يحتفل العالم الإسلامي وبالتحديد عشاق محمد(ص) وأهل بيته(ع) اليوم الاثنين بولادة الامام المهدي المنتظر(عج) الموافق ليوم الـ15 من شهر شعبان.
وهذا اليوم يشكل عاما بعد عام حدثا برّاقا في حياة المؤمنين والمؤمنات حيث يحيون الذكرى بمختلف الطرق المعبرة عن الفرح والسرور والتعلق بإمام زمانهم، ولعل الشعائر الدينية وبعض العبادات المستحبة هي أبرز ما يتصدر هكذا مناسبات، إلا أننا في المناطق اللبنانية التي يقطنها محبو محمد وآل بيته(ع) نرى الاحتفال يأخذ رونقا خاصا مع مرور الأيام.
ورغم الظروف الصعبة التي يعاني منها الشعب اللبناني سواء بسبب جائحة كورونا او بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها يواظب الجميع على الاحتفاء بهذه المناسبة سواء بالتحضير المنزلي لبعض الحلويات والمأكولات او عبر الاجتماع على مائدة الطعام أو الافطار خاصة انها مناسبة يستحب فيها الصيام كما كل أيام شهر شعبان بحسب معتقدات الدين الإسلامي الأغر.
وبالأبعاد السياسية والاجتماعية كما الدينية، تشكل ذكرى ولادة الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت(ع) مناسبة للتأكيد على رفض الظلم من أي جهة أتت ورفض الفساد بكل أشكاله ومسمياته، ولعل الظلم الذي تمارسه الولايات المتحدة الاميركية في هذا العالم وربيبتها “اسرائيل” وكل الادوات التابعة لها في هذه المنطقة وغيرها من العالم، يشكل مثالا اساسيا عن الظلم الذي يجب الوقوف بوجهه مهما تنوعت طرائقه وأساليبه، وسواء كانت الحروب على المستضعفين عسكرية او أمنية او اقتصادية او تلك التي تعرف اليوم بـ”الحروب الناعمة” التي تهدف الى التغلغل بالمجتمعات وضرب مقومات الصمود لدى كل الجهات المعادية للاستكبار.
ولا بد في مثل هذه المناسبات المفصلية من العام أن نجدد الوقوف الى جانب شعوب الامة ولا سيما الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يرزح تحت تجبر العدو الاسرائيلي المغتصب للمقدسات في الأراضي المحتلة، كما نوجه تحية إكبار للشعب اليمني الصامد منذ ست سنوات بوجه العدوان الجائر عليه في مؤامرة تندى لها جبين الانسانية وستلاحق المسؤولين عنها وهي جريمة لن تسقط بمرور الزمن.
ومن جهة ثانية، وفي ظل الظروف القاسية التي نعيشها في لبنان، تشكل مناسبة ولادة الامام المهدي(عج) فرصة للتكافل والتضامن والتعاضد بين أبناء المجتمع الواحد سواء عبر الدعم المتبادل ماليا واقتصاديا بين الاخوة والجيران والاصدقاء، او عبر قضاء حوائج الناس بالخدمات الصحية والاجتماعية وغيرها التي تقدم من عدة جهات تتظلل بسيرة وإسم ومبادئ الرسول الأكرم محمد بن عبد الله(ص) وآل بيته الأطهار(ع) وصولا لحامل راية الحق ومحقق العدل والأمن والاستقرار والعافية محمد بن الحسن المهدي المنتظر(عج).
وبالمناسبة يتقدم موقع قناة المنار من جميع متابعيه باسمى آيات التبريك والمعايدة بهذه المناسبة العطرة، آملين ان يعيدها الله على هذه الامة بالامن والامان والنصر المظفر على الأعداء وبظهور الحجة ناشر القسط والعدل ومجدد الفرائض والسنن ومبيد أهل الفسوق والطغيان.
المصدر: موقع المنار