في العام 1931، قال الممثل والمغني وكاتب المسرحيات الانجليزي نويل كوارد، جملة يتذكرها العالم حتى اليوم: “لا أدري ماذا يحصل للندن. كلما ارتفعت المباني، قلّت الأخلاق.”
ولكن، ماذا لو رأى كوارد حال لندن اليوم؟ سيخيب أمله فعلاً.. إذ تتجهز العاصمة الانجليزية حالياً لاستقبال أكثر من 430 ناطحة سحاب، تعلو أكثر من 200 طابقاً، وفقاً لأبحاث أصدرها المنتدى المستقل “عمارات لندن الجديدة،” والمستشارين في شركة “جي إل هيرن.”
وقد أثارت هذه المشاريع الحدثية غضب الكثير من النقاد، إذ اعتبروا أنها أشبه بإدمان يدمر أفق المدينة، وأنها ناقصة روح لن تزيد أي شيء سوى ارتفاع أسعار العقارات وتشويه المنظر العام. ولكن، الكثير من مناصري الحداثة والتطور في لندن، يعتقدون أن ناطحات السحاب هذه تُعتبر ضرورية لتحافظ لندن على سمعتها كقوة عالمية كبرى.
وتشرح المهندسة المعمارية المقيمة في لندن، باربرا ويس، أن بناء ناطحات السحاب العالية أصبح بمثابة مسابقة بالنسبة للمدن العصرية، مضيفة أن “المدن في شتى أنحاء العالم تطمح لبناء الأعلى والأكبر، لصنع هوية ذاتية.” وقد استطاعت لندن أن تتصدر هذا السباق في العام 2013، عندما بنت مبنى “ذا شارد” في الضفة الجنوبية، الذي يبلغ طوله 310 أمتار، ما جعله أطول مبنى في أوروبا الغربية، ولُقب باسم “المدينة الأفقية.”
ويحوي “ذا شارد” على بعض أفخم العقارات، مثل مقر دار “تيفاني أند كو” للمجوهرات الرئيسي في المملكة المتحدة، والمطعمين الفاخرين، آكوا شارد وأوبليكس، فضلاً عن 10 شقق فاخرة وحصرية.