تعاكس الكثير من الاوضاع القائمة والارقام اللافتة في الكيان الصهيوني حول وقائع المجتمع والهجرة اسس اجتماع المنظمة الصهيونية الاول في اواخر القرن العشرين برئاسة هرتزل مؤسس الصهيونية ، حتى بات هذا الكيان اللقيط مع مرور الوقت غير قادر على استمرار تحقيق الوعود التي على اساسها تاسست الصهيونية وجيء باليهود من اقطار العالم بمزاعم دينية واجتماعية وامنية، فباتت الارقام والاحصاءات تشير الى تهديد حقيقي لبنية هذا الكيان وتشكل كابوساً مخيفاً للاوساط الصهيونية والمسؤولين.
أزمة امن توازيها ازمة بنية اقتصادية وتُفاقمها فوضى سياسية منذ بداية الالفية الثالثة، كلها تنعكس اضطرابا اجتماعيا حقيقيا في “اسرائيل”، ورغم انها تلجأ الى سياسات مخطط لها لتسعير صراعات بين العرب والهائهم عن القضية الفلسطينية او دعم جماعات اجرامية متطرفة في المنطقة العربية لإثارة القلاقل والتقسيم وللتغطية على الجرائم الصهيونية، الا ان السياسات العدوانية التي لم تتغير أدت الى اثر سلبي على الامن الصهيوني، وسياسات الحكومات الصهيونية المتعاقبة العدوانية ادت الى اثار سلبية معاكسة متصاعدة على “المجتمع” الصهيوني بحيث ان تكرر الحروب العداونية سواء على لبنان او غزة نجم عنه تعرض العمق الصهيوني لرد متصاعد افقد الصهيوني الشعور بالامان.
الانتفاضات في فلسطين كان لها دوما الاثر العميق على الصهيوني واليوم اشعرت الهبة المستمرة الاحتلال الصهيوني بنوع جديد من اللاأمان حتى بات كل صهيوني في مناطق الضفة المحتلة يشعر بالقلق من السير في الشارع او الجلوس بمقهى وهذا نتاج وجوده في كيان مغتصب وتنفيذ المستوطنين والجنود على السواء الاعتداءات المتكررة .
عدد غير مسبوق
عدد غير مسبوق في تاريخ “اسرائيل” كشفته “دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل” حول نسبة من يسافر من “الإسرائيليين” خارج فلسطين المحتلة وحتى لو لم تكن الهجرة دائمة او تدخل في ما يسمى الهجرة اليهودية المعاكسة فإن الارقام الكبيرة من المسافرين هذا العام تدل على “هرب” ولو مؤقت من اوضاع امنية واجتماعية صعبة. بات الكثير من الصهاينة يحزمون الامتعة ويغادرون، سواء في هجرة او في سفرات ممتدة.
ونشر موقع “المصدر” الإسرائيلي، أنه منذ كانون الثاني حتى تموز الماضيين، غادر أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون إسرائيلي، وهو ما شكل ارتفاعاً نسبته 14.9% مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي! وبموجب هذه الوتيرة، يتوقع أن يغادر أكثر من ستة ملايين ونصف مليون إسرائيلي فلسطين المحتلة حتى نهاية السنة الجارية!
وفي تموز الماضي وحده، غادر 831,000 إسرائيلي، من بينهم 795,000 مرة واحدة، و36,000 مرتين أو أكثر، فيما سافر في حزيران وتموز إلى الخارج ما لا يقلّ عن 1,379,000 إسرائيلي، وهو ما يشكل الذروة في أرقام المسافرين.
حقيقة اخرى
حقيقة اخرى حول الهجرة اليهودية الى الكيان الصهيوني توحي بالامر نفسه: فقد شهدت الاشهر الاخيرة تراجعا بنسبة 38% في معدلات الهجرة اليهودية الى “اسرائيل” قياسا بذات الفترة من العام الماضي.
وكانت كشفت وزارة استيعاب المهاجرين الجدد في “إسرائيل” مؤخراً، أنها شرعت في حملة واسعة لإعادة أكبر عدد ممكن من “الإسرائيليين” الذين غادروا فلسطين المحتلة وأقاموا في بلدان الغرب ويبلغ عددهم 700 ألف نسمة.
وقد اظهر دراسات أن 59% من اليهود في “إسرائيل” توجهوا أو يفكرون بالتوجه إلى سفارات أجنبية لتقديم طلبات للحصول على جنسيات أجنبية، و78% من العائلات اليهودية أبدت دعم أبنائها للسفر إلى الخارج، حيث هناك 1.5 مليون إسرائيلي يحملون جوازات سفر أجنبية.
رغم المساعدات الاميركية السخية ماليا وعسكريا يعاني كيان العدو من ازمة اقتصادية ومن ازمات اجتماعية متنوعة. واشارت الاحصاءات الصهيونية الحديثة ان نسبة الفقر تتخطى 22%. ولم تقتصر المظاهرات في المرحلة الماضية على اليهود الافريقيين الذي يعانون العنصرية والتهميش والفقر بل تخطتها الى تظاهرات اجتماعية متكررة دفعت الحكومات الى محاولة تفادي النقمة والانفجار عبر سياسات ترقيع اقتصادية.
مع وجود مقاومة في فلسطين ترفض الاستسلام ووجود مجتمع فلسطيني مقاوم لا يتخلى عن قضيته ستزداد ازمة الامن الصهيوني تصاعدا وبوجود مقاومة في لبنان حاضرة بقدرات كبيرة باتت ترعب الصهيوني حتى قبل وجود اي حرب، فإن الصهيوني بات يشعر اكثر واكثر ان هذا الكيان هو كيان انعدام الامن، فكيف إن حصل اي عدوان وردت المقاومة بما توعدت به من مفاجآت صادمة؟
المصدر: موقع المنار