فعلتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولم تعبأ بكل الزبد الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الايام التي تلت اغتيال القائدين سليماني والمهندس ورفاقهما. الرد الذي لم يتأخر: مدروس، مباشر، ثقيل، ومركز، وأوصل رسالة “الانتقام الشديد” عن طريق ايران نفسها من دون الإستعانة بالحلفاء.
ضربة بضربة، لكن الضربة الايرانية جاءت بعد إنذار ولم تكن غدراً، كما فعلت امريكا بسليماني ورفاقه. كما ان الضربة الايرانية نالت من الجيش الاميركي مباشرة ، وهو هدف عسكري مشروع، بخلاف سليماني ورفاقه الذين لم يكونوا في ساحة قتال. وهذا يعكس جانبا أخلاقيا في الرد، من دون ان يعني ذلك ان الضربات التالية ستلتزم بالضرورة هذه الطريقة او القاعدة فذلك يعتمد على طبيعة التطورات اللاحقة.
خلاصات ونتائج أولية للضربات الصاروخية الايرانية:
يمكن على نحو سريع تقديم مجموعة ملاحظات ونتائج حول الرد الصاروخي الايراني على قواعد اميركية في العراق :
– عدم قدرة الدفاعات الاميركية على التصدي للصواريخ الايرانية الدقيقة او اسقاطها، برغم ان الاميركيين قالوا انها رصدوا انطلاق الصواريخ من ايران.
– دقة الاصابة، وهذا ما يظهر في الصور.
– السرعة في الرد، وهذا تحقق بعد تشييع الشهداء مباشرة.
– لا يجب التوقف كثيرا عند عدم الاعتراف الاميركي بالاصابات حتى الآن، فأي اعتراف سيشكل عاملاً ضاغطا على ادارة ترامب الذي يفضل طمأنة الاميركيين وان “كل شيء يسير بشكل جيد جداً”، كما انه الغى كلمة مقررة اليوم، وهذا مؤشر هروب من مواجهة الواقع.
– تبين حتى الآن ان ترامب الذي هدد بالرد على اي رد ايراني بأحدث المعدات والاسلحة الاميركية “الجميلة”، التزم الصمت وفضل لف ذيله بين ساقيه، حفاظاً على بقية قواعد قواته في المنطقة وعلى اسرائيل التي كانت ستتلقى الوجبة الثانية من الانتقام الايراني الشديد في حال قام الاميركيون بضرب اهداف ايرانية.
– اثبتت ايران انها على قدر الربط بين القول والفعل ولا تخشى التهديدات. وبعد هذا الرد، عززت صورتها الردعية التي سيحسب لها الف حساب في المستقبل.
– سينعكس ذلك، في حال توقفت الامور عند هذا الحد، على مكانة الولايات المتحدة بين حلفائها. وبذلك، أدت هذه الضربات الى مفعول عكسي لما أرادته اميركا من اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس ورفاقهما بهذه الطريقة الفظة والمباشرة .
– سيترتب على الولايات المتحدة ان تعيد النظر في تموضعها العسكري المكلف في المنطقة، ولاسيما في العراق، على ضوء انكشافه امام الصواريخ الايرانية.
– من المقدر ان تكون لهذا الرد انعكاسات ايجابية على موقف ايران في المنطقة، وايضاً في الملف النووي. واصبح موضوع قدراتها الباليستية وراء ظهرها، بعدما تبين مجدداً على نحو قاطع انه احد عوامل الردع الهامة والدفاع عن ترابها ومصالحها.
– من المقدر ان يكون موقف حلفاء ايران في محور المقاومة اقوى بعد الرد الصاروخي، لاسيما في مواجهة اسرائيل.
– ستكون اسرائيل الاكثر انزعاجا اذا انتهت الامور عند هذا الحد، لأن اسرائيل كانت تريد دفع اميركا الى مواجهة ايران عسكريا. وهذا سيؤدي الى تصاعد التوتر في كيان العدو.
المصدر: موقع المنار