يعتقد علماء الفلك، بعد دراستهم للخصائص الطيفية لكويكب يدور في مدار الفلك، أنه قطعة انفصلت عن القمر في وقت سابق.
ونشرت الدراسة في مجلة Icarus، حيث أشارت إلى أن الكويكب 101429 (1998 VF31) ينتمي إلى مجموعة كويكبات طروادة- وهي أجرام سماوية صغيرة تقع على مسافة 60 درجة أمام وخلف الكواكب. وقد اكتشف علماء الفلك في الوقت الحاضر 7681 كويكبا من هذا النوع، 7642 منها في مدار المشتري، وتسعة في مدار المريخ، جميعها باستثناء الكويكب 101429 تنتمي إلى ما يسمى عائلة يوريكا، التي تضم الكويكب 5261 يوريكا ومجموعة الأجسام الصخرية التي انفصلت عنه.
وقد قرر علماء الفلك في مرصد أرما في إيرلندا الشمالية معرفة لماذا للكويكب 101429 موقعا منفصلا، باستخدام مقياس الطيف X-SHOOTER، المثبت في تلسكوب VLT التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي، واتضح للباحثين اختلاف طيف هذا الكويكب عن الكويكبات الأخرى، وتشابهه مع طيف القمر.
وتقول عالمة الكيمياء الفلكية غالينا بوريسوفا: “لقد ظهر أن طيف هذا الكويكب مطابق تقريبًا لتلك الأجزاء من القمر حيث توجد صخور أساسية مكشوفة، مثل الأجزاء الداخلية للحفر والجبال”.
ويضيف المؤلف الرئيسي للدراسة، ابوستولوس كريستو موضحا: “كان شكل النظام الشمسي في البداية مختلفًا تمامًا عما نراه اليوم، وكانت المساحة الفاصلة بين الكواكب حديثة التكوين مليئة بالحطام، لذلك كانت الاصطدامات ظاهرة طبيعية.
كما كانت الكويكبات الكبيرة تصطدم بالقمر والكواكب الأخرى باستمرار، لذلك فإنه من الممكن أن تكون قطعة من القمر قد انفصلت نتيجة هذه الاصطدامات، ثم وصلت إلى مدار المريخ، عندما كان الكوكب لا يزال في مرحلة التكوين، والتقطته سحابة من كويكبات طروادة”.
ويعتقد بعض العلماء، أن هذا الكويكب 101429 انفصل عن المريخ نتيجة اصطدام شديد، ومع مرور الوقت وتعرضه لعوامل التعرية الشمسية، اكتسب طيفا شبيها بطيف القمر.
ومن أجل التوصل إلى استنتاج نهائي بهذا الشأن قرر العلماء الاستمرار في دراسة هذا الكويكب باستخدام أجهزة أقوى لقياس الطيف، كما يمكن الحصول على معلومات إضافية من البعثات المتجهة نحو المريخ مستقبلا .
المصدر: نوفوستي