؤمّن التمثيل الحقيقي، في تقاطع آخر مع بري الرافض لقانون الستين. وقد سارع بري إلى ملاقاة المطارنة في منتصف الطريق، معرباً عن تأييده لبيانهم بكل مندرجاته «الذي لا يتعارض مطلقا مع بنود الحوار الوطني (ما سُمي بالسلة)».
واحتفاءً بذلك وزع بري على النواب في «لقاء الاربعاء النيابي» سلة مليئة بـ «كعك العباس».
النهار
نداء 5 تشرين: بكركي تستعيد مسارها
الرئيس تمام سلام يلقي كلمته في اطلاق مشروع
لم يعلن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري أمس عن أي لقاء أو نشاط علني له في “بيت الوسط” على رغم وجود الحريري في بيروت منذ ليل الاثنين والتي عاد اليها من موسكو الامر الذي زاد حال الترقب لخطواته التالية في سياق مبادرته الهادفة الى تحديد الخيار الرئاسي الذي يمكن ان يفضي اليه تحركه الذي بدأه قبل أسابيع. وترصد الاوساط السياسية ما اذا كان البيان الذي ستصدره اليوم كتلة “المستقبل” التي ستعقد اجتماعها المرجأ من الثلثاء بسبب زيارة الحريري لموسكو وسفر الرئيس فؤاد السنيورة الى الكويت، سيحمل جديداً في شأن تحرك الحريري وخصوصا في ظل المواقف التصالحية والتطمينات التي عبّر عنها رئيس “تكتل التغيير والاصلاح ” العماد ميشال عون في مقابلته التلفزيونية مساء الثلثاء والتي لم تأخذ اصداؤها بعد المدى الواسع في التقويم العلني على الاقل.
في ظل هذا المناخ المشوب بكثير من الغموض، لم يكن غريباً ان يحدث بيان مجلس المطارنة الموارنة امس دويا واسعا بحيث بدا استكمالاً للصدى الذي أثارته عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاحد والتي حمل فيها بشدة على مبدأ سلة التفاهمات السابقة لانتخاب رئيس الجمهورية كممر الزامي لانتخابه. ذلك ان بيان مجلس المطارنة اتسم بأهمية بارزة لجهة اتساعه لمواقف حازمة في قضية الازمة الرئاسية كما في قضايا مصيرية وطنياً واجتماعياً واقتصادياً وجاء في صيغة “نداء ” ليستعيد مسار النداءات التي درجت عليها بكركي في الحقب المأزومة منذ اطلاق نداء أيلول 2000 الشهير. وفي تبنيه لعظة البطريرك الراعي الاخيرة جدد البيان – النداء وضع حد حاسم في شأن التقيد بالدستور في انتخاب رئيس الجمهورية “من دون ان توضع عليه أي شروط مسبقة ولكي يكون الرئيس الحكم لا الرئيس الطرف ولا الرئيس الصوري”. كما قرن هذا الموقف بالتشديد على “التقيد بالميثاق الوطني وتكريس ثوابته”. وفي تأييد واضح لمسعى الرئيس الحريري رحب المجلس “بالجهود والمشاورات المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية”. كما تطرق الى ملف قانون الانتخاب داعياً الى قانون “يطلق مسارا لتمثيل حقيقي يفسح لقوى جديدة وروح جديدة تصل الى مجلس النواب”. وختم بالدعوة الى “مصالحة وطنية شاملة تطوي صفحة الماضي وتعيد الاعتبار الى التسوية التاريخية التي جسدها اتفاق الطائف”.
واذ بدا لافتاً ان يسارع رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أي مرجع سياسي أو رسمي أو أي شخصية أخرى الى الترحيب ببيان المطارنة الموارنة “بكل مندرجاته الذي لا يتعارض مطلقاً مع بنود الحوار الوطني” كما قال، أعربت أوساط سياسية مطلعة عن اعتقادها ان البيان سحب من خلال تشبثه بالاصول الدستورية وباصراره على المناداة بمصالحة شاملة فتائل التوظيف السياسي لتلبد العلاقة بين بكركي وأي فئة أخرى من جهة، كما أعاد الى بكركي وهج الموقف المبدئي الحازم الذي يتجاوز الحسابات المصلحية لاي فريق أو حتى للمرشحين الرئاسيين. واشارت الى ان هذا البيان أدخل عاملاً جديداً على معادلة التحرك الداخلي في اتجاه حل الازمة الرئاسية لا يمكن تجاهلها بصرف النظر عما يمكن ان يؤول اليه هذا التحرك الذي يواجه عدا عكسياً حرجاً يصعب معه الركون الى اي توقعات متسرعة وسط العقبات الماثلة امامه.
أما في الاصداء السياسية للبيان، فابرز الامين العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد اهمية النقاط الثلاث التي تضمنها لجهة المصالحة الوطنية الشاملة والتشديد على الطائف ورفض فرض شروط فئة واحدة. وصرّح سعيد لـ”النهار” بان هذا البيان “أعاد ربط الخط البياني التاريخي لبكركي في رعايتها اتفاق الطائف ومنع أي انزلاق نحو كل انتهاك له كما يؤشر لتطور بالغ الاهمية من خلال تمسكه بالتسوية التاريخية التي يجسدها الطائف، فضلاً عن انه يؤكد ان المشكلة لا تحل بانتخاب رئيس الجمهورية فقط بل تتطلب مصالحة وطنية شاملة “.
الحكومة
وسط هذه الاجواء تكتسب عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد اليوم دلالات بارزة وخصوصاً بعدما حسم “حزب الله ” موقفه ايجابا من مشاركة وزيريه في الجلسة. وأفادت مصادر وزارية “النهار” مساء أمس ان الحزب أبلغ رئيس الوزراء تمام سلام ان وزيريه سيحضران الجلسة، كما ان وزير الثقافة روني عريجي سيشارك فيها فيما، أكد وزير العمل سجعان قزي بدوره انه سيحضر الجلسة. ولكن لم تفلح المساعي في اقناع وزراء “تكتل التغيير والاصلاح ” بالمشاركة في الجلسة. وعلم ان جدول الاعمال المؤجل سيطرح على النقاش متضمناً تعيين رئيس جديد للجامعة اللبنانية كما وزع على الوزراء أكثر من 150 مشروع مرسوم لتوقيعها. وعشية الجلسة قال الرئيس سلام خلال رعايته اطلاق مشروع “نهوض لبنان نحو دولة الانماء” بمبادرة من رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس في السرايا ان “لبنان يمر بواحدة من أصعب المراحل في تاريخه”، مشدداً على ان “المدخل الى التحصين الوطني هو ان نذهب اليوم قبل الغد الى انتخاب رئيس الدولة”.
الاخبار
الحريري ماضٍ بترشيح عون: الإعلان قبل 20 الشهر؟
حدثان سياسيان يخطفان الأنظار اليوم. الأول صباحاً وهو عودة الحياة إلى جلسات مجلس الوزراء بعد أن فشل سعد الحريري في إقناع تمام سلام تأجيل الجلسة. والثاني هو البيان الذي سيصدر عقب جلسة كتلة نواب المستقبل وما يُحكى عن إمكانية أن يفعلها الحريري ويُعلن رسمياً تأييده لترشيح ميشال عون، اليوم، او في غضون أسبوعين.
التوقيت الصائب هو ما ينتظره رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لإعلان تبني ترشيح العماد ميشال عون رسمياً إلى رئاسة الجمهورية. عاد من زيارته للسعودية وروسيا، ولا يزال على موقفه: فتح باب وصول عون إلى قصر بعبدا، على قاعدة أن هذا الخيار هو الوحيد الممكن حالياً.
وبعدما استقبله وليّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، لم يعد بمقدور معارضي مبادرة الحريري الجديدة التذرع بموقف غير معلن للرياض للقول إن السعودية تعارض وصول عون إلى بعبدا. ففريق الحريري يجزم بأن «حكام المملكة» لن يعلنوا أي موقف من الملف الرئاسي اللبناني، بعدما أدوا قسطهم للعلى عندما أيدوا ترشيح النائب سليمان فرنجية، من دون أن يلاقيهم حزب الله في منتصف الطريق. وبالتالي، هم «ليسوا مستعدين للتنازل مجدداً» عبر إعلان ترشيح عون. وتجزم المصادر القريبة من الرياض بأن لقاء الحريري ــــ بن سلمان فتح باب تسوية مشكلات رئيس تيار المستقبل المالية والسياسية، لكن «من دون أن يصدر قرار فوري بمعالجة أزمة «سعودي أوجيه». فُتِح مسار لتسوية الأوضاع». وتؤكد المصادر عينها أن السعودية ستساعد الحريري سياسياً من خلال عدم إعلان موقف سلبي من مبادرته.
في هذا الوقت، يسيطر حبس الأنفاس على كل المتحمسين لخيار عون، وأبرزهم، بطبيعة الحال، التيار الوطني الحر الذي ينتظر بشرى سارّة بعد العودة الثانية للحريري من زيارته لروسيا والسعودية. الجديد في الملف الرئاسي، هو وجود أجواء تؤكد أنّ الحريري سيُعلن بعد اجتماع كتلته النيابية اليوم تبنيه ترشيح عون للرئاسة. مصادر مقربة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأخرى «مقربة جداً» من الحريري، نفت هذه المعلومة. فيما لم ينفها ولم يؤكدها نواب في كتلة المستقبل. وقالت مصادر قريبة من الحريري إنه «أبلغ أكثر من طرف التقاه أنه حسم قراره بدعم ترشيح عون إن ساعدته الظروف، لكنه لن يعلن ذلك على الملأ إلا إذا تأكد من ضمان عون للرئاسة، لأنه لا يريد تكرار تجربة ترشيح فرنجية التي رتبت عليه تداعيات كثيرة داخل تياره وبيئته».
وفي وقت اعتبرت فيه مصادر مطلعة على تفاصيل مبادرة الحريري أن «التصويب عليها سببه جديتها»، أكدت مصادر وزارية مطلعة على زيارة الحريري لروسيا أن «موقف موسكو السلبي من عون، كما سرب سابقاً، قد تبدل. والحريري الذي لم يناقش الأسماء المرشحة، سمع كلاماً روسياً أكد دعم أي خيار سيعتمده، بعد أن كانت موسكو تشدد على تفضيلها خيار الرئيس التوافقي». وفي وقت أكدت فيه المصادر أن «الرئيس بري ليس وحده من يقف حجر عثرة في طريق عون إلى بعبدا، وأن ما يحكى عن موقف السعودية السلبي ليس صحيحاً»، أشارت إلى أن «الرياض لن تدخل في الأسماء بشكل واضح، وهذا الأمر لن يمنع الحريري من إعلان موقفه النهائي إن قرر دعم عون الذي ترتفع حظوظه». ولفتت المصادر إلى أن الحريري سيُعلن ما بين «١٥ و٢٠ من الشهر الجاري كل ما تتضمنه المبادرة، وسيكون هناك موقف مهم».
مصادر بارزة في التيار الوطني الحر قالت لـ «الأخبار» إنه «لا جديد على خط عين التينة»، متوقعة أن «تبقى الأمور على ما هي عليه حتى يعلن الرئيس الحريري ترشيح العماد عون رسمياً. وعندها يمكن أن يكون هناك جديد يجري الكلام حوله». وأكّدت أن «الكرة في ملعب الرئيس بري بعدما عملنا كل اللازم من جهتنا، سواء عبر كلام العماد عون أول من أمس، أو لجهة عدم استغلالنا موقف بكركي لنقوِّص عليه، وتأكيد الوزير جبران باسيل من على منبر بكركي أن من حقه وواجبنا أن نتفاهم معه، وأبدينا استعدادنا لإجراء تفاهمات وإعطاء طمأنات، ولكن من دون شروط».
وعما إذا كان التيار الوطني الحر قد تبلّغ من الحريري أجواء ما دار في لقائه ابن سلمان، قالت المصادر: «إننا في جو ما دار بينهما»، رافضة إعطاء تفاصيل. لكنها لفتت إلى أنه «منذ بداية الكلام معنا في شأن هذا الملف أُبلغنا بأن ليست هناك مشكلة سعودية». وأشارت إلى أن مساعي وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي زار الرياض أخيراً، موفداً من النائب وليد جنبلاط وبرّي، «فاتت بالحيط».
استياء مستقبليّ من سلام: ينفّذ طلبات بري!
على صعيد مجلس الوزراء، وبعد مرور أسبوعين على انعقاد آخر جلساته، فشلت هذا الأسبوع محاولات تأجيل الجلسة، خاصة تلك التي حاول القيام بها الحريري، «لأن الرئيس تمام سلام لا يجد مبرراً لتأجيلها، وهو تهمه صورة الحكومة أمام الرأي العام»، استناداً إلى مصادر وزارية «وسطية» كانت تتساءل عما إذا كان سيجري تأمين النصاب بغياب الوزراء أليس شبطيني وعبد المطلب حناوي (بداعي السفر) ورمزي جريج (بداعي المرض)، إضافة إلى الوزيرين المستقيلين آلان حكيم وأشرف ريفي، وبغياب وزيري التيار الوطني الحر، وإمكان تغيّب الوزير ميشال فرعون الذي ينتهج أخيراً نهج المهادنة مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.
الجلسة التي تُعقد قبل ظهر اليوم ستُخصص لاستكمال مناقشة جدول الأعمال الموزع سابقاً، ومن أبرز بنوده تعيين رئيس جديد للجامعة اللبنانية ومدير عام لوزارة الشؤون الاجتماعية ورئيس مصلحة الأبحاث العلمية. وقد أضيف بندان، الأول يتعلق بالدعوى التحكيمية مع شركة J&p – avax المشغلة لمعمل دير عمار 2 لجهة عدم تنفيذ العقد الموقع بينها وبين الدولة اللبنانية. لذلك يتضمن البند طلب تعيين مُحكّم دولي من قبل الدولة اللبنانية وتعيين مكتب محاماة. أما البند الثاني، فهو مشروع قانون إطلاق سندات الخزينة.
على الرغم من انتشار أخبار تفيد بأن أي قرار لن يُتخذ في الجلسة، رغبةً من سلام في عدم استفزاز الحريري الذي كان قد طلب تأجيلها، إلا أن كل المعطيات التي توافرت لـ«الأخبار» من مصادر وزارية تفيد بأن لا شيء يمنع اتخاذ هذه القرارات إذا توافر النصاب. وتستند المصادر إلى إضافة بندين إلى جدول الأعمال لتأكيد وجود «نية لتكون الجلسة مثمرة». السؤال المركزي بشأن الجلسة كان متصلاً بحضور وزراء حزب الله أو عدمه. الحزب لم يعلن موقفه. لكن علمت «الأخبار» أنّ من المرجح أن يشارك الوزيران محمد فنيش وحسين الحاج حسن في جلسة اليوم، «لأن أسباب المقاطعة قد انتفت، وهي الأزمة التي نتجت من التعيينات العسكرية». وفيما تأكدت مشاركة وزير تيار المردة روني عريجي، رفضت مصادر التيار الوطني الحر كشف ما إذا كان وزيرا التيار سيشاركان في الجلسة، لافتة إلى أن «القرار متخذ، والخيارات ثلاثة: الغياب، والمشاركة، ونصف مشاركة». غير أن مصادر في 8 آذار رجحت لـ»الأخبار» أن تشهد الجلسة «نصف مشاركة» عونية عبر حضور وزير التربية الياس بو صعب، خصوصاً أن على جدول الأعمال بنوداً خاصة بوزارة التربية.
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن هناك جواً من الاستياء في تيار المستقبل من أداء رئيس الحكومة تمام سلام بعد دعوته إلى جلسة الحكومة غداً. ولفتت مصادر مطلعة إلى أن سلام دعا إلى الجلسة «نزولاً عند طلب الرئيس بري، رغم أن الرئيس الحريري لم يكن مهتماً بانعقادها». ولفتت إلى أن هذا الاستياء عبّر عنه التيار بتغيّب وزير الداخلية نهاد المشنوق عن الجلسة الماضية التي غاب عنها باسيل وبو صعب، والتي كان بري أيضاً أبرز المتحمسين لعقدها.
البناء
الجيش السوري يتقدّم و يعلن تخفيف النار شرق حلب… وأهلها يرفعون الأعلام
بري يتلقف رسائل بكركي وعون… ويعيد الكرة إلى الحريري لإعلان الترشيح
تطبيع حكومي نسبي اليوم بمشاركة حزب الله… وريفي يفتح النار على «المعلومات»
كتب المحرر السياسي
أحياء بستان الباشا والشيخ سعيد ودوار الجندول محاور تقدّم نوعي للجيش السوري، رافقها قرار تخفيف الضغط الناري على الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون، بعدما بدأ الأهالي في هذه الأحياء يرفعون الأعلام السورية، إعلاناً لتمسكهم بالهوية التي تمثلها الدولة السورية وجيشها، بينما تراجع الأميركيون عن لغة التصعيد وأعادوا التواصل مع موسكو عبر اتصال مباشر بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري. أعلنت الوزارتان أنه استئناف للمساعي المشتركة من أجل وقف النار في سورية، بينما تتحرك فرنسا لاستصدار قرار عن مجلس الأمن الدولي يفرض دخول القوافل الإغاثية إلى شرق حلب، دون المرور بموافقة الدولة السورية، قالت مصادر أممية إنه لن يبصر النور بوجود موقف روسي ثابت يتمسك بالسيادة السورية، إضافة لما تملكه روسيا من أوراق تأثير كرئيس لمجلس الأمن هذا الشهر.
لبنانياً بدا المسار نحو الاستحقاق الرئاسي أكثر سلاسة مع تلقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري لرسائل بكركي والرابية، والردّ عليها بإيجابية بعدما خلا بيان بكركي من تعبير السلة وحصر الاعتراض بالشروط التي تقيّد ممارسة رئيس الجمهورية لصلاحياته الدستورية، وبعدما أبدى العماد ميشال عون ترحيبه بالتوافق على قانون الانتخابات النيابية والسير به قبل انتخاب رئيس الجمهورية، إذا تمّ التوافق بين الكتل النيابية على ماهية القانون، الذي ليس موضوعاً خلافياً بين التيار الوطني الحر والرئيس بري.
تلقُّف بري للرسائل، أزال فرص الرهان على جعل موقفه متراساً لتبرير أيّ انتكاسة في المسار الرئاسي، وأعاد الكرة إلى ملعب الرئيس سعد الحريري الذي يتوقف على إعلانه ترشيح العماد عون، ظهور خطوتين تطلقان صفارة الاستحقاق، الأولى هي زيارة العماد عون للرئيس بري، والثانية هي مبادرة حزب الله للتواصل مع الحلفاء لتسويق خيار عون الرئاسي.
الحريري يترأس اليوم اجتماع كتلته، ويتوقف على ما سيصدر في بيان الكتلة من موقف من الترشيحات الرئاسية، الحكم على درجة التماسك في الكتلة وراء مواقف الحريري من جهة، ومدى ثقته بالمواقف التي يفترض أنها تعبير عن دعم دولي وإقليمي لمبادرته وفقاً لمصادر المستقبل.
اليوم أيضاً وتسهيلاً لمهمة الحريري يستجيب حزب الله للمشاركة في اجتماع حكومي هو الأول بعد انقطاع قارب الشهر، وينتظر التيار الوطني الحر اللقاء الثاني للحريري مع عون للعودة عن مقاطعته اجتماعات الحكومة، في ضوء النتائج.
بيان هادئ للمطارنة…
خلا بيان المطارنة الموارنة أمس، من ذكر عبارة السلة وجاء تعبيره عن تفاهمات منسجمة مع الدستور أشبه بصياغة لكلام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد، بما يتناسب مع مساعي التهدئة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي سارع الى تأييد البيان بكل مندرجاته «الذي لا يتعارض مطلقاً مع بنود الحوار الوطني ما سُمّي بالسلة ». واحتفاءً بذلك وزع بري على السادة النواب في لقاء الأربعاء سلة مليئة بكعك العباس، وبالتالي أزيلت غيمة سوء التفاهم بين بكركي وعين التينة.
وكان المطارنة الموارنة قد أكدوا في البيان تمسّكهم بالمواقف التي أطلقها البطريرك الراعي في عظة الأحد «في شأن التقيد بالدستور الذي تُصاغ حول مبادئه، نصاً وروحاً، جميع التفاهمات الرامية الى الالتزام بهذه المبادئ الدستورية في انتخاب رئيس للجمهورية، من دون أن توضع عليه أي شروط مسبقة». مضيفاً: «فهو بكونه، حسب المادة 49 من الدستور، رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، يسهر على احترام الدستور، والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه، وفقاً لأحكام الدستور ولكي يقوم بمهمته الوطنية العليا هذه، ينبغي أن يكون حراً من كل قيد، وعندئذ يكون «الرئيس الحَكَم»، لا «الرئيس الطَّرف»، ولا «الرئيس الصُّوري». ورحبوا بالجهود والمشاورات المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية.
اجتماع «المستقبل» برئاسة الحريري
يترأس الرئيس سعد الحريري العائد إلى بيروت اجتماعاً لكتلة المستقبل غداً لوضعها في أجواء زيارته الخارجية. ويرتقب أن تكون له مشاورات محلية مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، على أن يلتقي رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون مجدداً لاستكمال المشاورات في الشأن الرئاسي.
وفي حين لم يدل الحريري عقب عودته الى بيروت بأي تصريحات عن جولته ولم ترشح أي معلومات عن لقاءاته في الرياض وموسكو، أكدت مصادر نيابية في تيار المستقبل لـ «البناء» أن «الكتلة ستعقد اجتماعاً غداً وقد يترأسه الرئيس الحريري لوضع الكتلة في أجواء لقاءاته الخارجية ويناقش معها المعطيات في الملف الرئاسي». وأوضحت المصادر أن «رئيس المستقبل لم يحسم بعد خياره السير بالعماد عون لرئاسة الجمهورية، ولا يزال رئيس تيار المرده سليمان فرنجية مرشحه حتى الساعة»، نافية ما يُقال بأن الطريق لوصول الحريري الى رئاسة الحكومة هو انتخاب عون للجمهورية، مضيفة: «لقد كان الحريري رئيساً للحكومة ولم يكن عون في سدة رئاسة الجمهورية»، لافتة الى أننا عندما ننتخب الرئيس نبحث في موضوع رئاسة الحكومة كما يقول الدستور»، مشيرة الى أن لا مانع لدينا من إقرار قانون للانتخابات قبل انتخاب الرئيس، نحن والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي طرحنا القانون المختلط على التصويت في المجلس النيابي، فإذا تم التوافق حوله لا مانع من إقراره قبل الرئاسة».
وحول السلة المتكاملة للحل التي يتحدث عنها الرئيس بري، أوضحت المصادر بأن «رئيس المجلس أوضح موقفه منها بأن بنود السلة هي نفسها بنود جدول الحوار الوطني وبالتالي أسيء فهم بري في هذه المسألة». وإذ جددت المصادر «رفض المستقبل أي شروط مسبقة على رئيس الجمهورية، لفتت في الوقت نفسه إلى أنه في حال التوافق على بعض القضايا قبل انتخاب الرئيس فلا مانع من ذلك، لكن يجب ألا نلزم الرئيس بها»، وتنفي المصادر أن تكون السعودية هي من يعرقل التسوية، هي لم ولن تتدخل ولم تعمد في السابق الى تعطيل أي تسوية بين اللبنانيين».
وعلمت «البناء» أن «اجتماع كتلة المستقبل أرجئ من موعده العادي الثلاثاء الى الخميس بانتظار عودة الحريري كي لا يترأسه الرئيس فؤاد السنيورة ويصدر موقفاً يعكر صفو الأجواء الإيجابية بين قريطم والرابية»، كما أن الحريري سيعمل على إقناع النواب داخل كتلته الذين عبروا عن معارضتهم لانتخاب عون وعلى ضوء ذلك سيحدّد في أي اتجاه سيقود السفينة».
.. و«الجنرال» بانتظار «الشيخ»…
ونقلت مصادر في تكتل التغيير والإصلاح عن العماد عون لـ «البناء» تفاؤله حيال التفاهم مع الحريري حول الرئاسة إن كان في العلن أم في مجالسه وهو لم يظهر الإيجابية في مقابلته الأخيرة لغايات سياسية معينة بل يرى بأن الملف الرئاسي يتقدّم خطوات الى الأمام وخرج من دائرة الجمود، لكن الجنرال ينتظر ما لدى الحريري ليقوله كي يبنى على الشيء مقتضاه. وتحدثت المصادر عن «لقاءٍ قريب بين عون والحريري لبحث آخر التطورات». موضحة أنه «في حال لم يعلن الحريري عون مرشحاً قبل المهلة التي حددها التيار، فسيعود الوضع الى المربع الأول ونقطة الصفر وسنكون أمام تسريع خطوات التصعيد في الشارع».
وتحدثت المصادر عن أجواءٍ دولية مؤاتية لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ظهرت في موقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أعلن دعم موسكو لحراك الحريري، موضحة أن «موقف روسيا واضح بدعم انتخاب الرئيس، كما موقف السعودية التي تدعم ما يتفق عليه اللبنانييون من تفاهمات، كما تعلن، أما الموقف الأميركي فنتيجة الأزمة بين موسكو وواشنطن حيال سورية لم تعد أميركا تولي الشأن اللبناني الاهتمام».
جلسة للحكومة اليوم
على الصعيد الحكومي يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية اليوم، في ظل مقاطعة وزراء تكتل التغيير والإصلاح، وحضور وزير المرده روني عريجي، وسط ترجيح حضور وزراء حزب الله شرط عدم اتخاذ المجلس أي قرارات هامة.
وقالت مصادر رئيس الحكومة لـ «البناء» إنه «نتيجة الاتصالات التي استمرت حتى منتصف ليل أمس مع حزب الله أفضت الى حضور وزراء الحزب الجلسة في حين بقي وزراء التغير والاصلاح على موقفهم بالمقاطعة، ولم يحسم وزير السياحة ميشال فرعون مشاركته، لكن النصاب القانوني متوفر».
وأشارت الى أن «الوضع الحكومي سيبقى على حاله ريثما يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبالتالي تصبح حكومة تصريف أعمال حتى تشكيل حكومة جديدة». واعتبرت المصادر أن «الحكومة ليست مشلولة بالكامل اليوم، لكنها تزحف ولا تسير بشكل طبيعي».
درباس: إذا أرادوا فرط الحكومة فليفعلوا
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ «البناء» أن «الجلسة ستعقد اليوم ولا تغيير في موعدها وستبحث جدول الأعمال العادي ولن تبحث ملفات سياسية. فهي بالأصل لم تبحث ملفات سياسية خلافية في الجلسات السابقة حفاظاً على استقرارها وعدم استفزاز أي فريق، بل هي تعمل لتسيير أمور المواطنين الأساسية والروتينية وسنستمر بذلك ولن نكون رهينة بيد أحد أما إذا أرادوا فرط عقد الحكومة فليفعلوا ونستقيل جميعنا». وأوضح درباس أن ملف النازحين السوريين يسير بطريقة سليمة ولا داعي لنقاشه في مجلس الوزراء ولا يجوز تحويله كأحد وسائل الصراع السياسي الداخلي».
وكان رئيس الحكومة تمام سلام أكد خلال رعايته حفل إطلاق مشروع «نهوض لبنان نحو دولة الإنماء»، الذي أقيم في السراي الحكومي، أن «لبنان يمر بواحدة من أصعب المراحل في تاريخه، إن لم يكن أصعبها على الإطلاق، وأن الأزمة باتت تتطلب معالجات فورية تفادياً للأسوأ»، معتبراً أن «المدخل إلى التحصين الوطني المرتجى هو أن نذهب اليوم قبل الغد، الى انتخاب رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، والقائد الأعلى للقوات المسلحة».
اللواء
برودة روسية تجاه عون.. وحزب الله يحيِّد برّي
ترحيب وكعك بنداء المطارنة في عين التينة.. وبكركي تحتفل بسقوط «السلة المشروطة»
تنتظر الرابية ما سيبلغه الرئيس سعد الحريري كتلة «المستقبل» النيابية اليوم، في حين لم يُؤكّد نائب في الكتلة ما إذا كان الرئيس الحريري سيحضر اجتماع الكتلة ويترأسه، وهي المرة الثانية، مع انعطاف الترشيح الرئاسي غير الرسمي للنائب ميشال عون، أم ان الرئيس فؤاد السنيورة هو الذي سيترأس الجلسة، حيث من المفترض ان يكون قد عاد مساءً من الكويت.
وينتظر الوسط السياسي ما إذا كانت جلسة الحكومة التي ستنعقد بنصاب كامل اليوم بمشاركة وزيري حزب الله محمّد فنيش وحسين الحاج حسن ووزير «المردة» روني عريجي، ستصدر عنها قرارات في ما تعيين رئيس لاركان الجيش بتثبيت اللواء حاتم ملاك رئيساً للاركان وتعيين رئيس للجامعة اللبنانية هو عميد كلية طب الأسنان في الجامعة الدكتور فؤاد أيوب، وربما تعيين مدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية والتمديد للدكتور معين حمزة في مركز البحوث العلمية، وهي بنود مدرجة على جلسة مجلس الوزراء قبل جلسة 8 أيلول الماضي.
وفيما أكّد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«اللواء» انه يمكن بت موضوع تعيين رئيس الجامعة، في غياب وزير التربية الياس بو صعب طالما ان الموضوع مدرج على الجلسة، وأن ثمة تفاهماً حول المرشح الذي سماه الرئيس نبيه برّي، وذلك قبل أسبوع من نهاية ولاية الرئيس الحالي، الدكتور عدنان السيّد حسين وسط خلافات في من يتولى تسيير أعمال الجامعة إذا انتهت المهلة ولم يعين رئيس أصيل، بين رأي يقول ان الرئيس الحالي بإمكانه ان يستمر في منصبه وإن تجاوز السنوات الخمس لمدة تعيينه، ورأي آخر يرفض هذا التوجه، ويعتبر ان العميد الأكبر سناً هو الذي يتولى تسيير الأعمال في الجامعة ريثما ينتخب أو يعين رئيس أصيل.
تجدر الإشارة على هذا الصعيد ان الوزير بو صعب سبق وأعلن انه لن يقبل ان يعين رئيس للجامعة في غيابه. ومع ذلك يواجه وزيرا التيار العوني بو صعب ورئيس التيار جبران باسيل ومعهما وزير الطاشناق ارتورنظريان مأزقاً جدياً في حال لم يشاركوا في الجلسة.
وقال مصدر وزارية بارز لـ«اللواء» ان الأسباب التي دفعت فريق التيار العوني الوزاري في الامتناع عن حضور الجلسات باتت في حكم المنتفية، وأن عدم المشاركة في الجلسة من شأنه ان يؤثر سلباً على الأجواء الإيجابية التي يراهن عليها «التيار الوطني الحر» ويصفها بأنها مشجعة لوصول رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب عون إلى الرئاسة الأولى. الا ان مصادر عونية نأت بنفسها عن الجزم عمّا إذا كان الوزراء الثلاثة سيشاركون في الجلسة أم لا، مؤكدة ان الموقف من عمل الحكومة لم يتبدل، وهي لم تنجز أي أمر بعد.
اما مصادر السراي فقد رأت ان مقاطعة بعض الوزراء غير منطقية، واصفة هذه المقاطعة بأنها غياب لا أكثر ولا أقل، معربة عن ارتياحها لاستئناف جلسات مجلس الوزراء بعد توقف استمر ثلاثة أسابيع، لأنه لا يجوز تعطيل مصالح النّاس. وعلمت «اللــواء» من مصدر مطلع ان الرئيس تمام سلام أصرّ على عقد الجلسة في مواجهة ضغوط وتمنيات بارجائها إلى درجة خيار الاستقالة عاد إلى الواجهة في مواجهة خيار التعطيل، مؤكداً ان الميثاقية متوفرة بالوزراء الذين سيحضرون الجلسة من مختلف الطوائف والمناطق.
وبالاضافة إلى ترقب ما يمكن ان تخرج به كتلة «المستقبل» في بيانها اليوم، وسط معلومات استبعدت ان يتضمن البيان اعلاناً رسمياً بترشيح النائب عون، وتأكيد النائب إبراهيم كنعان في مقابلة على شاشة تلفزيون «المستقبل» ان تياره يعتبر ان مبادرة الرئيس الحريري جدية وليست وليدة اللحظة، رهنت مصادر سياسية ودبلوماسية لبنانية وعربية بحقيقة الموقف الروسي من ترشيح عون، وحقيقة الأولويات الروسية الصريحة والخفية في ما يتعلق بلبنان والاستحقاق الرئاسي فيه، وشخصية الرئيس العتيد وهويته السياسية والفكرية.
تبريد «أزمة السلّة»
في ظل هذه الانتظارات، وفي ما لا تُخفي أوساط «التيار الوطني الحر» أن المفاوضات الجارية لم تصل إلى نتيجة حاسمة بعد، وأن المشاورات ستأخذ وقتها نظراً لأن القضية كبيرة ومعقّدة، تمكّنت المساعي التي شارك فيها «حزب الله» بقوة من سحب «أزمة السلّة» التي نشأت على خلفية تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي، من التداول الإعلامي، على الرغم من القناعة العونية غير المخفيّة من أن ممانعة جديدة تقف بوجه عون متمثّلة بموقف الرئيس برّي مدعوماً من النائب وليد جنبلاط، وهو الأمر الذي لم يُخفه النائب كنعان الذي أشار في المقابلة التلفزيونية إلى أن: «بري يقف في وجه ترشيح عون»، منوّهاً بمواقف «حزب الله» وأدائه ومساعيه مع برّي.
ووفقاً لما كانت أشارت إليه «اللواء» في عددها أمس، فإن أجواء التبريد تقدّمت على أجواء التصّب والتصعيد، فاكتفى بيان مجلس المطارنة الموارنة بتأكيد ثوابت دستورية وميثاقية في ما خصّ الشراكة و«الرئيس الحَكَم لا الرئيس الطرف ولا الرئيس الصوري»، وفقاً لنداء المطارنة.
وفي إشارة إلى قانون الانتخاب، أكد النداء الذي تبنّى موقف البطريرك الراعي في عظة الأحد الماضي، أن بكركي تؤيّد السعي إلى قانون انتخاب يجمع أطياف اللبنانيين ويُطلق مساراً لتمثيل حقيقي مشبع من الميثاق والدستور.
وإذ شدّد على التقيّد بالدستور والميثاق الوطني وتثمين النوايا الحسنة التي تعمل جاهدة للخروج من حال الفراغ، أكد النداء على وجوب أن يلتزم الجميع بمصالحة وطنية شاملة تطوي صفحة الماضي وتُعيد الاعتبار إلى التسوية التاريخية التي جسّدها اتفاق الطائف. وخصّ البيان الوضع الاقتصادي بحصة لافتة بعدما أدى الخلاف السياسي والفراغ القاتل في الرئاسة الأولى وعبء النازحين واللاجئين الفلسطينيين ولهيب المتغيّرات في المنطقة إلى التراجع الاقتصادي المخيف في مختلف قطاعات الإنتاج، متوقفاً عند تحذيرات المؤسسات المالية الدولية، متسائلاً: هل تُدرك القوى السياسية الأخطار التي يحملها مشروع الموازنة العامة الجديد بفرض عشرات الضرائب وزيادتها على المؤسسات الاقتصادية والشعب اللبناني؟
وما أن تناهى إلى عين التينة نداء المطارنة حتى أوعز الرئيس برّي بإحضار سلّة من كعك العباس (الذي يحضّر لمناسبة عاشوراء) وقام بتوزيعها بنفسه على نواب لقاء الأربعاء الحاضرين، معرباً عن تأييده بيان المطارنة بكل مندرجاته، ووجد فيه أنه لا يتعارض مع بنود الحوار الوطني أو ما سمّي بالسلة. ونقل بعض نواب اللقاء عن الرئيس برّي ارتياحه لما جاء على لسان النائب عون في إطلالته التلفزيونية أمس الأول، واصفاً كلام الأخير بالهادئ والبنّاء. إلا أن النائب علي فياض قال أن الكتلة التي ينتمي إليها ستمتنع عن الكلام حتى نهاية الشهر الجاري.
وطوت بدورها بكركي مسألة الخلاف مع رئيس المجلس، متعهدة بتوزيع المعمول عند انتخاب رئيس الجمهورية، وقالت مصادرها أنه ما دام برّي أيّد نداء المطارنة فهذا يعني «أننا متفقون معه وقد سقطت سلّة الشروط».
أزمة النقل البري.
في مجال آخر، لم يتوصل الاجتماع المطوّل الذي عقده وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع اتحادات النقل في لبنان، إلى حل عملي على الأرض يُنهي التحرّك الذي يعتزم السائقون القيام به اليوم، رغم أن الوزير المشنوق وعد بنقل المطالب بما يتعلق بموضوع المعاينة الميكانيكية إلى مجلس الوزراء اليوم.
وأوضح بسّام طليس بعد الاجتماع أن قطاع النقل على مفترق طرق، إما الاستمرار في تحركه وتصعيده وإما توقيفه، وللأسف وبعد نقاش طويل في موضوع المعاينة الميكانيكية وموضوع قانون السير وتطبيقه وخطة تنظيم النقل، بقيت نقاط كثيرة مطروحة، لقد وعد الوزير باتخاذ المزيد من الإجراءات لكننا لم نرَ شيئاً على أرض الواقع، معلناً إصرار القطاع على أن تعود إدارته إلى كنف الدولة، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا يبتّ به إلا مجلس الوزراء مجتمعاً أو بقانون صادر عن مجلس النواب لا سيما وأن تلزيم حق الانتفاع BOT قد انتهى بالقرار الذي أصدره مجلس شورى الدولة.
المصدر: صحف