يتميز مديرو الموارد البشرية الذين يتسمون بالخبرة بالقدرة على جمع عدد كبير من المعلومات من خلال توجية عدد قليل من الأسئلة المُختارة بعناية وذكاء.
فعلى سبيل المثال، من الممكن أن يسألوا عن “رأيك فى جودة أداء المقابلة الشخصية حتى الآن”، لكن فحوى السؤال لا ترتبط برغبتهم في معرفة رأيك في المقابلة بالفعل، أو التأكد مما إذا كانوا يؤدون عملاً عظيماً أم لا، ولا معرفة كيفية تحسين عملية سير المقابلة في المرة القادمة، بل إنهم يحاولون اكتشاف كم أنت دبلوماسي.
إذ يقول جميس ريد مؤلف كتاب “لماذا أنت؟.. 101 سؤال للمقابلة الشخصية لن تخافها بعد الآن”، رئيس موقع Reed أكبر موقع للتوظيف في المملكة المتحدة وأوروبا: “إن السؤال الحقيقي وراء سؤال مدير الموارد البشرية هو: كم تملُك من المهارات الدبلوماسية؟”، وعند الإجابة عن هذا السؤال: “يجب أن توازن بين التملق والنقد”، وأضاف ريد: “يبدو هذا السؤال غريب للوهلة الأولى، لكن إجابتك لن تكون ذات صلة مباشرة بالوظيفة التي بين يديك بأي حال، رغم أن قدرتك على توجيه النقد لمن يجري معك الحوار لا يرجح أنها مهارة أساسية تؤهلك للحصول على الوظيفة على الإطلاق، فإنه من المفيد أن تبدي قدرتك على إبداء رد فعل بنّاء والحفاظ على علاقات جيدة مع زملاء العمل، فهذه المهارة تعد أهم مهارة سياسية يريد المحاور اختبار امتلاكك لها، وإن أفضل طريقة للإجابة عن هذا السؤال أن تكون صادقاً وبناءً، بالإضافة إلى إبداء احترامك للمحاور”.
ويقترح ريد أن تتجنب “الإطراء الواضح الذي لا طائلة منه، وأن تبقى هادئاً، وتحافظ على اتزانك، وتطلق العنان لما تملكه من مهارات دبلوماسية”.
وفي اقتراحه حول الإجابة المثالية، قال ريد: “أعتقد بالتأكيد أنك أديت عملاً عظيماً أثناء اختبارك لمهاراتي الوظيفية، في الحقيقة توجب عليّ تفحص الأمر جيداً والتفكير بعمق حينما سألتني عن كيفية التعامل مع قضايا مراقبة الجودة التي واجهتها، والذي دفعني إلى الدخول في تفاصيل جوهرية حول كيفية العمل، ما أعطاني فكرة جيدة عن طبيعة التحديات التي سأواجهها حيال التقدم للوظيفة”.
ويضيف في نصيحته أن يبدي المتحدث بعض النقد البناء بالقول: “لكن لا أعتقد أننا ناقشنا طريقة عملي وثقافة الفريق الذي سألتحق به بشكل كافٍ، أنا أفضل أن نتحدث أكثر عن كيف يتفاعل الفريق، وكيف أندمج معه، فهل سنتحدث عن ذلك في مقابلات لاحقة؟”.
المصدر: هافينغتون بوست