أظهرت عدة دراسات حديثة، أن فيروس “كورونا” يؤثر على صحة الدماغ، وهو الأمر الذي لم يفاجئ العلماء فقد ظهر هذا الارتباط مع فيروسات أخرى بينها فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
وقال طبيب الأعصاب في مستشفى “مايو كلينيك” في ولاية مينيسوتا، ميشيل توليدانو، إن الفيروسات يمكن أن تؤثر على الدماغ بطريقتين رئيسيتين، الأولى عن طريق إثارة استجابة مناعية غير طبيعية تسمى “عاصفة السيتوكين”، والتي تسبب التهابا في الدماغ يُسمى “التهاب الدماغ المناعي الذاتي”، بحسب ما نقلته “أ إف بي”.
والثانية، عن طريق العدوى المباشرة للدماغ أو ما يسمى “التهاب الدماغ الفيروسي”. الدماغ محمي بما يسمى الحاجز الدموي الدماغي ويقوم دوره على منع تسلل مواد ضارة إليه، ولكن هذا الحاجز يمكن اختراقه.
ويقترح بعض الأطباء، أن الأنف يمكن أن يكون المسار الذي يوصل إلى الدماغ، ففقدان حاسة الشم شائع لدى عدد كبير من مرضى “كوفيد-19”. ولكن هذه مجرد فرضية لم يتم التحقق منها بعد، كما أن العديد من المرضى الذين يفقدون حاسة الشم ليست لديهم مشكلات عصبية مثيرة للقلق.
وهناك حالة إصابة ياباني، وصفتها المجلة الدولية للأمراض المعدية، حيث ظهر التهاب في الدماغ لدى المريض، بعد الاستجابة المناعية عبر ارتفاع حرارة الجسم.
كما كشفت أستاذة في كلية الطب بجامعة نيويورك، جينيفر فرونتيرا، أن هناك حالات نوبات لدى المصابين بمرض “كوفيد-19″، بالإضافة إلى حدوث نزيف دماغي دقيق من نوع جديد.
ولاحظ طبيب الأعصاب في مستشفى لونغ آيلاند جويش فورست هيلز، روهان أرورا، أن 40 في المئة من المتعافين من “كوفيد-19” يعانون من حالة مضطربة التي تستمر وقتا أطول من لدى أولئك الذين نجوا من نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
ثم لاحظ الأطباء، الذين يعالجون مرضى “كوفيد-19” ظهور أعراض أخرى غير السعال وضيق التنفس والحمى، مثل الارتباك لدرجة أنهم لا يعرفون أين هم وفي أي سنة.
يرتبط عدم القدرة على تحديد المكان والزمان في بعض الأحيان بنقص الأكسجين في الدم، ولكن لدى بعض المرضى يبدو مستوى الارتباك غير متناسب مع مستوى الالتهاب في الرئتين.
المصدر: سبوتنيك