أعلنت مجموعة أرامكو النفطية السعودية العملاقة الثلاثاء زيادة إنتاجها في شكل كبير إلى 12.3 مليون برميل يوميا في نيسان/أبريل، في خضم “حرب أسعار” بدأتها المملكة مع روسيا بعد اخفاق الدول النفطية في التوصل إلى اتفاق لمواصلة خفض الانتاج.
وذكر موقع البورصة السعودية “تداول” أن “أرامكو السعودية ستقوم بتزويد عملائها بـ 12.3 مليون برميل يوميا في شهر ابريل (نيسان)”.
وكانت السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم. تنتج حوالى 9.8 مليون برميل يوميا ما يعني أنها ستزيد إنتاجها بنحو 2.5 مليون برميل يوميا بدءا من نيسان/أبريل.
وتابع البيان الذي بثه التلفزيون الرسمي أيضا “تم الاتفاق مع عملائها على تزويدهم بهذه الكميات اعتبارا من أول شهر ابريل (نيسان)، وتتوقع الشركة اثرا ماليا إيجابيا على المدى الطويل”.
وتقول السعودية إن طاقتها الإنتاجية القصوى تبلغ 12 مليون برميل يوميا لكن دون أن يعرف مدى استدامتها.
وتحتفظ السعودية أيضا باحتياطات استراتيجية من عشرات ملايين البراميل من النفط الخام لاستخدامها وقت الحاجة ومن المتوقع استخدامها لتوفير الإنتاج الإضافي.
وقال بيل فارين-برايس الخبير في شؤون النفط في المنطقة لوكالة فرانس برس إن “انتاج أكثر من 12 مليون برميل يوميا يظهر أن السعوديين يريدون إثبات شيء ما. …
هذه وسيلة لانتزاع حصص من السوق. النفط يتدفق والأسعار انخفضت بشكل حاد”.
من جانبه. قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن موسكو قد تعزز الإنتاج على المدى القصير “بمقدار 200.000 إلى 300.000 برميل يوميا مع إمكانات تصل إلى 500.000 برميل يوميا في المستقبل القريب”. لكنه أكد أن موسكو تؤيد تمديد اتفاقية كانون الأول/ديسمبر التي شهدت توافق أوبك وروسيا على خفض الإنتاج بمقدار 500.000 برميل يوميا في 2020.
وأدى الاتفاق لخفض الإنتاج من مستويات تشرين الأول/أكتوبر 2018 بمقدار 1.7 مليون برميل يوميا. وأبرزت الأحداث الأخيرة تفكك التعاون بين أوبك وروسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم. وغير العضو في أوبك. لكن موسكو وغيرها من غير الأعضاء تعاونت في السنوات الأخيرة مع المنظمة النفطية فيما يعرف باسم أوبك بلس.
وخفضت السعودية بالفعل أسعار نفطها لكافة عملائها في ارجاء العالم بدءا من الشهر المقبل بعد ان عجزت منظمة اوبك للدول المصدرة للنفط وحلفاؤها. وأبرزها روسيا. الجمعة عن التوصل إلى تفاهم على خفض إضافي لإنتاج الخام للحد من تأثير انتشار فيروس كورونا المستجد، ورفضت روسيا. أكبر منتج للنفط خارج أوبك. خفض الإنتاج.
وردا على الموقف الروسي. خفضت السعودية أسعار النفط المطروح للبيع لديها إلى أدنى مستوياتها في 20 عاما. في محاولة للاستحواذ على حصة كبيرة في السوق. الأمر الذي أثار اضطرابات في أسواق الطاقة.
وفيما شهدت أسعار النفط أكبر انخفاض منذ حرب الخليج في العام 1991. يحذر المحللون بأن هذه الخطوة ستستمر في دفع الأسعار للهبوط نحو 20 دولارا للبرميل إذا لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق.
وطرحت الرياض اسهم شركة ارامكو العملاقة. أكبر شركة في العالم. للتداول في كانون الأول/ديسمبر الفائت. لكن سهم الشركة خسر 10 بالمئة من قيمته الاثنين.
ومطلع الشهر الجاري. تراجعت بورصات دول الخليج بشكل حاد. على خلفية التأثيرات الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا المستجد التي أصابت الأسواق العالمية بالذعر. لكنها عادت وسجلت انتعاشا قويا الثلاثاء.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية