في يوم يطابق تاريخ هذا اليوم منذ 23 عاما ظنت “اسرائيل” انها تضع عبر “اوسلو” حجر اساس لمنطقة تضم خاضعين تنشئها وفق حسابات “التسليم” عبر مصافحة اولى من نوعها. منعطفات عديدة في المنطقة رسمت معالم حسابات اخرى. من اخر هذه الحسابات صمود سوريا ولو بعد سنوات من المؤامرات وادوات التكفير والتدمير.
حين ظن اعداء سوريا والمقاومة من تل ابيب الى واشنطن وعواصم “شقيقة” انها سهلة السقوط كان الحساب الخاطئ الاول. كانت ومعها المقاومة ومحور المقاومة على العهد بمواجهة ادوات العدو والارهاب واضعافها وحماية لبنان.
وفي اخر مسارات الملف السوري رسالتان في ايام قليلة تصادفان في 13 ايلول. اليوم الاول من هدنة لم تكن مرغوبة في الخطط المعادية لسوريا مع تاكيد على حق الرد الحاسم على اي خرق. وهي هدنة لم تكن لولا الانتصارات والتضحيات وعنواناها العمليان اولهما تحييد جماعات مسلحة عن ارض المعركة وثانيهما ضرب جماعات تصنف دوليا ارهابية. عنوانان كبيران أتيا نتيجة الميدان وحتى لو كابرت بعض الجماعات في الالتزام.
رسالة ثانية هي رسالة عسكرية مدوية كانت في ريف القنيطرة اليوم، تقول للصهيوني الذي اراد اسقاط سوريا المقاومة ففشل ووقف مع اميركا امام الطريق المسدود ان سوريا لم تضعف ولا تخشى العدو، ذلك المتوجس من خسارة الجماعات الارهابية والذي امدها بالدعم الاستخبارتي وامدها ايضا بعمليات قصف وغارات، ليعبر بذلك عن مدى الخيبة التي تضطره للدخول شخصيا في المعركة.
اليوم كان الرد حاسما والرسالة ان سوريا لا تزال عند العهد بمواجهة العدو وكما دعمت المقاومة وتلقت الطعنات ل 5 سنوات، فهي حاضرة وجاهزة ولم تضعف ولن تتوانى. رسالة كبرى سيقرؤها العدو بتمعن وحسابات كثيرة. واستهداف الطائرات الاسرائيلية بالصواريخ رأت فيه “معاريف” رسالة من الرئيس الاسد تقول ايها الاسرائيليون خذوا بالحسبان انني لن ابقى مكتوف الايدي، لتضيف: الاسد ينهي على هذا النحو جولة الحوار الاولى في العهد الحديث بين اسرائيل وسوريا، هذه المرة مرت الصواريخ بالقرب من الطائرات فمن يعلم ماذا سيحصل في المرة المقبلة.
انها كلمة قالتها اليوم سوريا وكل المقاومين من على حدود الجولان بأن لا تصفية للقضية والمقاومة. الحساب قائم وسنبقى نشير باصبع نحو العدو الاساسي في صنع الوعي، واصبع آخر على الزناد. 13 ايلول اليوم، يُسقط مجددا 13 ايلول اوسلو، الذي نعيش اليوم ذكرى من استشهد على خط رفضه في شوارع بيروت.
المصدر: موقع المنار