تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الخميس في 18-8-2016 العديد من الملفات الدولية والمحلية، وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي.
السفير
شكوك في تفاهمات بوتين مع الأميركيين والأتراك.. وشويغو يمدّد المهمة
روسيا تُعدّل استراتيجيتها لحسم المواجهة في حلب
العد التنازلي لسيرغي شويغو بدأ منذ عشرة ايام، ويدوم حتى الخامس عشر من ايلول، لاغلاق ثغرة جنوب حلب، وخلخلة عرى التوازن الميداني الذي حاول الاتراك فرضه في الشمال السوري، على الروس والسوريين، واطالة امد الحرب والاستنزاف في سوريا، عبر «راموسة» حلب.
ما كان للمهلة ان تطول، لو لم يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع لمجلس الامن القومي الروسي، على طلب وزير دفاعه سيرغي شويغو، تمديدها ١٥ يوما كي يتمكن الروس من بناء استراتيجية، بمعية الحلفاء، لإقفال الطوق مجددا على المجموعات المسلحة في حلب الشرقية. وبحسب مصدر عربي قريب من العمليات العسكرية الروسية في سوريا، اعاد الروس النظر في حساباتهم على ضوء الهجوم المضاد الذي شنه «جيش الفتح» على الكليات العسكرية، والراموسة جنوب غرب حلب. المراجعة استعجلها لقاء الرئيس فلاديمير بوتين، بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي وصف الهجوم المسلح للمجموعات المقربة لمخابراته في حلب، بانها «اعادت التوازن» الى سوريا، والى شروط المصالحة الروسية التركية.
وخلال اجتماع مجلس الامن القومي، اعتبر الرئيس الروسي ان الجيش السوري لا يتقدم بالسرعة المطلوبة في عمليات حلب، وكلف وزير دفاعه بالعمل على اغلاق ثغرة جنوبي حلب، قبل انتهاء شهر آب الحالي. وطلب شويغو منحه المزيد من الوقت لترتيب عملية جوية سورية روسية مشتركة، حتى الخامس عشر من ايلول، تشمل في الجزء الذي بات معروفا منها، نشر القاذفات الاستراتيجية «تي ٢٢» في قاعدة همدان الايرانية، على مقربة من الحدود مع العراق، وارسال قوة برية من المتطوعين الروس، في الجزء الثاني منها، للمشاركة في العمليات ودعم عمليات القوات الخاصة السورية .
وبحسب معلومات عربية، بدأت طليعة قوة من المتطوعين الروس بالوصول الى مدينة طرطوس. ومن المنتظر ان يصل تعداد القوة الى الفي متطوع. وينتمي هؤلاء الى وحدات من المقاتلين الروس شاركوا في معارك القرم، والشرق الاوكراني. ويشرف على هذه الوحدات الجنرال المتقاعد بوريس غروموف، احد ابطال الحرب الافغانية والشيشانية، واخر الجنود السوفيات الذين عبروا جسر الاموداريا، منسحبا من افغانستان في ١٥ شباط ١٩٨٩.
ويخفف تدفق المتطوعين، الذين لا ينتمون الى ملاك الجيش الروسي مباشرة الى سوريا، من المخاطر الداخلية السياسية لادارة بوتين، خصوصا ان العشرات منهم قد قتلوا منذ ان بدأ الانخراط الروسي في سوريا قبل عام تقريبا. ويقول المصدر العربي ان لوائح التطوع الروسية الى سوريا، ستلعب دورا متزايدا في الصراع السوري، خصوصا ان عدد المتطوعين المسجلين للقتال في سوريا، قد تجاوز المئة الف متطوع. واذا ما صدقت الارقام، فانها تعكس تكثيف الظاهرة البوتينية، ومناخات التعبئة القومية التي تتداخل في بنيتها الايديولوجية مع الصحوة الدينية والانبعاث القومي، والحنين الى استعادة دوائر النفوذ السوفياتي القديم.
والارجح ان القرار الروسي بنشر قاذفات الـ «تو٢٢» الاستراتيجية في قاعدة همدان، او ارسال المزيد من المتطوعين، للانخراط برا في العمليات العسكرية، لا يزال يحتاج للمزيد من الوقت لتبين نتائجه سواء في حلب، او في الاقليم باكمله. ورغم اتسام الخطوات الروسية في سوريا، بشكل عام، بالارتجال، او مفاجأة الخصوم الاميركيين والاتراك بمبادرات غير منتظرة، من الانخراط جويا في ايلول الماضي، ثم التراجع الى هدنة، قبل اكتمال اهداف «عاصفة السوخوي» في شباط هذا العام، الا ان اتخاذ قرار على اعلى المستويات باستعادة حلب، ونشر قاذفات استراتيجية في قاعدة ايرانية، والتوسع في العمليات البرية، قد يكشف عن مغادرة الارتجال والذهاب نحو استراتيجية روسية طويلة الامد، لحسم المعركة في سوريا، وترسيخ العودة الروسية الى المشرق، ومنح مصداقية اكبر للتحالف مع روسيا، واحداث توازن مع الدور الاميركي، والاهم شطب المحاولة السعودية والتركية لملء الفراغ الاميركي في المنطقة، او لعب دور الدرك الاقليمي مع هزيمة اميركا في المنطقة ووراثة دورها، بالاضافة الى تحجيم المشروع التركي في سوريا، بالذهاب الى كسره مجددا في حلب.
ان اولى نتائج ارسال «التوبوليف» الى همدان هو عدم الاكتفاء في نظرية العودة الروسية المستمرة الى المياه الدافئة المتوسطية، والتوسع نحو مياه الخليج الحارة، ما يخرج الايرانيين من عزلتهم في مواجهة دول الضفة المقابلة. وليس صدفة ان تتحول حلب، قبل همدان الى عنوان مواجهة مع السعودية، التي تقول معلومات من حلب، انها فقدت اثنين من كبار ضباط الحرس الملكي لديها في معاركها. اذ دمر الطيران الروسي غرفة عمليات سعودية في خان طومان، في الايام الاولى لهجوم المجموعات المسلحة على الراموسة، وقتل في الهجوم على الغرفة التي يقودها ضابط باكستاني، ضابط سعودي يدعى مخالف الصالح، وعبد الرحمن الهاجري ضابط الاستخبارات السعودية في الغرفة.
ومن المبكر القول ما اذا كانت الجغرافيا السياسية للمنطقة في طور الانقلاب نهائيا، ام ان العملية الروسية تهدف الى تحسين شروط مواجهة الادارة الاميركية المقبلة فحسب، بالاستفادة من ارتباك الادارة الحالية، وتراجعها خلال ما تبقى لها من اشهر قليلة في البيت الابيض، ورفع وتيرة العمليات العسكرية في سوريا مع تضاؤل الرهان على اي تفاهم مع الاميركيين. وكلما ابتعد التفاهم مع الاميركيين في ما تبقى من النافذة المفتوحة للادارة الحالية، ضاقت نافذة الخيارات امام الروس، وهو ما يعكسه الانتشار الاستراتيجي الروسي. وتسود الدوائر الدبلوماسية الروسية قناعة ان الادارة الاميركية المقبلة ستكون اكثر عدوانية، ومن المجدي تفادي الاستنزاف والمواجهة المقبلة، واستباق وصولها بتغيير الوقائع على الارض وهزيمة المجموعات المسلحة. وهو بالمناسبة رهان السعوديين والمعارضة المسلحة والائتلاف السوري واساس رفضهم المستمر لاي تسوية سياسية بانتظار ان تأتي هيلاري كلينتون، بجيوشها الى سوريا. ومن المؤكد ان قرارا روسيا قد اتخذه الرئيس فلاديمير بوتين من همدان الى حلب، بكسر الاتراك والاميركيين والسعوديين في سوريا، وهو رهان اذا ما وصل الى نهاياته المنطقية، سيغير بالتأكيد التوازنات، والتحالفات في المنطقة. ويكذب الانتشار الاستراتيجي الروسي من همدان الى حلب وجود اي تفاهمات روسية اميركية او روسية تركية .. حتى الان.
التخبط في الاعلان الروسي عن قرب حدوث عملية مشتركة في حلب ضد الارهاب، كما قال شويغو، يتناقض مع نفيين. الاول اميركي من الخارجية الاميركية، والثاني ما اكده في ما بعد سيرغي لافروف وزير الخارجية، من ان واشنطن فشلت في الفصل ما بين المجموعات المعتدلة والارهابية. كما ان التفاهم على عزل «النصرة»، قبل تحولها الى «جبهة فتح الشام»، لم يتحول الى واقع، ولم يصدر اي بادرة عن واشنطن، عن مضمون ذلك التفاهم الافتراضي. ومن شأن ظهور قاعدة همدان الروسية الايرانية، ان يجعل من التفاهم الروسي الاميركي اكثر تعقيدا اذا ما وجد اصلا.
اما التفاهم مع الاتراك فليس اكيدا هو الاخر مما يجعل الخيار الروسي اكثر استعجالا. ولم يخرج من لقاء الساعات الثلاث في الكرملين بين بوتين واردوغان ما يذهب ابعد مما قاله بيان الكرملين من العودة بالعلاقات بين البلدين الى ما كانت عليه، وهو طموح متواضع امام الذهاب نحو تحييد الاتراك في سوريا. لا توجد اي مؤشرات ميدانية على اي رغبة تركية بوقف الحرب على سوريا، ولا تزال المجموعات المسلحة تأتي بارتالها من قواعدها في تركيا. ومن غير المنتظر في لحظة انشغال داخلي تركي، او تراجع اقليمي، ان يعمد اردوغان الى التخلي بسهولة عن الورقة السورية، بل ان المرجح بسبب نزق الزعيم التركي ان يواظب على التمسك بورقته الاخيرة الثمينة في اللعبة الاقليمية، بعد هزيمته في مشروع «الربيع العربي». كما ان الصفقة المطلوبة روسيا من الاتراك تتطلب انزياحا في الموقع التركي، والانتقال بالهضبة الاناضولية من حلف شمال الاطلسي الى مشروع «الاوراسيا»، وهو انزياح يتعارض مع متطلبات هذا الموقع كما ظهرت خلال الحرب الباردة، وما بعدها، فضلا ان قرارا استراتيجيا من هذا النوع، وتحدي اميركا، والغرب، يتطلب قرارا تاريخيا، ورجلا تاريخيا لا يشبه رجب طيب اردوغان. وكان هناك تسريبات من ان الاتراك قد يذهبون الى تحالف ايراني تركي روسي، ولكن لا يزال النقاش معهم يدور عن اجتماعات امنية ثلاثية حول سوريا، قد ينضم اليها العراقيون، والسوريون، ويرفضون الرد على طلبات روسية باغلاق معابر المسلحين من اراضيهم الى سوريا … حتى الان.
وقد لا يكفي تحييد الدور التركي في الشمال السوري، لحسم معارك الشمال السوري. اذ ان الاتراك لا يملكون وحدهم معابر السلاح والمسلحين الى سوريا عبر حدودهم، وليسوا اللاعبين الوحيدين في المنطقة، وهم يملكون دورا وازنا، وليس الدور الحاسم. بالرغم من اشرافهم على شطر واسع من المجموعات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري، في ارياف ادلب واللاذقية وحماة وحلب، وقيادة مخابراتهم لـ «احرار الشام» او «جبهة النصرة»، و «جيش الفتح»، او «الحزب الاسلامي التركستاني»، وكل المجموعات الاخوانية، من «فيلق الشام»، الى بقايا «لواء التوحيد»، فـ «جند الشام»، الا ان الولايات المتحدة تقف في الظل لاعبا اساسيا اليوم، تمنع تحقق تلك الفرضية التي تقول انه يكفي ان يغلق الاتراك حدودهم كي تنتهي الحرب في سوريا، وتهزم المجموعات المسلحة. فخلال العامين الماضيين، اقامت الولايات المتحدة جدارا طويلا، خلف وحدات الشعب الكردية، والجدار يمتد من اقصى الشرق السوري، في المالكية، الى عين العرب كوباني، ومنها الى غرب الفرات عبر سد تشرين، الى منبج، وتتجه منها الى جنوب الغرب، نحو الباب، لتصبح للمرة الاولى على تماس مع الجيش السوري والروس.
ويملك الاميركيون قاعدتين جويتين في الرميلان وعين العرب. ويعملون على انزال قوات في مطار الجراح شرق حلب، حيث تتمركز «داعش» حاليا، ويجري الحديث عن مطار رابع قيد الانشاء غرب الفرات. وجلي ان الاميركيين بدأوا الاستعداد للبقاء في الشمال السوري، لحماية المشروع الفيدرالي الكردي في المنطقة، ومواصلة قتال «داعش»، والاستعاضة عن الدور التركي في سوريا، ببناء تحالف قوي مع الاكراد، لمواجهة الروس، اذا ما تراجع الاتراك. وبالعودة الى اسس الخلاف التركي الاميركي، ينبغي استرجاع ما قاله الرئيس باراك اوباما في عقيدته كما عرضها لمجلة اتلاتنيك عندما انتقد «استبداد اردوغان، ورفضه ارسال جيشه الى سوريا»، فيما كان الاتراك يصرون على الذهاب مع الاميركيين الى مواجهة الجيش السوري، وليس بمفردهم.
النهار
“مفترق” نهاية السنة في حمى التحركات اجتماع نيويورك في أيلول محطة حاسمة؟
شكلت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري للبنان في اليومين الاخيرين فسحة واسعة لفتح ملف الاستحقاق الرئاسي العالق عند التعقيدات الداخلية والاقليمية المعروفة من منطلق مهمة الاستطلاع والتقصي التي ميّزت الزيارة التي لم ترق الى مستوى مبادرة، لكنها اتاحت للديبلوماسية المصرية ان تقلب صفحات الازمة السياسية في لبنان من مختلف جوانبها. واذا كان الوزير المصري لمح نتيجة لقاءاته الماراتونية مع الزعماء السياسيين الى وجود “عناصر توافق عدة وتفهم للمرحلة التي وصلنا اليها “الامر الذي عده” مؤشراً ايجابياً يفرض تكثيف الجهود للوصول الى ما نصبو اليه”، أكد “اننا سنستمر في تواصلنا على المستوى الاقليمي مع ما لدينا من علاقات مع قوى دولية مؤثرة لاستكشاف ما يمكن ان يتم”.
وبدا لافتاً في هذا السياق ان الوزير شكري الذي كان جمع الى عشاء عمل مساء الثلثاء عددا من الاقطاب السياسيين، قام امس بجولة عليهم بدا معها انه اراد الوقوف بعمق على توجهات الزعماء ولا سيما منهم الاقطاب المسيحيين في شأن الازمة الرئاسية وما يمكن مصر القيام به من دور مسهل للتوافق الداخلي ومن ثم الاضطلاع بجهود على المستوى الاقليمي للدفع نحو انهاء الازمة الرئاسية، علماً انه شدد مراراً على تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وسيلة ضرورية لانهاء الازمة الرئاسية.
وقالت أوساط اطلعت على أجواء الجولة التي قام بها الوزير المصري لـ”النهار” إن هاجس تمادي الازمة الرئاسية الى السنة المقبلة ظلل الكثير مما سمعه من الافرقاء اللبنانيين وكان أبرز من عبر عن هذا الهاجس رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي شدد طوال اللقاء مع شكري على خطورة تجاوز الازمة الرئاسية الى استحقاقات اخرى قبل حلها. واعتبر ان القفز عن هذه الازمة سيشكل تشويشاً على الازمة الاساسية واذا لم تحصل الانتخابات الرئاسية قبل نهاية السنة الجارية سيصبح لبنان في مواجهة ثلاث ازمات دفعة واحدة اذ ستبدأ مع السنة الجديدة الاستعدادات للانتخابات النيابية وفي حال اجراء انتخابات نيابية بلا رئيس للجمهورية ستصبح الحكومة في حكم المستقيلة كما سيكون مجلس النواب المنتخب معطلاً. ولذا أبرز جعجع ضرورة تركيز كل الجهود على انتخاب رئيس للجمهورية كأولوية اساسية.
ولم يكن موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقائه والنواب بعيداً من هذا السياق اذ عاد الى التحذير من ان “عامل الوقت ليس لمصلحة الجميع” ورأى أن الوضع في البلاد في نهاية السنة “سيكون على مفترق طرق اذا لم نتفق على الحلول المناسبة للملفات العالقة”.
قبل اجتماع نيويورك
واتخذ التحرك المصري دلالة مهمة من حيث تفرد مصر تقريباً دون الدول العربية الاخرى في الاطلالة على الازمة الرئاسية في لبنان ولو من دون أوهام مضخمة حيال امكانات نجاحها حيث لم تنجح مثلا المبادرة الفرنسية. لكن هذا التحرك جاء متناغما مع تحركات ديبلوماسية أخرى منها ما كشفته مصادر ديبلوماسية في باريس لمراسل “النهار” في العاصمة الفرنسية من ان المحادثات التي اجراها أمس في الفاتيكان الرئيس الفرنسي مع البابا فرنسيس تطرقت الى الوضع السياسي في لبنان واهمية المساعدة على سد الفراغ الرئاسي فرنسوا هولاند وانتخاب رئيس من منطلق مخاوف لدى الطرفين من تأثير الفراغ الرئاسي والخلافات الداخلية على الوضع الاقتصادي من جهة والامني من جهة اخرى.
وتسعى دول صديقة للبنان منها فرنسا والفاتيكان ومصر الى القيام بمساع لدى الاطراف الدوليين والإقليميين لحشد الجهود قبل اجتماع مجموعة الدعم الدولية في نيويورك على هامش دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة أواخر شهر ايلول لاخراج الرئاسة من عنق الزجاجة. وتشير هذه المصادرالى ان عدم توصل القوى الدولية والإقليمية الى توافق على الاستحقاق الرئاسي اللبناني سيؤدي الى وضعه في الثلاجة الى حين تسلم رئيس أميركي جديد مهماته مطلع السنة ٢٠١٧ ورسمه سياسة اميركية جديدة للمنطقة. وتضيف انه يتعين على الاطراف اللبنانيين والإقليميين الافادة من الأسابيع المقبلة للتوصل الى تفاهم لان التأخير لن يكون في مصلحة الاطراف الداخليين.
مجلس الوزراء
الى ذلك، أبلغت مصادر وزارية “النهار” ان موضوع التعيينات العسكرية سيطرح في جلسة مجلس الوزراء العادية قبل ظهر اليوم وسيتولى طرحه نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل من خارج جدول الاعمال بإقتراح أسماء ثلاثة ضباط لإختيار أحدهم اميناً عاماً للمجلس الاعلى للدفاع وإذا لم يحظ أي منهم بثلثيّ أصوات الوزراء يصار الى تمديد ولاية الامين العام الحالي اللواء محمد خير وهو الامر المرجح.
وقالت إن جدول الاعمال الذي يتضمن 59 بنداً وعدداً من المراسيم ينطوي على مواضيع قد تثير جدلا في شؤون عقارية وعقود بالتراضي والطاقة. وتوقعت المصادر ان يثار موضوع النفايات مجدداً في مجلس الوزراء من زاوية الاصرار على تنفيذ الخطة وعدم المسّ بها.وقالت ان حزب الطاشناق أبلغ حزب الكتائب انه ملتزم تنفيذ الخطة بالتنسيق مع الحكومة إنطلاقا مما وافقت عليه بلدية برج حمود المعنية بالملف.
ويدخل الاعتصام الذي ينفذه محازبون وناشطون في حزب الكتائب عند المدخل المؤدي الى مكان اقامة مطمر في برج حمود يومه الرابع وسط اصرار المعتصمين على منع استكمال الاعمال الجارية في المطمر والذين يحذرون من كارثة بيئية في منطقة المتن الشمالي جراء اقامة المطمر. وأدى هذا التحرك في مرحلته الاولى الى وقف الاعمال في كاسر الموج ولكن لم تتوقف أعمال نقل النفايات الى داخل المكب.
الاخبار
حزب الله في الأرض والسماء: من الكمين إلى الجليل
«في البداية كنّا نتصيّدهم كما لو أننا في حقل رماية، مع أنظمة رؤية ليلية ولم يفهموا من أين يأتيهم (الرصاص)… وخلال عدة سنوات وجدنا أنفسنا مع الموساد وهو يهرول إلى هنا وهناك في أوروبا كي يتابع الأماكن التي يشتري منها حزب الله الشرائح الالكترونية التي يستخدمها مقاتلوه لمنع طائراتنا التي تحلّق في الجو من تفجير العبوات»، بهذه العبارات لخّص رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك مسار تعاظم قدرات المقاومة منذ نشأتها. فمن مجموعات تبحث عن ثغرات لنصب الكمائن إلى تنظيم يلوّح بـ«معركة الجليل». «التفاعل مع التحدي» كما يصفه أحد قادة الجسم الجهادي أنتج منظومة قتال متمرّسة ومرنة «واسعة الانتشار» نقلت حزب الله إلى لاعب اقليمي في ميادين مختلفة.
إيلي حنا
في البدء كانا «أخوَين»: الأول يرصد والثاني ينفذ. أو كانا «أخاً» واحداً، يقود سيارته ويفجّرها بالعدو. استُهلّت الحكاية بمجموعات صغيرة. كان «الجيش الذي لا يقهر» يُلاحقهم فرادى وهم ينمون ويتكاثرون بين جدران منازلهم حيث لا يُحجب صوت نشيد أو سيرة شهيد. كَبُرت المهمة ولاح التحدي الأكبر مع مرور السنوات.
قد يصح القول إنّ ما بقي من حزب الله 1982 هو الهوية وثلّة من الرعيل الأول. منذ أكثر من 30 عاماً يبحث المتابعون عن سرّ بقاء هذا التنظيم وصموده. البعض عوّل على فنائه وآخرون على تحجيمه، لكن في الحقيقة كان الحزب يتحوّل إلى مؤسسة ضخمة تنمو مع كل تهديد، وقادرة على الابداع والتطور مع كل مفصل تمرّ به مسيرتها. اليوم يحضر الحزب في جبهات عدة في المنطقة، فمن مقاوم ترعرع في قرية جنوبية نائية وضع نُصب عينيه الدفاع عن حدود ضيعته، إلى مقاوم يتنشّق الهواء ذاته «يحمي» مشروع حزبه وثوابته في بَوادي دول الاقليم ومدنها. مجموعة مؤمنين حالمين عام 1982، أصبحوا لبنة مؤسسة لتنظيم فاعل ومؤثر في المنطقة كلها.
يأخذنا قائد جهادي كبير إلى «العملي»، فهو مسلِّم بحزبه الذي «يسعى الى احقاق الحق والدفاع عن الوطن»، كعوامل معنوية مشكّلة لأي تنظيم بأبعادها الانسانية والوطنية والدينية. السيرورة التصاعدية، إذاً، طبيعية بالنسبة إليه.
في «العملي»، يروي القائد في المقاومة أنّ «الحاجة كانت تأخذنا إلى نمط جديد من العمل»، وهذه الحاجة اختلفت من مرحلة إلى أخرى. فهو مثلاً، يعيدنا بالذاكرة إلى عملية الأسر الأولى عام 1986 (في 17 شباط من ذلك العام، أسرت المقاومة جنديين ضمن «عملية كونين»، وقادَ العملية الشهيد سمير مطوط)، ثم يضيف حادثة اجبار العدو الإسرائيلي على الانسحاب من بلدتي كفرا وياطر في شباط 1992، حين كشفت المقاومة عن مخزون كبير تمتلكه من صواريخ «الكاتيوشا» التي قصفت فيها نقاط الجيش الإسرائيلي، مجبرة قوته المتوغلة على العودة إلى «الحزام الأمني»، لتدخل تلك الصواريخ في معادلة الردع.
هذه «الحاجة» بالنسبة لهدف كبير هو إزالة إسرائيل تجعل سلوك طريق تنمية القدرات أمراً ملحاً. يشير القائد في حديثه إلى «الأخبار» إلى العوامل المادية التي وجب تطويرها، وهي أساس «النمو»، مفصلاً في نقاط أربع: 1) العديد، 2) التسليح، 3) التدريب، 4) الانتشار.
وفي هذه النقاط يتكلّم عن قوة من «أضعاف مضاعفة» يمتلكها الحزب نسبة لمرحلة ما بعد حرب تموز 2006، إن كان من حيث عدد المقاتلين ونوعية تسليحهم وتدريبهم، إلى انتشارهم «الواسع». لكن في بناء هذا القوة، مرّت المقاومة في مراحل فرضت كل منها أنماطها. فكان الهدف قبل عام 2000 «استنزاف العدو بغرض انسحابه من الأرض، وأن يعلم أن ثمن بقائه فيها كبير»، لذا استوجب «اسلوبا يستلزم قدرات وأساليب محددة». ففي السنوات الاولى كان «شابان كافيين لزرع عبوة»، وعدد صغير جداً لتنفيذ كمين، بالإضافة إلى العمليات الاستشهادية.
مع تراجع العدو إلى القرى الحدودية، فُتحت أمام المقاومة ما يسميها القيادي «مناطق خضراء»، وهي مناطق محررة تستخدم قواعد انطلاق للإغارة، «فانطلق العمل لضرب تحصينات العدو أو احتلال نقاطه لفترة محددة، أو قتل أفراده ثم الانسحاب… وهنا أصبح ذلك يتطلب اشتراك عدد أكبر من العناصر ليصل إلى أكثر من 70 مجاهداً في العملية في بعض الأحيان».
هذا النمط بقي وتطور حتى انجاز التحرير عام 2000. بعد الانسحاب الإسرائيلي، اتخذ القرار: «هذا الجنوب ممنوع احتلاله». لتنتقل المقاومة إلى نمط جديد من «التركيز على مناطق قتال متعددة» وتثبيت «منظومة قتال كاملة في كل منطقة» مع التنسيق والضبط في ما بينها. هذا النمط أثبت نجاعته في حرب تموز 2006. جاءت الحرب والحزب مستعد لكل مآلاتها عبر ما يسميه القائد «الذكاء العسكري». هذا «الذكاء» في الجسم الجهادي مكّن المقاومين من الانتقال من نمط إلى نمط، ومن أسلوب إلى آخر قبل كل «مفصل» جديد.
بعد التحرير، يلفت إلى أنّه «وُجّه لاعداد الكادر لاستيعاب نمط جديد من القادة والاختصاصات». ثمّ ما بعد «تموز»، طُوّرت الوجهة: «أصبح السؤال هل يُسمح بدخول الإسرائيلي وبأن يحتل ثم ندافع؟». سريعاً، رفع الحزب من درجات سلّم الارتقاء في الإعداد، أي في العوامل المادية للتنظيم الجهادي. فجاء مجدداً تطوير «رباعيّ» العديد والتسليح والانتشار والتدريب بما يتلاءم مع متطلبات ما بعد نصر 2006. ما المتطلبات؟ «طُلب أن نتحوّل إلى منظومة هجوم»، يقول القائد الجهادي. ويضيف: هذا «التحوّل ليس ابن ساعته، بل هو ترجمة لعملية إعداد كوادر ينتظرون هذه المرحلة… أو ما يسميه الإسرائيلي ويخشاه وهو دخولنا الجليل».
ما بين 2006 و2012، كانت المعسكرات تشهد تخمة محمودة بنظر الحزب، من المنتمين الجدد. بدأت المسألة كألعاب الفيديو: كلّما تقدمت في المراحل احتجت لأساليب جديدة و«عدّة» مختلفة. كان «التفاعل مع التحدي» كما يسمّيه «الحاج» الخمسيني، أساس اجتياز كل مرحلة. هذا التفاعل مرّ به أبناء المقاومة الاسلامية، سابقاً، عند ادخال العدو أجهزة رؤية ليلية في مدرعاتهم، أو عند ادخال المنظومات الحرارية في هذه الآليات. في تلك الفترة «أنجز الحزب بما يتلاءم مع التهديد»، لننتقل إلى «ساحة» جديدة من المواجهة المفتوحة مع العدو.
في الانتظار الدائم لجولة كبرى ضد الصهاينة، جاءت «مرحلة سوريا». يقول القائد إنّ «التهديد كان واضحاً منذ اللحظة الاولى في الاتجاه اللبناني، وخصوصاً من محور القرى الحدودية في الداخل السوري التي يسكنها لبنانيون وعلى مقام السيدة زينب». ظهرت «منظومة الهجوم» في ساحة أخرى، ومن الغوطة إلى القصير فالقلمون كان عناصر الحزب يخوضون عملياً ما استعدوا له في السابق.
كذلك، يخبرنا القيادي عن الخبرة المكتسبة في الأراضي «المجاورة»؛ ادخال نظام معركة المدرعات مع المشاة، واستخدام مدافع الميدان والتنسيق مع سلاح الجو، لنكون أمام «منظومة قيادة مختلفة» لم تحتَجها المقاومة سابقاً أمام الإسرائيلي، لذا «أصبحنا بحاجة لكادر من هذا النوع». وهنا يروي أنّ الكادر كان بالأصل مهيئاً ومدرباً نظرياً على تحديات كهذه، فجاء «توظيف المعرفة» في المكان الجديد، ليبدأ جمع الخبرة والتجربة في الميدان. وهذه الحاجة المستجدة استوجبت كوادر إضافيين من نوعية جديدة: قيادات عليا، ووسطية، ميدانية، وفيها جميعاً مهارات تخصّصية، «وهذا تطلّب تطوير منظومات خدمات الدعم كالاسعاف الحربي» (مشافٍ ميدانية، كوادر طبية…).
وفي الكلام عن «الغرق» في سوريا، برغم «تراكم الخبرات واحراز نتائج عسكرية لافتة»، يؤكد القيادي أنّ «حصّة الاسرائيلي على جنب»، فـ«معركة سوريا لحالها»، وإن كان آلاف الشباب قد «مرّوا» في ساحات قتال التكفيريين لكن الجبهتين منفصلتان من ناحية الجاهزية. «لو ما كنا محضرين ما نجحنا» يضيف. أمام كل مفصل كانت المقاومة تدخل في مرحلة اكتساب قدرة أكبر ومهارات أكثر. اليوم المجاهد في حزب الله خبر القتال في العمران والصحراء والاماكن المفتوحة والأحراج. يحيلنا القائد إلى «قمة التلاجة» في جبال القلمون حيث وصل ورابط المقاتلون على علو 2500 متر بدرجة حرارة تعدّت العشرين تحت الصفر. «كان يجب أن نكون على تلك القمة، مثلما وجب أن نكون في أماكن أخرى لا تشبه مناخ مناطق الجنوب… وكنا مستعدين لذلك» يقول لـ«الأخبار».
المسألة «روتينية» أمام القيادي الذي قاد عمليات في لبنان وسوريا، لكن في المحصلّة اليوم، هناك فتىً وُلد في بُقعة متروكة من هذه الأرض، بعد سنوات سيكون مقاتلاً شرساً على بعد آلاف الكيلومترات، أو سائق دبابة محترفا… أو يقف في الخط الأمامي و«يطلب» من طائرة حربية الإغارة على نقطة معيّنة… أو من يعلم قد يقود هو هذه الطائرة.
البناء
مشاغبات أميركية على القاذفات الروسية… وجنوب حلب عيونه خضراء قريباً
المقداد لـ «البناء»: حلف الشرق والشرف أقرب للنصر من أي وقت مضى
قهوجي قائداً للجيش لسنة إضافية تبقي فرص الرئاسة مفتوحة… بمبادرة مصرية؟
يوم أمس، الذي كان بامتياز يوم القاذفات الروسية التي نجحت بتدمير الكثير من تحصينات ومستودعات تنظيمي جبهة النصرة وداعش، في شمال وشمال شرق سورية، شهد مشاغبات أميركية تستهدف المعنى الأبعد الذي حملته عاصفة الـ «تي 22»، لجهة الانتقال الروسي للمرة الأولى منذ تفكك الاتحاد السوفياتي ونهاية حلف وارصو، لتشكيل أحلاف عسكرية، وتوضيع وحدات استراتيجية قتالية خارج الأراضي الروسية، وما يعنيه للأميركين حلف روسي إيراني سوري، مفتوح الحدود على أوروبا براً عبر روسيا وبحراً عبر المتوسط من سورية، وموجود في قلب الخليج وقلب عمق آسيا وصولاً لحدود الصين عبر موقع إيران، المتجذّر في العمق الآسيوي، بحجم تجذّره في قلب سوق الطاقة العالمي.
على إيقاع عاصفة التوبوليف، اعترف جيش فتح الشام المسمّى الجديد لجبهة النصرة بنجاح الجيش السوري باسترداد مواقع ومباني الكلية الفنية الجوية ونصف كلية المدفعية، تمهيداً لدخول كلية التسليح، وإعلان جنوب حلب مجدداً تحت سيطرة الجيش السوري بعيون خضراء.
نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد، عكس أجواء الارتياح والثقة اللتين تعيشهما دمشق، سواء لجهة سير المعارك، أو لجهة طبيعة العلاقة مع الحليفين الروسي والإيراني، مستخدماً في تسمية الحلف الروسي الإيراني السوري وصفه بـ «حلف الشرق والشرف» رداً على الاستعمال الأميركي التقليدي لمصطلح حلف الشر.
قال المقداد إن حلف الشرق والشرف أقرب للنصر من أي وقت مضى، وأن علاقات الثقة والصدق دخلت علم السياسة كمكوّن إلى جانب المصالح لصياغة التحالفات الناجحة، وأن منظومة القيم التي يلتقي الحلف للدفاع عنها تبدأ من رد الاعتبار لمفهوم دولة الاستقلال الوطني وتنتهي بالسعي لعالم اكثر توازناً، وهذا ما يجعل للحلف وخطواته أبعاداً تتخطى حدود التلاقي في مواجهة الحرب على سورية والتشارك في خوض الحرب على الإرهاب. وأكد المقداد أن التقدم في الحرب على الإرهاب يزيد فرص الحل السياسي ولا يعقدها كما يروّج البعض، فالانتصار على الإرهاب يسقط الأوهام حول حلول عسكرية لدى بعض مفردات تحمل لواء المعارضة وتعلم أن القوة العسكرية التي تقف بوجه الدولة السورية هي التنظيمات الإرهابية، مضيفاً أن سورية رغم قناعتها بما قدّمته تجارب الحرب وآخرها ما يجري في حلب قد أسقط مقولة معارضة مسلحة معتدلة، فهي مستعدة للمشاركة في أي جولة مقبلة تدعى إليها في جنيف دون شروط مسبقة، داعياً القيادة التركية إلى الإصغاء بصدق لنصائح روسيا وإيران والانتقال من ضفة الرهان على الحرب وتشغيل الإرهاب، إلى ضفة الاستثمار على حسن الجوار والعلاقات التاريخية وضمان الاستقرار والأمن ومكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن الزمن المتسارع لا يعطي الكثير من الفرص، فواشنطن ستكون أمام امتحان مصداقيتها بموقفها من تصنيف جبهة النصرة بعد تغيير اسمها على لوائح الإرهاب لدى مجلس الأمن الدولي، وفقاً للطلب الذي تقدمت به روسيا.
لبنانياً، لا تزال زيارة وزير الخارجية المصرية سامح شكري عنوان الاهتمام، خصوصاً مع حسم الاتجاه لتمديد بقاء العماد جان قهوجي في قيادة الجيش، وفرضيات أن يبقيه ذلك عضواً في نادي كبار مرشحي الرئاسة، مع ما نقل عن شكري من دعوة لتوسيع الخيارات بين المرشحين الكبار، بالحديث عن لائحة تضمّ المرشحين الحاليين الرئيسيين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، وإضافة اسمين آخرين، من خارج نادي الزعامات السياسية، وترك الفرصة لكل الأطراف بوضع خيارين رئاسيين أول وثان، ومحاولة صياغة مشروع توافقي تتبناه قوى وسطية في مجلس النواب، يشارك فيها مؤيدون للمرشحين الرئيسيين، تحاول الوصول لصيغة توافقية على اسم واحد من ضمن سلة موازية لكل اسم تتضمن اسما وصيغة مناسبين لرئاسة الحكومة والحكومة ومقاربة لما سيكون عليه وضع المرشح الرئيسي الذي لا انتخابات لسواه دون موافقته وهو العماد ميشال عون، وتحديد مكانته في الدولة في حال عدم حصوله على كرسي الرئاسة، لأن لا حاجة لبحث موازٍ في حال تم التوافق عليه للرئاسة.
بري: المواقف المتشدّدة تدفع نحو الفراغ
جدّد رئيس المجلس النيابي نبيه بري تأكيده أمس، أن الملفات العالقة ستتحلحل من اليوم الى رأس السنة، وبدا متفائلاً حيال ملفي الرئاسة وقانون الانتخاب العمود الفقري للحل. ولفت بحسب ما نقل عنه زواره لـ «البناء» إلى «أن عدم الاتفاق سيضع البلاد على مفترق طرق خطيرة مع تأكيده الرفض المطلق للتمديد مجدداً مهما كلف الأمر». وأبدى مخاوفه من أن البعض من خلال مواقفه المتشددة وعدم الاستجابة للحلول يدفع الأمور باتجاه الفراغ والمؤتمر التأسيسي. وشدّد على «أن معالجة أي ملف من الملفات بما فيها ملف الرئاسة سيؤدي تلقائياً الى ربط الملفات ببعضها البعض، وبالتالي يطرح معالجة القضايا الأخرى ومنها، تشكيل الحكومة.
وإذ حذر من مخاطر الوضع الاقتصادي الذي يتفاقم يوماً بعد يوم، أعرب عن انزعاجه من أداء حزب الكتائب في ما يتعلق بمكب برج حمود، سائلاً ما هي البدائل، مبدياً خشيته من ان تعيد هذه التحركات فتح ملف المكبات من جديد وتعقيد حل الأزمة وإعادة النفايات الى شوارع بيروت.
مقبل: أعمل حسب مسؤولياتي الدستورية
إلى ذلك، عاد ملف التعيينات العسكرية إلى واجهة الأحداث الداخلية، وعلم أن الرئيس المجلس النيابي الذي التقى امس، وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، عشية جلسة مجلس الوزراء، كان بحث التداعيات السلبية على لبنان في حال الشغور في القيادات العسكرية، إذا لم يتم التوافق على خلف لقائد الجيش. وأكد مقبل أنه لن يعمل إلا حسب مسؤولياته الدستورية وحسب القوانين، مشددا على أنه لا يقبل بأي شغور في المجلس العسكري أو في قيادة الجيش. واشار من عين التينة، الى أنه سيطرح اليوم في مجلس الوزراء 3 أسماء للتعيين في منصب الأمين العام لمجلس الاعلى للدفاع، موضحاً أنه اذا لم يتم التوافق على اسم فهو سيتصرف وفق مسؤولياته.
ملف الاتصالات يغيب مجدداً
يبحث مجلس الوزراء في جدول أعمال عادي من 85 بنداً أبرزها تقرير اللجنة الوزارية المكلفة دراسة تلوّث مجرى نهر الليطاني، وتعيين أساتذة في التعليم الثانوي في الملاك من المتعاقدين الذين أجريت لهم امتحانات في مجلس الخدمة المدنية. وفيما يغيب ملف الاتصالات عن الجلسة لغياب وزير الاتصالات بطرس حرب لظروف عائلية تقبّل التعازي بوفاة شقيقته فإن ملف التعيينات الامنية سيطرح من خارج جدول الاعمال.
تأجيل تسريح خير يمهّد لقهوجي وملاك خلفاً لسلمان
وأكدت مصادر وزارية لـ «البناء» «أن الجلسة ستشهد خلافاً بين المكونات الحكومية حيال الأسماء المطروحة ما من شأنه أن يضع وزير الدفاع سمير مقبل تحت فرضية الأمر الواقع بضرورة إصدار قرار ليل الأحد ـ الإثنين بتأجيل تسريح اللواء خير لمدة سنة، مشيرة إلى أن هذا القرار سيكون مقدمة للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، لمدة سنة للمرة الأخيرة إذا ينهي في إيلول 42 عاماً من الخدمة». ولفتت المصادر إلى «أن مصير رئاسة الأركان سيكون مختلفاً، فهناك شبه شبه اتفاق على تعيين العميد حاتم ملاك خلفاً للعميد وليد سلمان الذي ينهي في أيلول 43 عاماً في الخدمة العسكرية». وأكد وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي لـ «البناء» أنه مع التعيين وضخ دم جديد في قيادة المراكز العسكرية وعدم حرمان عمداء كفوئين هذا المنصب. لكن السؤال هل بإمكان مجلس الوزراء التعيين في ظل الانقسامات السياسية؟
وأشار حناوي إلى أن من الأسماء التي ستطرح اليوم خلفاً للواء محمد خير، العمداء مروان الشدياق، بسام العبد، صادق طليس، باسم الخالد، كلهم يتمتعون بأهلية تخولهم تبوّء هذا المنصب، لكن المشكلة مردها أن الكثير من المرشحين ليسوا محسوبين على أفرقاء سياسيين، وهذا ما يقف حاجزاً أمام وصول الكثيرين من الذين يستحقون»، معتبراً أن «التعاطي السياسي مع الجيش يجعل من الضباط أسرى لهؤلاء».
ورأى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ «البناء» أنه إذا حصل اتفاق بين الوزراء على اسم من الأسماء التي ستطرح كان به وإذا تعذّر الاتفاق، فإن قرار التمديد للواء خير، سيكون سيّد الموقف عند الوزير مقبل.
الدور المصري غير منتج
إلى ذلك، أنهى وزير الخارجية المصري زيارته الى بيروت، بعدما استكمل أمس، جولته على المسؤولين اللبنانيين والتقى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة. وأشار شكري إلى أنه طرح الأفكار التي قد تحلحل بعض المواقف واهمية السير قدماً لتحقيق الاستقرار والخروج من المعادلة الراهنة. وقال «لدينا رؤية للحل ونطرحها على جميع القيادات وهناك اهتمام دولي وإقليمي بالوضع في لبنان».
وعلّق مصدر مطلع لـ «البناء» على استثناء وزير الخارجية المصري حزب الله من جولته على المسؤولين اللبنانيين، مشيراً الى أن هذا الأداء يؤكد أن مصر لا تستطيع أن تؤدي دوراً إيجابياً منتجاً وبناء في أي حل، بغض النظر عن أن الزيارة لا تحمل اية مبادرة.
لا علاقة لشقيْقَي بلال بدر بالتنظيمات الإرهابية
أمنياً، سلّم الفلسطينيان أحمد وشراع بدر شقيقَي بلال بدر نفسيهما الى مخابرات الجيش في صيدا، ليرتفع عدد الذين سلّموا أنفسهم أمس الى أربعة. وقالت مصادر في اللجنة الأمنية العليا في المخيم لـ «البناء» «إن حملة التسليم جاءت نتيجة عمل أشهر بين اللجنة الأمنية العليا والأجهزة الأمنية اللبنانية وفي مقدمتها الأمن العام ورئيسه اللواء عباس ابراهيم لتسوية ملفات عدد كبير من المطلوبين بمذكرات توقيف بإطلاق نار وذلك لتخفيف العبء الأمني على المخيمات الفلسطينية وتحديداً عين الحلوة». وأضافت المصادر أن «اجتماعاً حصل أول من أمس بين اللجنة الأمنية ورئيس فرع المخابرات في الجنوب العميد خضر حمود، وتمّ البحث خلاله بسجلات عدد كبير من المطلوبين وبصحة التقارير المرفوعة لتسوية أوضاعهم وبناء عليه يسلم هؤلاء أنفسهم على مراحل».
ونفت المصادر «أن يكون لشقيقَي بلال بدر أي علاقة بالتنظيمات الإرهابية، ولفتت الى أن بدر لا يزال في مخيم عين الحلوة وهناك جهود لتسوية وضعه، لكن عقبات عدة تحول دون ذلك، إذ لا يمكن للأجهزة الأمنية تسوية الدعوات الشخصية المرفوعة ضده في القضاء اللبناني». وشددت على أن «الوضع في المخيم تحت السيطرة وهناك بعض الأشخاص يحملون أفكاراً متطرفة، لكن لا يوجد تنظيم مسلح إرهابي».
وأشارت المصادر إلى «أن لقاءً حصل في الاسبوع الماضي بين اللجنة الأمنية العليا ووفد من حركة أمل تم خلاله بحث ملفات المطلوبين في المخيمات. وتم الإتفاق على ألا يبحث وضع المخيمات من زاوية أمنية فقط بل الاهتمام بالحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين وكان هناك تجاوب من الوفد وسيوضع برنامج مع القيادة السياسية اللبنانية ويعرض على الحكومة للبحث في كيفية إعطاء هذه الحقوق الى الفلسطينيين». كذلك، ضبطت قوى الجيش على طريق رأس السرج في منطقة عرسال، عبوة ناسفة زنة 400 غرام موصولة بصاعق عادي وفتيل صاعق ومعدّة للتفجير.
اللواء
برّي يدقّ ناقوس الخطر: البلد على مفترق طرق
«اللــواء» تكشف دوافع تسليم مطلوبين في عين الحلوة
عدا عمّا توقعته «اللواء» أمس، بالنسبة للتمديد للأمين العام لمجلس الدفاع اللواء محمّد خير سنة جديدة في مجلس الوزراء اليوم، وما نشرته بخصوص مواضيع جدول الاعمال الذي يتضمن 85 بنداً، فلا جديد يمكن ان يطرأ على الجلسة اليوم غير أزمة النفايات التي بدأت تطل برأسها من خلال أزمة مكب برج حمود الذي يواجه اعتصاماً كتائبياً وقطعاً لطريق عبور شاحنات النفايات إلى المكب، مما تسبب بتكديسها في الشوارع والاحياء السكنية في مناطق كسروان والمتن وبعبدا، على مدى الأيام الثلاثة الماضية.
ولئن أكّد وزير الزراعة ورئيس اللجنة المكلفة بموضوع النفايات اكرم شهيب لـ«اللواء» ان الأمور لا تزال تسير بشكل طبيعي في بيروت بالنسبة لرفع النفايات من الحاويات في الشوارع والاحياء من قبل شاحنات شركة «سوكلين»، فإنه أعلن انه سيثير موضوع ما يجري في مكب برج حمود امام مجلس الوزراء، بعد التشاور مع الرئيس تمام سلام، مشيراً إلى انه سيلتزم بما يقرره مجلس الوزراء بهذا الخصوص، لافتاً إلى انه إذا كان حزب الكتائب مصراً على موضوع الرقابة على الأعمال في المكب، فهذا حقه اما التعطيل من أجل التعطيل فهذا يضر بالبلد، وستعود النفايات مع الأسف إلى بعض المناطق. ولفت شهيب إلى ان لمجلس الوزراء وحده الحق في النظر إلى موضوع التحركات الاعتراضية، مشيراً إلى انه إذا جرى تعطيل لخطة النفايات، فقد تنتفي الخيارات الأخرى. وعلمت «اللواء» انه في مراحل سابقة من الاعتراض الكتائبي، اجريت اتصالات للتحذير من مغبة هذه التحركات والعودة عنها.
ولاحظت مصادر وزارية في هذا السياق ان تفاقم أزمة النفايات في كسروان والمتن، في حال تمّ اقفال مطمر برج حمود، سيدفع الأمور باتجاه تحركات شعبية واسعة، لا أحد يعلم إلى أين ستؤدي، علماً ان رئيس الكتائب النائب سامي الجميل سيكون له موقف ضاغط من هذا الموضوع باتجاه اقفال المطمر نهائياً.
التعيينات العسكرية
اما بالنسبة للتعيينات العسكرية، فقد أعلن نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل بعد زيارته الرئيس نبيه برّي في عين التينة، انه سيطرح، ومن خارج جدول أعمال مجلس الوزراء ثلاثة أسماء لتعيين واحد منهم خلفاً للأمين العام الحالي للمجلس الأعلى للدفاع، وانه في حال لم يحصل اتفاق أو قرار باغلبية ثلثي الوزراء، فإنه سيمارس واجباته الدستورية والقانونية وسنداً للمادة 55 من قانون الدفاع الذي يعطي وزير الدفاع صلاحية إصدار قرار تمديد مهلة تسريح الضباط.
وبالنسبة لقائد الجيش، أوضح مقبل انه ما يزال هناك وقت حتى 30 أيلول المقبل، موعد انتهاء الولاية الممددة للعماد جان قهوجي، لكنه لفت إلى ان ما سيطبق على مركز الأمانة العامة لمجلس الدفاع سيطبق على قيادة الجيش لاحقاً، مؤكداً ان الفراغ في الجيش وفي المجلس العسكري غير وارد.
غير ان مصادر معنية بالملف، شددت لـ«اللواء» على ضرورة وأهمية طرح موضوع قيادة الجيش في الجلسة اليوم، باعتبار انه لا يجوز تأجيله حتى نهاية فترة خدمة قائد الجيش، أي نهاية أيلول، مشيرة إلى انه من الأفضل بت الموضوع اليوم قبل الغد، وانه لا موجب لتأجيله حتى ربع الساعة الأخيرة، وذلك من أجل مصلحة المؤسسة العسكرية التي تنتظرها الكثير من الاستحقاقات والمهام الأمنية، وهي تكاد تكون – ربما – المؤسسة الوحيدة الفاعلة والعاملة بأكثر من طاقتها في ظل الظروف الدقيقة والصعبة التي تواجه لبنان في هذه المرحلة التي يواجه فيها الإرهاب الشرس على حدوده الشرقية، والتي كان آخرها ضبط عبوة ناسفة على طريق رأس السرج في منطقة عرسال، ومعدة للتفجير من خلال فتيل صاعق، وذلك بعد يومين من انفجار عبوة مماثلة باحدى آليات الجيش، بنفس الطريق، مما أدى إلى إصابة خمسة عسكريين بجروح طفيفة.
ولفتت المصادر إلى ان ما سيسرى على موضوع قائد الجيش، سيسرى بالنسبة لرئاسة الأركان، لناحية تأجيل طرح الملف، باستثناء ان مُـدّة الخدمة العسكرية لرئيس الأركان الحالي اللواء الركن وليد سلمان ستنتهي في نهاية أيلول، ولا يجوز بالتالي قانوناً اللجوء إلى تأجيل التسريح، بل تعيين بديل يرجح ان يكون العميد الركن حاتم ملاك، على الرغم من ان الاتصالات والمشاورات لم تحسم هذا الخيار بعد.
ولم تستبعد مصادر وزارية ان تشهد جلسة اليوم نقاشات ربما تصل إلى شيء من الحدية، في ضوء ما سيطرحه مقبل، لكن المصادر توقعت ان لا تتخطى هذه النقاشات أكثر من تسجيل الاعتراضات على مبدأ التمديد، لا سيما من قبل وزيري «التيار الوطني الحر»، لمعرفة الجميع دقة الظروف الراهنة التي لا تسمح باجراء التعيينات العسكرية، خصوصاً وأن هناك شبه استحالة لتعيين قائد جديد للجيش في هذه المرحلة حيث ان معظم القوى السياسية أصبحت مقتنعة بأن لا بديل عن العماد قهوجي، في هذه المرحلة مما يجعلها تتمسك ببقائه، وفي مقدم هذه القوى حليف التيار العوني «حزب الله».
وفي تقدير المصادر انه لهذا السبب ينظر التيار إلى ملف التعيينات الأمنية بكثير من التروي والتحسب لكل الاحتمالات، وقد أكدت مصادر قيادية فيه ان وزيري التيار لن ينسحبا من الحكومة، لكنهما سيعبران عن رفضهما لأي تمديد استناداً إلى ضرورة احترام الدستور من دون اللجوء إلى التعطيل.
ومهما كان من أمر، فقد دعت مصادر وزارية إلى انتظار ما سيطرحه وزير الدفاع من أسماء للأمانة العامة لمجلس الدفاع، علماً ان الوزراء لم يتسلموا سيراً ذاتية أو معلومات عن المرشحين الثلاثة.
زيارة شكري
سياسياً، وباستثناء ما تأكد لدى الذين التقوا وزير الخارجية المصري سامح شكري، من أنه لا يملك أفكاراً محددة في شأن ما تردّد عن مبادرة مصرية باتجاه إنهاء الفراغ في رئاسة الجمهورية، وأن زيارته هي فقط لاستيضاح ما يجري في لبنان على هذا الصعيد، والإستماع من القيادات اللبنانية، حول ما لديهم من مواقف وأفكار في هذا الشأن، فإنه لم يسجّل أي تطوّر سياسي لافت أمس، غير ما أكده الرئيس نبيه برّي من أن الوضع لم يعد يُحتمل مع استمرار المراوحة والاهتراء في المؤسسات، ولا سيما وأن ذلك ينعكس على المواطنين ويزيد من معاناتهم اليومية، كما ينعكس على الوضع والانتظام العام في البلاد.
ودعا برّي، بحسب ما نقله عنه نواب الأربعاء، إلى الإسراع في الاتفاق على الحل الشامل بدءاً من رئاسة الجمهورية، مؤكداً أن عامل الوقت ليس لصالح الجميع، مجدداً تأكيده أن الانتخابات النيابية حاصلة في موعدها، ولا عودة للتمديد تحت أي ظرف كان، معتبراً أن ذلك يقتضي الإسراع في الاتفاق على قانون انتخابات يشكّل العمود الفقري للحل.
وحذّر برّي من مخاطر الوضع الاقتصادي الذي يتفاقم يوماً بعد يوم، والذي يحتاج إلى عناية خاصة تبدو متعذّرة في ظل عدم إيجاد حلول سياسية للأزمة الراهنة، لافتاً إلى أن الوضع في البلاد سيكون في نهاية العام الحالي على مفترق طرق إذا لم يتم الاتفاق على الحلول المناسبة للملفات العالقة. ولوحظ أن الوزير المصري غادر بيروت مساء أمس من دون أن يلتقي أحداً من مسؤولي «حزب الله»، وهو أوضح في المطار لدى سؤاله عن هذا الموضوع، أن السفير المصري محمّد بدر الدين زايد وجّه الدعوة لأحد وزراء الحزب لحضور مأدبة العشاء التي أقامها مساء أمس الأول، والتي جمعت معظم القيادات اللبنانية السياسية، إلا أنه لم يحضر، ولا أعرف لماذا؟
وشدّد شكري خلال اللقاءات المنفردة التي عقدها أمس من خلال زيارات لكل من الرئيس ميشال سليمان والرئيس فؤاد السنيورة بمشاركة وفد من نواب كتلة «المستقبل»، والنائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، على أنه لمس لدى هذه القيادات عناصر توافق اعتبرها مؤشراً إيجابياً، مؤكداً أنه سيستمر في التواصل مع هذه القيادات على المستوى الإقليمي وبما لدى مصر من علاقات مع قوى دولية مؤثرة لاستكشاف ما يمكن أن يتم، مشيراً إلى وجود اهتمام دولي وإقليمي بالوضع في لبنان.
تجدر الإشارة إلى أن السفير المصري الجديد في لبنان نزيه النجاري، رافق الوزير شكري في الزيارة، استعداداً لتسلّم منصبه الجديد أول الشهر المقبل، خلفاً للسفير زايد.
ماذا وراء تسليم المطلوبين؟
في هذا الوقت، وعلى صعيد أمني، كرّت، أمس، سبّحة تسليم المطلوبين الموجودين في مخيم عين الحلوة، لأنفسهم للأجهزة الأمنية، ولا سيما لمخابرات الجيش، ما ترك جملة من التساؤلات عن دوافع وأسباب وتوقيت هذه الخطوة. وفي معلومات مصادر فلسطينية متابعة للملف، أن توافقاً جرى بين قيادة الجيش والجانب الفلسطيني ممثلاً بالسفير أشرف دبور، لحلحلة قضايا المطلوبين، وبينهم من صدرت بحقهم بلاغات بحث وتحرٍ أو وثائق وتقارير بتهم الانتماء إلى مجموعات إرهابية أو مرخصة، بهدف إغلاق هذه الملفات بعد إنجاز التحقيقات فيها.
وأشارت المصادر إلى أن هذا الأمر ترك ارتياحاً لبنانياً وفلسطينياً، لأنه يساهم في عودة هؤلاء المطلوبين إلى ممارسة حياتهم الطبيعية، بما فيها السفر، وكذلك بتضعضع الخلايا والمجموعات التي كانت أحد أسباب إعلان «تجمّع الشباب المسلم» في مخيم عين الحلوة عن حلّ نفسه، أمس الأول، حتى لا يُستغل هذا الاسم في مآرب سياسية، وبما يُسهم كل ذلك في تفكيك الألغام وإفشال السيناريوهات التي ترددت مؤخراً في المخيّم. وقد سجّلت أمس على هذا الصعيد خطوة هامة تمثّلت بتسليم شقيقي القيادي الإسلامي المتشدّد في عين الحلوة بلال بدر، شراع وأحمد بدر، ووالد زوجته غالب حجير، المطلوبين بعدة مذكرات. كما قام الفلسطينيون (مروان. ص) و(إبراهيم. ع) و(أحمد. و) بتسليم أنفسهم إلى مخابرات الجيش في الجنوب.
كذلك قام طارق الشهابي، وهو إبن شقيق القيادي الإسلامي أسامة الشهابي، بتسليم نفسه إلى معلومات الأمن العام. وكان نجل قائد «كتائب عبد الله عزام» محمّد توفيق طه قد سلّم نفسه إلى مخابرات الجيش اللبناني قبل 10 أيام. كما قام عدد من مناصري الشيخ أحمد الأسير بتسليم أنفسهم إلى مخابرات الجيش اللبناني، وبينهم شقيق الفنان المعتزل فضل شاكر محمّد عبد الرحمن شمندور وقبله نجله عبد القدوس.
واللافت أن هذه الخطوة تزامنت مع قيام وفد أمني أميركي بتفقّد محيط مخيّم عين الحلوة أمس، في خطوة عزتها مصادر أمنية إلى مخاوف من عمل أمني قد يقوم به بعض الموجودين الخطيرين في داخله، ممن توظفهم جهات إقليمية ضد قوات «اليونيفل» أو زعزعة الاستقرار في المناطق الحدودية الجنوبية مع إسرائيل.
المصدر: صحف