اذا كنت تتكلم اللغة العربية وتبحث عن لغات سهلة لتعلمها، فإن هناك العديد من اللغات التي يجب أن تطلع عليها نظرا لتقاربها مع العربية، حتى لو اختلفت أبجديتها عنها.
ما يجعل هذه اللغات أقرب إلى العربية عن غيرها، هو احتواؤها الكثير من المفردات والكلمات العربية، والتي بدورها ستوفر عليك الكثير من العناء، وستجعل عملية تعلم اللغة أقصر وقتاً.
فيما يلي، نستعرض أقرب اللغات إلى اللغة العربية، رغم انتماء بعضها لعائلات لغوية مختلفة:
1- اللغة التركية
ترجع جذور اللغة التركية إلى آسيا الوسطى، حيث تنتمي إلى عائلة لغات الأوغوز، وهي فرع رئيسي وكبير من عائلة اللغات التركية، وعُثر على نقوش ومخطوطات كتبت بها هذه اللغة، أقدمها هي 3 نقوش صخرية عثر عليها في منغوليا الحديثة تدعى بـ “نقوش أورخون”، ويعود تاريخها إلى ما بين 732 و735 قبل الميلاد.
ورغم انتماء اللغة التركية إلى شجرة لغات مختلفة عن العربية، فإنها تحتوي على الكثير من الكلمات العربية، نظراً للتقارب الحضاري والديني والثقافي الذي تم مع إنشاء الدولة العثمانية، فإنه تمت الاستعانة بالعديد من الكلمات العربية في جميع المجالات، فضلاً عن كتابة اللغة بالحروف العربية بعد أن كانت مجرد لغة شفهية.
رغم ذلك تعد اللغة التركية من أقرب اللغات إلى العربية، ويسهل على دارسها اكتشاف العديد من الكلمات ذات الأصول العربية بسهولة، إذ تحتوي اللغة التركية على أكثر من 6 آلاف كلمة عربية.
2- اللغة الفارسية
تتحدث كلٌ من إيران وأفغانستان وأوزباكستان وطاجاكستان اللغة الفارسية، والتي تنتمي إلى فرع اللغات الهندو-إيرانية، والتي تنتمي بدورها إلى اللغات الهندو أوروبية، لكن رغم ذلك فإن اللغة الفارسية تحتوي على كم كبير من الكلمات العربية.
بعد دخول المسلمين إلى بلاد فارس بعد مقتل الملك يزدجر الثالث سنة 651، انتشر الإسلام سريعاً في بلاد فارس، والذي صاحبه انتشار وتسلل الكثير من الكلمات العربية إلى اللغة الفارسية، في حين أن كلمات من اللغة الفارسية أدخلت على اللغة العربية سواءً بعد الإسلام أو قبله، نتيجة التأثير الثقافي.
تكتب اللغة الفارسية بالحروف العربية، بجانب 4 حروف أخرى اخترعت وأضيفت إليها، هي (چ، ژ، گ، پ)، كما تحتوي الفارسية المستخدمة اليوم في إيران على حوالي 8 آلاف كلمة عربية، تمثل 40% من اللغة المستخدمة في الحياة اليومية.
3- اللغة العبرية
تنتمي اللغة العبرية لعائلة اللغات السامية التي تنتمي إليها اللغة العربية أيضاً، وتعود أولى مخطوطات اللغة العبرية إلى سنة 1200 قبل الميلاد وسنة 587 قبل الميلاد، والتي تتكون من حوالي 20 كتاباً، منها الكتاب المقدس.
عملية إحياء اللغة العبرية بدأت في أواخر القرن الـ 19 بأوروبا وإسرائل لاحقاً على يد الأديب اليهودي اليعيزر بن يهودا والذي أطلق عليه “محيي اللغة العبرية”، فبعد أن كانت اللغة العبرية تستخدم حصراً في الأغراض الدينية، أصبحت تستخدم كلغة وطنية لإسرائيل.
وتشترك اللغة العبرية مع اللغات السامية الأخرى مثل الآرامية والعربية في الكثير من الكلمات، ولهذا السبب تجد الكثير من الكلمات المشتركة خصوصاً في الأرقام، فمثلاً אחד [ehad] هي واحد [wahad] و עולם [olam] هي عـالـم [alam]، إلا أن اللغة العبرية تستخدم أبجدية مختلفة عن العربية، وهي الأبجدية العبرية، والتي تتكون من 22 حرفاً.
4- اللغة الأوردية
اللغة الأوردية تنتمي إلى فرع الهندو إيرانية والذي ينتمي إلى عائلة اللغات الهندو أوروبية، وتعتبر اللغة الرسمية في دولة باكستان.
وتحتوي اللغة الأوردية على كلمات من لغات كثيرة، أبرزها السنسكريتية، والفارسية والعربية والبشتونية، ويتحدث بها من 70 إلى 100 مليوناً حول العالم، أغلبهم متمركز في باكستان والهند وبنغلاديش، ونيبال، وأفغانستان.
بدأت اللغة تتطور تدريجياً من خلال الاحتكاك باللغة الفارسية والعربية أثناء الغزوات الفارسية والتركية لشبه القارة الهندية بدءاً من القرن الـ 11 فصاعداً، تَجَلّى تطور اللغة الأوردية أثناء عصر سلطنة دلهي (1206 – 1526) والإمبراطورية المغولية (1526 – 1858).
وتكتب الأوردو من اليمين إلى اليسار في امتداد للأبجدية الفارسية، والذي يعد امتداداً للأبجدية العربية، وتحتوي على العديد من الكلمات العربية، وتشكل الكلمات الفارسية والعربية والتركية حوالي 23% من اللغة الأوردية.
رغم أن هذه أكثر اللغات المتأثرة بالعربية، إلا أن هناك لغات أخرى تحتوي على كلمات عربية كثيرة مثل اللغة المالطية، والكردية، والهندية والسواحلية والإندونيسية.
المصدر: قناة العالم