أملاً بعدم وصول الاحوال بالسوريين إلى ما وصلت إليه في كثير من بلدان العالم، وعلى وقع الانتشار الكثيف لكورونا والتدهور المتسارع في دول لها وزنها في الجانب الطبي، هرع كثير من السوريون لاتخاذ الإجراءات الاحترازية والضرورية.
في دمشق تجول موقع قناة المنار، مرافقا العديد من الحملات الشبابية، والتي انطلقت ما إن بدأ صدور القرارات الحكومية الوقائية من فيروس كورونا، حيث توزعت فرق الشباب في كافة مناطق العاصمة على غرار ما جرى في بقية المحافظات السورية.
الحملات في دمشق شملت في أحيائها ومناطقها كافة، مجموعات مدنية تطوعت للمساعدة في تنظيف الشوارع أولاً كخطوة لبدء التعقيم، إلى جانب عمال البلديات والموظفين المتخصصين بالعمل في مجال تنفيذ تلك القرارات، وقف طلاب جامعيون وشباب من الأحياء الشعبية، ضمن تلك المجموعات التي تشكلت، مرتدين ملابس واقية أثناء عملهم في التنظيف والتعقيم، وشملت خططهم المؤسسات والمستوصفات وأماكن ارتياد السكان للأماكن الحيوية واليومية من شراء حاجياتهم اليومية.
وعمل كثيرون ضمن حملات انطلقت للتوعية من مخاطر الخروج وعدم الالتزام بالحجر المنزلي الطوعي، وهذه الحملات شملت، أولا مواقع التواصل الاجتماعي، كما انتشر عدد من الشبان للحديث والتوعية ضمن الأحياء التي ينتشر بها السكان خاصة أمام المحال التجارية للمواد الغذائية والمخابز، لتنظيم الدور وترك مسافة بين المواطنين وذلك لتنبيه الناس بضرورة اتخاذ الوسائل والطرق الوقائية التي تحمي من احتمال الإصابة بالفيروس المستجد في حال كان موجوداً ضمن فترة حضانته ولم يكتشف أمره بعد .
اللافت في الأمر ان الشبان الذين هرعوا للوقوف إلى جانب حكومة بلادهم في سورية، قاموا من تلقاء ذاتهم، وبدأوا عرض خدماتهم وإحالتها للجانب التنفيذي مباشرة بعد اخذ العلم من مسؤولي الإدارة المحلية في كل حي، وبالتنسيق مع مخاتير المناطق كل على حدى إضافة للتنسيق بين الأحياء والبلديات لتكون عمليات التطوع في العمل والتوعية أشبه بسلسلة مترابطة ومتكاملة على كافة الأصعدة.
اقفال المحال وبعض الطرق لم يأتِ إلا من باب ان هناك أشخاص مازالوا يستهترون بالوضع الصحي، ولذلك تشكلت فرق التطوع هذه لتكون رديفة لعمل الحكومة السورية في ضبط الأوضاع، على كافة المرافق التي استثنتها الحكومة من الإغلاق، خاصة بعد إغلاق الأسواق المركزية وأماكن التجمع والمقاهي وغيرها مما يمكن أن يكون بؤرة لإصابة محتملة.
إلى يوم أمس استمرت سورية بإجراءاتها، ولم تسجل أي إصابة، حتى تم اكتشاف حالة قادمة من خارج البلاد لفتاة في العشرين من العمر تدرس في أوروبا وقادمة عن طريق الحدود اللبنانية وحسب ما توارد من أخبار فإنها خضعت لحجر مستقل إلى ان بدأت تظهر عليها الأعراض، وهذا ما انكشف بالتحليل، لذلك زاد العمل على منع الاختلاط والتحذير من مخاطر الإعلان عن أول حالة مكتشفة للفيروس في البلاد.
وبدل تشديد الاجراءات من قبل الدولة السورية وحدها، فقد تسارعت الحملات التطوعية للمساهمة إلى جانب هيئات ومؤسسات الدولة العاملة في مجال العمل الصحي والوقائي، لمنع الحال من الوصول إلى ما وصلت إليه الأمور في إيطاليا واسبانيا وغيرها، خاصة أن الشعب يدرك إمكانيات حكومته بعد كل سنوات الحرب والحصار هذه، ويحاول الوقوف بكل وعي إلى جانبها لتكون الأيدي متشابكة على أمل الانتصار في هذه المعركة التي يعتبرونها واجباً وطنياً.
المصدر: موقع المنار
