معالم الوضع الميداني في إدلب مرّت من موسكو، بعد أن رسمها وأخرجها الجيش السوري دفاعاً عن أراضيه ضد العدوان التركي، عدوانٌ استمات حتى الساعات الأخيرة بدعم الإرهاب، اما الصورة الحالية فاستقرار الخريطة على أجهزة الإنعاش السياسي بعد ان كان الكلام للميدان.
وبعد مرور أيام على بدء تنفيذ الاتفاق الروسي التركي لوقف إطلاق النار في إدلب، ومراقبة الخروقات، التقى موقع قناة المنار مع اللواء محمد عبّاس الخبير العسكري السوري، ليقدّم القراءة العسكرية الأخيرة لخريطة تموضع القوات ضمن محافظة إدلب.
يشير اللواء عبّاس إلى رسم جديد لخطوط التماس، حيث يوجد على الطرف الشمالي من هذه الخريطة مزيج من القوات، ويتألف من المجموعات الإرهابية بكل مكوناتها، إضافة للجيش التركي الداعم لها، وكلاهما في مواجهة الجيش السوري الصاعد من الجنوب، ساعياً لتحرير أراضيه من الإرهاب وعدوان داعميه.
عدّة نقاط عسكرية تتوزع على الخط الممتد من الشمال الشرقي لدارة عزّة إلى الغرب من سراقب، وصولاً إلى المسطومة، وهنا يتحدث الخبير العسكري عن خط تماس دفاعي بناه المحتل التركي لتعزيز قوة الإرهابيين، يمتد على طول الخط العسكري الذي أشار إليه، مع التركيز على شرق إدلب باتجاه قميانس أريحا جسر الشغور، ويهدف هذا الخط إلى عرقلة التقدم أمام الجيش السوري، حسب ما ينوي الأتراك.
إلى الجنوب من منطقة البارة، كنصفرة، فمحيط جبل الزاوية، هنا أيضاً خط تماس يحاول العدوان التركي تعزيزه، لدعم المواقع الدفاعية لقواته البديلة المكونة من جبهة النصرة وتنظيم حراس الدين الإرهابي وغيرهم من أقرانهم.
اللواء محمد عباس، يتحدث عن معلومات حول اعمال يقوم بها العدوان التركي منذ عدة أيام، أي منذ بدء سريان الاتفاق الأخير بين بوتين أردوغان على وقف إطلاق النار، هذه الأعمال تشمل تعزيز وسائط وعتاد قتالي ومجموعات قتالية، إضافة لمختلف انواع الأسلحة ووسائط الحرب الالكترونية، وما يسمى بمنظومات القيادة والسيطرة والتحكم، وهي وسائط للتشويش على وسائط الدفاع الجوي السوري.
ويتوقع الخبير العسكري أن كل ذلك هو عبارة عن تحضير لمعركة كبيرة قد تكون قادمة ، مستبعداً التزام التركي بالاتفاق، وبالتالي بقاءه في شمال وجنوب الطريق M4 الممتد ما بين سراقب وجسر الشغور، لأن هذا يعني هزيمة جديدة لقوات الاحتلال التركي على حد تعبير اللواء عباس.
أيضاً حسبما يراه ضيف موقع قناة المنار، فإن أردوغان قد أُرغم على التوقيع على الاتفاق، لأنه لم تكن أمامه خيارات، فإما أن يعلن أنه يدعم المجموعات الإرهابية المسلحة، أو انه يقف ضد الإرهاب، وهذا يعتبر وسيلة من وسائل أردوغان للتهرب من مسؤولياته وواجباته تجاه المسلحين الرافضين لمضمون الاتفاق.
بالمقارنة بين المواقف والإجراءات على الأرض المتمثلة بالدعم التركي للمجموعات الإرهابية بالعتاد، فإن النتيجة تحضير لعدوان جديد، بمحاولة الاستيلاء مجدداً على المناطق التي حررها الجيش السوري.
ومن هنا فإنّ الأعمال القتالية مستمرة ومتواصلة، حسب ما يقرأه عباس للخريطة والظروف الحالية بعده، ورغم أنه يتمنى سريان الاتفاق نحو تحرير كافة الأراضي السوري من الإرهاب وتراجع أردوغان عن مشروعه، إلا انه يصف الوضع الحالي بالترقب، ويتوقع أنه وضع مؤقت شبهه بإعادة تجميع القوات الإرهابية مجدداً وتسليحها لاستئناف ما بدأت به قبل الاتفاق.
الجيش السوري بالمقابل على أُهبة الاستعداد لجميع السيناريوهات المحتملة في الفترات القادمة، وإن عاد الإرهاب بمحاولات التمدد والخرق فإنه سيلقى من الجيش السوري ما يمليه المنطق العسكري من مواجهة تسرّع حسمَ الموقف لصالح أصحاب الأرض.
المصدر: موقع المنار