طوّر علماء نظام ذكاء اصطناعي يمكنه تحويل النشاط الدماغي إلى نصّ، عبر الاعتماد على أربعة مشاركين لديهم مصفوفات كهربائية مزروعة في أدمغتهم لمراقبة نوبات الصرع.
بينما يعمل النظام حالياً على الأنماط العصبية المرصودة أثناء تحدث شخص ما بصوت عالٍ، يقول الخبراء إنه قد يساعد أخيراً في التواصل مع مَن لا يستطيعون النطق أو الكتابة، كالأشخاص الذين يعانون من متلازمة المنحبس.
وأوضح العلماء من “جامعة فرانسيسكو” في كاليفورنيا، عبر دورية “نيتشر نيوروسَينس”، تجنيدهم لأربعة مشاركين في البحث لديهم مصفوفات كهربائية مزروعة في أدمغتهم لمراقبة نوبات الصرع. طُلب من المشاركين قراءة 50 جملة محددة بصوت عالٍ، ثم تتبع فريق العلماء نشاطهم العصبي أثناء التحدث.
أدخلوا البيانات في خوارزمية تعتمد التعلم الآلي، وهو نوع من نظام الذكاء الاصطناعي الذي حوّل بيانات نشاط الدماغ لكل جملة منطوقة إلى سلسلة من الأرقام.
وللتأكد من أن الأرقام مرتبطة فقط بخصائص الكلام، قارن النظام الأصوات المتوقعة من أجزاء صغيرة من بيانات نشاط الدماغ بالصوت الفعلي المسجل. ثم أدخلت سلسلة الأرقام في الجزء الثاني من النظام الذي حولها إلى سلسلة من الكلمات.
في البداية أنتج النظام جملًا لا معنى لها، لكن عندما قارن كل تسلسل من الكلمات بالجمل المقروءة بصوت عالٍ تحسن أداؤه، وتعلم سلسلة الأرقام المتعلقة بالكلمات وأي الكلمات تميل إلى متابعة بعضها البعض. بعدها، اختبر الفريق النظام، مولدين نصاً مكتوباً اعتماداً على نشاط الدماغ أثناء الكلام فقط.
النظام ليس مثالياً، لكن العلماء لاحظوا أن دقته فاقت بكثير التجارب السابقة. واختلفت الدقة من شخص لآخر.
وعلق الدكتور كريستيان هيرف، الذي لم يشارك في الدراسة، أن النظام مثير للاهتمام، لأنه استخدم أقل من 40 دقيقة من بيانات التدريب لكل مشارك ومجموعة محدودة من الجمل بدلاً من الملايين من الساعات اللازمة عادةً، وفق ما نقلت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، أمس الإثنين.
لكنه أشار إلى أن النظام غير قابل للاستخدام بعد لكثير من المرضى ذوي الإعاقة الشديدة، لأنه يعتمد على نشاط الدماغ المسجل من الأشخاص الذين يتحدثون بصوت عال.
المصدر: العربي الجديد