كشف تقرير جديد نشره كبار خبراء الخصوبة والأخلاق وعلم الأحياء في العالم، أن تعديل جينات الأجنة لا يعد آمنا بالنسبة للبشر بعد.
ويعد تحرير الجينات الخطية عملية يجري فيها إزالة الجينات المعيبة أو المريضة أو غير المرغوب فيها، في الجنين لتغييرها أو استبدالها من قبل العلماء.
وهذا النظام قوي للغاية والتغييرات التي تم إجراؤها ليست دائمة فحسب، بل ستنتقل عبر الأجيال.
ومع ذلك، يقول هذا التقرير التاريخي إنه لا يُعرف الكثير عن سلامة أو دقة العملية، حتى تُجرّب على البشر.
ويضغط المدافعون عن تحرير جينوم السلالة البشرية، من أجل التحقيق في هذا الإجراء، حيث أن لديه القدرة على السماح للأطفال المقدر أن يرثوا حالات مهددة للحياة، بأن يولدوا خاليين من الأمراض.
ومنذ اختراع Crispr-Cas9 وتطويرها منذ نحو 15 عاما، كانت المشكلة السائدة هي عدم فهم مدى أمان الإجراء على المدى الطويل.
وسعى الباحثون لمعرفة ما إذا كان البروتوكول، المشابه بالمقص الجيني، آمنا ويركز على مسألتين رئيسيتين: إذا كانت الجينات المعدلة آمنة عند انتقالها إلى الأجيال القادمة، وإذا كان، عن طريق إضافة أو مبادلة الجين، يمكن أن تؤدي العملية أيضا إلى حدوث عيوب غير مرغوب فيها.
والرد النهائي الذي قدمه التقرير هو أن هذه الأسئلة لا يمكن الإجابة عنها بأمان، وبالتالي لا يمكن الموافقة عليها للاستخدام البشري.
ونشر التقرير من قبل الأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب، والأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم، والجمعية الملكية في المملكة المتحدة. ويقول إنه لا ينبغي استخدام هذه التقنية لإحداث الحمل حتى يتم إثبات إمكانية إجراء تغييرات دقيقة، دون إدخال تغييرات غير مرغوب فيها.
ويمكن القول إن الحالة الوحيدة التي يجب أن يفكر فيها الأطباء حاليا في هذه العملية، هي الأمراض الخطيرة التي يسببها جين واحد معيب يؤثر بشكل كبير على المرضى، ويسبب الوفاة المبكرة ويجعل من المستحيل على الوالدين إنجاب طفل سليم يرتبط بيولوجيا بهم.
ومن أمثلة هذه الأمراض: التليف الكيسي، والثلاسيميا وفقر الدم المنجلي، ومرض تاي ساكس، كما يقول التقرير.
وتعد مخاطر السمنة والسرطان والسكري، على سبيل المثال، سمات متعددة الجينات، والتي يمكن تغييرها مع HHGE، ولكنها ستكون أكثر خطورة بكثير من أمراض الجين الواحد.
وناقش الخبراء الأخلاقيون أيضا منذ فترة طويلة ما إذا كان سيتم إساءة استخدام الأداة، لإنشاء ما يسمى بالأطفال المصممين تبعا لرغبات والديهم.
وعلى سبيل المثال، يمكن للوالدين تغيير جينات طفلهما الذي لم يولد بعد، لجعله أطول أو بعضلات أكثر.
وقال الرئيس المشارك للجنة، ريتشارد ليفتون، رئيس جامعة روكفلر، مدينة نيويورك: “أي استخدامات أولية لـ HHGE يجب أن تستمر بشكل تدريجي وحذر، مع توفر التوازن الأكثر ملاءمة للفوائد والأضرار المحتملة”.
وأنشأت اللجنة “مسار ترجمة إكلينيكي مسؤول” من تجارب مختلفة غير بشرية، والتي سيتم استخدامها لمعرفة ما إذا كان يجب استخدام التحرير في الأمراض أحادية الجين.
ومع ذلك، من غير الممكن تحديد مسارات الترجمة المسؤولة من البحث، إلى التطبيق السريري للاستخدامات المحتملة الأخرى لـ HHGE.
وتضيف أن الاستخدامات والظروف والاعتبارات تختلف اختلافا كبيرا، وكذلك التطورات التقنية التي قد تكون ضرورية لجعل الاستخدامات السريرية الإضافية ممكنة.
وقالت الرئيسة المشاركة للجنة، كاي ديفيز، أستاذة علم الوراثة في مركز MDUK Oxford Neuromuscular في جامعة أكسفورد: “إذا تم استخدامها، فمن المهم للغاية أن تُستخدم هذه التقنيات للتدخلات المبررة طبيا، بناء على إجراءات صارمة لفهم كيف يؤدي العامل الممرض إلى المرض. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث في تقنية تحرير الجينوم في الأجنة البشرية، لضمان إمكانية إجراء تغييرات دقيقة دون تأثيرات غير مرغوبة خارج الهدف. وسيكون التعاون الدولي والمناقشة المفتوحة لجميع جوانب تحرير الجينوم ضروريين”.
وفي الوقت الحالي، لا يوجد تشريع عالمي يتحكم في استخدام تحرير الجينات. كما يدعو التقرير إلى تحسينات في هذا الصدد ويريد إنشاء هيئة مستقلة.
وسيُكلف هؤلاء الخبراء الرائدين على مستوى العالم، بالتقييم المستمر لحالة الأدلة العلمية ووضع الإرشادات وفقا لذلك.
وتأسست اللجنة التي أصدرت هذا التقرير، في الوقت الذي كان فيه العالم يعاني من الاكتشافات الصادمة للعالم هي جيانكوي، في القمة الدولية لعام 2018 حول تحرير الجينوم البشري التي عقدت في هونغ كونغ.
وفي القمة، أعلن باحث من الصين أن توأمين وُلدا بعد التحرير الجيني الذي أجراه على أجنة مبكرة، على الرغم من الاتفاق الواسع في المجتمعات العلمية والسريرية على أنه من السابق لأوانه وغير مسؤول إجراء تحرير الجينوم البشري الموروث.
وكان هدف اللجنة هو تحديد المعايير المحددة المطلوبة قبل النظر في HHGE، للاستخدام السريري وتجنب تكرار الفضيحة.
المصدر: ديلي ميل