بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، سيما بقية الله في الأرضين. اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها.
أرحّب بكم أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات من ذاكري أهل البيت (عليهم السلام) الذين تمتلكون القدرة على الحسم والتأثير. أنتم مؤثرون، وسلوككم وأقوالكم ومشاريعكم وبرامجكم لها دور حاسم في بعض الظروف. وقد انتفعنا اليوم كثيراً وأنا أتقدم بجد ومن الأعماق بالشكر للقارئ المحترم وللمنفذين المحترمين ولذاكري أهل البيت المحترمين، وللشاعر المحترم، وللمقدم المحترم، فقد كانت جلسة جد طيبة وقد انتفعنا منها إلى أقصى حد.
حسناً، مجتمع ذاكري أهل البيت يتولى على عاتقه مهمة كبيرة وهي إدارة أفراح المجتمع وأتراحهم. إنكم في الواقع تديرون الأفراح المعنوية والمآتم الأساسية والقلبية العميقة وتوجهونها وتديرونها. المجتمعات التي ليس لها هذا الوضع ولا تملك هذه المجالس وهذا البكاء وهذه الأفراح تشعر بهذا الفراغ وأنا على اطلاع بأنهم يريدون بشكل من الأشكال ملئ هذا الفراغ وردمه ولكن من دون جدوى؛ هذه مهمتكم. وسُنّة هذه المهمة وتقاليدها لا تعود إلى اليوم والأمس القريب، بل تعود إلى زمن الأئمة (عليهم السلام). حين ترون أنهم يشجعون دعبلاً أو أمثال هؤلاء الأجلاء بهذا الشكل ويحثونهم ويجلسون للاستماع إلى أشعارهم ويحثّونهم ويدفعونهم لمواصلة هذه الأعمال، فهذه هي نفسها المهمة التي تقومون أنتم اليوم بها، العمل الذي عرض أعزاؤنا اليوم هنا نموذجاً له.
بعد حادثة كربلاء أضحى عزاء الشهداء عملاً شائعاً بحيث يقيموا مجالس العزاء للشهداء والأئمة (عليهم السلام) وكانوا يروجون هذه الأعمال ويشيعونها وهو ما بقي إلى يومنا هذا. وخلافاً لما يتصوره البعض – في بعض الفترات كانت هناك ميول تنويرية لدى البعض تقول إن التعازي والبكاء علامة ضعف وما شاكل – البكاء في مجالس الشهداء ليس بكاء ضعف بل هو بكاء إرادة وبكاء عزيمة وبكاء إعلان عن المشاعر السامية لإنسان مرابط في وسط المعركة. وهكذا هو اليوم العزاء للشهداء، إن تشييع جثامين الشهداء ومجالس عزاء الشهداء وتكرار أسمائهم كله عزاء وفيه بكاء لكنه وسيلة للشعور بالعزة والشعور بالقوة والشعور بالشجاعة. وفي تشييع شهيدنا العزيز الأخير هذا لاحظوا ما الذي حدث في البلد كله، لا فقط في بلدنا بل في خارج هذا البلد أيضاً لاحظوا أي حدث عظيم سطّره تكريم هؤلاء الشهداء الأخيرين الشهيد سليماني وأبي مهدي المهندس والآخرين! هذا هو معنى توجيه وإدارة مجالس العزاء، أي إن باستطاعتكم توجيه وإدارة مجالس العزاء ومآتم الناس بالاتجاه الذي يريده الأئمة (عليهم السلام) ويحتاجه المجتمع.
الحاجة الكبيرة التي يعيشها بلدنا اليوم هي أن يتسلح شبابنا بأنواع الأسلحة الناعمة، أسلحة الحرب الناعمة، أي القوة الروحية والفكرية. وقد أشرت مراراً إلى بعض النقاط فيما يتعلق برفع مستوى قوة البلد. من الجوانب والأجزاء المهمة الحاسمة في تعزيز البلد ورفع قدراته وقواه هو هذا الأمر؛ أي أن نسلح شبابنا بسلاح الفكر والتفكير الصحيح الذي تزخر به معارف أهل البيت (عليهم السلام) والمعارف الفاطمية، وسوف أشير لاحقاً إلى نموذج صغير منها.
جيلنا الشاب الذي عقدنا عليه آمالنا – لأن مستقبل هذا البلد بأيديكم أنتم الشباب فالأمل معقود على الشباب – يجب أن يكون قوياً فولاذياً صاحب عزيمة وبصيرة ويعلم ما الذي يريد أن يفعله وإلى أين يريد الوصول، وكيف يجب عليه قطع هذا الطريق، وهذا ما يستلزم معارف أهل البيت فهذا السلاح يصون المجتمع والنظام الإسلامي والإسلام والمسلمين. إذاًنحن بحاجة إلى إحياء معارف أهل البيت (عليهم السلام).
وأقولها لكم أيها الإخوة الأعزاء الذين تشكلون مجتمع ذاكري أهل البيت وتمارسون هذا الدور: إن هذه المسؤولية مسؤولية مهمة، فإذا لم نعمل بمسؤولية الهداية بهذا الشكل الذي ذكرناه سنكون مسؤولين أمام الله تعالى، بمعنى أنه عندما يلقى واجب على عاتقنا فينبغي أن نعمل به ونؤديه، وإذا لم نعمل به فسيغضب الله جلّ وعلا علينا. لاحظوا أن نموذج ذلك في القرآن النبي يونس وهو نبي إلهي كبير حيث أصابه النفور من قومه، ولم يفعل شيئاً عديم المنطق من وجهة نظرنا فقد دعا قومه إلى الهداية سنين طويلة لكنهم أصروا على الكفر والضلال، فما عسى أن يفعل مثل هذا الإنسان؟ أصابه النفور والإعراض وخرج من عندهم وتركهم، لكنه في المنطق الإلهي كان يجب أن لا يُعرض عنهم، «وَذَا النّونِ اِذ ذَهَبَ مُغاضِبًا فَظَنَّ اَن لَن نَقدِرَ عَلَيه» (1) تصور أننا لن نتشدد معه «فَنادىٰ فِي الظُّلُمٰتِ اَن لا اِلٰهَ اِلّا اَنت» (2) ابتلاه الله تعالى بتلك الحادثة العجيبة ولو لم يلهج لسانه بهذه الأذكار ولو لم يتوسل بهذا التوسل «لَلَبِثَ في بَطنِه اِليٰ يومِ يبعَثون»! (3) كان المقرر أن يبقى هناك إلى يوم القيامة؛ لاحظوا! لأنه كان نبياً كان عقابه أشد من الآخرين. إذا كنا نتحمل مسؤولية ولم نعمل بها فإن الله تعالى سوف يعاقبنا «فَظَنَّ اَن لَن نَقدِرَ عَلَيه» (4)، تصور أننا لن نتشدد معه، لا، سوف نتشدد معه، الله يتشدد ويعاقب. إذا كنتم شعراء وإذا كنتم ذاكري أهل البيت وإذا كنتم خطباء ووعاظاً، كلما كانت معرفتكم أرقي وأكثر ومرتبتكم المعنوية أسمى كانت التوقعات منكم في ساحة العدل الإلهي وفي حضرة الحق أكثر وأسمى. هذا ما ينبغي أن نتذكره دائماً، ويجب أن نطلب العون من الله.
وإذا تحققت مهمة نقل معارف أهل البيت في مجالس العزاء والهيئات الحسينية وما شاكل فسيكون هذا ذخراً لا ينتهي. وتلاحظون اليوم أن بلادكم ومجتمعكم يصبر صبراً عجيباً تحت ضغوط متنوعة، ونحن نقرأ كلام الناس في العالم ونشاهده ونسمعه، وصبر الشعب الإيراني مثار دهشة وحيرة المراقبين العالميين، فهم يتعجبون ويُدهشون لهذا الصبر والطاقة. هذه الضغوط التي يمارسها الغول الأمريكي المتوحش لا تستطيع الشعوب الأخرى الصبر على خُمسها أو رُبعها، بينما يقف الشعب الإيراني قوياً صلباً، وهذه مظاهراته في الثاني والعشرين من بهمن (11 شباط، ذكرى انتصار الثورة الإسلاميّة) وقبل ذلك في تشييع جثمان القيادي الإيراني الذي عرج إلى السماء، مظاهر ومظاهرات حيّرت الجميع وأذهلتهم فراحوا يتسائلون: أي شعب مقاوم هذا. وهذا بفضل معارف أهل البيت وببركة هذه المجالس والمحافل وبفضل اسم وذكر الحسين بن عليّ وببركة اسم وذكر فاطمة الزهراء (سلام الله عليها).
من الأمور التي ينبغي أن تتابع في هذه المجالس بكل تأكيد وبفضل من الله قضيّة نمط العيش الإسلامي. الذي أرجوه من الإخوة الأعزاء هو أن يركزوا على قضية نمط عيش الأئمة (عليهم السلام) ونمط العيش الإسلامي في مطالعاتهم واستقصاءاتهم ومتابعاتهم، وليزين شعراؤنا الملتزمون البارزون – الذين سمعتم اليوم نموذجاً لأعمالهم هنا – هذه القضية بفنونهم الشعرية وليقدموها ويقرأوها في المجالس حتى يصار إلى صناعة ثقافة في هذا الشأن. إذا أردنا إعادة نمط العيش إلى حالته الإسلامية الصحيحة مقابل موجة جبهة العدو، فهذا هو السبيل، أي ينبغي صناعة ثقافة في هذا الخصوص. لاحظوا أنكم تقولون في الدعاء: «اللَهُمَّ اجعَل مَحياي مَحيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد» (5) حسناً، ما معنى محيا؟ معنى محيا أن اجعل حياتي شبيهة بحياتهم، وهذا معناه نمط العيش، هذا ما نريده، هذا ما أرادوا منا أن نقوله ونريده ونعمل به. قضية نمط العيش هذه من الأمور التي ينبغي أن تتابع ويجري الاهتمام بها.
لقد استطاع العدو للأسف مستفيداً من ضعف وخيانة رؤساء الأنظمة الإسلامية العملاء، ومن ذلك ما حدث في بلادنا طوال سنيّ ما قبل الثورة، استطاع نمط عيشه. إذا كنا نشاهد لامبالاة، وإذا كنا نشاهد إسرافاً، وإذا كنا نشاهد مشكلات متنوعة في داخل البلاد فالسبب هو الابتعاد عن الأخلاق الإسلامية وعن نمط العيش الإسلامي. إذا أردنا تسويد نمط العيش الإسلامي فيجب بناء ثقافة. وبناء الثقافة ممكن بهذه الوسيلة وأنتم أفضل من تستطيعون صناعة الثقافة وبناءها بين الناس، وأن تعيدوا التيار نحو الإسلام بالمعنى الحقيقي للكلمة.
في هذه الأدعية المتوفرة بين أيدينا – الأدعية المأثورة التي وصلتنا عن الأئمة – هناك تضرع وهناك توجه وهناك جاذبية وأنس ونقاء وبكاء، وهكذا كله محفوظ في محله، ولكن بالإضافة إلى ذلك فهذه الأدعية دروس بمعنى أنها توقظ شيئاً في ذهن الإنسان وتمنحه فكرة جديدة. عندما تقرأون في الدعاء: «اَللهمّ اَغنِني عَن هِبَةِ الوَهّابينَ بِهِبَتِك وَاكفِني وَحشَةَ القاطِعينَ بِصِلَتِك» فما معنى ذلك؟ معنى ذلك أنه حتى لو قاطعكم العالم كله فلن تستوحشوا إذا كنتم على اتصال بالله، «حَتّى لا اَرغَبَ اِلى اَحَدٍ مَعَ بَذلِك وَلا اَستَوحِشَ مِن اَحَدٍ مَعَ فَضلِك» (6)، هذا درس، هذا ما يمنحنا فكراً وتحليلاً لمستقبل حياتنا وهو أن نخطّط ونتصل بالله ونرتبط به ولا نحشى قطع الآخرين صلاتهم بنا وعدائهم لنا. وهذا شيء حدث في صدر الإسلام أيضاً وتلاحظون أنّه يحدث الآن أيضاً. لو قالوا في بداية الثورة إن هذا المجتمع الإسلامي والثورة الإسلامية يمكنها الوصول إلى هذه المحطات من حيث المرتبة العلمية والمدارج التقنية والموقع السياسي والنفوذ في المنطقة وما إلى ذلك، لما صدّق ذلك أي إنسان بالتأكيد، لكنه حدث فعلاً، وذلك لأنكم اعتمدتم على الله وعملتم. وواضح طبعاً أن الاعتماد على الله لا يعني العطل عن العمل والبطالة.
حسناً، وعن السيدة الزهراء (سلام الله عليها) فإن مراتبها المعنوية أسمى بكثير من حدود تفكيرنا العادية نحن البشر، نعم، أهل الله والخواص أدركوا في عالم المعنى أموراً وأشياء، لكننا نحن والحق يقال غرباء عن تلك العوالم والمدارج القدسية، ولا ندرك ذلك «وَالسِّرِّ المُستَودَعِ فيها» (7) ولا نستطيع إدراكه حقاً، لكننا نشاهد السلوكيات الحياتية العادية ونستفيد منها ونستلهم منها الدروس. الشيء الشائع والمشهور عن هذه السيدة العظيمة في خصوص الشؤون الثقافية هو قضية الحجاب والوقوف بثبات أمام الباطل لتثبيت الحق والدفاع عن الولاية، وهذه أمور تشاهد وتكرر، بيد أن هناك جانباً آخر من سلوك هذه الإنسانة العظيمة ومن المعارف الفاطمية هي قضية مساعدة الآخرين، وأريد اليوم أتحدث قليلاً عن قضية التضامن الاجتماعي ومساعدة الآخرين. عندما يسألها ابنها لماذا تدعين للآخرين فقط في أدعيتك وتضرعك؟ تجيب «يا بُنَي الجّارَ ثُمَّ الدّار» (8) هذا درس وهذا درب وهو شيء يذكرنا بمسؤولية اجتماعية. أو في قضية المسكين واليتيم والأسير حيث يذكر الله تعالى تلك الحادثة بكل تلك العظمة في سورة هل أتى وهناك سبع عشرة آية أو ثماني عشرة آية عن هذه الحادثة ما يدل على عظيم قدرها. «وَيطعِمونَ الطَّعامَ عَليٰ حُبِّه مِسكينًا وَ يتيمًا وَاَسيرًا * اِنَّما نُطعِمُكم لِوَجهِ الله» (9). هذه الحادثة حادثة رمزية، نعم، هناك يصبر هؤلاء الأجلاء على جوعهم وجوع كل أفراد عائلتهم ويقدمون المساعدة لليتيم والمسكين والأسير. لقد حدث هذا الأمر على أرض الواقع لكنه رمزي. كان بوسع السيدة الزهراء أن تقول لهم اذهبوا إلى مسجد النبي فهناك مركز الدولة الإسلامية – والآن أيضاً يقول البعض لماذا تساهمون في تربية المتسوّلين، إنها دولة إسلامية بالتالي ويجب أن تقوم بذلك – لا، واجبات الدولة لا تنفي واجبات المجتمع. الأفراد في المجتمع من واجبهم أن يساعد بعضهم بعضاً بالمعنى الحقيقي للكلمة، سواء المساعدة المالية أو المساعدة الفكرية أو المساعدة في حفظ ماء الوجه، ينبغي أن تتكون في المجتمع الإسلامي مختلف أنواع المساعدة. هذا درس فاطمي ومعرفة فاطمية.
من مشكلات مجتمعنا في الوقت الحاضر قضية الشباب: قضية فرص العمل للشباب وزواج الشباب. هناك الكثير من الفتيات والفتيان الشباب لكن الزواج صعب وغير ممكن. ينبغي أن يساعدوا وعلى الأفراد أن يعملوا في هذه المجالات ويسعوا ويجب بناء ثقافة في هذا الخصوص. عندما يجري الترويج لقلة الإنجاب وتحديد النسل بإعلام متعدد الجوانب وشامل سنصل إلى الوضع الحالي الذي يحذر فيه أصحاب الخبرة والاختصاص مما سيحدث بعد عشرين عاماً وثلاثين عاماً من حيث شيخوخة البلد والمجتمع. المجتمع العجوز لا يمكنه الوصول إلى تلك القمم، وكل حالات التقدم عندنا إلى اليوم كانت بفضل تواجد الشباب ومشاركتهم. لقد قلت إن الشيوخ وكبار السن لهم دورهم بلا شك لكن الداينمو المحرك هم الشباب. وإذا حرم هذا المجتمع من نسبة ملحوظة من الشباب فسوف يتسلط العدو عليه. بناء هذه الثقافة عملية ضرورية وهي بأيديكم. تشكيل العائلة يحتاج إلى صناعة ثقافة، والزواج اليسير يحتاج إلى صناعة ثقافة، وعدم التشدد في الزواج يحتاج إلى صناعة ثقافة، وعملية صناعة الثقافة أمرٌ تقدرون عليه أنتم فهي مهمتكم وواجبكم. شريحة ذاكري أهل البيت بوسعها القيام بالكثير من الأعمال.
من هذه المعارف الصمود وعدم الاستسلام مقابل التعسف. وقد كانت الكثير من أشعار السادة اليوم مختصة بهذه القضية وهي صحيحة ورصينة تماماً. هناك حوافز شديدة وقوية لإقناع الشعب الإيراني بأنكم يجب أن تتنازلوا. إذاعات العالم ووسائل التواصل الجماعي في العالم ووسائل إعلام العدو ومجموعة من مراكز وجماعات الفكر تجلس وتخطط لإقناع شعب إيران بأنه يجب عليكم التنازل أمام أمريكا ولا سبيل سوى هذا. لكن شعبنا بحمد الله صامد ثابت، ولكن ينبغي بث الطاقة المعنوية تباعاً وإحياؤها باستمرار. هذه إحدى المعارف. ورد في دعاء الصحيفة السجادية: «وَلا تَجعَل لِفاجِرٍ وَلا كافِرٍ عليّ … يدَا» (10) أي لا تجعلني مديناً لكافر أو فاسق ولا تجعلني محتاجاً لهم فلا تكون عيني مسمرة على أيديهم ولا أشعر بالضعف أمامهم. هذه إحدى المعارف. أن يطلب من الله أن لا يبتله بمثل هذا الوضع مقابل العدو فمعنى ذلك أنه ينبغي عدم الابتلاء بمثل هذا الوضع مقابل العدو.
نحمد الله على أن الروح الحماسية الملحمية حية في بلادنا. في كل القضايا والأحداث التي تستدعي مشاركة ملحمية حماسية من قبل الشعب، يشارك الشعب بالمعنى الحقيقي للكلمة بالحماسة اللازمة. ينبغي تعميق هذا الحماس والمعنوية والمشاعر، وخصوصاً عند الشباب. ينبغي إقناع الأذهان على شكل ثقافة متكاملة. وهذا متاح عبر صناعة ثقافة وهو من اختصاصكم وشأنكم، إنه من واجب شريحة ذاكري أهل البيت. عندما أنظر لمجتمعنا أرى أن ذاكري أهل البيت المؤمنين الثوريين الشجعان والحق يقال ينجزون أعمالاً ويؤثرون على مستوي البلاد، فلتنصب المحاولة على أن تكون كل شرائح ذاكري أهل البيت بهذا الشكل، الأشعار التي تقرأ والأداء الذي يقدم، وهذه الجماعات الشابة التي تشارك وتحضر عادة في هذه التجمعات، ليتمتع هؤلاء بالمعنوية والمعرفة والبصيرة بالمعنى الحقيقي للكلمة ولينهضوا بزاد معنوي وفير.
الحمد لله على أن معدن الحكومة الإسلامية والمجتمع الإسلامي والجمهورية الإسلامية من هذا النوع، لدينا قادة عسكريون صالحون، ولدينا شباب علماء متحفزون صالحون، ولدينا صناع ثقافة رفيعو الهمم وغيورون وفنانون صالحون جداً، ولدينا جماهير مستعدة وجاهزة في كل الساحات حيث توجد في كل مكان يحتاجه الإسلام والدولة الإسلامية والنظام الإسلامي نساء ورجال جاهزون يشاركون ويعملون. هذا هو معدن الجمهورية الإسلامية بفضل ولطف من الله، وكما أشعر وفي الواقع أرى وأشاهد فإن النصر الحاسم النهائي على جبهة العدو الواسعة سيكون بلا شك حليف الشعب الإيراني.
في نهاية كلامي أؤكد على الإخوة الأعزاء ذاكري أهل البيت – وإذا كانت هناك أخوات عاملات في هذا الصراط – بأن يستحضروا دوماً في أذهانهم وخواطرهم الكريمة بأنكم صناع ثقافة ويجب أن تصنعوا ثقافة. ينبغي أن تفعلوا ما من شأنه أن تنعكس الفكرة الصحيحة والعمل الواجب بصورة واضحة في أذهان الناس وقلوبهم وتبقى راسخة فيها. هذا العمل أكبر عبادة وأكبر صدقة وسوف يعينكم الله تعالى إن شاء الله.
اللهم بحق فاطمة الزهراء أحينا فاطميين وأمتنا فاطميين. ربنا بحق محمد وآل محمد احشرنا فاطميين. اللهم انصر شعب إيران واجعله شامخاً في كل الساحات، واحشر شهداءنا الأبرار مع الرسول، واجعل ما قلنا وسمعناه لك وفي سبيلك، واجعلنا مشمولين بلطفك ورحمتك وفضلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1 – سورة الأنبياء، شطر من الآية 87 .
2 – سورة الأنبياء، شطر من الآية 87 .
3 – سورة الصافات، الآية 144 .
4 – سورة الأنبياء، شطر من الآية 87 .
5 – كامل الزيارات، ص 178 .
6 – الصحيفة السجادية، الدعاء الخامس (بقليل من الاختلاف).
7 – عوالم العلوم، ج 11 .
8 – علل الشرايع، ج 1 ، ص 182 .
9 – سورة الإنسان، الآية 8 و شطر من الآية 9 .
10 – الدعاء الحادي والعشرون.
المصدر: موقع المنار