تعد بعض التغييرات في الذاكرة والإدراك جزءاً طبيعياً من عملية الشيخوخة، خاصة إذا كانت تظهر من خلال التعثر في تذكر بعض الكلمات أو حتى عن طريق هفوات مؤقتة في الانتباه.
يقول جويل كرامر، مدير برنامج الذاكرة والشيخوخة في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو الأميركية: “تبلغ العديد من مهارات الإنسان المعرفية، مثل تعدد المهام وسرعة البديهة، ذروتها في سن الثلاثين تقريباً ثم تميل بعد ذلك إلى التراجع مع تقدم العمر”.
لكن من خلال اتباع أسلوب حياة ذكي، يمكن إعادة تدريب العقل بحيث يظل حاداً ومركّزاً، في هذا التقرير نستعرض أفضل النصائح المدعومة بالأبحاث العلمية حول الحفاظ على ذاكرة شبابية حادة، بحسب مجلة Prevention الأميركية.
1- حاول التذكر قبل البحث في غوغل: يعتبر الإنترنت شيء رائع للغاية عندما يتعلق الأمر بإتاحة وتوافر المعلومات، لكنه في الوقت نفسه يؤجج حالة معاصرة تسمى “فقدان الذاكرة الرقمي” والتي تعني نسيان المعلومات لأنك تثق في جهاز الكمبيوتر لتذكرها.
هذا هو السبب في أن نصفنا لا يمكنه الاتصال بهواتف أطفالهم أو حتى مكاتب عملهم دون استخدام قائمة جهات الاتصال، وفقاً لمسح أجرته شركة أمن الإنترنت “كاسبرسكي لاب”.
2- خذ قيلولة: لا منافس للنوم المريح الجيد عندما يتعلق الأمر بالتفكير السريع، إذ بينما ننتقل من نوم “الموجة البطيئة” في الجزء الأول من الليل إلى نوم حركة العين السريعة في ساعات الصباح الباكر، تحوّل ذكرياتنا المواد التي تعلمناها طوال اليوم إلى معرفة عملية فعلية.
حقاً، لا بديل عن قضاء تلك الساعات السبع إلى الثماني في نوم متواصل، لكن القيلولة ذات التوقيت الاستراتيجي يمكن أن تقترب بشكل مدهش من تأثير هذه الساعات، بحسب الدكتورة سارة ميدنيك، الأستاذ المشارك في العلوم المعرفية بجامعة كاليفورنيا الأميركية.
وتضيف سارة: “عندما نأخذ قيلولة في منتصف النهار، يكون وقتنا في كل مرحلة أكثر كفاءة”، لافتة إلى أنه: “في قيلولة مدتها 90 دقيقة، تتنقل خلال نوم الموجة البطيئة ونوم حركة العين السريعة، ولكنك تفعل ذلك بنفس النسبة التي تحدث خلال ليلة كاملة من النوم”. وتشير إلى أن “لهذا السبب يمكن أن تنافس قيلولة مدتها 90 دقيقة ما ستحصل عليه بين عشية وضحاها من حيث تدعيم الذاكرة والإبداع والإنتاجية”.
3- مارس الرياضة كل يوم: في أي وقت تتحرك فيه بطريقة تعمل على ضخ الدم في جسمك، فإنك تعزز من قدرات عقلك.
يقول جاري دبليو سمول، دكتوراه في الطب، مدير مركز UCLA Longevity Center الأميركي: “الدم مليء بالأكسجين والمواد المغذية التي تغذي أدمغتنا”، مضيفاً: “التمرين يحفز الجسم أيضاً على إنتاج بروتين “يعمل كسماد للدماغ، حيث يحفز الخلايا العصبية على إنبات الفروع حتى تتمكن من التواصل بشكل أكثر فعالية”.
حتى أن تمريناً واحداً قد يكون كافياً لمنحك دفعة معرفية فورية، إذ وجدت دراسة صغيرة ولكن واعدة عام 2019 أن الأشخاص الذين قضوا 30 دقيقة في ركوب الدراجات الثابتة لديهم قدرة أفضل على تذكر الأسماء أكثر من غيرهم.
4- لا تعدد المهام كثيراً: يمنحنا تعدد المهام شعورا بالإنتاجية، لكن العكس هو الصحيح في الواقع، يقول الدكتور سمول: “الدماغ غير مصمم للتركيز على عدة مهام في وقت واحد”.
ويضيف: “نتيجة لذلك، تشعر أدمغتنا بالتوتر عندما نقوم بمهام متعددة، ونرتكب المزيد من الأخطاء، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى جعلنا أقل كفاءة”.
ويلفت سمول إلى أن:”هذا الإجهاد، سواء تم إدراكه أم لا، يؤدي أيضاً إلى إطلاق هرمونات تتداخل مع الذاكرة قصيرة المدى. لهذا السبب إذا رن الهاتف عندما تكون في خضم محادثة مع شخص ما، فقد يكون من الصعب تذكر ما كنت تقوله بعد إنهاء المكالمة”.
5- غذي عقلك: للتغذية تأثير مذهل على ذاكرتك اليومية وتركيزك، وتشكل قدرتك على الاحتفاظ بالمعلومات والمزيد، إذ توجد العديد من الأطعمة الطبيعية التي تقوي الذاكرة وتنشط قدرات الدماغ.
كما أن هناك شيء آخر مهم يجب تذكره، عندما يتعلق الأمر بتناول الطعام: حاول ألا تدع نفسك تشعر بالجوع – فذلك الشعور الغريب يخرب حالتك المزاجية.
تقول سوزان ألبرز، أخصائية علم النفس في كليفلاند كلينك: “إذا قضيت وقتاً طويلاً دون تناول الطعام، تنخفض مستويات السكر في الدم، ما يضعف تركيزك واتخاذك للقرارات”.
المصدر: الميادين