علميا أثبتت أبحاث عدة أن الامتناع عن الطعام والصوم يؤدي إلى تأثيرات صحية تخطت فقدان الوزن فقط، وقد قدمت العديد من الدراسات العلمية دلائل على ذلك.
أسلوب بوتشينغر العلاجي
الطبيب العسكري أوتو بوتشينغر كان عمره 40 عامًا أثناء الحرب العالمية الأولى وتحديدا عام 1917عندما أصابه مرض أصبح عاجزًا تقريبًا عن الحركة. وكانت كل حركة تؤلمه. لم يكن هناك شيء يمكن أن يخفف من روعه. قرر بوتشينغر إجراء علاج نمطي: الصيام الصارم. “بعد 19 يومًا كنت نحيفًا، لكنني استطعت أن أتحرك بمفاصلي كما يفعل الشاب” ، كتب بوتشنغر، وهو ما قاد العلم لعدة أبحاث حول الصيام.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تجربة الصيام التي قادها بوتشينغر ليست حالة فردية. وجد الباحثون آثارًا إيجابية ليس فقط في حالات الروماتيزم، ولكن أيضًا في حالات الألم المزمن والالتهابات الأخرى والصداع النصفي وتصلب الأنسجة المتعددة.
وبحسب الموقع الألماني المتخصص بالأمور الصحية “أبوتيكن أومشاو” (apotheken-umschau) قام فريق الخبراء في التغذية بقيادة الدكتورة فرانسواز فيلهلم دي توليدو في دراسة كبيرة بتحليل بيانات أكثر من 1400 صائم. شهد 84 في المائة تحسنًا كبيرًا في مشاكل صحية خطيرة مثل التهابات المفاصل والسكري من النوع 2 والكبد الدهني وارتفاع ضغط الدم والإرهاق الشديد.
ماذا يحدث في الجسم أثناء الصيام:
– المخ: يتم تحفيز تكوين خلايا المخ الجديدة.
– التنفس: يتم التخلص من جسم الكيتون أثناء التنفس، مما يؤدي إلى ظهور رائحة فاكهية حمضية.
وجسم الكيتون هو مركب كيميائي يتكون في الجسم عندما يحرق الدهون لإنتاج الطاقة. عندما يتم استنفاد مخزون السكر في الجسم (الغلوكوز)، مثلما يحدث أثناء الصيام أو اتباع نظام غذائي قليل الكربوهيدرات، يبدأ الجسم في استخدام الدهون كمصدر بديل للطاقة. يتم تحويل الدهون إلى حمض دهني وثم إلى جسم الكيتون.
واحدة من أكثر الطرق شيوعًا لإنتاج جسم الكيتون هي عندما تحول الكبد الأحماض الدهنية إلى جسم الكيتون. يمكن لجسم الكيتون أن يُستخدم كمصدر للطاقة بديل للغلوكوز من قبل العديد من خلايا الجسم، بما في ذلك الخلايا العصبية.
عندما يتم إنتاج كميات كبيرة من جسم الكيتون في الجسم، قد ينتج رائحة مميزة تشبه الفواكه الناضجة، وهذا هو السبب في أن بعض الأشخاص يلاحظون رائحة غريبة عندما يكونون في حالة صوم طويلة الأمد أو اتباع نظام غذائي قليل الكربوهيدرات.
– القلب: ينخفض نبض القلب وضغط الدم.
– الدم: تنخفض مستويات الكولسترول والأنسولين في الدم.
– المعدة: تتقلص المعدة، مما يجعل الشخص يشعر بالشبع بسرعة بعد الصيام.
– الأمعاء: تأتي الأمعاء إلى حالة هدوء، مع الاستمرار في التخلص من الخلايا الميتة والبكتيريا الضارة.
– تنوع بكتيريا الأمعاء الميكروبية: يزداد تنوع بكتيريا الأمعاء الميكروبية.
فوائد الصيام:
يؤكد موقع “آبوتيكن أوكشاو” المتخصص أن للصوم فوائد عديدة إذ يتم تحفيز نمو خلايا المخ الجديدة: يمكن أن يقلل الصيام من خطر الخرف.
– تقليل مستويات السكر والأنسولين: يمكن للصيام تقليل مستويات السكر والأنسولين في الدم، مما يقلل من فرص الإصابة بالسمنة وأمراض مثل السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم.
– تنشيط جمع النفايات في الخلايا: يمكن للصيام تنشيط عملية جمع النفايات في الخلايا، مما يحسن من صحة الخلايا ويقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل السرطان.
– تحسين المزاج: يمكن للصيام زيادة إفراز السيروتونين، مما يحسن من المزاج ويقلل من الإجهاد والقلق.
المصدر: dw.com