اشار السيد علي فضل الله في خطبة الجمعة الى ان العجلة السياسية في لبنان عادت إلى الدوران، بعد عودة مجلس الوزراء للانعقاد إثر انقطاع دام أكثر من شهر في أعقاب لقاء المصالحة أو المصارحة الذي عقد في القصر الجمهوري، والذي جمع الأطراف المتنازعة في الجبل برعاية من الرؤساء الثلاثة.
واوضح إننا في الوقت الذي نرى أهمية ما جرى من مصارحة، ونقدر كل الجهود التي بذلت من أجل إنجازها، فإننا نرى ضرورة استكمال ما جرى، لإجراء معالجة جادة لكل الأسباب التي أدت إلى حصول الأزمة، فلا تبقى المعالجة بالمسكنات أو أن تكون آنية بفعل ضغوط الخارج، بل أن تكون نتاج وعي الجميع بضرورة إيجاد علاج جذري وسريع لكل المشكلات التي تحصل في البلد.
لقد كشف ما حدث في الجبل عن هشاشة الواقع السياسي ومدى الاحتقان الذي يحكم علاقة القوى السياسية وانعدام الثقة فيما بينها، في الوقت الذي يفترض بهذه القوى التي تجتمع في مجلس الوزراء أو في مجلس النواب أن تتعاون فيما بينها لإخراج البلد من أزماته.
لقد تعب اللبنانيون من كل هذا الواقع السياسي، ومن الاستهتار بمصالحهم، في الوقت الذي تستمر معاناتهم في أبسط مقومات الحياة، من الماء والكهرباء والهواء، وتفاقم أزمة النفايات، وتداعيات الوضع الاقتصادي والمالي والفساد والهدر على حياتهم ومقدراتهم، وضغوط الخارج عليهم”.
وتابع “إن الحلول لن تأتي من الخارج، هي تأتي عندما يشعر المسؤولون بأنهم أمام شعب لا ينسى؛ شعب يراقب ويحاسب في وقت الحساب. وعندها فقط سيحسبون الحساب لمواقفهم، وسيخرجون من حساباتهم الخاصة إلى حسابات إنسان هذا البلد.
وفي أجواء هذه المعاناة، لا بد من التوقف عند تداعيات أزمة النفايات التي بدأت تطل برأسها بقوة، والتي، مع الأسف، باتت تأخذ طابعا مذهبيا ومناطقيا، وتستدعي معالجة جادة تلحظ مصلحة البلد.
ولا ننسى أزمة استمرار القنابل العنقودية في الأراضي الزراعية التي أودت بأكثر من ضحية، وآخرها الطفل علي معتوق من بلدة تول، والتي باتت تدعو إلى تحرك سريع وجاد وفعال لمعالجتها”.
واستذكر السيد فضل الله الذكرى الثالثة عشرة للانتصار الذي حصل في العام 2006، والذي تجلت فيه بطولة المقاومة، ومعها الجيش اللبناني، وصمود أبناء الجنوب والبقاع والضاحية، واحتضان الشعب اللبناني، والمواقف السياسية الحريصة على هذا البلد وقوته.
ولقد أكد هذا الانتصار أن إسرائيل ليست قدرا في منطقتنا، وأن عربدتها والعبث بأمن بلادنا واحتلال أرضنا، ليس بالقضاء الذي لا يرد، وأن الأخذ بأسباب القوة هو الذي يحقق المنعة للأوطان والأمن لشعوبها.
ورأى أن هذا الإنجاز، وهو الأول من نوعه في تاريخ الصراع مع العدو، بمعانيه العسكرية الكبيرة وبالإدارة السياسية المميزة له، سوف يبقى مصدر إلهام لكل الشعوب التواقة إلى التحرر من الاحتلال، ومحطة سياسية من محطات الصراع مع هذا العدو حتى استعادة الأرض وكل الحقوق، ولكنه في الوقت نفسه يدعو إلى مزيد من التراص والوحدة لمواجهة هذا العدو الذي سيسعى جاهدا للثأر من هزيمته”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام