لا حاجة بنا لذكر التصريحات الأميركية والخليجية العميلة اللاحقة، المواكِبة للوضع في لبنان، سواء عبر الإعلام أو عبر وسائل التواصل، للتأكيد على الأيدي الخارجية التي بدت بصماتها واضحة في لبنان، منذ أزمة اختفاء الدولار من الأسواق مروراً بالحرائق المُفتعلة خلال ليلة واحدة على امتداد الخارطة اللبنانية، ووصولاً الى جزء من الحراك الشعبي الذي نحترم كل الصرخات المطلبية المعيشية التي يُنادي بها.
لسنا في وارد الطلب من كل متظاهر أن يُدرِك خطورة ما هو مُخطط للبنان، لأن كل البِدَع الشيطانية لتقويض مؤسسات الدولة وإشعال الفِتَن وصولاً الى التقاتل بين اللبنانيين كانت مُبرمَجة، فيما جزء من الشعب غافل عن شغل السفارات ويصدح “كلُّن يعني كلُّن”، وهذا حُكم مُسبق ومساواة الأوادم بمَن ملفاتهم حافلة بالفساد.
اتهام بعض المتظاهرين الجميع بالفساد، يُعتبر غوغائية في الحُكمِ على الناس، خاصة أن ملفات الفساد موجودة أمام القضاء، ومنها الملف الذي عمِلت عليه لجنة من حزب الله برئاسة النائب حسن فضل الله وقدَّمه الى المراجع القضائية ، والكرة في ملعب القضاء، لأن الحزب قام بواجبه بما يُمليه عليه الواجب الأخلاقي والوطني أمام الشعب اللبناني.
بعد كلمة فخامة الرئيس ميشال عون التي دعا فيها المتظاهرين لتشكيل لجنة تمثيلية عن الحراك، برزت عقدة التشكيل، وسوف تتكشَّف عِقَد من يتظللون تحت العلم اللبناني وهُم مخروقون من طوابير خامسة تُحرِّكها سفارات، ولديهم أجنداتهم التي لا تقتصر على تحقيق أمور مطلبية، بل تتجاوزها الى “إسقاط النظام”، وعلى المتظاهرين أن يَعُوا أسباب تأخير تشكيل لجنة تمثِّلهم على امتداد ساحات الإعتصام .
وبعد كلمة سماحة السيد نصرالله، التي جاءت كالعادة، وطنية، واقعية، حكيمة ورؤيوية لما يُحاك للبنان من مؤمرات تمتطي الحراك الشعبي المطلبي، تدعونا الى ضرورة التبصُّر بمصيرنا في ظلِّ هذه الفوضى، وخدمات الخمس نجوم التي تُقدَّم لقاطعي الطرقات ولساحات التظاهر، كلفتها ملايين الدولارات في اليوم الواحد، وعلى المتظاهرين وغالبيتهم الساحقة من شعبنا اللبناني المقهور أن يدركوا، أنه ممنوعٌ على أي تيار سياسي أو مجموعة عملاء سفارات أن يمتطوا حراكهم المطلبي دون أن يعرفوا مَن هُم قادة حراكهم ومن يقف خلفهم والى أين يمكن ان يذهبوا بهم…
المصدر: موقع المنار