ركزت الصحف الصادرة في نهار الجمعة في 30-9-2016 على الملف الرئاسي في لبنان، خصوصاً على زيارة النائب سعد الحريري إلى عين التينة، ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري.
السفير
«حزب الله» والحريري يتجرعان السم.. هل يبادر عون؟
نبيه بري.. معبر إلزامي لـ«فخامة الجنرال»!
كتب المحرر السياسي:
سعد الحريري في عين التينة. ليس هذا هو «الخبر». الكل يدرك أن اجتماع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري صار أمرا بديهيا وطبيعيا. في الأصل، لا «فيتوات» تحكم علاقة الطرفين منذ عقد من الزمن.
«الخبر» هو أن يزور العماد ميشال عون مقر الرئاسة الثانية. أن ينتهي زمن من «الدلع السياسي» عمره من عمر «تفاهم مار مخايل». في كل استحقاق أكان صغيرا أم كبيرا، ثمة اعتقاد سائد عند العونيين، قيادة وقواعد، أنه يكفي التفاهم مع «حزب الله»، وهو كفيل بـ «المونة» على بري. أثبتت كل الاستحقاقات عكس ذلك. لم يضع الحزب نفسه ولا مرة في هكذا موقع، وهذه حقيقة يدركها العماد عون شخصيا.
ولو تم التعمق أكثر في الموضوع، فان طبيعة علاقة الرئيس بري بالسيد حسن نصرالله، لا تشبه علاقة أي من القادة السياسيين من أقرانهم. الاحترام المتبادل. الثقة المتبادلة. توزيع الأدوار والمهام. حتى أن «مونة» رئيس المجلس كبيرة على «السيد» الى حد تلزيم معظم الملفات الداخلية، وخصوصا المتصلة بالدولة وإداراتها وتوازناتها لرئيس حركة «أمل». في المقابل، يتحول بري الى جندي في جيش المقاومة، عندما يتصل الأمر بالخيارات الاستراتيجية، سواء على جبهة قتال اسرائيل أو القوى التكفيرية.. والأمثلة أكثر من أن تحصى وتعد.
تلقى «الجنرال» خلال عقد من الزمن مئات النصائح من «حزب الله» بوجوب فتح صفحة جديدة مع نبيه بري. «تطوع» كثيرون من محيط الرابية للعب أدوار على هذه «الجبهة»، سرعان ما احترق معظمهم، وما تبدلت الكيمياء المفقودة بين الرجلين، ولا تغيرت أدوار بعض مَن تحملوا «مسؤولية تاريخية» في تبديد وتعطيل وإجهاض كل تلك المحاولات، فكان أن تعاظمت حالة انعدام الثقة، الى أن وصلنا الى ما وصلنا اليه في يومنا هذا. حتى في «التيار الوطني الحر»، لطالما تجرأ البعض، ومنهم العميد شامل روكز، على الهمس في أذن «الجنرال» بأنك «ستحتاج نبيه بري يوما ما، وعليك أن تبادر في اتجاهه». في معظم المرات، كان العماد عون متجاوبا، ولكن ثمة من كان ينصب الفخ تلو الآخر، الى أن جاء زمن الاستحقاق.
هل يتقدم شيء عند ميشال عون على استحقاق رئاسة الجمهورية؟
الجواب لا طبعا. برغم أن الرجل أثبت أنه ليس من صنف «المتآمرين»، وهو منذ اللقاء الأول بسعد الحريري في أوروبا في مطلع العام 2014، كان واضحا في إجاباته: ما أضمنه لك أن أقنع قيادة «حزب الله» أن تكون رئيسا للحكومة. أما القضايا الأخرى، من سلاح ومشاركة في سوريا وغيرهما، فأنت تجلس معهم على طاولة الحوار، ولكما أن تتفقا سوية على كل ما تعتقدان أنه لمصلحة البلد.
عندما تبنى سعد الحريري ترشيح سليمان فرنجية قبل سنة، كان لسان حال «الجنرال» أن اتفاقا ثنائيا بين زعيمَين سياسيين لن يكون كافيا لإنتاج تسوية رئاسية في لبنان. هذا البلد لا يحكم بالثنائيات. تركيبته لا تحتمل الا الشراكة الكاملة. ما يسري على فرنجية يسري على عون. لا يكفي اتفاق «الجنرال» مع الحريري لانتاج تسوية ما. الفرصة الرئاسية جدية أكثر من أي وقت مضى ولا بد من إنهاء الفراغ الرئاسي اليوم قبل الغد، وعلى الجميع اغتنام الفرصة المتاحة لأنها لن تكون مفتوحة زمنيا في ظل ما يشهده الاقليم من احتدام قابل للتحول الى بركان كبير.
يعني ذلك أن ميشال عون يجب أن يتحرر من عقدة رسخها حتى في ذهن جمهوره: اذا قرر «حزب الله» أمرا ما، يستطيع أن يفرضه فرضا على نبيه بري. هذه معادلة ساقطة في السياسة. التعقيدات اللبنانية تشي بضرورة التحرر من عقد الماضي والحاضر. لا يمكن اهمال أي مكون، فكيف اذا كان اسمه نبيه بري بما يمثل من موقعية دستورية ووطنية وطائفية وحتى ميثاقية بحسابات ميشال عون نفسه؟
التحرر من العقد لم يعد كافيا. ها هو سعد الحريري يتجرع السم، فيلجأ الى الخيار السياسي ـ الرئاسي الذي يمكن أن يهدد حياته سياسيا، ولكنه في المقابل، يدرك أن وصوله الى رئاسة الحكومة، بما هو فرصة لاستنقاذ وضعه السياسي ـ الشخصي، سيشكل مدخلا لاعادة صياغة علاقته بمرجعيته الاقليمية أولا ومن ثم بجمهوره، واضعا أمام نفسه تحديات تبدأ من السرايا الكبيرة لتتوج في الانتخابات النيابية المقبلة، بمعزل عما اذا كان سيصيب أم لا في خياراته الانقلابية الى حد كبير.
وها هو «حزب الله» أيضا يتجرع السم. يضع ثقته بميشال عون فوق كل اعتبار آخر. اذا كان المعبر الإلزامي لوصوله إلى بعبدا، يتمثل في إعطاء ضمانة مسبقة للحريري في رئاسة الحكومة، فليكن ذلك، برغم تضارب الخيارات الى حد أنهما لا يلتقيان الا عند مصلحتهما المشتركة في حماية الاستقرار الداخلي.
الكل يتحدث مع الكل، الا ميشال عون يرفض فتح الأبواب مع نبيه بري. هل هناك عاقل في السياسة في لبنان يعتقد أنه يمكن أن يصل أي مرشح إلى القصر الجمهوري من دون معبر نبيه بري الإلزامي؟
هل هناك عاقل في لبنان يجهل حقيقة أن قيادة «حزب الله»، وبرغم حرصها على عمقها الاستراتيجي الداخلي الذي تمثله الحالة العونية مسيحيا، لن تخضع لمنطق الابتزاز الذي يحاول تحميل «الثنائي الشيعي» مسؤولية عدم وصول هذا المرشح أو ذاك الى رئاسة الجمهورية، وبالتالي لن تفرط قيد أنملة بتحالفها مع عمقها الشيعي الاستراتيجي الذي يمثله نبيه بري وحركة «أمل»، وهما معا يدركان قيمة التضحيات التي دفعاها، عندما سال الدم الشيعي وكادت لا تغيب عن كل بيت في قرية أو بلدة صُوَر شهيد سقط في «حرب الأخوة» من زاروب مارون مسك في الشياح الى أعالي جرجوع وعربصاليم في اقليم التفاح، مرورا بالضاحية وبيروت وكل الجنوب؟
لم يعد الملف الرئاسي يحتمل مناورات وتدوير زوايا. ثمة مسالك ودروب واضحة. اذا كان عون يريد أن يشكل بوصوله عنوانا للميثاقية، وإذا كان الحريري يريد أن يفتدي الطائف بقبوله بـ «الجنرال».. وإذا كان «حزب الله» قد وضع ثقته العالية والغالية بعون زعيما ومن ثم رئيسا، وقدّمها على أي اعتبار، صار لا بد من مبادرات شجاعة وخلاقة بهدف تبديد المعوقات إذا انوجدت، خصوصا أن سعد الحريري كان بمقدوره أن يتجاوز رفض «حزب الله» لمرشح، كما صار في حالة سليمان فرنجية، لكنه، وهو في حالة خصومة مفتوحة مع «حزب الله»، لن يتجاوز المكون الشيعي الآخر نبيه بري بأي حال من الأحوال.
يسري الأمر نفسه على وليد جنبلاط. قد يتفق الأخير على الاختلاف مع «حزب الله» لكنه لن يخوض معركة يخرج منها حليفه التاريخي نبيه بري مهزوما. هذه هي بعض حقائق الواقع السياسي اللبناني. هل يستطيع «الجنرال» كسرها عبر القول: «لن أعقد أي تفاهمات مع أي طرف قبل وصولي إلى بعبدا. إذا فتحت هذا «البازار» لن أصل إلى القصر خلال عشرين سنة، بينما مجرد وجودي في مقعد الرئاسة الأولى كفيل بأن يشكل عنصر اطمئنان لجميع المكونات اللبنانية، وعندها أستطيع أن أتفاهم مع الجميع وأن أقنعهم بخياراتي»؟
نعم يستطيع «الجنرال» أن يردد مثل هذه العبارات وأكثر، لكنها لن تكون كفيلة سوى بإبعاده عشرين دهرا عن القصر الجمهوري. بكل الأحوال، لم تكن أجواء لقاء عين التينة، ليل أمس، بين بري والحريري بحضور المعاونَين السياسيين علي حسن خليل ونادر الحريري، مختلفة عن لقاء بنشعي قبل ايام قليلة، باستثناء الخلوة الثنائية التي جمعت بري والحريري، قبل مأدبة العشاء، وهي شبيهة بتلك التي جمعت فرنجية والحريري في بنشعي على مدى عشر دقائق.
مواكب «بيت الوسط» تتواصل ولا تطفئ محركاتها. عقارب المواعيد ضبطت في الساعات المقبلة باتجاه الشرق. معراب الذي عاد «حكيمها» من رحلة سفر سياحية والرابية التي تنتظر على أحر من الشوق من يأتيها بـ «الخبر الأخير»، خصوصا قبل أن يلملم زعيم «المستقبل» حقائبه مجددا، في رحلة خارجية، بعض محطاتها متصل بمواعيد دولية، وبعضها الآخر، مجرد فاصل انتظاري لاتصال لا بد وأن يأتي من الديوان الملكي، بعدما طال انتظاره شهورا.. طويلة.
عندما يراقب اللبنانيون ما يجري حولهم، وخصوصا في سوريا، لن يكون سهلا عليهم هضم فكرة أن الفرصة الرئاسية جدية للمرة الأولى منذ ثلاثين شهرا. لكن السؤال، هل هناك من يتلقفها قبل أن تلتهب أجواء سوريا في الآتي من الأيام والأسابيع، خصوصا بعد أن طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما من مختلف وكالات الامن القومي، بحث الخيارات كافة بشأن سوريا، بمعزل عما اذا كان بمقدوره القيام بشيء ما.. في آخر مئة يوم من ايام ولايته؟
النهار
احتدام الصراع الأميركي – الروسي على سوريا واشنطن تدرس خيارات جديدة بينها عسكرية
في موقف جديد يدل على تدهور العلاقات الاميركية – الروسية في الملف السوري، أعلن مسؤولون اميركيون ان واشنطن على وشك تعليق الاتصالات مع روسيا في ما يتعلق بسوريا وان الرئيس باراك اوباما كلف وكالات الامن القومي اعتماد خيارات جديدة حيال الازمة. أما روسيا، فأعلنت أن لا نية لديها لتعليق غاراتها الجوية الداعمة لقوات النظام السوري.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ردا على اسئلة خلال مؤتمر لمراكز الابحاث في واشنطن: “نحن على وشك تعليق المحادثات لانه بات من غير المنطقي وسط هذا القصف الذي يجري (لحلب الشرقية)، ان نجلس ونحاول ان نأخذ الامور بجدية”.
وأضاف مهاجما روسيا المتحالفة مع النظام السوري من غير ان يسميها: “مع كل ما يحصل حاليا، لا اشارة الى مسعى جدي… وصلنا الى مرحلة بات علينا في اطارها ان نبحث… عن بدائل، ما لم يعلن اطراف النزاع بشكل واضح عن استعدادهم للنظر في مقاربة اكثر فاعلية”. ولم يوضح ما يمكن ان تكون هذه “البدائل”. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي بأن كيري تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عبر الهاتف عن “هشاشة” اتفاق لوقف النار في سوريا.
وعن تهديد كيري بتعليق الاتصالات مع موسكو، قال كيربي إنه ليس “تهديداً أجوف… الوزير تحدث فعلاً مع وزير الخارجية لافروف هذا الصباح … في شأن الوضع في حلب وفي شأن هشاشة الترتيب الذي توصلنا إليه في وقت سابق من هذا الشهر في جنيف… نحن مستعدون لتفعيل هذا النوع من التعليق”.
خيارات جديدة
الى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في شهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إن وكالات الأمن القومي الأميركية تبحث في خيارات في شأن سوريا بعضها خيارات جديدة في محاولة لإنهاء الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ نحو خمس سنوات ونصف سنة.
وأدلى بلينكن بتصريحه رداً على سؤال عن “الخطة البديلة” للولايات المتحدة بعد إخفاق الديبلوماسية كما يبدو. وقال: “الرئيس (الأميركي باراك أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط بالغ… عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام المقبلة ستتاح لنا الفرصة للعودة والحديث عنها تفصيلاً”. وتجري المناقشات الجديدة على “مستوى مسؤولي الإدارة” ولم تقدم حتى الآن أي توصيات الى أوباما الذي رفض من قبل إصدار أمر بعمل عسكري ضد الرئيس السوري الأسد. وأفاد بلينكن أن أطرافا خارجيين ضالعين في الصراع في سوريا قد يبدأون بضخ مزيد من الموارد في الصراع مما قد يضر في نهاية المطاف بالرئيس السوري إضافة إلى روسيا.
في غضون ذلك، يدرس مسؤولون أميركيون اتخاذ ردود أقوى على هجوم الحكومة السورية التي تدعمها روسيا على حلب بما في ذلك الردود العسكرية، بيد أنهم وصفوا نطاق الردود بأنه محدود ويقولون إنه من غير المرجح اتخاذ إجراءات تنطوي على مخاطرة مثل الغارات الجوية على الأهداف السورية أو إرسال مقاتلات أميركية لمرافقة قوافل المساعدات. وقال أوباما في اجتماع عقده الأربعاء في قاعدة عسكرية أميركية إنه في حاجة للاستماع الى أفكار عن إنهاء الحرب الأهلية السورية لا تتضمن اشتراك أعداد ضخمة من القوات الأميركية فيها.
وأكد أن الوضع “يفطر القلب” وأنه يعيد النظر في سياسته في سوريا كل أسبوع تقريباً. وأضاف: “سنستعين بخبراء مستقلين.. سأستعين بمنتقدين لسياستي: حسنا… أنتم لا ترون أن هذا هو الطريق الصحيح الذي ينبغي اتباعه… قولوا لي ما ترون أنه سيتيح لنا منع الحرب الأهلية الدائرة … في سوريا… ما من سيناريو -دون نشر أعداد كبيرة من قواتنا- يمكننا فيه أن نوقف حرباً أهلية كل طرف منغمس فيها بقوة”. وأكد أن من المهم أن يكون “متعقلاً” في إرسال قوات نظراً “الى التضحيات الهائلة” التي ينطوي عليها ذلك وأيضا لأن الجيش الأميركي لا يزال يؤدي مهمات في أفغانستان والعراق.
الموقف الروسي
وفي المقابل، صرح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأن القوات الجوية الروسية ستواصل دعم القوات الحكومية السورية وأن ما وصفه “بالحرب على الإرهاب” ستستمر. ودعا واشنطن إلى تنفيذ وعدها بالتفرقة بين مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة و”الإرهابيين”. ووصف البيان الأميركي الأخير عن سوريا بأنه “طائش وغير مفيد”. وكان يشير إلى بيان أصدره الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي الأربعاء وجاء فيه أن روسيا لها مصلحة في وقف العنف في سوريا لأن المتطرفين يمكن أن يستغلوا الفراغ هناك ويشنوا هجمات “على المصالح الروسية وربما المدن الروسية”. وعلى رغم تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، قال بيسكوف إن موسكو لا تزال مهتمة بالتعاون مع واشنطن لمحاولة حل الأزمة السورية.
ونقلت وكالات روسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو غاضبة من لهجة التهديد في بيان الولايات المتحدة الأخير في شأن سوريا وتعتبره بمثابة دعم للإرهاب. وقال إن خطة لوقف النار لمدة سبعة أيام التي طرحتها الولايات المتحدة غير مقبولة وأن موسكو تقترح “هدنة إنسانية” مدتها 48 ساعة في حلب عوض ذلك.
كارثة انسانية
ووصف مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين امام جلسة لمجلس الامن الوضع في حلب بأنه “اخطر كارثة انسانية تشهدها سوريا حتى الآن”. وقال إن النظام الصحي في القسم الشرقي المحاصر من المدينة “على وشك الانهيار بشكل كامل”. وقبل بدء جلسة المجلس، انتقدت المندوبة الاميركية الدائمة السفيرة الاميركية سامنتا باور “وحشية” الجيش السوري والقوات الروسية في قصفها لحلب.
وقال المندوب الفرنسي فرنسوا دولاتر إن فرنسا “بدأت تبحث في مشروع القرار الخاص بحلب الرامي الى فرض وقف لاطلاق النار”. لكنه أشار الى أن “من المبكر التكهن” بما اذا كانت روسيا مستعدة لقبول هذا النص. واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اثر اتصال هاتفي بينهما، أن لدى روسيا “مسؤولية خاصة” لخفض مستوى العنف في سوريا. ووصفت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني الغارات الجوية على حلب بأنها “مذبحة”.
الميدان
وتحدث مسؤول في المعارضة السورية و”المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن سيطرة قوات موالية للحكومة على معسكر حندرات شمال حلب. وهذه المرة الثانية تسيطر القوات الحكومية على المعسكر منذ بدأت عملية عسكرية في حلب الأسبوع الماضي. أما مقاتلو المعارضة، فأحرزوا تقدماً في الريف قرب مدينة حماه في وسط البلاد. ووصف القيادي في “جيش الفتح” أبو البراء الحموي الموقف بأنه ممتاز. وقال إنه “شكل ضغطاً كبيراً على النظام مما اضطره لسحب قوات نخبة من حلب والساحل باتجاه جبهات حماه”. وقال معارض والمرصد السوري إن المعارضة سيطرت على قريتي خفسين وكراح. واشار الحموي الى إن القريتين يقطنهما منتمون الى الطائفة العلوية. وتقترب المعارضة من بلدة طيبة الاسم التي ستسمح السيطرة عليها باقفال طريق يؤدي إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة.
الاخبار
الجنرال أمام المتراس الأخير
سقط الجدار الحريريّ الشاهق ولم يبق للجمهورية الثانية أو ترويكا بري ــ السنيورة ــ جنبلاط وملحقاتهم غير متراس وحيد يحتمون خلفه، علّ وعسى ينجحون في إيقاف عجلة التاريخ.
غسان سعود
حين سحقت دبابات الطائف العماد ميشال عون أرسي نظام سياسيّ ــ مصرفيّ ــ أمنيّ ــ إداريّ يتشارك ثلاثة أفرقاء في إدارته تحت المظلة السورية هم: الرئيس نبيه بري، النائب وليد جنبلاط، والرئيس رفيق الحريري ممثلاً بنفسه والرئيس فؤاد السنيورة.
أحاط هؤلاء أنفسهم بشبكة واسعة من رجال الأعمال والضباط والقضاة والإعلاميين والأحزاب اليمينية واليسارية والقومية والعروبية ورجال الدين والسياسيين التقليديين. وفي كل مفصل، كان الرئيس بري أبرز من يحمي هذا النظام. فحين اهتز عام 2005 بادر بري إلى القيام بكل ما يلزم لضمان استمراريته، سواء عبر الدفع باتجاه استقالة الرئيس عمر كرامي وتعطيل محاولته تشكيل حكومة أخرى أو عبر هندسة الاتفاق الرباعي. وما كادت الأوضاع الإقليمية تستقر قليلاً حتى نسج رئيس المجلس بساطاً أطلق عليه اسم «سين سين» يجلس النظام عليه ويمد قدميه. وطوال عشر سنوات لم يكن العونيون ينفذون من طوق السنيورة لاختراق النظام في ملف ما، حتىى يسارع بري إلى عرقلتهم بأدوات مختلفة. وما كاد مئات الناشطين المدنيين السياسيين يقتربون من النظام في تظاهراتهم حتى انقضّ أنصار بري عليهم بالحجارة والعصي للذود عن النظام. والنظام باختصار ليس إلا شركة خاصة لم تكفّ عن شفط الرمال والواجهات البحرية والجبال ووسط المدن وكل ما في الحسابات المصرفية وجيوب المواطنين، علماً بأن هذه الشركة الحاكمة تحتكر إدارة كل القطاعات المربحة في البلد، من الباطون إلى غاز المطابخ مروراً بالمطاعم. وفي وقت كانت فيه أكثرية المواطنين تزداد فقراً كان النظام ولا يزال يزداد ثراءً، علماً بأن الصناديق المختلفة وتركيبة مجلس الإنماء والإعمار تعكس بوضوح تركيبة النظام، وتبين موازناتها السنوية حجم المبالغ الخيالية التي تتوزع على بضعة جيوب تعرف كيف تشتري بمبالغ يسيرة ولاء كثيرين. ولا بدّ من القول إن النظام الذي ينجح الرئيس بري في حمايته دائماً هو هيكل إداري ــ عسكري ــ قضائي ــ أمني ــ إعلامي ــ اقتصادي ــ تشريعي ــ تنفيذي ــ إنمائي لا يمكن تحريك واحد من حجارته من دون موافقة مفاتيحه الثلاثة، سواء كانوا داخل الحكومة أو خارجها، كما تبين إبان العهد الميقاتيّ.
انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً يحرك الركود السياسيّ قليلاً، لكنه لا يهدد النظام. فهو من «عظام رقبته». أما انتخاب العماد عون رئيساً فيمثل تهديداً غير مسبوق له. وما يقوله النائب إبراهيم كنعان مثلاً واضح في اعتباره انتخاب عون ليس إلا الخطوة الأولى ــ لا الأخيرة ــ في مسيرة إعادة التوازن إلى السلطة. وهو يرى أن إعادة التوازن هي أقل المطلوب، فيما «الطموح هو تحقيق ما ينتظره الرأي العام منا من تغيير وإصلاح». فالصفقة الرئاسية يمكن أن تشمل اتفاقاً نفطياً وقانون انتخابات نيابية وتوزيع الحقائب الرئيسية وعدة تفاصيل أخرى، لكن لا أحد يمكن أن يقنع نفسه بأن عون سيرتضي بعد انتخابه رئيساً أن تبقى حصته في الإدارة كما هي اليوم: محافظ بعلبك ــ الهرمل ومدير عام مؤسسة الإسكان. من فبركوا الملفات للمديرين العامين الذين سمّاهم الرئيس إميل لحود لإزاحتهم بذرائع مختلفة، لا يحتملون إقلاق راحتهم مجدداً، علماً بأن العونيين حاولوا خلال السنوات العشر الماضية خلخلة الشبكة المتماسكة لكنهم عجزوا عن كسر حلقة واحدة، فالحصول على حقيبة وزارية كان ممكناً، أما إقالة مدير عام واحد أو محاسبة مدير مصلحة أو إعادة بضعة موظفين لا حاجة لهم إلى منازلهم فكان أمراً ممنوعاً، كونه يعتبر مسّاً بالنظام وشبكته. أما في حال انتخاب العماد عون رئيساً فسيختلف كل شيء. والأمر هنا لا يتعلق بالمناصفة والمثالثة وغيرهما من الشعارات الكبيرة، بل بمن يعيّن، وكيف، المحافظين والقائمقامين والمديرين العامين ومجالس التفتيش والقضاة والضباط وحاكم مصرف لبنان.
خوف بري والسنيورة وجنبلاط لا يتعلق بقانون الانتخاب في ظل معرفتهم أن نتائج الانتخابات تتحدد في لبنان بموافقة الجميع قبل إجراء الانتخابات، أو برئاسة المجلس النيابي التي يعلم بري أنها تحصيله الحاصل، أو الحصص الوزارية التي يعلم بري وجنبلاط أنها ثابتة لا تتزعزع. خوفهما يتعلق بتماسك النظام وشبكة الأمان المحيطة به. وخلف المتراس الأخير، يحتشد وراء الرئيس نبيه بري عدد لا يستهان به ممن يخشون على مصالحهم وأرزاقهم. من النواب الحاليين والسابقين الذين يتخيلون ما سيكون عليه الأمر في حال إجراء الانتخابات النيابية بعد أشهر قليلة من انتخابه رئيساً، فيما الزخم الرئاسي – الشعبيّ في أوجه، إلى الضباط والقضاة والمديرين العامين وحتى رؤساء المجالس البلدية الذين تعاملوا مع عون دائماً باعتبارهم في الموقع الأقوى لمجرد مشاركتهم في ديوانية المختارة أو كزدورة عين التينة. ولا شك بالتالي في أن هناك من سيستشرسون أكثر فأكثر في الأيام القليلة المقبلة، وسيستخدمون كل أسلحتهم للدفاع عمّا كسبوه بعيد إزاحة عون عسكرياً في 13 تشرين الأول 1990.
ما سبق لا يفترض أن يعطي براءة ذمة من أي نوع كان لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري. فالقول إن السنيورة ورث شراكة رفيق الحريري وجنبلاط وبري في إدارة النظام ــ الشركة لا يعني أبداً أن الحريري ملاك. فالحريري فهم منذ أكثر من عامين التركيبة الحقيقية، وبدأ مزاحمة السنيورة بهدوء للإمساك ببعض المفاصل الأساسية، لكن نفوذه في الإدارة لا يزال سخيفاً مقارنة بالسنيورة الذي فصّل بنفسه الإدارة اللبنانية بعد الطائف، ويعلم مَن عيّن وكيف ولماذا، وهو إداري ذكيّ وناجح، فيما تجارب الحريري في الإدارة غاية في السوء. وعليه، في حال كان الحريري صادقاً في نيته تبنّي ترشيح عون ولا يناور كما يرجّح كثيرون أو يستفز السعوديين لإعطائه بعض مطالبه، يمكن زعزعة النظام الحالي عبر انتخاب عون رئيساً أن تعطي الحريري فرصة لتعزيز نفوذه قليلاً، من دون أن يعني ذلك أن أزلام الحريري في الإدارة سيكونون أفضل أو أنظف من أزلام السنيورة.
أخيراً، يبالغ العونيون في احتفاليتهم غير ملتفتين إلى خطورة انتخاب العماد عون وفق صفقة سياسية تحول دون تحقيق ما وعد بتحقيقه، ولن يعود هناك بعد انتخابه رئيساً أيّ ذرائع يمكن تقديمها لعدم تحقيقها. لكن الكثير من المعارضين يبالغون كثيراً على نحو سيّئ بمعارضتهم. فوضع الاعتبارات الشخصية في المقدمة، وتفكير كل فرد بمكاسبه الشخصية وخسائره، يحولان دون تقدير كثيرين لأهمية الفرصة المتمثلة في انتخاب عون رئيساً.
والأمر هنا لا يتعلق بانتعاش إيمان جمهور لبناني كبير بالبلد فقط، ولا باستثنائية انتخاب رئيس بموجب اتفاق لبناني ــ لبنانيّ من دون فرض من الخارج، بل بقدرة عون وحده على ــ محاولة ــ زعزعة النظام السابق ذكره. فثمة مرشح رئاسيّ قادر على الركض في حقل ألغام، وهناك مرشح شاب ووسيم، وهناك مرشح يرضي هذا وذاك. لكنّ ثمة مرشحاً واحداً ما زال يوحي لكثيرين بقدرته وحده على هزّ مسمار النظام. ولا شك في أن أحد الدوافع الرئيسية للتمسك بترشيح عون والإصرار عليه هو رؤية من يرفضون انتخابه رئيساً. حين يعارض بري وجنبلاط والسنيورة انتخاب عون رئيساً، فهذا يعني شيئاً وحيداً: يجب انتخاب عون رئيساً.
البناء
حندرات بيد الجيش السوري… وتقدّم في الأحياء الشرقية من أربع جهات
واشنطن تلوّح والخليج بتسليم دفاع جوي للمسلحين… وموسكو تصفهما بالوقاحة
تمديد قهوجي بسلام… وبري ـ الحريري لإطار توافق وطني لا ثنائي… وعودة للحوار؟
كتب المحرّر السياسي
التقدّم السريع الذي حققه الجيش السوري في مخيم حندرات بعد تمكّن جبهة النصرة من استرداده من أيدي لواء القدس الذي انتزعه من جماعة نور الدين زنكي، يختصر المشهد العسكري في شرق حلب، حيث بات الجيش السوري ممسكاً بمداخلها من الجهات الأربع بما يوحي بتغييرات متسارعة، تضع واشنطن بين ثلاثة خيارات: السير مجدّداً بالتفاهم مع موسكو وتحمّل انتقادات الحلفاء الخليجيين وخصوصاً السعودية التي لم تستفق من صدمة «جستا» والقوانين العقابية التي تنتظرها، والتي لم يفلح الفيتو الرئاسي في صدّها، أو الذهاب إلى التورّط في خطوات متدرّجة تتخذ طابع المواجهة كتسليم صواريخ دفاع جوي مباشرة أو بواسطة السعودية ودول الخليج للجماعات المسلحة، سرعان ما تتحوّل إلى خط اشتباك مفتوح مع موسكو، يسقط فرص التفاهمات اللاحقة، ولا يملك الحظوظ التي توفرت للتورط العسكري يوم جاءت الأساطيل الاميركية إلى البحر المتوسط وعادت بلا خوض حرب، وقبل أن تتموضع روسيا عسكرياً في سورية، أو الخيار الثالث الذي اعتمدته خلال الأيام القليلة الماضية إدارة الرئيس باراك أوباما بإطلاق المواقف التصعيدية، والتلويح بخطوات غير سياسية، أملاً بموقف روسي يلاقي تفاوضاً في منتصف الطريق يجري في جنيف بين الخبراء الروس والأميركيين، طرحت خلاله واشنطن هدنة أسبوع جديد رفضتها موسكو مقترحة بديلاً هو هدنة ثمانٍ وأربعين ساعة في حلب لا تشمل مواقع جبهة النصرة وحلفائها، بينما بقيت اللغة السائدة في الخطاب الأميركي عالية السقوف وخارج المألوف ما دفع موسكو لوصفها بالوقاحة، بمثل ما وصفت موسكو الحديث الصادر عن مسؤولين خليجيين بنيتهم تزويد الجماعات المسلحة بصواريخ مضادة للطائرات لا تزال تنتظر الموافقة الأميركية، والتي تعني في حال الحصول عليها، قراءة روسية وسلوكاً روسياً مختلفين، وفقاً لما قالته مصادر روسية إعلامية.
بانتظار نهاية أسبوع ينتظر المراقبون أن يحمل جديداً عسكرياً أو سياسياً في سورية، ينتظر اللبنانيون نهاية أسبوع رئاسي بدأه الرئيس سعد الحريري بانعطافة نحو السير بالعماد ميشال عون نحو قصر بعبدا، تقول مصادر التيار الوطني الحر إنها ستنتهي بلقاء يجمع الحريري وعون نهاية الأسبوع، بعدما كانت الحلقة الأهمّ فيها اللقاء الذي ضمّ الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ليل أمس، والذي قالت مصادر متابعة إنه مقدمة للقاءات لاحقة، فللبحث تتمة، مضيفة أنّ الرئيس بري لم يتوقف عند تبديل الحريري لتسمية مرشحه أو نيته السير بخيار رئاسي جديد كثيراً، ولا عند عتاب على التفرّد والتسرّع كما كان قد سمع الحريري في لقائه مع النائب وليد جنبلاط، بل توجه البحث فوراً للتركيز على أهمية إحاطة أيّ خطوة بهذا الحجم في ظلّ ما يعيشه البلد من مأزق سياسي واقتصادي، ومخاطر وتحديات انكشاف إقليمي دولي، لم ينجح الحريري بتخطيه أو بالتأثير فيه، بتوافق وطني شامل لا يمكن توقعه على اسم اي مرشح ولا بتفاهمات ثنائية تثير الريبة بما يتسرّب عنها، بل بالتوافق على برنامج للجمهورية ينتجه الجميع ويتولاه الذين يتفق على توليهم المناصب الرئاسية والحكومية وفي قلب هذا البرنامج قانون الانتخاب.
قالت مصادر مطلعة بعد الاجتماع إنّ احتمال الدعوة لعقد جلسة لهيئة الحوار الوطني لتكريس ايّ تفاهم توافقي قد يكون وارداً، إذا سارت الأمور كما يجب، وقالت المصادر إنّ أولى ثمرات حراك الحريري كانت إيجابية لجهة تمرير التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي دون تداعيات سلبية، وإنّ سحب الشارع من التداول في الأزمات الوطنية بات ممكناً مع المتغيّرات التي تفرض على التيار الوطني الحر التخلي عن تحركاته التصعيدية، والعودة للغة الحوار التي قد تكون العودة الى الهيئة التي يجري على طاولتها واحدة من الخطوات الضرورية.
الجيش السوري يسيطر على «حندرات»
استعاد الجيش السوري وحلفاؤه في حلب السيطرة على مخيم حندرات في الريف الشمالي للمدينة إثر اشتباكات مع مجموعات «جيش الفتح» و«حركة نور الدين الزنكي» وسط فرار المجموعات المسلحة من المخيم.
وبسيطرة الجيش السوري وحلفائه على المخيم يوسّع طوق الأمان لطريق الكاستيلو، ويُشرف على مشفى الكندي ودوار الجندول ومعامل الشقيف ما يحبط حركة المسلحين ويقطع طرق إمدادهم مما يزيد الخناق عليهم في الأحياء الشرقية لحلب ويمنع استهداف حي الشيخ مقصود. وستسمح الطبيعة الجغرافية المرتفعة للمخيم بأن يكون نقطة حاكمة لشمال حلب.
برّي التقى الحريري في عين التينة
محلياً، توّج الرئيس سعد الحريري جولاته الرئاسية بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة أمس، بحضور الوزير علي حسن خليل ومدير مكتب الحريري نادر الحريري. ودار الحديث خلال اللقاء الذي تخللته مائدة عشاء حول المستجدات الراهنة والاستحقاق الرئاسي، واستمر حتى منتصف الليل وخرج الحريري ولم يُدلِ بأي تصريح، وبالمقابل لم يصدر أي بيان عن المجتمعين حتى اللحظة. وقالت مصادر في كتلة التنمية والتحرير لـ «البناء» إن «زيارة الحريري جاءت في سياق المشاورات واللقاءات التي يقوم بها الحريري ولإطلاع بري على لقاءاته منذ وصوله الى بيروت ووضعه في أجواء حصيلة مشاوراته مع القيادات والمرجعيات».
وأشارت المصادر الى أن «التسوية الرئاسية تحتاج الكثير من الوقت لإنجازها وتذليل العديد من العقبات»، موضحة أن الرئيس بري ليس العقدة ولا يعطل أي تسوية تخرج البلاد من أزمتها. ونقلت عنه قوله إنه «لا يزال مصراً على السلة المتكاملة للحل من ضمنها قانون الانتخاب وتشكيلة الحكومة والبنود المطروحة على طاولة الحوار الوطني، فلا يمكن انتخاب رئيس من دون رؤية واضحة للمستقبل». ولفتت الى أن بري «لا يعطل انتخاب عون، فحتى الآن الحريري لم يعلن رسمياً ترشيح عون كما أن رئيس تيار المرده سليمان فرنجية لا يزال يتمسك بترشيحه».
جنبلاط نصح الحريري التريُّث بترشيح عون
وبعد ساعات على لقائه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أمس الأول، استقبل الحريري وزير الصحة وائل أبو فاعور موفداً من جنبلاط، وانتقل بعدها الى عين التينة والتقى الرئيس بري. وقال مصدر سياسي في 14 آذار لـ «البناء» إن «جنبلاط نصح الحريري خلال لقائهما الأربعاء بأن يتريث في الذهاب باتجاه خيار العماد عون لأسباب عدة، وأن يبقى على تمسكه بالوزير سليمان فرنجية وأرسل له أبو فاعور أمس للتشاور معه وللاطلاع منه على نتائج جولته واتصالاته».
وأوضح المصدر أن «الحريري يقف وسط جبهتين الأولى تضم حزب الله والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والتي تدعم وصول عون والثانية رئيس المجلس وجنبلاط وفرنجية، ويحاول الحريري أن يصل الى حل للأزمة الرئاسية وأن يوفق بين الجبهتين». وعلمت «البناء» من مصادر مستقبلية أن «السعودية قالت للحريري وكل اللبنانيين الذين زاروها عليكم أن تتحمّلوا مسؤولياتكم بالموضوع الرئاسي»، مضيفاً أن «السعودية لا تتدخل لا سلباً ولا إيجاباً في الملف الرئاسي وليست مع أو ضد وصول عون».
فتفت: سنؤمّن النصاب ولن أنتخب عون
وأكد عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت لـ «البناء» أنني «لن أصوّت للعماد عون في حال رشحه الحريري للرئاسة، لكن لا يعني أنني انتقلت الى ضفة اللواء أشرف ريفي»، موضحاً أن هناك مجموعة من نواب كتلة المستقبل يرفضون انتخاب عون لكن ليس هذا هو السبب الذي يمنع الحريري من ترشيح عون، بل لأن حزب الله هو الذي لا يريد عون من خلال مقاطعته للجلسات». وشدد فتفت على أن «موقفنا مبدئي ضد وصول عون، وقلنا إننا سننزل الى أي جلسة للانتخاب ونؤمن النصاب الميثاقي والقانوني والدستوري، لكن لن ننتخب عون». ونفى فتفت أن يكون الحريري قد اقتنع بأن لا خيار أمامه إلا الجنرال لعودته الى رئاسة الحكومة، بل حركة الحريري هي محاولة جدية لحل أزمة الرئاسة وليس مسعى وتسوية لانتخاب عون فقط».
واعتبر فتفت أن عون ليس الخيار الوحيد أمام الحريري الذي أمامه ثلاثة خيارات: الأول الاستمرار بدعم الوزير سليمان فرنجية حتى النهاية، الثاني الدخول في تسوية مع عون، الثالث يتراجع ويترك المهمة لغيره». واستبعد فتفت أن يصل الحريري الى تسوية تؤدي الى انتخاب عون رئيساً في المرحلة الراهنة لأن لا لبنان ولا المنطقة في مرحلة تسويات في ظل التصعيد واستمرار الحرب في سورية وساحات أخرى».
وأكد فتفت تمسك الحريري وتيار المستقبل بترشيح فرنجية، ونفى أن تكون اندفاعة الحريري قد سببت اي امتعاض لفرنجية»، معتبراً أن فرنجية لديه فرصة أكبر اليوم وهو يعمل على تسويق نفسه أكثر من السابق ولا يزال مدعوماً من قوى أساسية ووازنة في المجلس النيابي وأبرزهم بري وجنبلاط».
عريجي: الحريري لن يخذل فرنجية
أكد وزير الثقافة روني عريجي «أننا لم نتبلّغ من الحريري أي قرار جديد في موضوع الرئاسة ولم يبلغنا أن دعمه توقف للوزير فرنجية»، مشدداً على أن «فرنجية مستمر بترشيحه لحين التوافق على شخص ما». وإذ شدّد على أن «فرنجية ليس عقبة إنما حلّ والعقبة عند غيره»، أشار في حديث تلفزيوني إلى «أن الحريري في علاقته مع فرنجية أكبر من أن يخذله». وذكر أن «حزب الله ليس ضد فرنجية إنما متمسك بوعده للعماد ميشال عون بدعمه رئاسياً وموقفهم مبدئي، أما بري فلديه موقفه من السلة». معلناً «أنني لا أرى عون رئيساً»، داعياً الى «وضع خطوط عريضة للمرحلة الجديدة، ولا رئيس يصل الى الرئاسة دون تفاهم أو حوار».
وكان الحريري قد استقبل أمس، السفير المصري في لبنان نزيه نجاري الذي أشار الى أن «الرئيس الحريري يبذل جهداً كبيراً جداً لملء الفراغ الرئاسي»، مضيفاً «من الواضح أن المسألة مفتوحة وكذلك الخيارات. وهو يدرس الأمور، وسيتواصل مع كل القوى السياسية، ونحن سنتابع الأمر معه، ونأمل أن يكون للبنان رئيس في أسرع وقت ممكن».
فرعون: تسوية بـ «نصف سلة»
من جهته، لفت وزير السياحة ميشال فرعون بُعيد زيارته بيت الوسط الى أن «جزءاً كبيراً من التشاور يدور حول ترشيح عون وانعكاساته والضمانات المطلوبة»، معرباً عن أسفه لان «البعض يطلب ضمانات مع انتخاب الرئيس، وكذلك طلب البعض الآخر ضمانات حول السلاح ووقف النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية وغيرها من المواضيع المشمولة بالمشاورات حالياً، من هنا الحديث عن سلة أو نصف سلة». ومن المتوقع أن يستكمل الحريري مشاوراته ولقاءاته مع القيادات المحلية وأبرزهم رئيس «القوات» سمير جعجع والعماد عون ويتبعها بجولة خارجية تشمل عدداً من الدول.
قاسم: التنازلات المتبادلة توصلنا إلى نتيجة إيجابية
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة له أن «الوفاق والتفاهم هما مفتاح حلول الأزمات في لبنان»، مشيراً إلى أن لبنان يحصّنه أمران، الأول بـ «كف أيدي اللاعبين الإقليميين والدوليين عن التدخل في شؤوننا»، والثاني بـ «عدم انتظار نتائج وتطورات أزمات المنطقة التي يمكن أن لا تنتهي، وأن ندرك أن التعاون والتحاور وتقديم تنازلات متبادلة سيوصلنا إلى نتيجة إيجابية».
وقال قاسم، إن «بعض الشخصيات والقوى السياسية في لبنان حاولت إثارة الفتن والبلبلة ليجنوا ثمارًا سياسية من ورائها، فتبيَّن لهم أن هذه المحاولات تضرّهم، خاصة عندما يكون في مواجهة من لا يؤمن بالفتن ويعمل على منعها»، مضيفاً «فليعلموا! أن الفتن لا تُنتج حلولًا في لبنان، والوفاق والتوافق هو ما علينا أن نعمل من أجله».
مقبل وقّع التمديد لقهوجي
في غضون ذلك، وقّع وزير الدفاع سمير مقبل قرار التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي لمدة سنة، وقال مقبل في مؤتمر صحافي أمس إنه: «تجنّباً لأي فراغ على رأس هذه المؤسسة، كما في المجلس العسكري، وبما أن مجلس الوزراء لم يجتمع لغاية الآن، فإن القرار تأجيل التسريح سأتخذه اليوم وسأوقعه بحيث من غير الممكن والمعقول، ولا أحد يقبل بأن تبقى أي مؤسسة عسكرية وجيش من دون قائد»، مناشداً «جميع السياسيين، ومَن يتعاطون الشأن العام وخصوصاً الإعلام عدم زجّ هذه المؤسسة في الزواريب السياسية وطالب بإبعادها عن أي صراعات مصلحية». واشار الى أن «بإمكان مجلس الوزراء أن يجتمع بعد أسبوع أو أسبوعين ويتخذ قراراً لتعيين قائد للجيش ويصبح القرار الذي اتخذته معدوماً».
أما في ما خصّ رئيس الاركان، فقال مقبل: «يوم غدٍ الجمعة اليوم ، قبل الساعة الواحدة أو الثانية من بعد الظهر سيكون القرار متخذاً وموقعاً». وعما إذا كان هناك توجه لتكليف الضابط الدرزي الأعلى رتبة بمهام رئاسة الأركان، قال: «هذه العملية بحاجة لمرسوم وتحتاج الى ترقية بالرتبة، والمرسوم يجب أن يوقع من قبل 24 وزيراً، فاتركوا هذا الموضوع».
جنبلاط خيَّر سلام: التمديد لسلمان أم تعيين ملاك
وقالت مصادر عسكرية لـ «البناء» إن «التمديد لقائد الجيش قانوني ووزير الدفاع استند الى ظروف استثنائية قدّرها مجلس شورى الدولة في وقت سابق، فضلاً عن أن القانون يسمح ضمن الظروف الاستثنائية التمديد لقائد الجيش إذا لم يبلغ سن الخدمة الفعلية النهائية وهي 44 سنة وقهوجي لم يبلغها بعد». وأوضحت المصادر أن «مقبل لا يستطيع الاستناد الى فتوى استمرارية المرفق العام للتمديد للواء وليد سلمان في رئاسة الأركان، وتساءلت: إذا كانت هذه الفتوى صحيحة، فلماذا لم تطبق عندما أحيل ثلاثة ضباط من المجلس العسكري الى التقاعد ولم يتم التمديد لهم وبقيت المناصب الثلاثة شاغرة لمدة عامين؟».
وكشفت المصادر أن النائب جنبلاط رفض حصول شغور في منصب رئيس الأركان وحمّل رسالة عبر الوزير أبو فاعور الى رئيس الحكومة تمام سلام يخيّره بين خيارين لا ثالث لهما: إما تعيين رئيس أركان جديد وهو العميد حاتم ملاك وإما التمديد للواء سلمان، وكما أبلغه بأنه لن يقبل بتعيين الضابط الأعلى رتبة في الطائفة الدرزية رئيساً للأركان لا بالأصالة ولا بالتكليف».
وسارع «التيار الوطني الحر» إلى إدانة قرار وزير الدفاع الوطني تأجيل تسريح قائد الجيش، وأشار في بيان الى أن «القرار مخالفة فاضحة لكل القوانين، خصوصاً أن وزير الدفاع استند في قراره غير الشرعي وغير القانوني هذا إلى حجج واهية لا تخدم المؤسسة العسكرية، لا بل تؤدي إلى إضعافها وضرب معنويات خيرة ضباطها بحرمانهم حقهم الطبيعي والشرعي في أن يترفعوا ويتبوأوا أرفع المناصب، خصوصاً في هذه المرحلة التي يقوم فيها الجيش اللبناني بالتصدّي للإرهاب وبمهام وطنية جليلة». وأكد أنه «لن يسكت عن التمادي في تجاوز القوانين، ولو بقي الصوت الصارخ الوحيد، وسيقوم بكل ما يلزم من أجل وقف الإمعان في تدمير الدولة».
اللواء
هل قضي الأمر، وفقد النائب ميشال عون فرصة لاحت لايام، بعد تحضيرات لاشهر، من أن الانتقال من الرابية إلى بعبدا بات مسألة وقت؟
أهمية هذا السؤال انه يأتي وفي ثناياه أجوبة، قبل توجه الرئيس سعد الحريري إلى الرابية، في غضون الـ48 ساعة المقبلة، حيث ان لقاءه مع النائب عون، من المتوقع ان يسبقه لقاء مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع العائد لتوه من رحلة خاصة إلى الخارج، رافقته فيها زوجته النائب ستريدا جعجع. اما مبررات هذا التساؤل فهي تكمن في المعطيات التالية:
1- ما نقل عن الرئيس نبيه برّي وعن عدد من نواب كتلة «التحرير والتنمية» التي يرأسها ان عين التينة ترفع لا كبيرة وفي وجه وصول عون إلى الرئاسة الأوّلى، ولا حاجة بالتالي لا للكلام على السلة أو استئناف الحوار، أو التمديد للمجلس وشرعيته وقانونيته. وهذا الموقف، سمعه النائب وليد جنبلاط، وربما يكون سمعه أيضاً الرئيس الحريري الذي زار مساءً مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وبعد التقاط الصورة في الاجتماع الذي شارك فيه وزير المال علي حسن خليل بوصفه المعاون السياسي للرئيس برّي ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، بصفته المؤتمن على أسرار «بيت الوسط».
2- استعانة النائب جنبلاط بأغنية الزمن الجميل الفيروزية للهروب من عبء إعلان موقف صريح وواضح من ترشيح عون، فإذا به يغرد قبل ان يسافر إلى الخارج مستعيناً بفيلم فيروز «سفر برلك» وجاء في حرفية التغريدة: «صار بدها سفر على قول فيروز في سفر برلك». ومغزى التغريدة واضح في حدّ ذاته، بعد يوم مكوكي طويل لوزير الصحة وائل أبو فاعور بين عين التينة و«بيت الوسط» والسراي، كانت خاتمته بين الرئيسين برّي والحريري لقاءً وعشاءً. وكان الوزير أبو فاعور قال لـ«اللواء» في السراي رداً على سؤال حول ما إذا كان ما يزال محتاراً أو انه أصبح محتاراً «المهم ان المختارة ليست محتارة». ونقل عن جنبلاط قوله للرئيس الحريري عندما التقاه مساء أمس الأوّل في «بيت الوسط» نصيحة مؤداها: «لا تجعل أحداً يأخذك لا باتجاه التطرف ولا باتجاه الانهزام»، وهي عبارة توحي ان الأمور ما زالت معقدة وصعبة، وهي بحاجة إلى مزيد من الاتصالات والمشاورات لتظهير النتائج. وفي هذا السياق، استبعد مصدر وزاري لـ«اللواء» الوصول إلى توافق حول الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب، معتبراً ان حركة الرئيس الحريري في اتجاه إنجاز الاستحقاق الرئاسي جدية، لكن طريقها ما تزال غير سالكة نظراً لوعورتها. ولفت هذا المصدر إلى ان لا معطيات محلية أو إقليمية أو دولية توحي بإمكانية انتخاب رئيس في هذه المرحلة، مشيراً إلى ان ما يحصل اليوم ما زال مجرّد سعي لمعالجة هذا الملف، غير ان السؤال الذي يطرح هو: هل عاد لبنان ليكون أولوية على أجندة بعض الدول المعنية بالملف اللبناني؟
«حزب الله»
3- المواقف حمالة الأوجه التي أطلقها نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في ما خص جولة المشاورات الجارية ومسارها، فالشيخ قاسم تحدث عن «جماعة الكذب السياسي» وعن ان بعض الشخصيات والقوى السياسية في لبنان «حاولت إثارة الفتن والبلبلة»، مشيراً إلى ان « الفتن لا تنتج حلولاً»، مؤكداً ان «حزب الله» «يدعم الحوار كطريقة لمعالجة مشاكل الازمة»، وأن «قواعد عمل الحزب في هذه المرحلة هي للاستقرار الامني وتعطيل الفتن»، مؤكداً «اننا سنواجه ونستمر في سوريا ولو طال الزمن»، مطالباً بكف ما اسماه «ايدي اللاعبين الدوليين والاقليميين عن التدخل بشؤون لبنان وتقديم تنازلات متبادلة للوصول إلى نتيجة ايجابية». وفي موقف، يظهر تضامناً مع التيار العوني، عزا النائب رعد الكثير من الأزمات إلى ما وصفه «بالاحساس بانتقاص الشراكة الوطنية»، مطالباً «بإيجاد حل داخلي «ودعم انتظار الخارج» فالتسوية في لبنان آخر التسويات التي يمكن ان تحصل في المنطقة»، متسائلاً: «لماذا يتم تعطيل هيئة الحوار الوطني، ولحساب من ولماذا تعطل الحكومة وأين مصالح النّاس والمجلس النيابي؟»، مؤكداً رفضه المثالثة وتمسك الحزب بالمناصفة والشراكة الوطنية. وتبدي أوساط «حزب الله» تفاؤلاً حذراً من المشاورات الجارية، رغم ان الأجواء ما تزال ضبابية، وأن انتخاب النائب عون ما تزال دونه عقبات، وأن ثمة انتظاراً للموقفين الإقليمي والدولي. وتكشف هذه الأوساط عن حركة اتصال ناشطة بين وزير الخارجية جبران باسيل ونادر الحريري تؤكد المضي بترشيح عون والسعي لمعالجة المطبات.
«بيت الوسط»
4- في بيت الوسط، وعلى صعيد كتلة «المستقبل» بعد اجتماعها الأخير، ما زال الترقب سيّد الموقف، ولا تنفك المصادر النيابية المقربة من الرئيس الحريري من التأكيد ان حركة رئيس تيّار «المستقبل» احدثت صدمة إيجابية في الوسطين السياسي والاقتصادي، وأوقفت موجة التهديدات في الشارع، سواء النقابية أو الاقتصادية أو حتى السياسية وحركت المياه الراكدة على صعيد الاستحقاق الرئاسي. واستدركت هذه المصادر، إلا أن هذا لا يعني أن موضوع التوافق على مرشّح ما قد حُسم، لكن حركة الاتصالات مستمرة، ودعت إلى أخذ مواقف كل من الرئيس برّي والنائبين جنبلاط وفرنجية فضلاً عن موقف حزب الكتائب بعين الاعتبار، متسائلاً عن أي خيار بديل يمكن أن يُعيد محركات البحث الرئاسي إلى الواجهة. واعتبرت هذه المصادر أن وضع خيار عون على الطاولة يدل على حُسن نيّة وتوجّه جدي لإنقاذ البلد. وفي هذا الإطار، قال مصدر سياسي أن تغريدة النائب فرنجية الموجهة للرئيس الحريري لم تكن في محلّها، فالرئيس الحريري قال لا مانع من وصول عون إلى الرئاسة الأولى ولم يطلب من أحد تبنّي خياراته.
«المردة»
5- في بنشعي، تمضي ماكينة «المردة» في تظهير موقف تيارها من اللقاء مع الرئيس الحريري والخيارات المستجدة، في ضوء طرح تبنّي عون للرئاسة. وزير الثقافة روني عريجي، جدّد التأكيد في مقابلة مع محطة L.B.C ليل أمس أن النائب فرنجية لم يلمس نيّة لدى الرئيس الحريري لوقف دعمه للرئاسة الأولى، مضيفاً: «الإنطباع لدينا أن الرجل (في إشارة إلى الحريري) لم يخرج منا، وأن فرنجية مستمر بترشيحه، وهو لن ينسحب إلا في حالة واحدة حدوث إجماع وطني حول شخصية أخرى»، معرباً عن اعتقاده بأن خيار «المردة» هو المعارضة في حال وصول عون إلى بعبدا. وروى ثقاة أن الرئيس الحريري بادر فرنجية في بنشعي قائلاً بأن ترشيح عون بات وارداً بعد أشهر من ترشيحك الذي لم يُكتب له النجاح. وحول ما قصده فرنجية من إعادة عون 28 عاماً إلى الوراء، قالت مصادر في «المردة» أن تغريدته أُسيء فهمها، وأن من فسّرها عن طريق الخطأ أغفل ما حصل في عام 1988، عندما دخلت القوات اللبنانية الى مناطق نفوذ الرئيس أمين الجميّل في المتن واضطراره إلى مغادرة لبنان من دون أن يدافع عنه العماد عون الذي كان رئيساً للحكومة العسكرية وقائداً للجيش اللبناني.
الرابية
6- تضرب أوساط الرابية الأسبوع المقبل محطة لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، مشيرة إلى أن العقبات لا تقف عند السلة أو عند الضمانات أو عند «فوبيا» وصول عون إلى الرئاسة الأولى، فهي تبدو متأرجحة بين خيارين: إمّا أن يُنتخب عون أو التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، مع غمز من قناة «حزب الله» الذي لم يحرّك ساكناً بعد لنزع فتيل ممانعة برّي لانتخاب عون. وتجاهر المصادر النيابية في «التيار الوطني الحر» بقناعته بأن الرئيس الحريري صادق التوجّه ولديه رغبة أكيدة بإنهاء الشغور الرئاسي، بما يتناسب مع وصول شخصية تمثّل المسيحيين على حدّ تعبير المصادر، التي قالت أن لدى الرئيس الحريري مشروعاً وطنياً، وأن خياره الآن يمثّل خشبة خلاص البلد. وانتقدت المصادر موقف رئيس المجلس حيال موضوع ترشيح عون، واعتبرت أن الرئيس برّي يريد أن يبقى وحده حاكم البلد وهو يرفض سياسة تغيير الواقع اللبناني إلى الأفضل بل يريد بقاء الوضع على ما هو عليه ويريد المساومات على ملفات أساسية وهامّة كملف النفط. ورأت أن السلة التي يتحدث عنها الرئيس برّي ليست إلا لعرقلة الحلول ولوضع العصي في الدواليب رغم أهمية الأمور التي تتضمنها هذه السلة.
ومع ذلك، عاد التيار العوني إلى تفعيل لجان التحرّك على الأرض، ولكن ليس على قاعدة التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث اكتفى التيار ببيان وصف فيه قرار وزير الدفاع سمير مقبل بتأجيل تسريح قهوجي بأنه مخالفة فاضحة لكل القوانين، وأن قرار مقبل غير شرعي وغير قانوني ولا يخدم المؤسسة العسكرية، وأن التيار لن يسكت عن التمادي في تجاوز القوانين ولو بقي وحيداً، بل على خلفية عدم وصول عون إلى بعبدا والذي يستعد لإطلاق خطاب ناري في 15 تشرين أول، في ذروة التصعيد السياسي، وعلى «اللهم إني بلّغت».
المصدر: صحف