ضد فيروس كورونا المستجد لا توجد إلى حد الآن أدوية ولا لقاح. وإلى حين تطوير لقاح والتحقق منه في جميع فترات الاختبار من العوارض الجانبية وترخيصه من قبل السلطات الطبية وإنتاجه بعدها في كميات كبيرة وتوزيعه عالمياً ستمر 18 إلى 24 شهرا، حتى يتاح للناس تلقي اللقاح. ولذلك فإنّ الاختبارات الموثوق منها في الشهور المقبلة هي الإجراء المعقول على الأقل لتخفيف وتيرة انتشار الفيروس. وبواسطة الاختبارات السريعة يمكن الكشف عن مصابين يمكن وضعهم في الحجر الصحي ـ في مؤسسة طبية أو عزلهم في البيت.
لكن المؤسسات الطبية والمختبرات حتى في البلدان المتطورة عندما يتعلق الأمر بموجة عدوى شديدة تصطدم سريعا بمحدودية الطاقة الاستيعابية. ولذلك وجب أن تقتصر الاختبارات السريعة على الحالات المشكوك فيها، واختبار عام ليس ممكنا وليس له جدوى.
من يخضع للاختبار؟
الإقامة في منطقة خطر لا تكفي حسب التقدير الحالي لتبرير إجراء اختبار. ولا يمكن القول بأن كل شخص يعاني من زكام أو السعال هو مصاب بفيروس كورونا.
لكن من له عوارض التهاب رئوي بسبب جراثيم ويكشف عن عوارض ظاهرة مثل السعال والحمى أو صعوبة التنفس وكان له اتصال بشخص مصاب أو أنه أقام في منطقة خطر معنية يمثل حالة شك مبررة.
ويبقى من اختصاص الطبيب الجزم في وجوب إجراء اختبار على فيروس كورونا أم لا. وبصفة عشوائية يتم فحص مرضى بعوارض الزكام حسب معهد روبيرت كوخ لمعرفة هل هم مصابون بفيروس كورونا. والتكاليف (200 يورو) تتحملها في المانيا شركات التأمين الصحي، لكن فقط عندما يتم تصنيف المرضى من جانب الطبيب كحالة مشكوك فيها.
كيف يتم الاختبار؟
يجري الاختبار في غالبية الأحيان عن طريق أخذ عينات (مسحات) من حلق المريض أو من أنفه. ويوصي معهد روبيرت كوخ عند الحالة المشكوك فيها بأخذ عينات ليس فقط من مسالك التنفس العليا، بل أيضا من المجاري التنفسية العميقة مثل إفرازات الشعيبات الهوائية أو الرئة.
ماذا يحصل مع العينات؟
العينات يتم إخضاعها لفحوصات على فيروس كورونا داخل مختبرات. وهذا النوع من الاختبارات يستمر خمس ساعات وهو من الأساليب التقليدية داخل المختبرات. ويتم توظيفها أيضا لمعرفة الأمراض الوراثية أو ضبط الأبوة. وهذا الأسلوب يكشف عن كمية الجراثيم الموجودة في الجسم.
كيف يتم إبلاغ الأشخاص المعنيين؟
الاختبار الحقيقي يستمر خمس ساعات إضافة إلى فترة النقل إلى المختبر. والنتائج تكون جاهزة في العادة بعد يوم أو يومين، والطبيب يخبر بعدها المرضى. وفي حال وجود نتيجة إيجابية للفحص، فإنه يتم إلى جانب المريض إبلاغ وزارة الصحة المعنية فورا وبعدها يأتي الحجر الصحي بإجراءات العزل والحماية الضرورية. وفي حالات المرض السهلة بإمكان المرضى الخضوع للعزل داخل البيت ما داموا لا يعرضون آخرين للعدوى.
هل الاختبارات واضحة؟
الاختبارات أو الاختبار السلبي لا ينفي وجود إصابة محتملة بفيروس كورونا بشكل تام، لأنه في حال أخذ العينات أو نقلها بصورة خاطئة قد تصدر عن طريق الخطأ نتيجة سلبية. ولذلك يتم إخضاع المرضى المصابين عدة مرات للاختبار.
هل توجد إمكانيات اختبار سهلة وسريعة؟
كما وصفنا، يحتاج التشخيص إلى أجهزة خاصة في المختبر وفنيين مؤهلين لا يكونون متوفرين في كثير من أنحاء العالم. فحتى في الصين المتطورة كانت الطاقة الاستيعابية نظرا لعدد الإصابات مستنفدة بسرعة. وحتى في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية توجد صعوبات في توفير مكونات الاختبار أو التجهيزات الطبية.
وعلى أبعد تقدير، ومنذ تفجر أزمات إيبولا وزيكا يعتزم باحثون تطوير أجهزة تشخيص محمولة لاختبار الأشخاص في العيادات التي لا تتوفر على التجهيزات أو في المناطق النائية. أجريت عالميا بحوث كشفت عن نتائج واعدة لإجراء اختبارات سريعة سهلة مثل اختبار السكر في الدم.
المصدر: dw.com